هل أصبح التعاون المدرسي مجالا لسلب جيوب الآباء لجيوب المقاومة؟
رجال تعليم و آباء يطالبون
إقران المسؤولية بالمحاسبة؟؟
إقران المسؤولية بالمحاسبة؟؟
آزرو- محمد عبيد
كثر
الكلام عن جمعية تنمية التعاون المدرسي ،
المجال الذي كان إلى زمن غير بعيد يعتبر فضاء خصبا لتكوين شخصية المتعلم المتعاون
من حيث الخلق و الإبداع بفعل تعدد أنشطة موازية من مسرح و بستنة و أعمال
يدوية و أنشطة مندمجة تهدف بالأساس إلى
الرفع من قدرات المتعلمين على إيجاد تقنية التعلم الذاتي و التشاركي و رفع
دافعيتهم إليها و إلى المساهمة في انفتاح المؤسسة على المجتمع ... أنشطة صقل
المواهب و القدرات جلها كانت تتوج بمهرجانات إقليمية و جهوية و وطنية تشكل حافزا
كبيرا للتنافس الشريف و الحضور الوازن في المشهد التعليمي ككل.. التي كانت تشيع في
نفوس المتعلمين روح التعاون السليم.
فمن حق
كل نساء ورجال التعليم أن يتساءلوا عن غياب الأنشطة التعاونية بالمؤسسات التعليمية بالصفة والكثافة التي كانت
قبل سنتين أو ثلاث ، الجواب قد يكمن في رحيل أناس كان لهم باع طويل وفضل كثير على
نجاح الأنشطة الموازية داخل النيابات الاقليمية من خلال مكاتب الأنشطة الاجتماعية
التربوية وفروع جمعية تنمية التعاون المدرسي ،فمن يتذكر أسماء كالصديق عاشور
والمرحوم عبد اللطيف مولاطو وفاتح الدوسي ، وناصر مسناوي وغيرهم على المستوى
الوطني و الأستاذ علال الزمراني و المرحوم
حميد كمال و الاستاذ مصطفى
بورشاب وصولا الى جيل عبدالواحد الركي و
عبدالعزيز بوكما و غيرهم مما لا يسع المجال لذكر أسمائهم على
المستوى إقليم إفران.. هؤلاء ممن أبلوا
البلاء الحسن وكانوا الركائز الأساسية التي تحمل مشعل التعاون المدرسي وطنيا ،
فغيابهم وعدم إيجاد خلف لهم من طرف الوزارة الوصية ، جعل التعاون المدرسي يفقد
شيئا فشيئا اشعاعه ومكانته في المنظومة ، وفي مكاتب فروع الجمعية وفي مكاتب
الأنشطة بمختلف النيابات وفي مكاتب التعاونيات المدرسية بالمؤسسات التعليمية ، فعن
أي يوم وطني للتعاون المدرسي يمكن أن
نتكلم؟ بل أي حضور أصبح لإطار هذا التعاون المدرسي إن وطنيا او إقليميا؟
البداية سننطلق على مستوى إقليم إفران، فمن خلال
مساءلة بعض المشرفين من ذوي الخبرة و التجربة الميدانية في المجال التعاوني المدرسي و على وجه الخصوص
الفرع الاقليمي بإفران لجمعية تنمية التعاون المدرسي لمعرفة الأسباب الحقيقية و
الموضوعية للحالة و للفتور و الخمول الذي يعرفه هذا المجال إقليميا… وقع إجماع على أن اشتغال هذا الفرع أصبح متجاوزا في ظل المتغيرات التي تعرفها
المنظومة التعليمية، مما أدى إلى عدم تفعيل برامج تنشيط الحياة المدرسية، إضافة
إلى عدم استثمار الحصص المخصصة للعمل التعاوني، بفعل عدم تضمين برامج التكوين
المستمر في مجال العمل التعاوني نظريا و تطبيقيا لتتمكن الأطر التربوية من إدراك
ذلك التكامل بين الأنشطة التعاونية و الموازية و المناهج التعليمية و المحتوى
المعرفي للدروس التي يتلقاها التلميذ، إضافة إلى غياب تحفيز و تشجيع المبدعين و
المتميزين من التلاميذ في المجال التعاوني داخل الفصول الدراسية، و عدم تسطير
برنامج سنوي على مستوى النيابة يتضمن إضافة إلى الأنشطة التقليدية المعتادة برامج
ودورات تكوينية لفائدة الأطر التربوية الذي يجب أن تسند لذوي الخبرة الميدانية و
الكفاءة المهنية ، لتمكينهم من آليات تطبيق واستثمار مختلف الأنشطة التعاونية داخل
فضاء المؤسسة و فسر أحد المنشطين أن ما يحول دون تحقيق الغايات المتوخاة من
الأنشطة التعاونية ضعف الإمكانيات المادية ونقص الأجهزة والأدوات الخاصة و عدم
تخصيص فضاء في المدرسة لممارسة الأنشطة المقترحة ، في ظل عدم قيام الإدارة
التربوية بمتابعة الأنشطة والتشجيع على تنفيذها ، و عدم اهتمام الموجهين والمشرفين
على العملية التربوية بالنشاط المدرسي، ناهيك عن غياب التام للمصادر التي يمكن
الرجوع إليها عند إعداد برامج النشاط التعاوني ، و الدورات التدريبية للمعلمين
المشرفين على الأنشطة المدرسية بهدف تجديد أفكارهم..
و أوضح
بعض المديرين أن الاحتفال باليوم الوطني للتعاون المدرسي أصبح من اللازم التفكير
في تغيير المنهجية المتبعة حاليا خاصة فيما يخص طريقة استخلاص المبالغ المالية من
التلاميذ و التلميذات المنخرطين الرئيسيين في الجمعية التي يجب مراقبة أوجه و
طريقة صرفها ، التي تتوزع بين 40 في المائة تخصص للمؤسسة و الباقي أي 60 في المائة
يوزع على الشكل التالي : 10 في المائة للجمعية الأم و 10 في المائة للمخيمات
الصيفية و 20 في المائة للدعم الاجتماعي و 20 في المائة للفرع الإقليمي ، هذا
الأخير الذي من المفروض أن يساهم في تنشيط التعاونيات المدرسية ولكن للأسف الشديد
أصبح دوره يقتصر فقط على جمع انخراطات التلاميذ
و لا نعلم أين تصرف المداخيل و لا الجهة التي تسفيد منه في غياب أي نشاط
ملموس يهم المتعلم بالدرجة الأولى في غياب برنامج مسطر و تدابير عملية على مستوى
الفرع و المؤسسة و القسم لتبقى كلها حبرا على ورق …الشيء الذي يتطلب العمل على
إعادة النظر في أسلوب و طريقة عمل جمعية تنمية التعاون المدرسي ، الفعل الذي يبقى
رهينا بتواجد إرادة حقيقية للفاعلين التربويين و المشرفين و جرأة من الجمعية الأم
و النيابة الاقليمية و كذا وزارة التربية
الوطنية لإصلاح الاختلالات الذي يعرفه هرم العمل التعاوني لتجاوز الوضع الحالي لما
لهذا الأخير من أهمية بالغة في تحقيق
الأهداف النبيلة من هذا المجال بعيدا عن الاحتكارية و خدمة ما لا يرتبط
أساسا بالمفهوم التعاوني المدرسي السليم..
أما على
المستوى الوطني ، فان البعض يرجع عدم الاحتفال باليوم الوطني للتعاون المدرسي،
وعدم صدور المذكرة المنظمة الى رفض
استقبال السيد وزير التربية الوطنية للمكتب الوطني لجمعية تنمية التعاون المدرسي و
قد كان الهدف من هذه المقابلة إطلاع الوزير بخصوص الجمعية ومذكرة اليوم الوطني
للتعاون المدرسي الذي تحتفل به المؤسسسات التعليمية عادة في السبت الأخير من شهر
نونب... وترجع بعض الجهات سبب هذا الرفض إلى عدم قانونية المكتب الحالي... ويتساءل
البعض إلى متى ستبقى وضعية المكتب الوطني لهذه الجمعية و التي تؤطر أنشطة
المتعلمين داخل المؤسسات التعليمية الابتدائية، على هذه الحال مع العلم أن المكتب
الوطني مازال يستخلص نصيبه من انخراطات المتعاونين؟؟؟؟؟ أجوبة ينتظرها الكثيرون
على أحر من الجمر لإنهاء فصول هذه الوضعية غير السليمة لجمعية ينتظر منها الاضطلاع
بأدوار حيوية في تنشيط الحياة المدرسية...
فمن
يتحمل مسؤولية هذا العبث التي تسيء تاريخيا للمهنية وللأخلاقية أمام المتعلمين
والمتعاونين، وأمام الرأي العام، خاصة منه الآباء الذين من جهتهم يتساءلون عن دور
المراقبة المالية إن على المستوى الاقليمي او المركزي للتعليم؟؟ بل تغافل المجلس
الأعلى للحسابات لمثل هذا المجال الذي ينزف جيوبهم دون محاسبة واجبة للوقوف على حقيقة صرف مداخيل الفرع الاقليمي للتعاون
المدرسي بإفران الذي فاحت منه روائح صرف اعتمادات خارج الإطار القانوني لمداخيله
لتبنيه حفلات إقليمية لها ميزانياتها من جيوبهم في وقت كان يجب ان تعود هاته
المصاريف على الانشطة الميدانية لابنائهم لأنهم هم الذين يدفعون الاشتراك السنوي
الذي كان من المفروض ان يعود على أبنائهم
بالإيجابيات والمنجزات المختلفة التي تخدمهم لأنهم تلاميذ وجدت الجمعية لأجلهم. ...اذن
فما فائدة جمعية تجعل المتعلم على الهامش؟!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق