الصفحات

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011


قضية و موقف:
الرهان على  الشباب للمشاركة في الانتخابات..
السيناريو المحبوك المستند على العصا السحرية
 
- محمد عـبــيــد –آزرو -
 كثر الحديث و تشعبت دوائره بخصوص نفور الشباب من السياسية و من المشاركة في الاستحقاقات و عزوفه عن الانتخابات و الاندماج في الفعل السياسي.. انه إحساس بالامتعاض لمجرد سماع هذا الكلام من البعض كون الكثير من الأحزاب التي تراهن على العملية الانتخابية تتناول الظاهرة في عموميتها و بدرجات تقيمية  يدخل فيها التحليل العائم الخالي من جملة من الشروط و الظروف الموضوعية خاصة و أن الخطابات السائدة لا تقف على حجم التصدع و لا تعالج حقيقة الأسباب، فقط مجرد الدعوة إلى المشاركة دون غيرها، و اعتبار تقليص سن التصويت إلى 18 سنة بمثابة مكسب ، و كأن مجرد الدعوة هي عصا سحرية ستمكن من فك طلاسم الممارسة السياسية المعقدة أصلا بالمغرب.
 الاستناد إلى عصا سحرية كأنها هي  من ستقود قاطرة التحديث و بناء المغرب الجديد الذي لا تتوانى في ترديد سمفونيته كل التنظيمات الحزبية كلما تطرقت إلى الظاهرة و حاولت جلب و استمالة الشباب و حتى غيرهم ممن سئموا انتظار انطلاقة حقيقية للشأن السياسي الذي لا يهمها عدا الأصوات و كسبها و التهافت عليها لأغراض خاصة بها تظهرها بين منافسيها الأكثر حضورا و تمثيلية – تمثيلية سياسية و تمثيلية بمعناها الفني الحقيقي للضحك على الأذقان- في وقت يعلم فيه الجميع بيننا كمغاربة أن المدرسة المغربية و الجامعية كذلك ، و التي كانت خزانا ينتج الأطر تحول دورها عكسيا، و بمنهجية مقصودة، فأصبحت تفرخ الأميين و أشباحا لا علاقة لهم بالتعليم مطلقا بل العنوان العريض – و بالبنط الكبير – في كل ذلك، إذ التعاطي لمختلف أصناف المخدرات ( الشيرا و الشيشة حيث انتشرت أوكارها و استفحلت بها ظواهر اجتماعية مقلقة و لا تنبني على أصول المجتمع المغربي العربي المسلم و حتى المتفتح الذي نزعم) و التباري حول إخراج أحسن صورة بورنوغرافية و عرضها على شاشة الانترنيت(يوتوب نموذجا) هي الموضة الجديدة للشباب و ليس السياسة .
لكن لماذا لا يطرح التساؤل العميق حول الأسباب الحقيقية التي جعلت و تجعل الشباب يهرب من السياسة؟
إن الكثير من الشباب يجد نفسه عرضة للتهميش و الإقصاء و في أحضان البطالة مع ما يصاحب ذلك من إفرازات مرضية و سلوكية أقل ما تنتجه هو الجريمة و التفكك و التشرد و التسول و الدعارة حتى بين التلميذات و طالبات الجامعات فما بالك بالأميات دون استثناء دعارة الرجال،  و غير هذا كثير ..
 أحزابنا السياسية التي انخرط جلها في لعبة محسومة قبلا و فقدت مصداقيتها أمام الشارع المغربي و انفضاح خطاباتها المستهلكة لم تعد تجد ما تقدمه سوى بعض " الهضاضر الخاوية" قد نسميها مساحيق لتجميل الوجه القبيح..ربما قد نكون مجانيين للصواب ... لكن استجلاب الشباب للمشاركة الايجابية يكون بالإنصات إليهم و إلى همومهم و حاجاتهم و طموحاتهم و بالتالي التحاور معهم و إيجاد حلول عملية لمجمل انشغالاتهم المطروحة على طاولة الحوار الجاد و المسؤول و المثمر في الأخير بالحصول على فرص الاندماج  في سوقي  الشغل و الوظيفة لضمان لقمة العيش و الإحساس بالكرامة الإنسانية ...
و تلك هي نقطة البداية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق