قضية
و موقف
التنمية و النَّمِّية في مهرجانات صيف إفران 2013
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/ آزرو- محمد عبيد
إذا كان
مفهوم تنظيم المهرجات يهدف إسهام هاته التظاهرات في تعزيز الدور المركز في المجتمع
للتعريف بالخدمات التي تقدمها ومناسبة لتحفيز الأفراد وتنمية قدراتهم الذاتية
لدمجهم في المجتمع من خلال تنفيذ سلسلة من البرامج والأنشطة التنموية والعمل ضمن
منظومة متكاملة من الخدمات مع الأخذ في الاعتبار مبدأ الشراكة المجتمعية فضلا
عن التبريرات التي يروجها منظمو
المهرجانات للزعم بأن هذه الملتقيات تعمل
على تشجيع السياحة عبر تزايد أعدادا السياح و الرواج الاقتصادي الذي تحدثه، فإن
أقل ما يمكن أن يقال عن هذه المبررات أنها استغباء للمغاربة، والرد علي بطلانها
يكون من عدة وجوه: إن تنظيم مثل هذه المهرجانات يتطلب تخصيص ميزانيات كبيرة،
تتحملها الدولة ( قطاعات وزارية وإدارات
الأقاليم و بعض الشركات الراعية)، و تقدر هذه الميزانيات بالملايين إن لم نقل
بالملايير، و تصرف في أغلبها على الفنانين و المغنين، إضافة إلى التبذير الذي
يعرفه استهلاك الطاقة و الفاتورات التي تتحملها الجماعات و العمالات، التي تشكو من
ضعف ميزانياتها لا تضاهي ميزانيات ذات أهداف تنموية حقيقة من بنيات أساسية و تحتية
تعاني منها المراكز ان الحضرية او القروية و بعملية حسابية بسيطة، و من جهة أخرى
أصبحت ميزانية المهرجانات التي تنظم سنويا في المغرب تفوق وبكثير ميزانية البحث
العلمي في الجامعات المغربية التي يفترض أنها قاطرة التقدم. و بتتبعنا للمهرجانات
المنظمة، فإن الحضور في أغلبها يكون مجانيا، أي بدون مقابل، و المحصلة عدم وجود
مداخيل، مما يدفعنا إلى الاستنتاج أن المهرجانات تعتبر بمثابة تبذير للمال العام.
وهذه
المفارقة الغريبة والصارخة تدفع إلى التساؤل بحسرة، هل فعلا يمكن وصف هاته
المناسبات بمناسبات دعم التنمية؟ و حال واقعنا المغربي يتفاقم يوما بعد يوم من حيث
المعيشة و ضمان لقمة العيش و بكرامة إذ استفحال ظواهر انتشار البطالة و ظواهر
تقوية المؤسسات الصحية و التعليمية بأبسط
الوسائل الكفيلة للعمل و تقديم الخدمات للمواطنين المغلوبين على أمورهم لنروج
لكثرة المهرجانات الصيفية التي تستدعينا لتوجيه السؤال إلى مبدعي هاته التظاهرات :
هل القائمون على فعاليات الصيف في أقاليمنا
كإفران يعملون وفق رؤية واستراتيجية واضحة تهدف إلى تطوير المجتمع؟ أم أن الأمر غائب عنهم؟
العجب
للدين يعطون الأولوية للمهرجانات في ضل غياب تام للبنية التحتية في المراكز
الحضرية أو القروية في الطرق وخلق فرص
الشغل ونحن نقترن التقدم بتنظيم المهرجانات والواقع التقدم يقاس بالتنمية.
إن
الحديث عن التنمية يتأسس على تنمية الإنسان عقليا و سلوكيا و روحيا، حتى يكون
انخراطه في مشاريع و مخططات التنمية فعالا، و سياسة المهرجانات التي تنهجها الدولة
تتجه نحو تدمير عقل و سلوك و روح الإنسان المغربي.
إن تنظيم
مهرجانات سينمائية أو مسرحية أو فلكلورية هو من العبث بحيث لا يحقق أي قيمة مضافة
للتواصل أو التنمية، مهرجانات تدعي
التنمية الزائفة، ف "بركا
علينا من النشاط أر لنا المعقول".
فعندما يعلم القارئ
العادي أن إقليما صغيرا و إن كان بالفعل إقليما سياحيا، يحتضن فوق العشرة من
المهرجات عفوا من المهرجانات صيف هذا العام كلها تحت عنوان " في خدمة
التنمية"؟ عن أية تنمية يمكن الحديث عنها....هل تنفع المهرجانات الإقليم
وساكنته؟
ليس هذا
ما ينقص إقليم إفران و ساكنته- برأي
المتتبعين-، ولا يوجد تبرير موضوعي لصرف أموال لصنع الطنين، كان الأولى أن تستعمل
لتجميل الأزقة والدروب ودعم الأنشطة المدرة للدخل، وتحريك عجلة الاقتصاد لمنطقة لم
تظهر عليها آثار النعمة بعد، فهي النقمة البادية اليوم.. وموعد الساكنة والإقليم
فصل الشتاء لتتفقد تقارير الأرصاد الجوية والإسعافات الأولية... فاسلوا
العارفين، للحصول على المعلومات الصحيحة، أزقة رديئة – و حفر بالمئات، و جمعيات
متناثرة لا شيء عندها غير اليافطات و بعضها لها الاسم، وعن موقع الجماعات وإدارات القطاعات العمومية، و مواردها المالية
مما تدعيه من مفهوم التنمية، و في ما تصرف وعن مشاريعها التنموية، وعن الجالسين في
مكاتبها من مختلف الأطياف والطبقات الاجتماعية، من ألف إلى ياء ومن موظف إلى من لا
مهنة له ولا انتماء... والساكنة قاطبة تتحدث عن تغيير رديء حقا. هل تم القضاء على
مرحلة الارتجال والارتباك؟... فللمهرجات المهرجانات المزعومة كم رصدت لها من أموال
لا يعلمها إلا أصحاب البهرجة و لكن يعرف حجمها بالتقدير و التخمين، و لن تكون
يسيرة هينة... إذا كشفنا عن مداخيل أخرى تنعم بها بعض فعاليات هاته المهرجانات من
منح بلدية و عمالاتية و جهوية و بل حتى من مركزية و أخرى خارجية وكل هذا الدعم بكل
سخاء تلتهف وراء الدعم الإشهاري و الخاص بالمهرجانات التي تفرّخها الدولة بسخاء
.
لسنا بالسوداويين
ولسنا من دعاة العدمية ولسنا ضد تنشيط
المدن و قراها و الترفيه عن ساكنتها، لكن ما نهدفه وراء هذا كله هو استحضار
العقلنة في التدبير والتسيير الماليين معا، لا نرضى بأن تنطبق علينا بعض المقولات
الشعبية " العكر على العفونة" و لا "آش خاصك العريان ؟" مادام
واقع حالنا يقول أننا بعيدون كل البعد عن صرف أموال البلاد و العباد في حاجة ماسة إليها لتنمية موضوعية شمولية حقيقية على مختلف الأصعدة ذات الطابع الاجتماعي و
الاقتصادي و البنيوي فضلا عن سوق الشغل عوض اعتماد منهجية الإلهاء للهروب إلى الأمام من ملامسة الواقع المعاش المستفحلة به
مشاكل كان من المفروض عقلنة طرح
حلول لها لا تمييع سياسة التهريج و النمية ولا التنمية كونها أساليب ذات حيلة لن تنطلي على هذا الشعب
الذي نخرته الأمية البسيطة والمركبة والفقر والتهميش...
فمن لا غيرة له على
شبر من هذا الوطن، فهو أصلا دخيل أو عميل.. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي
العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق