الصفحات

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012




سلطان السلهام الأبيض و الذهب الأسود
 يقهران ساكنة الأطلس المتوسط
آزرو – محمد عبيد
هل كلما حل موسم الصقيع بقيادة سلطان السلهام الأبيض/الثلج اضطرت الساكنة بالأطلس المتوسط عموما و باقليم إفران على وجه الخصوص قراءة "اللطيف" من وقوع كوارث إن مادية أو بشرية؟ ذلك عندما يبلغ إلى علمنا تسجيل أربع وفايات بالمنطقة( 3 اطفال بإقليم خنيفرة و مسن  متشرد بإيموزار كندر) مع أخرى لم تٔعْلََم بعد روجتها الألسن جراء الصقيع وما تسببت فيها تهاطلت الثلوج خلال الأسبوع الخير؟....
كون عددا من المناطق النائية و المعزولة من قرى الأطلس المتوسط و بمنطقة المرس إقليم بولمان و المداشر المحيطة بها تعيش على الفقر و الهشاشة و ضعف الإمكانيات بالإضافة إلى العزلة بسبب التساقطات الثلجية التي شهدتها.
مناطق تعاني الويلات من البرد القارس والعزلة التامة عن العالم الخارجي بسبب الثلوج وعدم القدرة على المواجهة لغياب أساليب التدفئة من حطب الممنوع عليهم ولغلائه أمام سيطرة مافيا الغابة على الحطب. وكذا غياب الأدوية والمستشفيات مما أدى لوفيات.....
إلى متى تستمر الساكنة بإقليم إفران الاستشعار ب "الحكرة"؟ تعدتها مع الطبيعة إلى معاناة مع استحضار لوازم المقاومة أساسها غياب توفير الذهب الأسود/حطب التدفئة الذي رفعت الدولة يدها عن دعمها له منذ سنوات ليشكل احد أنواع "غول" الحياة الكريمة و الضامنة لقهر البرد حيث تصبح حاجة هاته الساكنة جد ملحة لإدخال الدفء إلى البيوت ما يلزم كل أسرة 04 أطنان من الحطب كل سنة وحسب واقع الحال إلى جانب مستلزمات أخرى من اللباس والتغذية والأدوية التي تلائم أمراض فصل الشتاء من زكام وروماتيزم... 
فلقد أفرزت التساقطات الثلجية الأخيرة مِحَنا صريحة لساكنة ساكنة الأطلس المتوسط عموما منها ساكنة إقليم إفران من قساوة العيش حين فاجأتها التهاطلات الثلجية العاصفية التي عرفتها المنطقة خلال الأسبوع الأخير و بالخصوص (يومي الجمعة و السبت) لم تسلم معها العشرات من مستعملي الطرق الوطنية و الجهوية التي تمر عبر الأطلس المتوسط من المعاناة حيث وجدوا أنفسهم فجأة محاصرين وعالقين لعدة ساعات وسط موجة من الصقيع والبرد القارس طوال ليلة الجمعة/السبت ، رغم قيام مصالح وزارة التجهيز بتسخير معداتها لإزاحة الثلوج... ورغم توفر كاسحات الثلوج ،فعلى حين غرة، غزا "سلطان السلهام الأبيض" المنطقة وكسا بياضه مدينة إفران وغطى قمم الجبال وهضابها كما تراكم بالطريق الوطنية رقم 13 مقطع آزرو/ تيمحضيت وبين بولمان وافران وهب أعوان التجهيز الذين كان بعضهم كانوا مرابطا بمواقع خارج المدينة استعدادا لإزاحة الثلوج عن الطرقات بعدما توصلوا بأخبار عن تساقط الثلوج بالمرتفعات.. وجرت العادة أن تقدم المديرية الإقليمية خلال اجتماع اللجنة التقنية الإقليمية التي يرأسها العامل بعرض شامل ومفصل عن الاستعدادات المتخذة قبل موسم الشتاء بخصوص التركيبة البشرية وصيانة الآليات المتوفرة والطرق وكذا الكاسحات التي تم التوصل بها لتعزيز الأسطول المتوفر والذي يكون بعضه قد أصبح متلاشيا، ونوع التدخلات التي أقدمت عليها المديرية بتنسيق مع السلطات والجماعات وكل الفاعلين والخطوات المزمع القيام بها أثناء تهاطل الأمطار والثلوج وإسداء النصائح وتقديم الإرشادات للمسافرين والمواطنين بالمنطقة... لكن يبدو أن هذه العادة التي كان يحضرها رؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين والصحافة قد اندثرت مع الدوائر المسؤولة حاليا... إذ كان يتم التنسيق مع كل الجهات وإخبار الرأي العام المحلي والوطني بالتدابير المراد اتخاذها بإشراك الجميع في عمليات إزاحة الثلوج عن الطرقات وتسهيل عملية المرور والحفاظ على سلامة المسافرين وفك العزلة عن ساكنة العالم القروي والتجمعات السكنية.. وكان حري بإدارة التجهيز عقد ندوة صحفية لإلقاء الضوء حول السياسة الطرقية للوزارة والمشاريع المنجزة ومختلف التدخلات خلال الفصول الممطرة التي تتطلب مساهمة الجميع وتحسيس الكل بأهمية هذه العمليات لكن يبدو أن التواصل مع الصحافة لازال بعيد المنال وان الولوج إلى المعلومة لازال ضربا من الخيال وأمرا غير مرغوب فيه من طرف البعض الذي لم يع بعد مضامين الدستور الجديد وهذا حال العديد من المسؤولين في معدد من القطاعات بالإقليم...
إلى جانب معاناة مستعملي الطرق، موجة الصقيع تسببت في عزل أغلب الدواوير التابعة لجماعات سيدي المخفي و تيمحضيت وسوق الأحد وبن صميم والزاوية وعين اللوح و تيزكيت و ضاية عوا، حيث حاصرت الثلوج عددا من المباني السكنية، كما تسببت في قطع الكثير من المسالك المحلية أمام حركة السير...
معاناة الأهالي بالأطلس المتوسط، خاصة مستعملي الطرق المحلية، تتجدد مع كل تساقط للثلوج، حيث يشتد حصارهم، بسبب انقطاع المحاور الطرقية في وجوههم، واشتداد عزلة الأهالي في قراهم المعزولة أصلا.وجد سكان المناطق المحاصرة بالثلوج التي تجاوز علوها 45 سنتيما في أغلب المواقع بالأطلس، صعوبات بالغة في التنقل صوب المراكز الحضرية المجاورة من أجل التزود بحاجياتهم الأساسية وقضاء مصالح أخرى، كما اشتدت معاناتهم مع ضعف قدرة الكثير منهم على الحصول على حطب التدفئة لمواجهة البرد القارس..
وان كانت للأمطار والثلوج مخلفات سلبية أحيانا حيث علم عن تساقط حظائر وبيوت وقناطر ودمار مسالك طرقية خاصة بإركلاون و تيمحضيت والبقريت، ولكن ليس بشكل مخيف فتبقى معضلة الدور الآيلة للسقوط بأحياء شعبية بآزرو( حي القشلة بشكل ملفت النظر)  التي ما تزال تعرف بناءات من الطين و التين و بسقيفات بأعمدة خشبية، و قد هوت بها أكثر 4 دور خلال هاته الأيام القليلة الماضي من اجل إيجاد مخرجا سليم لها حيث قامت في شانها مؤخرا صرخات و محاولات من المجتمع المدني للفت الانتباه إليها ... نفس الوضعية تسجل ببعض الجماعات القروية، علاوة على هشاشة بعض البنيات التحتية... وقد ترجمت التساقطات المطرية و الثلجية الكثيفة بآزرو خاصة الواقع الهش للبنيات التحتية للمدينة على مستوى شبكات قنوات الصرف الصحي والطرقات والأزقة إذ تغمر المياه الشوارع وتعرقل حركة المرور، الشيء الذي يتطلب معه التعجيل بالعمل على إيجاد حل لهذه المشاكل التي تؤرق بال الساكنة كلما حل موسم الشتاء..
وتزداد  معاناة السكان أمام صعوبة الحصول على حطب التدفئة الذي يتجاوز  ثمنه 1000 للطن...و أحيانا كثيرة حتى حطب التدفئة قد لا ينفع عندما يخرج الأطفال متوجهين للأقسام في جو تقل فيه درجة الحرارة عن درجة التجمد في ثياب تحمل كل علامات الفقر والبؤس...دون الحديث عن أشياء يسميها آخرون الأدوية المقاومة لنزلات البرد  حيث يمنع الزمهرير المواطن المغلوب على أمره  حتى من تغيير ملابسه... 
"نعيش مشكلة.. نعم ،مشكلة اسمها «حطب التدفئة» وهي مشكلة تثار باستمرار حين يتسم الطقس بالبرودة وتنخفض درجات الحرارة كما هو حال هذه الأيام الباردة" بهذه العبارة توجه احد ساكنة آزرو مخاطبا "الجريدة"، و التي كانت من بين جملة من العبارات التي وجهها عدد من الساكنة في أحاديثهم مع "الجريدة" سيما مع التساقطات المطرية و الثلجية .. إذ لا هم لساكنة الأطلس المتوسط عموما وإقليم إفران على وجه الخصوص إلا التفكير و الانشغال في اقتناء حطب التدفئة لمواجهة المناخ الصعب المتميز بالبرد القارس و الصقيع المهيمنين خلال فصل الشتاء الذي تعرف خلاله مستودعات بيع الحطب إقبالا كبيرا عليها، بالرغم من ارتفاع ثمن الحطب بدافع التخوف من قلته مع في حالة تساقط الثلوج .
ساكنة العالم القروي في هذا الفصل البارد تعاني و تكابد، ترتعش خوفا من زيارة الثلوج لديارها، ومطلبها الأساسي كل موسم شتوي هو فك العزلة عنها وتوفير مواد غذائية وخبز للأكل وحطبا للتدفئة في القرى النائية المعزولة.. وإن كانت اللجنة الإقليمية تحاول تزويد هذا الوسط القروي المعزول والمهدد بالبرد والثلوج بما يلزم من اتخاذ تدابير استعجالية، فتبقى من جهة أخرى معاناة الأسر الفقيرة بالوسط الحضري مع حطب التدفئة لتوفير الدفء لأفراد الأسرة قائمة مادامت عاجزة بالتأكيد عن توفير حطب التدفئة كون أغلب الأسر بالأحياء الفقيرة لا تتوفر حتى على الإمكانيات لشرائه،، سيما أن غالبية هذه الأسر تعاني أكثر مع ظروف الغلاء الفاحش للمواد الغذائية و تفتقر لأبسط التجهيزات الضرورية، فكيف السبيل للتوفر على حطب التدفئة في ظروف كهاته؟" يقول أحد شباب هاته الأسر. هذا إلى جانب تعبير عدد من المواطنين عن صعوبة تلبية حاجيات أبنائهم للتغطية بالتدفئة اللازمة والكافية طيلة الشتاء كونه فضلا عن تكاليف الدخول المدرسي و ما عقبها من مناسبات دينية و ما ألزم ذلك من مصاريف استثنائية ناهيك عن غلاء المواد الاستهلاكية اليومية...
خلاصة القول، جميل أن نتضامن مع الشعوب لكن ليس على حساب هؤلاء الفقراء لكل شئ حتى لأبسط ظروف العيش ... قد نتضامن مع سكان الجبال الأطلسية بالكلام بالتظاهر وذالك أضعف الإيمان بالقضية، لكن اليوم محتاجون لحركة فعلية لحملة تضامن واسعة . لرفع " حكرة" الطبيعة و البشر و لتجاوز التدابير العشوائية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق