الصفحات

السبت، 5 مايو 2012


 الفساد و الإصلاح .. و منبر الاعتراف؟
ف.أ.م
إن الفساد والإصلاح المنشود من المجتمع ضدان لا يجتمعان, وان اجتمعا سابقاً في يوم من الأيام، فبسبب ظروف استثنائية إقليمية ودولية، لم تعد متوفرة وموجودة حالياً، ولن تتكرر لاحقاً..
إن المعركة اليوم هي معركة حياة أو موت بين الفساد والإصلاح الشامل الجذري الذي إذا قيض لقوى المجتمع أن تنهض لدعمه، فلن تبقي من الفساد الكبير المنتج بالطول والعرض للفساد الصغير حجراً على حجر, وفي ذلك ضمانة لكرامة الوطن والمواطن...
 
إن تصاعد وتيرة الحملة على الفساد في الفترة الأخيرة أنعش الآمال المتراجعة في إمكانية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة من أجل القضاء عليها واجتثاثها جذرياً....
هنالك مثل عربي قديم يقول ( احترنا يا قرعاء منين نبوسك )، كوننا بعد مرور عام على الربيع أصبحنا كلنا شهود على التطورات التي حصلت في المغرب من تعديلات دستورية ومن إصلاحات سياسية أو اقتصادية ومن التغير في أسلوب التعامل مع المواطن المغربي البسيط في أي دائرة كانت ، وكذلك من محاربة للفساد سواء كانت صورية أو حقيقية ولكنني سجلت حوارا بين الإخوة الأعداء وهم يتكلمون فيما بينهم، وأحببت أن أنقل لكم حوارهم عسى أن يجد أذنا صاغية ، فكثير من الحوارات ما هو ممتع ولكن ليس كثيرا منه ما هو مفيد إليكم الحوار:
"زار الفساد قلعة الإصلاح...فقال الفساد قبل السلام عليه: انأ أعلى منك وأجمل منك وأسهل ومحبوب.
فقال الإصلاح: لا يشرفني زياراتك ولكن يوماُ كنت سوف أدق لك حصونك فأنا أثبت منك.
فقال الفساد (وهو مستهجن من الإصلاح) : وأنا أقوى منك، فكل الأيادي معي وأنت من معك ؟
فقال الإصلاح:أنا أنقى منك والأيادي التي معك سوف تكون عليك عند أول خلع لبنة من قلعتك الكرتونية.
فرد الفساد بكل عنجهية:أنا معي الأقوياء والمترفين وأنت من معك ؟
استغرب الإصلاح من عنجهيته، وقال له: فأما أنت فمعروف من معك، فمعك الأقوياء والمترفين فهذه حكمة الله وردت في كتابه بان جعل أكابر كل قرية مجرميها ليمكروا فيها .
غضب الفساد وأخذا يهتز ويصيح ويعلو صوته بالباطل وأخذ يتوعد ويقول :أستطيع أن أقتلك الآن، فهي حجة الضعيف .
فرد الإصلاح عليه وهو ينظر إلى حركة أياديه وعيونه وحركة شفاه :ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين ، ويستأصلون عروقك.
فتحدى الفساد الإصلاح بما سمعه، وقال:إن عندي من الوسائل ما أغطي به وجهك عن الناس وأحجب الرؤية عنهم فعندها لا يستطيعون التميز.
فأجابه الإصلاح:وعندي من القوة ما أنشر وأبطل فيه تعزيزاتك ووسائلك القذرة، وعندي ما أهتك به تغريرك بالناس.
فقال الفساد: سأظل أتلاعب في مشاعر الناس وأنشر أكاذيب عن مدى جديتك في الإصلاح، فانا أملك المادة، والذين معي أكابر القوم واملك الماكينة الإعلامية، أما أنت فمن معك ؟
فقال الإصلاح:وسائلك القذرة لم تعد مخفية عن احد وسوف أبقى وراءك حتى أهتك سترك مره أخرى، كما فعلت سابقا، فإذا ملكت المادة، فانا املك الإرادة والتصميم وغريزة الخير الموجودة عند الناس.
فقال الفساد: سأظل ملاحقا لك بالأكاذيب حتى تمل وترحل عنا بعيد ؟
فقال الإصلاح:لا أمل مادام للكون عادل وللناس عقول تفكر.
فقال الفساد: فهل كان المفكرون مغيبين عندما كنت أمارس إفسادي؟ ولكن وسائلي محفوفة بالشهوات ووسائلك محفوفة بالتعب و الكرامة والجوع.. فهل يصبر ويسكت جوع أطفاله فالمادة غالية وهي وسيله هذه الأيام؟
فقال الإصلاح:وما أكثر دعاتي ولو غضبت بيائسين ، فأنت رخيص مصيرك مزبلة لا تذكر.
فقال الفساد: ستقنع الناس، فأنا معي الأكابر، ولا تنسى إن إبليس يوسوس في عقولهم فهو طريق إلى البقاء إلى يوم يبعثون...
فقال الإصلاح:ولكن ربي الله هو الذي يحكم بين الناس فيما كانوا به يختلفون يوم يكون سندك الأكبر يتلظى في نار جهنم هو وأتباعك لما كنتم في الحياة الدنيا تفسدون."
انتهى الحوار واترك بقية الحوار إلى كل من يقرا الحوار، هل هو مفسد أم مصلح؟ فكل واحد أعرف بنفسه.. فهل فعلا تنتصر الإرادة على المادة؟
هل فعلا يبقى الفساد يوسوس في عقول الضعفاء ويبقى الإصلاح محفوف بالمتاعب؟
هل يبقى صوت الفساد أعلى من صوت الإصلاح؟
أترك الإجابة لكم!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق