عبد السلام أحيزون يدافع عن ألعاب القوى المغربية
أمام
اللجنة البرلمانية للقطاعات الاجتماعية
الاثنين
17 شتنبر 2012
تمحور
التقرير الذي تقدم به عبد السلام أحيزون رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب
القوى أمام اللجنة البرلمانية للقطاعات الاجتماعية يوم الاثنين الأخير 17/09/2012 حول
تقييم حصيلة مشاركة المنتخب الوطني لألعاب القوى في دورة الألعاب الأولمبية التي
احتضنتها مدينة لندن و كذا مناقشة ظاهرة التعاطي للمنشطات و ما رافقتها من أحاديث
و إجراءات نتيجة الألعاب الاولمبية الأخيرة
بلندن إلى جانب نقط أخرى ... هذه ابرز عناوينه و رفقته أدناه النص الكامل للتقرير الذي توصلت بوابة "قضاء الأطلس المتوسط "
بنسخة منه - و الذي استعرضه رئيس الجامعة أمام اللجنة بقبة البرلمان:
· الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى تقتسم مشاعر التنديد
مع لجنة القطاعات الاجتماعية بالبرلمان
· ادعاء أن الجامعة توصلت بإنذار من الاتحاد
الدولي حول حالات المنشطات التي تم ضبطها...إدعاء كذلك لا أساس له من الصحة
· فرصة اللقاء في لندن برئيس الاتحاد الدولي
لألعاب القوى لم تكن المنشطات موضوع اللقاء. وقد انحصرت حول مواضيع أخرى منها احتضان
المغرب لكأس العالم سنة 2014
· إجراءات احترازية و أخرى زجرية اتخذتها
الجامعة في حق الممارسين الرياضيين التابعين لها
· بلغت الفحوصات خلال سنتي 2011-2012، 336،
حيث خضع بعض العدائين خلال هذه الفترة لـ 19،21 و 24 فحص لكل عداء.
· معالم التأهيل
بدأت تترسخ غير أن الطريق لا زال شاقا يحتاج إلى مواصلة الجهد وتخطي الحواجز
واختزال المسافات لرفع كل التحديات وكسب جميع الرهانات
· الجامعات والأندية التابعة لها تقوم بعمل
تطوعي ملتزم في غياب شبه منعدم للحد الأدنى من الوسائل المادية والمالية
نص التقرير بالتفصيل:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس المحترم
حضرات السيدات والسادة
*******
تغمرني سعادة كبيرة أن أتقدم أمام لجنتكم الموقرة بهذا
التقرير لاطلاعكم على حصيلة المشاركة المغربية خلال الألعاب الأولمبية الأخيرة ومناقشة
التعاطي للمنشطات واستراتيجية الجامعة لكسب رهانات ألعاب القوى.
وأود بداية باسم أعضاء اللجنة المديرية للجامعة أن
أنقل إليكم تثمينهم جميعا لمبادرتكم في عقد هذا اللقاء والتي تعكس بحق التقاء
إرادة نواب الأمة مع انشغالات جميع مكونات المجتمع المغربي بالرياضة التي كرسها
الدستور كحق من الحقوق الأساسية للمواطنين.
ومن الصدف الطيبة أن يلتئم هذا الاجتماع مع لجنة
القطاعات الاجتماعية للمرة الثانية بعد قيامها بزيارة الجامعة بتاريخ 4 يونيو 2007
تم خلالها الوقوف على الخطوط العريضة للبرنامج التعاقدي لتأهيل ألعاب القوى
الوطنية.
كما كانت مناسبة للوقوف عند ظاهرة المنشطات وكذا إصرار
الجامعة على مقاومتها درء لمخاطرها الصحية، وحفاظا على نبل الأخلاق الرياضية.
إن التعاطي للمنشطات يُعد اليوم ظاهرة مجتمعية كونية
تقتضي مقاربتها من الناحية الصحية والأخلاقية. وقد أصبحت هاته الظاهرة تستهوي
العديد من الرياضيين للارتقاء الاجتماعي السريع عن طريق الغش في غفلة تامة حتى عن
المخاطر الصحية.
ويرجع انتشار هاته الظاهرة إلى التطلعات الربحية التي
ما فتئت تراود مروجي المنشطات وبعض أعوان العدائين عبر العالم مما ساهم في استشراء
الفساد الرياضي الـذي يسيئ إلى القيم النبيلة للرياضة ويعيق إشاعتها.
وإن الجامعة إذ تندد بهاته الآفة التي تعد بعيدة عن
ثقافتنا وتقاليدنا كما جاء في الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية للرياضة
لتقتسم معكم مشاعر التنديد التي عبرتم عنها في مداخلاتكم خلال الجلسة الأخيرة. إن
الحالات التي تم ضبطها بتزامن مع الألعاب الأولمبية الأخيرة أثارت صََخَبًا كبيرا
في الوسط الإعلامي، وهو صخب نتفهمه بالرغم من استغلاله من طرف بعض المناوئين الذين عمدوا إلى الكذب
والتضخيم بشكل يوحي بأننا البلد الوحيد في العالم الذي تعرض لهذه الآفة في الوقت
الذي تمت معاينتها في جميع القارات بدون استثناء وفي مختلف الرياضات. وعندما يقال
أن هذه الحالات مرغت سمعة بلادنا في الوحل أمام العالم، نتساءل باستغراب، عن أي
عالم نتحدث لم تصبه هاته الآفة.
وباستقرائنا لإحصائيات الوكالة العالمية لمكافحة
المنشطات يتبين أن الحالات التي تم ضبطها بالنسبة للرياضات الأولمبية بلغت سنة
2010، 1624 تمثل فيها رياضة ألعاب القوى 196. وبلغ مجموع الحالات بالنسبة لجميع الرياضات خلال نفس السنة أزيد
من 5000 حالة.
كما توضح الإحصائيات المتعلقة بحالات التعاطي للمنشطات
التي تم ضبطها خلال العشر سنوات الماضية بالمغرب أنها بلغت 59 حالة ظلت وتيرتها شبه
مستقرة وتمثل فيها العناصر خارج النخبة الوطنية والذين تم ضبطهم في تظاهرات غير
دولية كالسباقات على الطريق خارج المملكة نسبة الثلثين.
لقد نقل بعض السادة النواب المحترمين ما روجه البعض بأن
الجامعة تعاقدت مع أحد الخبراء الفرنسيين للاستعانة به في التعاطي للمنشطات، وبهذه
المناسبة، أود أن أؤكد لكم أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة وسأحاول أن أعرض
عليكم بعض الملابسات المحيطة بهذا الملف لتتأكدوا من زيف هذا الادعاء.
ففي سنة 2007 تابعت الجامعة بقلق كبير تصريحات إعلامية
لبعض المسؤولين الفرنسيين في ألعاب القوى مفادها أن هناك شبكة مغربية للمنشطات في
ألعاب القوى تنشط بفرنسا فقمنا على إثرها بتقديم احتجاج لدى الوزير الفرنسي
للرياضة أنذاك ورئيس الجامعة الفرنسية لألعاب القوى، منددين بهذا السلوك القاضي
بتثمين إنجازات العدائين المغاربة المجنسين عند إحرازهم على نتائج متميزة حيث يتم
اعتبارها فرنسية والتنكر لهم عندما يقعون في فخ المنشطات.
وفي أعقاب المشاورات بهذا الخصوص، تم التوقيع على
اتفاقية شراكة وتعاون تتضمن محاور أساسية تتعلق بالتكوين وتبادل الخبرات والكف عن
تجنيس الرياضيين المغاربة.
وقد تم في هذا الإطار إيفاد إطارين عاليين هما فيليب لينيي
وحسن الإدريسي الذين أشرفا على إعداد المراكز الجهوية للتكوين وتكوين أزيد من 34
مدربا من المستوى العالي على دفعتين في المغرب وفرنسا تم توظيفهم نظرا للفراغ
الحاصل في التأطير التقني بعد أن تم توقيف برامج التكوين بمعهد مولاي رشيد.
ولما تعرض السيد حسن الإدريسي لاتهامات من طرف بعض
الأشخاص حول تشجيعه على نشر المنشطات وأنه متابع من طرف السلطات الأمنية الفرنسية استفسرنا
رئيس الجامعة الفرنسية لألعاب القوى الذي بعث بالجواب التالي، أستأذنكم لقراءته
باللغة الفرنسية حفاظا على أمانة النص.
وأمام هذه الاتهامات قرر المعني بالأمر متابعة الأشخاص
الذين وجهوا إليه تهمة نشر المنشطات بعد أن قدم استقالته من الجامعة ليكون حرا
خلال كل مراحل الدعوى القضائية.
وعلى إثر اتهامات الجامعة من البعض بتشجيع المنشطات تم
تكوين لجنة عهد إليها بجمع كل العناصر والمعطيات الضرورية لاتخاذ الإجراءات
القانونية اللازمة للدفاع عن حقوق الجامعة.
ولقد قيل كذلك بأن العداء أمين لعلو تم منعه من طرف
السلطات البريطانية للدخول إلى التراب الإنجليزي. والحقيقة أن الجامعة هي التي
اتخـذت هذا القرار تفاديا لالتحاقه بالوفد المغربي بالقرية الأولمبية حتى لا يؤثر
ذلك على نفسية باقي العدائين.
وقد كان هناك ادعاء كذلك بأن الجامعة توصلت بإنذار من
الاتحاد الدولي حول حالات المنشطات التي تم ضبطها.
إن هذا الإدعاء كذلك لا أساس له من الصحة. وقد استفسرنا
في هذا الشأن الاتحاد الدولي لألعاب القوى
الذي أكد لنا باستغراب عدم صحته وكذلك الشأن بالنسبة للادعاء بضبط خمسة عدائين
ضبطوا في القرية الأولمبية وبحوزتهم حقن للمنشطات والتي ما هي في الحقيقة إلا
فيتامينات.
وقد أتيحت لي فرصة اللقاء في لندن بالسيد لمين دياك
رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى ولم تكن المنشطات موضوع حديثنا. وقد انحصرت
مناقشاتنا حول مواضيع أخرى منها احتضان بلادنا لكأس العالم سنة 2014 . كما ألتقيت بالدكتور
كابرييل دولي المدير المسؤول في الاتحاد الدولي عن مراقبة المنشطات وطلبت منه
البحث عن صيغ جديدة لتكثيف المراقبة بالمغرب. واتفقنا على لقاء قريب في الرباط
لتقييم مشترك لما أنجز في هـذا الشأن .
حضرات السيدات والسادة
لقد شكلت مكافحة هاته الظاهرة إحدى أوليات الجامعة منذ
التوقيع على البرنامج التعاقدي لتأهيل ألعاب القوى بتاريخ 13 مارس 2007.
وفي هـذا الصدد اعتمدت الجامعة مسطرة تتعلق بالتتبع
الطبي للعدائين تتضمن بالخصوص مقتضيات حول الإجراءات الاحترازية والوقائية بشأن
ظاهرة التعاطي للمنشطات.
كما تم تضمين العقود المبرمة مع العدائين بنودا تحدد
دور الجامعة في مجال التحسيس ضد التعاطي للمنشطات والتزام العدائين المعنيين بعدم
تناول مواد محظورة.
وتقوم الجامعة بزجر المتورطين بإلحاق أقصى العقوبات
ضدهم كلما تم ضبطهم من طرف الجامعة والاتحاد الدولي لألعاب القوى.
وقامت الجامعة بتسجيل شكاية سنة 2007 لدى النيابة
العامة ضد مجهول قصد البحث عن المروجين للمنشطات والمواد المحظورة، وتم تجديد هاته
الشكاية في بداية شهر غشت المنصرم.
وفور رجوع الوفد المغربي من لندن عقدت اللجنة المديرية
للجامعة اجتماعا لتقييم حصيلة المشاركة عُهد خلاله إلى لجنة بتقييم أداء اللجنة
التقنية ودور محيط العدائين في تناول المنشطات.
وتجدر الإشارة إلى أن العدائين المغاربة المستهدفين
يخضعون لمراقبة مستمرة من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى بتعاون مع الجامعة عن
طريق نظام الجواز البيولوجي والفحوصات المفاجئة حيث يتعين على هؤلاء إخبار الاتحاد
الدولي عن مواقعهم أينما حلوا وارتحلوا. وقد بلغت الفحوصات خلال سنتي 2011-2012 ، 336، حيث خضع بعض العدائين خلال
هذه الفترة لـ 19،21 و 24 فحص لكل عداء.
وهذا يدل على أن العدائين لم يكونوا أبدا خارج إطار
المراقبة.
وبخصوص حصيلة المشاركة في الألعاب الأولمبية التي
احتضنتها مدينة لندن مؤخرا تجدر الإشارة إلى أن الاستعدادات تمت في ظروف جيدة في
كل من المعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط وبمدينة إفران. كما شارك جل العدائين
المؤهلين في ملتقيات عالمية للاحتكاك بأبطال عالميين وتطوير إنجازاتهم.
وتم تخصيص طاقم تقني لتأطير العدائين إلى جانب طاقم
طبي مكون من طبيبين و6 مروضين بدنيين.
وقد تابعت الجامعة بصورة دورية إنجازات العدائين
بتنسيق مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ووزارة الشباب والرياضة.
وتتمثل حصيلة المشاركة في تأهيل 21 عداء وعداءة، وبلوغ
7 منهم لنصف النهاية ومشاركة 7 في النهائيات ومشاركة 14 عداء وعداءة لأول مرة بمن
فيهم عدائين اثنين من فئة الشبان وإحراز ميدالية برونزية في مسافة 1500 متر . وقد احتل المغرب
حسب النقط الرتبة 27 عالميا من بين 201 دولة، كما احتل حسب الميداليات الرتبة 33
عالميا إلى جانب بلدان كبيرة مثل كندا وإيطاليا واليابان.
حضرات السيدات والسادة
إن استراتيجية تأهيل ألعاب القوى الوطنية المضمنة في
البرنامج التعاقدي أتت لتعالج مكامن الخلل بعدما لوحظ انعدام الخلف خاصة بعد عدم
إحراز المغرب على أية ميدالية في البطولة العالمية للفتيان التي احتضنتها بلادنا
سنة 2005 وحتى الميدالية البرونزية التي حصل عليها المغرب في بطولة العالم للشبان
سنة 1998 بفرنسا تم سحبها من العداء الذي أحرز عليها لاكتشاف
الاتحاد الدولي لتزوير في السن الحقيقي للعداء.
إن الجامعة بدأت تجني ثمار استراتيجيتها حيث تتوفر
حاليا على 34 عداء من فئة الفتيان يتوفرون على الحد الأدنى للمشاركة في البطولات
العالمية و24 عداء من فئة الشبان يتوفرون كذلك على الحد الأدنى الذي يمكنهم من
المشاركة في التظاهرات العالمية وأن 3 عدائين حصلوا على ثلاثة ميداليات برونزية في
بطولة العالم للشبان التي احتضنتها مدينة برشلونة في غضون السنة الجارية وكما احتل
3 عدائين في نفس البطولة المرتبة الرابعة وعداء مغربي آخر حصل على الميدالية
الذهبية بعد تجنيسه من طرف دولة قطر.
لقد تركزت استراتيجية الجامعة على المحاور التالية:
ترسيخ الحكامة: بعقد الجامعة والعصب والأندية لجموعها
العامة بصورة منتظمة واعتماد أزيد من 30 مسطرة تغطي كل أنشطة الجامعة في مجالات
التدبير التقني والطبي والمالي والإداري من شانها تحديد مسؤوليات جميع المتدخلين
وتعيين مكتب دولي لتدقيق الحسابات للافتحاص المالي للجامعة والتصديق على حساباتها واعتماد
نظام أساسي تم نشره بالجريدة الرسمية ونظام أساسي جديد للعصب الجهوية وقوانين عامة
ونظام داخلي. وبعد حصول الجامعة على
قرار التأهيل من طرف وزارة الشباب والرياضة الصادر بالجريدة الرسمية تم الاعتراف
لها بصفة المنفعة العامة بواسطة مرسوم نشر بالجريدة الرسمية كـذلك. كما تم اعتماد
منظومة إعلامية لتطوير التواصل مع الأندية والعصب وتحديث أساليب التدبير وتسريع
عملية اتخاذ القرارات.
تعزيز البنيات ألأساسية: ببناء الأكاديمية الدولية
محمد السادس لألعاب القوى بإفران و5 مراكز جهوية للتكوين و21 حلبة مطاطية ومركز
للطب الرياضي بالرباط.
تأهيل الأندية وتحفيزها: ودلك بـتـصـنيف الأندية على أساس معايير موضوعية 30 من فئة "أ" و20 من فئة "ب"، دعم الأندية على أساس
ترتيبها، تخصيص منحة لاقتناء وسائل النقل، المساهمة في مصاريف التنقل، تمويل تنظيم
التظاهرات الرياضية، تخصيص منح للعدائين المتوجين ومدربيهم، تخصيص منح
للمدربين الذين يحصل العداؤون التابعون لهم على الحد الأدنى، ومنح
أمتعة رياضية.
التكوين وتنمية الكفاءات: بإحداث مركز تنمية ألعاب القوى، اعتماد
مسطرة لتحديد معايير الالتحاق بالمعهد الوطني لألعاب القوى، إعداد لأول مرة لمناهج
مكتوبة للتدريب والتأطير بالمعهد الوطني لألعاب القوى، تكوين وتوظيف أزيد من ثلاثين
مدربا ذوي مؤهلات عالية للاشتغال بالمراكز الجهوية والأكاديمية الدولية محمد
السادس لألعاب القوى وتكوين 2168 إطار في مجالات التحكيم
والتدريب.
تنظيم التظاهرات الدولية: بـتـنظيم الملتقى الدولي محمد السادس
لألعاب القوى بالرباط الذي أصبح بعد سنتين من تنظيمه ضمن مدار الجائزة الكبرى ليصنف
كأول ملتقى دولي كبير بإفريقيا، وتم تقديم ترشيح المغرب لإدراج الملتقى الدولي
محمد السادس لألعاب القوى ضمن العصبة الماسية.
كما تم اختيار المغرب لتنظيم كأس القارات في ألعاب
القوى والبطولة الإفريقية لألعاب القوى سنة 2014.
وقد تمكنت الجامعة بفضل تظافر مجهودات كل المتدخلين
والفاعلين في حقل ألعاب القوى الوطنية من إنجاز كل البرامج المسطرة في البرنامج
التعاقدي المذكور.
وقد وجدنا في وسائل الإعلام الوطنية التي أحييها
بالمناسبة، منبرا متميزا لمواكبة هذا المسلسل لما عهد فيها من مواكبة ملتزمة لجميع
الإصلاحات الرياضية ببلادنا.
إن معالم التأهيل بدأت تترسخ غير أن الطريق لا زال
شاقا يحتاج إلى مواصلة الجهد وتخطي الحواجز واختزال المسافات لرفع كل التحديات
وكسب جميع الرهانات مستحضرا هنا مقولة بيير دو كبرتان الرجل الذي أخرج الألعاب
الأولمبية من النسيان: ″البطل يبحث عن الخوف من أجل السيطرة عليه، والتعب من أجل
الانتصار والصعوبة من أجل التغلب عليها.″
إن الدراسات العلمية في مجال الاقتصاد الرياضي تكاد
تجمع كلها على أن هناك ارتباط جدلي وثيق بين الإنجاز الأولمبي ومستوى النمو
الاقتصادي ومؤشرات التنمية البشرية والناتج الداخلي الإجمالي لأي بلد. وليس من
قبيل الصدف أن تحتل الدول المتقدمة المراتب الأولى في سبورة الميداليات في الألعاب
الأولمبية.
حضرات السيدات والسادة
إن مواضيع كهاته تكتسي أهمية بالغة وتحتاج لمقاربتها
بصورة دقيقة إلى متسع من الوقت ولا يسمح المجال لاستعراضها في هذا المقام نظرا
لبرمجة مداخلات زملائي رؤساء الجامعات الأخرى. لذا أقترح عليكم باسم أعضاء اللجنة
المديرية للجامعة دعوة أعضاء لجنتكم الموقرة إذا تكرمتم بذلك إلى اجتماع بمقر
الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى والقيام بزيارات ميدانية لاطلاعكم بتفصيل
على كل المنجزات التي تم تحقيقها والمشاريع المبرمجة.
ولا أريد أن أنهي هذا التقرير دون التذكير بأن
الجامعات والأندية التابعة لها تقوم بعمل تطوعي ملتزم في غياب شبه منعدم للحد
الأدنى من الوسائل المادية والمالية. فهم نساء ورجال يعملون بتفاني ليل نهار
مضطلعين بمهمة المرفق العام المفوضة لهم وبدون مقابل مما يقتضي تثمين جهودهم
وتشجيعهم خصوصا من طرف سلطة الوصاية والجماعات المحلية من مجالس بلدية إقليمية
وجهوية. ومن المتعارف عليه أن الجمعيات تستمد مواردها الأساسية من منخرطيها غير أن
هذا النهج غير ممكن في بلدنا . لذا يبقى مشكل الاحتياجات المادية والمالية للأندية
والعصب والجامعات مطروحا بصورة ملحة لكونها تعيش في حالة اختناق دائم وتحت الضغط.
علاوة على المطالبة بتحقيق النتائج على وجه السرعة من طرف السلطات العمومية أسرة
الرياضة والجمهور الرياضي والرأي العام على حد سواء.
حضرات السيدات والسادة
أشكركم مجددا على هـذه الدعوة وأبقى رهن إشارتكم
للإجابة عن كل استفساراتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى
وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق