الصفحات

الاثنين، 4 أبريل 2011



تأملات في واقع رياضي

الكرة عندهم..

و الكرة عندنا..

العز من أولاد البلاد

محمد عـبــيــد –

بعد انتهاء مباراة المنتخب الوطني وانتهاء التحاليل لمجريات تلك المباراة وما واكبها من أحداث مثيرة...وبعد برودة الأعصاب لدى اغلب المشجعين المغاربة استنتجنا أن المنتخب الوطني بدا يتحسن نوعا ما وانه يوجد بريق من الأمل يوحي لنا أن المجموعة تريد فعلا أن تترك بصمة في أهم المحافل الدولية وتبصم على موسم رائع بقيادة المدرب غريتس الذي يتحمل النصيب الأكبر مما آلت إليه نتيجة المباراة أمام الأشقاء وهو أيضا صرح بأنه المسؤول المباشر عما حدث وهذا شيء ايجابي لنا لان المدرب هنا حاول أن يساعد اللاعبين نفسيا على تجاوز الأزمة التي مروا منها خلال المباراة . فريقنا الوطني قدم بعض اللاعبين دون روح وطنية عالية في تلك المباراة لم يكن لهم من هدف سوى الفوز وتقديم الهدية لكل مغربي، ولكن تبا له منافسنا لا يريد أن يرحمنا واقصد بالمنافس الذي لازمنا كظلنا الحظ التعس فإن أعدنا النظر إلى اغلب المباريات نجد أننا لم نكن أبدا بالمحظوظين ولم يكن الحظ بجانبنا بل كان خصما عنيدا يلعب ضدنا في اغلب المباريات ولكن بفضل الله وعزيمة الرجال نتغلب على سوء الحظ وستأتي النتائج قريبا...لكن علينا أن نعمل ونترك المدرب يعمل في صمت وعلينا بصبر أيوب لان النتائج لا تأتي بسرعة البرق بل بعد عمل شاق وتخطيط سليم وعمل دؤوب ..

بعد أن انتهت القمة المغاربية قررنا أن نحط الرحال من جديد في بطولتنا الوطنية . عندما نقول البطولة الوطنية فإننا نتحدث عن هذا الدوري الغريب في أطواره الدوري الذي يحتاج الكثير من الأمور لكي يصبح دوري أقوى مما هو عليه حاليا. البطولة المغربية لا احد يشك في أنها بطولة هاوية في اغلب الجوانب وان كان كانت من صراحة هي أن ندعو بالتوفيق والسداد لهؤلاء الذين كلفوا بملف تأهيل بطولتنا من الهاوية إلى بطولة احترافية ،لان ما نشاهده حاليا إن أردنا تغييره إلى الأفضل نحتاج إلى سنين وسنين لكي نصل إلى القمة ويجب أن لا نستعجل النتائج لأنه ستظهر لنا العيوب الواحدة تلوى الأخرى ومن تلك العيوب يمكننا أن نستخلص الحلول ومنها سنتغير ايجابيا إلى الأفضل .إن قيمنا الوضع الحالي فإننا سنجد أمورا مستعصية على الأغلبية تحتاج إلى متابعه احترافية وتحتاج إلى خبراء مؤهلين للرقي بالبطولة من الألف إلى الياء فالاحتراف ليس بالأمر الهين أبدا بل لنا العبرة في العديد من الدول رغم أنها تعتمد على نظام الاحتراف لكنها فشلت فشل كبير في تحسين مردود فرقهم ومنتخباتهم وكل تلك الأموال التي يصرفونها تذهب هباء إن صح التعبير.

بعض اللحظات يشطح بي التفكير وتتكالب علي بنات أفكاري واسرح بمخيلتي و تراودني عدة أسئلة تتعلق بهاته البطولة ومدى جديتها و ما هي الفائدة التي ترجى منها لاسيما إن أخذنا بعين الاعتبار الأسماء التي تقدمها البطولة إلى المنتخب الوطني الأول وكل المنتخبات الوطنية . قد تكون البطولة مصدر عيش الكثير من اللاعبين و المسؤولين والمدربين والحكام ولكن هاته البطولة الحالية تأخذ منا أكثر مما تعطينا ولو كجمهور متابع لها ومدمن على مشاهدة مبارياتها لكن للأسف نصاب بنوبة.. الم وحزن كلما تابعنا مباراة مغربية في البطولة الوطنية اللهم إن استثنينا بعض الفرق التي تحاول أن تمزج بين الفرجة و الانضباط فوق رقعه الملعب وتحاول أن تمتع الجمهور الشغوف بها - نعم قد يستغرب البعض من هذا التفكير السلبي الذي أكنه للبطولة الوطنية - ولكن إن دققنا النظر سنجد إن أغلب المنتخبات العالمية بدأت تشق طريقها نحو الألقاب بفضل اعتمادها على اللاعبين المحليين من بطولتهم و أفضل نموذج مطروح أمامنا هو المنتخب الاسباني . فاسبانيا عانت الكثير من المتاعب لتكوين منتخب قوي موحد ومنسجم ولم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد أن تمكنت اسبانيا من استغلال الموهبة الاسبانية المحلية لاسيما لاعبي برشلونة والريال مدريد و فياريال و اشبيلية و بلباو وباقي الفرق الاسبانية الكبرى .. نعم التخطيط السليم هو أساس النجاح لأنه يمكن أن تعتمد على أبناء الدوري وتفشل والعكس صحيح ولعل ابرز مثال مطروح هو المنتخب السعودي الذي يعتمد على كل اللاعبين من البطولة ولكنه مؤخرا بدا يعاني لأنه بدا يمنح الفرص بشكل كبير للاعبين الأجانب للعب ضمن فرق الدوري الممتاز نفس الشيء عن الدوري الفرنسي الذي نجد فيه اكبر عدد يمكن تصوره من اللاعبين الأجانب مما عكس سلبا على مردود المنتخب ولكن عندما يكون هناك تعقل في إشراك لاعبي البطولة المحلية بشكل أساسي في المنتخب فان النتائج تظهر رائعة ولنا في المنتخب المصري خير دليل على هذا ونفس الأمر على المنتخب الاسباني.

نعم الليغا كانت ولا تزال هي الدعم الأساسي للمنتخب الاسباني و أكثر اللاعبين من الليغا ومحترفين في دوريهم . لا يوجد أي مجال لكي نقارن بيننا وبينهم لأنهم طبقوا الاحتراف مند أمد بعيد ولم يستعجلوا النتائج ولكن بعد أن من خلق منتخب وطني منسجم أتتهم الألقاب من كل حدب وصوب والسبب أن المنتخب الاسباني منح الفرصة لأبناء البلد ومكنهم من اللعب في أفضل الفرق الاسبانية عكس الدوري الانجليزي الذي يعتمد بشكل كبير على اللاعبين المحترفين من الخارج وكلنا نلاحظ ما وصلت إليه انجلترا وما تحققه من نتائج . فرغم كل الزخم الإعلامي الذي يواكب جميع الأحداث في الدوري الانجليزي إلا أنهم لحد الآن لم يستطيعوا فعل شيء لأنهم يفضلون الأجانب المحترفين على أبناء البلد ومن أراد التأكد عليه أن يرجع إلى أسماء الفرق التي تلعب في الدوري الممتاز وليأخذ على سبيل المثال فريق اتشلسي أو أرسنال وليرى بعينه الأعداد الغفيرة للاعبين الأجانب الذين منحت لهم الفرصة أكثر من اللاعبين أبناء البلد و أبناء الفريق الواحد . هذا التقسيم والتفضيل للاعب الأجنبي لم يستفيد منه المنتخب الانجليزي شيئا بقدر ما كان نقطة ضعف في المنتخب و إلا ما يعني منتخب بقدر وقيمة المنتخب الانجليزي يوجد لديه فقط كاس عالم واحدة ومن أيام الأسود و الأبيض وحتى تلك الكأس كان فيها اللغط الكبير والجدل حول أحقية الهدف الذي سجل على الألمان سابقا.

من هنا نلاحظ أن الاحتراف ليس هو كل شيء بقدر ما هو مهم أن نعتني بالموهبة المغربية وأن نمنحها حقها للمشاركة في الدوري بعدد اكبر من المحترفين. لا احد لديه ذرة شك في كون البطولة الحالية غير مؤهلة أبدا لكي تقدم لاعبين كبار للمنتخب وان اللاعبين المحترفين أفضل بكثير من اللاعبين الموجودين حاليا في البطولة الوطنية ولكن إن أردنا أن نشكل منتخبا قويا يجب أن تكون لدينا بطولة مغربية محترفة يكون للاعب المحلي النصيب الأكبر فيها للعب ضمن الفرق الوطنية لتأهليهم للمشاركة مع المنتخبات الوطنية لاحقا .

بطولتنا الحالية لا تقدم الكثير وحتى اللاعبين يحتاجون للتأهيل بشكل اكبر لهذا الاحتراف هو الحل وبعد الاحتراف يأتي دور اللاعبين المغاربة للمشاركة بشكل أساسي في فرقهم بعد هذا يمكن لنا أن نشكل منتخبا وطني قويا وعنيدا هو مزيج بين المحترفين وبين لاعبي البطولة الوطنية المحترفة وان توفرت هاته الأمور سنصل كما وصلت الجارة اسبانيا ولكن حذار أن نقع في تلك المشاكل التي وقع فيها الدوري الانجليزي بعد أن اعتمد بشكل كبير على المحترفين الأجانب أكثر من أبناء البلد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق