الصفحات

الخميس، 26 يوليو 2012


في الشهر الفضيل تنوعت الشهوات
و مائدة الإفطار شكل واحد 
في إقليم إفران عموما
آزرو- محمد عبيد
عند حلول شهر رمضان المبارك تعيش الأسر بإقليم افران عموما أجواء روحانية تتميز بليالي تتخللها أوقات للعبادة والتقرب إلى الخالق بالذهاب إلى المساجد نساء ورجالا لأداء صلاة العشاء والتراويح جمعا ، فعندما تتجول في شوارع المدينة نهارا و بدء من منتصفه ،بعد أن يكون صباحه قد جعل المدينة تعيش سكونا و فراغا في جل أركانها إذ عادة ما يستفيق أهلها و خصوصا منهم التجار إلى حين وقت الظهيرة بعد ليل كل كد و عرض للتجارة المتنوعة التي تصادفها ليس فقط في المحلات بل عبر مختلف نقط المرور بالشوارع و بالفضاءات المخصصة للتجار المتجولين المتنوعين في عرض السلع ما بين الخاصة بالاستهلاك و ما هي معنية باللباس و الأحذية ، فبخصوص المأكولات فانك تجد ما لذ وطاب منها و من تلك التي تسيل اللعاب وتجعلك تقتني منها كلما مررت أمام نوع مختلف ....هناك أطباق للحلوى الشباكية أو المخرقة والحلوى الفيلالية والحلويات المتنوعة و"البغرير" و"الملاوي" و"المسمن" المملوء بالتوابل والشحوم .كل هذه أطباق تعترض الطريق وكان الأسر لا تحضر شيئا بالبيوت ....مع العلم أن الأسر تستعد لهدا الشهر بشتى أنواع الأطباق من الأنواع التي ذكرت في غالبية الأحيان  مائدة الإفطار التي تتشكل عند غالبية هاته الأسر حيث لا يمكنها أبدا أن تخلو من الحريرة (حامضة أو بيضاء) لأنها هي سلطانة المائدة التي تطوف بها مشمولات وجبة الإفطار و الشباكية (نوع من العجائن المقلية والمطفية في العسل ) والتمر بطبيعة الحال ...هذا فضلا عن " الزميطة" أو ما يصطلح عليه" بالسفوف" أو" سلو" وهذا الطبق يحضر عادة بالمكسرات منها اللوز والكركاع و"الكاوكاو"بالإضافة إلى" الزنجلان" وحبوب أخرى كالنافع وحبة الحلاوة "و"المجبار" والمسكة الحرة و"الكوزة" ....
 .. و إلى غاية حلول وقت الصحور ، تتنوع الوجبات التي منها ما تنوب عادة عن وجبة العشاء حيث يتم تناول الخضر والفواكه واللحوم مع الفواكه عند وجبة الصحور التي تكون بركة لقضاء يوم بدون عناء في الصيام ....ويكون الصحور قبل الفجر بساعة أو الساعة والنصف على الأكثر لتتم عملية الهضم قبل الصلاة والخلود للراحة لاستقبال يوم جديد من العمل. إذ تكون الليلة في غالب الأحيان ليلة بيضاء دون نوم إلى ما بعد أداء صلاة الفجر حيث يذهب الرجال إلى المساجد أما النساء فيقبعن في بيوتهن بعد عناء تحضير الوجبات... كما تكتظ المقاهي بالزوار إذ الجلسات الحميمية بين الأصدقاء للحديث عن رمضان والوضع السياسي وكل ما هو مرتبط بالشأن المحلي بشرب الشاي أو القهوة في غياب أنشطة ترفيهية بدور الشباب أو أنشطة ثقافية وفنية متميزة و إن كانت بعض المساجد تختص في أمسيات دينية، في حين العديد من الشباب و الشابات يكتظ بمقاهي الشيشة و منهم من يلتحق بفضاءات الانترنيت للدردشة مع بعض العارضين أو العارضين أنفسهم للدردشة التي أحيانا منها ما يسيء للأغراض التي وفرت لأحداث الانترنيت كوسيلة إعلامية متميزة للبحث و المعرفة المفيدة أو للوقوف على أهم الأحداث في كل البقاع أو لأجل تغذية الفكر بما يفيده في الثقافة العامة أو التكوين التربوي أو الثقافي.. كما انه تتخلل هذه المناسبة الروحانية مظاهر سلبية أخرى تسيء إلى مقاصد هذا الشهر الكريم، ومن بينها انتشار المتسولين أو ممتهني هذا السلوك الاجتماعي المشين الذي تفشى بشكل مثير لدى البعض من المتسولين الذين في حقيقة الأمر وجدوا في التسول وسيلة من وسائل الكسل للبحث عن رزق من عرق جبينهم كون منهم من يقوى على العمل و لكنه يفضل ابسط الطرق كهذه للتستر عن وضعه الحقيق الذي قد يكون أفضل بكثير عن آخرين اقتنعوا بما كسبت جهودهم في ابسط الحرف أ و آخرين آثروا الانكماش على أنفسهم و لو بهم خصاصة جلية من بعض من امتهنوا التسول بالمدينة قد يكونوا في غنى عن طلب الصدقة ، ويكون هذا المشهد أكثر قتامة عندما يتخذ المتسولون ليس فقط من أبواب وساحات المساجد مرتعا لهم بل أمام محلات بيع الحلويات و المخبرات ،وتزداد أعدادهم خاصة في أوقات صلوات الجمعة والتراويح.
من ناحية أخرى فان في شهر رمضان الكريم استدعى توفير كافة الظروف الجيدة من اجل ضمان تموين عادي و منتظم للأسواق المحلية بالمواد أكثر استهلاكا التي يزداد الإقبال عليها و استهلاكها بكثرة خاصة الثمر و الحليب و النشويات و الخضر و الفواكه و اللحوم....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق