الصفحات

الاثنين، 24 سبتمبر 2012


كرة القدم المغربية و الاختيار الصعب ...
هي " فوضى و السلام"


محمد عبيد/ بوابة فضاء الأطلس المتوسط
إعلان الجامعة الملكية المغربي لكرة القدم عن ماهية الناخب الجديد ، الذي سيقود المنتخب الوطني في رحلة جديدة نحو أهداف وغايات ، لم يكن الأمر بتلك اليسر الذي ظنه الجميع، فمسألة اختيار هذا المدرب مرت بمراحل، وجدت من خلالها لجنة الاختيارات أن رشيد الطاوسي هو الذي يمتلك مفاتيح قيادة قطار النخبة الوطنية ...هذا الاختيار أسال الكثير من المداد، وخرجت عل إثره الكثير من الإشاعات والأقاويل، وفي كثير من الأحيان انتقادات متضاربة في المنطق...
- اول مشكل هو الجمهور الرياضي المغربي الذي انقسم بين مؤيد له ومؤيد للزاكي مع العلم أن المطلب الشعبي هو مدرب محلي مغربي ابن البلد بعيد عن أي أجنبي يقوم بجمع المال دون فائدة/ وكما يقول المثل المغربي "خيرنا ما يديه غيرنا" والحمد لله بتولي الطاوسي الأمر أصبح ممكنا، لكن مع الأسف لم لم يتم تعيين الزاكي، أنصاره اشمأزوا من القرار وتمنوا الفشل للمنتخب المغربي، وكان الزاكي مطلب شعبي للجميع مع العلم انه يوجد فئة أخرى لا تميل لهذا الخيار، وهناك فئة ثالثة يهمها فقط أن يكون مدرب مغربي على رأس المنتخب سواء كان الزاكي أو الطاوسي أم غيرهما.
- نأتي إلى المشكل الثاني الذي ساهم بشكل كبير في إشعال فتيل المشكل الأول "الجمهور" وتهيجيه واللعب على أعصابه، فالصحافة الرياضية لعبة دورا سيئا في مدة الإعلان عن الناخب المغربي وروجت العديد من الكواليس ربما بعضها صحيح ...، واهم الأخبار التي كانت متداولة هي المشكل بين الزاكي والنيبت الذي طفا من جديد على السطح وكأن المنتخب تلخص في الحسابات الشخصية، و تناسي انه للجميع. هاته الأحداث لطحت جو المنتخب وجعلت خبر تعيين المدرب الجديد بلا طعم وتناسوا أن هناك أمورا جادة في الأفق ولا نحتاج إلى مزيد من رمي الزيت على النار فالجو مكهرب مسبقا. والصحافة الرياضية طوال هاته السنين لعبت دورا سلبيا في مسار المنتخب ولم تكن بتلك الحيادية وذلك النقد البناء الذي يجعلنا نقول أننا لمسنا مكامن الخلل، فالصحافة الرياضية غالبا ما كانت تصطاد في الماء العكر وتبحث عن الأخبار سواء كانت صحيحة أو خاطئة وتضيف عليها ملح السموم لتقذفها في صفحاتها، وكم سمعنا و قرانا هاته الجملة الملعونة "مصدر مقرب موثوق..." وكأن الثقة أصبحت بدون معنى وقولها أمر عادي وغير مهم.
- المشكل التالي يتمخض من الأندية المغربية التي مازالت في زمت الهواية، فرغم الاحتراف الورقي المنشود إلا أننا مازلنا نعاين علامات الهواية بين الأندية التي مازالت تتخبط في مشاكل جمة مالية و تسييرية  ووو... مشاكل أثرت عليها وفي نفس الوقت أثرت على المنتخب، فلما كان لدينا منتخب محترم ورغم الهواية كانت لدينا نوادي محترمة تصدر الجواهر للقارة العجو، أما الآن فأصبحت تستورد اللاعبين، وأي لاعب نشتم فيه رائحة المغربية ننادي عليه ليمثل المنتخب. تناسينا الأندية وساهم هذا في نزول مستواها وبالتالي تمثيليتها القارية أصبحت ضعيفة، ولا تفرحوا لألقاب الفتح والمغرب الفاسي فالأندية المصرية والتونسية عانت في تلك الفترة من الربيع العربي الذي اثر بعض الشيء على مردوديتها، فبانت ضعيفة في فترة من الفترات، الشيء الذي أعطى الفرصة للأندية المغربية لتقتنص لقب من ألقاب القارة السمراء، ومن الآن فصاعدا إن لم تعمل النوادي على تغيير سياستها التي تعمل بها فترقبوا انطفاء الكرة المغربية خلال السنوات القادمة لان اكبر ناديين الوداد والرجاء المعروفين بالتكوين أكثر من 10 لاعبين هذا الموسم تم استقطابهم من فرق أخرى، يعني حسابيا إن استمر غض النظر عن التكوين في غضون 6 أو 7 سنوات لن يكون لدينا لاعبون يدعمون النوادي.
هذا مشكل من بين العديد من المشاكل التي تعاني منها الأندية لكن يبقى هناك مشكل يلمس المنتخب المغربي.
- رأس الأفعى واكبر مشكل تعاني منه الكرة المغربية هو الجامعة الملكية المغربية التي مع الأسف منذ سنين سياستها لم تتغير وتغمس أكثر الكرة المغربية في الهاوية، والتوجه الذي سارت فيه خاطئ مئة بالمائة لأنها أهملت الجيل الصاعد بحيث لا يدخل في اعتباراتها ولم تقدم أي شيء لدعم هذا الجيل مع العلم أن لدينا طاقات شابة واعدة تحتاج للعناية، والتوجه صار نحو الغرب في رحلة البحث عن الصيد السهل وراء أي لاعب يشتم فيه ريح المغربية وإغراؤه بالمال من اجل اللعب للمنتخب المغربي وبالتالي بان أن هويته ضائعة فهو يلعب من اجل المال وليس من اجل روح الوطن مما يجعل أكثرهم قلبه غائب في لقاءات المنتخب المغربي. والعدوى انتقلت إلى اللاعب المحلي أيضا الذي أصبح ماديا وطبعا من حقه فطالما أن الأندية والجامعة لم توفر الأرضية للاعب المحلي كي يتجاوز محنه المادية فهذا الأخير غابت هو أيضا عنه الروح القومية.
المشاكل القاعدية هي من أهم المشاكل التي لم تستطع الجامعة المغربية حلها لحد الساعة فالبنيات التحتية والتكوين من أهم المقومات الأساسية من اجل نجاح الكرة المغربية في بلدنا... وكم سعدنا في أول مرة حينما جاء موقع الجامعة بعد تغيير الجنرال حسني بن سليمان فالفاسي ورغم انه لم يتم انتخابه ديمقراطيا، جاء بفكر جديد،لكن ذلك الفكر يحتاج لوقت لكن مع الأسف في سنين تعيين الفاسي لم تدر عجلة التغيير وبقي الحال كما هو عليه، وتم صرف الأموال في الفراغ دون نتائج مأمولة، فالفاسي كان يلعب على المدى القريب والبعيد والمتوسط لكن مع الأسف حاليا لم يحقق أهدافه على المستويات الأول والثاني والثالث في طريقه للفشل بسبب فشل المستويين السابقين، سلسلة الفشل في المنظومة الكروية المغربية مترابطة، وكل حلقة تؤثر على الحلقات الأخرى..
فبعد أن تم إسدال الستار عن اسم المدرب الجديد للمنتخب الوطني المغربي والممثل في الإطار الوطني رشيد الطاوسي الذي نال الرضا واقتنعت به  اللجنة التي كلفتها الجامعة الملكية باختيار المدرب الذي سيقود المرحلة المقبلة للمنتخب الوطني وهي مرحلة ليست بالهينة بل صعوبتها تتجلى في كونها مرحلة حاسمة ومؤهلة لكأسي إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014، قبل كل شيء نبارك للإطار الوطني السيد رشيد الطاوسي توليه مسؤولية الإدارة الفنية لقيادة المنتخب الوطني وكلنا ثقة في قدرات المدرب الجديد مثله مثل كل المدربين الآخرين الذين اختارتهم اللجنة بشكل أولي..
المشكل الرئيسي ليس دوما في قافلة المدربين الذين أتوا و انصرفوا..فصلوا أو طردوا..استغنينا عنهم أو استغنوا عنا....المشكل كبير قديم جديد و لعلنا نتذكر ندوة هنري ميشيل عندما شخص الأمر بكل حقيقة... المشكل في الجامعة و دواليبها و في البيئة الكروية المغربية...المدرب ربما آخر شيء ينظر إليه و بتأفف.... 
المنتخب الوطني و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يذكرنا ايضا بالفريق الاسباني ريال مدريد، حيث شهد الفريق الملكي سنوات عجاف بدون ألقاب و خسائر مدوية من 2003 الى 2007 .. بلاعبين كبار " الجلاكتيكوس " و تغيرات كثيرة للمدربين، و كاننا نتحدث الآن عن المنتخب المغربي.. لاعبين كبار و ممتازين في حين كثرة المدربين  بدون حصيلة ايجابية ترقى إلى مستوى سمعة الكرة الوطنية و حضورها في المحافل إن القارية أو الدولية .. لا ألقاب و لا انجازات ...
فما هو السبب؟
الكل كان يعرف انه في تلك الأثناء في فريق ريال مدريد الاسباني .. إدارة الفريق و خصوصا المدير الفني الأرجنتيني فالدانو كان يتدخل في عمل المدربين و التشكيلة كانت تأتي من الإدارة و المدرب مجرد " ديكور " .. و في بعض الأحيان كان اللاعبون يسيطرون على المدرب، فأي مدرب ضعيف الشخصية يجد تلك الظروف من المستحيل عليه الاشتغال و حصد نتائج للفريق...
من غير كل هذا الفريق؟....
المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو .. بعيدا عن إمكانياته الكبيرة في مجال التدريب .. هذا الشخص يملك شخصية قوية يفرض نفسه على الإدارة و اللاعبين .. مدرب سيطر على لاعبين مثل ابراهيموفيتش و بالوتيلي و كرسيتيانو مع العلم انهم شخصيات صعبة المراس و تثير المشاكل في غرف الملابس .. طرد فالدانو من منصبه و أصبح يتحكم في كل شيء بالنادي،أجلس كل من تمرد عليه حتى لو كان نجم الفريق، أبعد الإدارة عن طريقه و أصبح يشتغل في محيط هو " البوس " .. و النتائج أمامنا.
من كل هذا .. نريد أن نقول انه مهما كان لاعبونا ممتازون و نأتي بمدربين عالميين أو محليين لن نحقق شيئا و هذه الجامعة موجودة...يجب أن ننتظر مورينهو خاص بنا لحل هذه المشاكل و الوقوف بوجه بعض المعروفين..
هي فوضى الكرة المغربية بخيوط جد متشابكة و متداخلة، وكلنا نسهم فيها فخلافنا حول المدرب الجديد، والصحافة الرياضية التي تنفث السموم، والأندية الضعيفة التي لا تقوى على إعطائنا لاعبين محترفين بمعنى الكلمة والجامعة الملكية المغربية كلها عوامل ساهمت في تدني مستوى الكرة المغربية، فقد حان موعد الاستفاقة فقد طالت سباتنا، وان لم ننهض الآن فالكرة المغربية ستموت لا محالة.. ولا تفكروا مرة أخرى في عودتها للتوهج وستسبقنا دول أخرى إلى التقدم في المجال الكروي..
مسؤولية كبيرة إذن تنتظر الناخب الوطني الجديد و أعداء هذا النجاح رشيد الطاوسي الذي لن يجد الأرض مفروشة له بالورد، فضمان في كل الأماكن ومتربصون به ليوقعوا بالكرة المغربية من جديد في سراديب الفشل...
 لقد كان مخاض الإعلان عن الناخب الجديد عسيرا وتطلب ستة أيام من النقاشات المرطونية للإعلان عن الناخب الجديد وحدثت انقسامات بين مريد لهذا وذاك... جماهير منقسمة حول أحقية قيادة الأسود لمن منهم من دكة الزاكي لتجربته الناجحة السابقة مع المنتخب متناسين أن المرحلة القادمة صعبة ومن الصعب أن يكرر التاريخ نفسه لان ظروف الأمس ليست كظروف اليوم، فاليوم الكاميرات والعدسات موجهة نحو المنتخب المغربي ومن الصعب لأي ناخب أن يجد الجو الملائم للعمل في مثل هاته الظروف...
 الله يحسن عون الناخب الطاوسي... المهمة ملغومة وصعبة وممكن إن خرج منها بسلام أن ترفعه عاليا، وممكن أن تحطه أسفل سافلين، وقد قرأت في تعليق الناخب الجديد انه غير مرتاح ويحتاج للمساعدة من جميع الفعاليات الرياضية التي مع الأسف لن يجدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق