الصفحات

الأربعاء، 21 مارس 2012


في اليوم الدراسي حول الغابة بالجماعة القروية لوادي إيفران
الدعوة إلى خلق وكالة وطنية لحماية الغابة
 وإخراج قانون الشرطة البيئية للوجود
 
آزرو – محمد عبيد
دعا المشاركون في اليوم الدراسي الخاص بالغابة المنظم بالجماعة القروية لوادي إيفران بإقليم إفران يوم 21 مارس الجاري إلى خلق وكالة وطنية لحماية الغابة إلى جانب الجهة الوصية (المياه و الغابات) مع الإسراع بإخراج قانون الشرطة البيئية للوجود ، و أيضا إلى خلق مرصد وطني للغابة و التعجيل بضبط الحدود الإدارية بين عمالات و كذا الجماعات فيما يخص الحدود الغابوية بالمنطقة...
و قد خلص هذا  اليوم الدراسي المنظم تزامنا مع اليوم العالمي للغابة بصياغة عدة توصيات تهم عمليات تحديد الأملاك الغابوية للدولة والدعوة إلى تفعيل مقتضيات قانون مساهمة السكان في تنمية الاقتصاد الغابوي بالإضافة إلى المطالبة إعادة النظر في التشريع الحالي المنظم للمجال الغابوي و محيطه بما يواكب التطور الذي عرفه المجتمع المغربي و محيطه الطبيعي بالشكل الذي يلبي طموحات و حاجيات الساكنة اليومية ، و يمكن من رفع الحيف و الثقل عن الغابة .. كما دعا المجتمعون من  الخبراء القانونيين والحقوقيين والفاعلين المهتمين بالموضوع لإعداد دراسات ومقترحات بخصوص حسن تدبير مجال شجر "الأرز" بسن قوانين فاعلة في اقرب الآجال لما يطال هذا النوع النادر من الأشجار من نهب و إتلاف و نظرا لأهمية هذه الشجرة باعتبارها تراثا وطنيا و دوليا و مفخرة كبرى للشعب المغربي، في أفق تفعيل مقتضيات الدستور الذي سمح لمنظمات المجتمع المدني بإعداد مقترحات قوانين، مع العمل على تقييم و إعادة النظر في سومة المقاصة (250 درهم للهكتار) و أيضا المساحة التي تطالها هذه السومة (300درهم للهكتار) و ذلك بجعل السومة 500درهم و المساحة 50 هكتار.
 يذكر أن هذا اليوم الدراسي الذي احتضنته قاعة الاجتماعات للجماعة القروية لوادي إيفران  و الذي افتتح بعرض شريط وثائقي حول تدهور الغابة،كان قد تميز بعروض متنوعة تعريفا جغرافيا و ميدانيا و ايكولوجيا  و تشريعيا ، حيث ألقى السيد محمد قرو (أستاذ باحث و رئيس جمعية الغابة النموذجية) عرضا حول التراث الطبيعي الحالة الراهنة و الآفاق للغابة، وعرض للأستاذ عبد الرزاق بدلالي (فاعل جمعوي) حول الغابة و التوازنات الطبيعية، وعرض للسيد السدادي(باحث و فاعل جمعوي) حول التنوع البيولوجي في المغربي و تدهور الغابة بالأطلس المتوسط ليختتم العروض الأستاذ الطيب صالح ( محامي و فاعل جمعوي) من خلال موضوع " التشريع الغابوي في المغرب.. الانتهاكات و الآفاق".. عقبتها مناقشاتها واسعة من الحضور  لامست في جلها واقع الغابة بالأطلس المتوسط و ما يتطلبه الأمر من تقنين أساليب حمايتها تجنبا للضياع استنادا إلى واقعها الحالي المتدهور..
و للإشارة فالغابة بإقليم إفران تعد كموروث طبيعي محلي وطني ودولي  و تستمد دورها في تحقيق التنمية المندمجة والمستدامة من عدة معطيات وجوانب منها ما هو مرتبط بالدورة الاقتصادية من خلال الإنتاجية الحطب وصناعة الخشب والأعشاب الطبية، انعكاس هذا الدور الاقتصادي على الجانب الاجتماعي من خلال خلق فرص العمل خاصة بالنسبة للساكنة القروية بمعدل 300.000 يوم عمل سنويا ...وتقدر مساحة غابات إقليم إفران التي تمتد على مساحة 116000 هكتار أي بنسبة 33% من الإنتاج الوطني للخشب المصنع و 20 % من مادة حطب التدفئة، كما تساهم في ميزانيات الجماعات القروية ب 30 مليون درهم سنويا، وتعتبر الغابة فضاء خصبا لتنمية القطيع من خلال توفير مجالات رعوية  تنتج حوالي 29 مليون وحدة علفية، وتحتل مساحة  الأرز  اكبر مساحة بغابات إفران حيث تصل إلى 48700  هكتار، يليها  البلوط الأخضر بمساحة 44400هـكتار ثم الصنوبر البحري بمساحة3500 هـكتار، والسنديان  بمساحة 2900 هـكتار،فالعرعار الجبلي 1900 هـكتار، وأنواع أخرى بمساحة 14600هـكتار.
ونظرا لما لهذا الموروث الطبيعي من أهمية على المستوى السوسيو اقتصادي، فقد اتخذت عدة إجراءات ووضعت برامج لتثمين دور الغابات  وجعلها تحتل موقعا  ضمن البرامج ومشاريع التي تعرفها الجهة وإقليم إفران وجه الخصوص وفي هذا الإطار احدث المنتزه الوطني لإفران سنة 2004 على مساحة تناهز 125000 هكتار يتمايز بمؤهلات طبيعية متنوعة، إذ يضم مناطق رطبة ذات أهمية عالمية كبحيرات :"افنورير و تيفوناسين" والمصنفتين ضمن قائمة "رامسار"، كما يحتوي على غطاء نباتي جد مهم يضم 1015 نوع من النباتات، ويرمي هذا المشروع إلى تحقيق ثلاث أهداف :1- تحقيق التنوع البيولوجي. 2- تحقيق أهداف سوسيو اقتصادية متعلقة بخلق فضاءات للتنمية المحلية و الجهوية (عبر مجالات السياحة الجبلية). -3- تحقيق أهداف ثقافية من خلال تثمين المنتوجات الطبيعية الغابوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق