الصفحات

الأحد، 27 أكتوبر 2013

من المسؤول عن وقوع قاصرين في شرك السرقة في آزرو؟

وقوع قاصرين في تهمة سرقة أثاث منزلي  في آزرو
الأسرة منطلق المسؤولية؟

البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد
مكنت يقظة واجتهاد وموضوعية التعامل التي تنهجها الإدارة الأمنية في آزرو لمكافحة الجريمة بالمدينة من وضع حد لنشاط أفراد وعصابات إجرامية تعمدت الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب والسرقات وبيع أقراص الهلوسة وترويج المخدرات والتهديد بالسلاح الابيض خلال شهر أكتوبر الجاري2013، كما سجلت جملة من الإيقافات شملت عددا من المتورطين والمتهمين في قضايا الإجرام والسرقات...
 ومن بين القضايا المثيرة للجدل  تلك النازلة التي وقعت خلال الأسبوع الماضي تمثلت في سرقة محتويات منزل (أثاث منزلي وبارابول وجهاز تلفاز ودراجة هوائية....) بحي الأطلس2 لإحدى المواطنات بدول المهجر... خلفت وراءها عدة علامات استفهام حول القائم أو القائمين بهاته العملية التي اضطرت معها الشرطة القضائية بالمفوضية الجهوية للأمن الوطني في آزرو إلى فتح تحقيق وبحث عميقين في محيط الحي والمنزل معا، وبعد استجماعها للمعلومات الكافية توصلت إلى الفاعلين لهاته السرقة...

المفاجأة في كشف الفاعلين تتعدى الى حدود الغرابة حين ارتبط  أمر هؤلاء الفاعلين بأشخاص قاصرين من الحي حوالي 10 أطفال جلهم متمدرسين ( بإعدادية الوحدة وبمدرسة الخنساء بحي النجاح) تم إيقافهم خلال الأسبوع الأخير، حيث لازمت الشرطة محيط المؤسسة التعليمية التي بعضهم بها يتابع دراستهم ترقبت خروجهم من نهاية الدرس كل مساء، حتى أضحى الحي طيلة الأسبوع في شوارعه مسرحا عموميا لتوقيف المتهمين من المتمدرسين (فرادى وثنائا وثلاثا...) يتم نقلهم عبر سيارة صغيرة للأمن الوطني بعد التعرف عليهم...
هاته القضية المؤسوف عليها تحيلنا على واقع التربية الأسرية والمسؤولية الأبوية قبل الأطفال المتورطين فيها والذين منهم وبحسب الأحاديث بالحي من وقع عبثا في شرك هاته السرقة...
" كان خاص اعتقال حتى والديهم" يعلق بعض الاطفال العقلاء ( حفظهم الله ورعاهم) على هاته القضية حين معاينتهم لعمليات الإيقاف، وهو موقف يضعنا في موقف حرج إذا علمنا أن هناك من الآباء والأمهات للأسف همّهم أن يخلدوا إلى الراحة داخل مساكنهم في أوقات القيلولة أو متابعة أحد البرامج التلفزية (مسلسلات أو مبارايات رياضية أو مسابقات غنائية أو حتى مناقشات أسرية قد تفيد حياة اطفال للاعتبار منها...) بالإكتفاء بدعوة أبنائهم للخروج إلى "الزنقة" دون استحضار ما  لهاته "الزنقة" من خطورة على إيقاع أبنائهم في شرك عدد من السلوكات اللامسؤولة أو المضرة بأخلاق وسلوكات وحياة أبنائهم ناهيك عن وقوع  بعض هؤلاء الأطفال في شرك الرذيلة... متناسين أو متجهالين أن المسؤولية على الوالدين عظيمة، وتترتب عليها نتائج خطيرة في الدنيا والآخرة، فلتزم الوالدين أن يتابعا أبنائهم في سيرتهم خارج البيت ومراقبتهم ومعرفة من يعاشرون من أقرانهم أساسا لأن كما يقول المثل المغربي الدارجي:"رفاقة من ولا ، كتولد البلا" والعمل على  أن يُنَشِّئا أولادهما على الإيمان الكامل، والعقيدة الصحيحة، وأن يعوّداهما على الأخلاق الفاضلة....  
ويظن كثير من الآباء أن واجبهم تجاه الأولاد يقتصر على ضمان وتقديم القوت والغذاء والكساء، وأن يؤمِّنوا لهم العيش الرغيد، والحياة المادية المُرْهَفة، ويترك أولاده، ويغفل عن تربيتهم، ويظن أنهم صغار يكفيهم الطعام والشراب واللباس، فتكون النتيجة الضياع والحسرة.... ومن هنا يحصل الإثم العظيم الذي يرتكبه بعض الوالدين في هذا العمر، فإنهم يهملون تربية الأولاد، ويتركونهم يعبثون بالأخلاق، ويهدرون القيم، ويتخلقون بعادات وتقاليد لا مسؤولة، والارتماء على الأرصفة، والاختلاط المشين في الأزقة والدروب بل حتى أحيانا في  الحفلات والندوات التي منها ما تكون وراء إرواء الغرائز والشهوات بدون قيد ولا شرط، فضلا عن التخنث والترجل في محافل ومناسبات أخرى تحت غطاء العمل الجمعوي أو حفلات عيد الميلاد... و من هنا ينتشر ضرر إهمال الأولاد من قبل الوالدين لأنه لا يقتصر على هذا البيت الذي أهمله أهله بل هو يسري سريان السم في الأجساد إلى جميع المجتمع لأن مثل هؤلاء الأولاد (ضحايا التربية الأسرية قبل كل شيء) سوف يتصلون بأقرانهم فإذا كانوا على درجة من سوء الأخلاق فإنهم يُعِدُّون بذلك غيرهم ويحدث فساد المجتمع رويداً رويداً حتى يسلم الآباء إلى التاريخ في المستقبل أجيالاً فاسدة...
وختاما، لا يسعنا هنا الا التذكير بما جاء في أحد الأحاديث النبوية الشريفة :"عن أبي هريرة عن رسول الله قال : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)"، هذا الحديث الشريف الذي يعتبر قاعدة أساسية في التربية نستنتج منه أن تربية الوالدين للأبناء هي التي تثبت فطرة الله التي فطرَ الناس عليها في نفوس الأبناء، أوتنحرف بهذه الفطرة وتغيرها إلى يهودية أو نصرانية أو مجوسية ويضاف إلى ذلك أن الوالدين هما اللذين ينشّئان الأبناء على صفات الخير أو صفات الشر، فهما اللذان ينشئان عالمًا أو جاهلاً، صالحًا أو فاسدًا، مستقيمًا أو فاسقًا، وذلك بالتربية والتعليم والتأديب والقدوة الحسنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق