الصفحات

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

البحث عن الذهب الأسود للساكنة ورفض الفحم الحجري للتدفئة بمؤسسات التعليم بإقليم إفران







البحث عن الذهب الأسود للساكنة
ورفض الفحم الحجري للتدفئة بمؤسسات التعليم
بإقليم إفران
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
يشغل موضوع البحث عن الحطب في جبال الأطلس المتوسط وخاصة في إقليم إفران كلما حل موسم البرد بهذه المنطقة كالبحث عن عملة نادرة الوجود... فمع موجة البرد والصقيع والعواصف الثلجية، التي تجتاح المنطقة، يتزايد الطلب على حطب التدفئة...
فساكنة الأطلس المتوسط عموما وإقليم إفران على وجه الخصوص لاهم لها عدا التفكير و الانشغال في اقتناء حطب التدفئة لمواجهة المناخ الصعب المتميز بالبرد القارس و الصقيع المهيمنين خلال فصل الشتاء، حيث تعرف مستودعات بيع الحطب إقبالا كبيرا عليها، بدافع التخوف من ارتفاع ثمن الحطب أو قلته. ساكنة العالم القروي في هذا الفصل البارد تعاني و تكابد، ترتعش خوفا من معاودة معاناتها مع الثلوج و وصولها إلى ديارها، ومطلبها الأساسي كل موسم شتوي هو فك العزلة عنها وتوفير مواد غذائية وخبز للأكل وحطبا للتدفئة في القرى النائية المعزولة.. و إن كانت اللجنة الإقليمية تحاول تزويد هذا الوسط القروي المعزول والمهدد بالبرد والثلوج بما يلزم من اتخاذ تدابير استعجالية… وتبقى كذلك معاناة الأسر الفقيرة بالوسط الحضري مع حطب التدفئة لتوفير الدفء لأفراد الأسرة ، بحيث أن أغلب الأسر بالأحياء الفقيرة لا تتوفر حتى على الإمكانيات لشرائه، على خلفية أن أغلب الأسر هي عاجزة بالتأكيد عن توفير حطب التدفئة في صراعها من أجل البقاء، وربما ازدادت محنتها أكثر مع ظروف الغلاء الفاحش للمواد الغذائية، سيما أن غالبية هذه الأسر تفتقر لأبسط التجهيزات الضرورية، فكيف السبيل للتوفر على حطب التدفئة في ظروف كهاته..
اكتواء المجتمع المدني من التراجع عن دعم الدولة لحطب التدفئة:
فيما وصل ثمن الحطب بنقط البيع بإقليم افران الى1000 درهما، بدأت العديد من الأصوات في صفوف المجتمع المدني تطالب بتدخل الدولة من اجل تدعيمه أو إيجاد حل لمشكل التدفئة بالمنطقة، والذي بات يرهق العديد من سكان الإقليم، حيث تصبح حاجة السكان جد ملحة لإدخال الدفء إلى بيوتهم منذ بداية أكتوبر إلى نهاية ماي، وهو ما يلزم كل أسرة 05 أطنان من الحطب كل سنة في أدنى تقدير، إلى جانب اللباس والتغذية والأدوية التي تلائم أمراض فصل الشتاء من زكام وروماتيزم…. وحسب واقع الحال فإن فصل الشتاء الحالي جد بارد، على اعتبار أن الصيف الأخير كان شديد الحرارة، الأمر الذي زاد من انشغال السكان بشأن توفير الحطب اللازم… و قد عبر عدد من المواطنين في حديثهم ل ” فضاء الأطلس المتوسط” و في أكثر من مناسبة، عن صعوبة تلبية حاجيات أبنائهم للتغطية بالتدفئة اللازمة طيلة الشتاء والكافية فضلا عن مصاريف استثنائية وناهيك عن غلاء المواد الاستهلاكية اليومية ومن قلة الدخل الفرد..
 فدرجة البرودة في انخفاض وسعر الطن الواحد لحطب التدفئة في ارتفاع صاروخي أمام تراجع الدولة عن دعمه للموظفين بإقليم افران، التجار إن لم نقل المضاربون في سوق استغلال الغابة يستغلون الظروف القاسية سواء منها المناخية او المادية للمواطن الافراني لبيع الطن الواحد بما لا يقل عن ألف درهم (1000) .. عائلات دخلها جد محدود تعيش على حرف موسمية وصناعة تقليدية وفلاحة لا تتوفر على إمكانيات لشراء سواء حطب التدفئة أو وسيلة بديلة لها من آلة التدفئة فحتى ما يتردد من استعمال الطاقة الشمسية فهو هراء بطبيعة المنطقة..

وتقدر حاجيات الأسرة خلال السنة أكثر من خمسة أطنان، تضاف إلى المصاريف الأخرى، فيما القدر الشرائية لا تسمح لها باقتناء هذه المادة التي تعتبر بالذهب الأسود مما يعجز معه الكثير عن شراء الحطب... ويلجأ البعض أمام غلاء حطب التدفئة إلى الاستعاضة عن الحطب باستعمال المسخن الكهربائي أو الغازي، ولهذا يطالب الموطنون في كل المناسبات الجهات المسؤولة تخفيض ثمن الكهرباء والغاز الطبيعي، خاصة في فصل الشتاء، حتى يتمكن السكان من تسخين مساكنهم إلا أن الذي يحصل هو إقرار زيادات جديدة، ويرى العديد من المتخصصين في المجال الغابوي أن دعم استهلاك الغاز والكهرباء للتدفئة يعزز المحافظة على الغابة التي تعرف استنزافا خطير، سيكون له عدة تداعيات وخيمة على البيئة مستقبلا ..
استعمال الفحم الجري الأسود للتدفئة بمؤسسات التعليم بإفران مرفوض:
 إلى ذلك تشكو الأسرة التعليمية العاملة بإقليم إفران من مشكل اعتماد الفحم الحجر بديلا لحطب التدفئة ، وتطالب على الدوام بالمزيد من الاهتمام بمنطقتها وبتلامذتها الصغار الذين تتجمد أبدانهم الصغيرة داخل حجرات تشبه الثلاجات ويعجزون عن الدراسة تحت وطأة البرد والصقيع،وهي من أسباب الهدر المدرسي بالإقليم ورغم أن الوزارة أعلنت عن وضعها لهذا الأمر بعين الاعتبار، وأدخلت الفحم الحجري خلال السنوات الاخيرة  في إطار التجريب لاستعماله في التدفئة بالحجرات الدراسية، إلا أن التجربة تبقى تجربة، ولا يمكن الحسم بنجاعتها ما لم تظهر بعد ايجابياتها كبديل عن حطب التدفئة،إذ كشفت مصادر نقابية أن مجموعة من الأساتذة رفضوا التدفئة بالفحم الحجري، وعللوا رفضهم بأنه مضر للصحة معتبرين أن التدفئة بالفحم الحجري تسبب اختناقا للتلاميذ داخل القسم، ويحتاج استعماله فتح النوافذ، كما أن الوقت الذي يستلزم إشعال موقد التدفئة الخاص بالفحم الحجري يتراوح بين نصف الساعة وساعة، ينتج عنه ضياع الحصة الأولى من الصباح... وقال أحد الفاعلين النقابين :"إن الفحم الحجري الموجه حاليا للتدفئة بالمؤسسات التعليمية التابعة لإفران غير صالح للاستعمال، إذ تصدر عنه رائحة كريهة تخنق أنفاس التلاميذ داخل حجرات الدرس، ويهدد صحة عدد من المتدرسين، مشيرا إلى صعوبة اشتعاله بسبب ضعف جودته، وعدم ملاءمة الزر المتحكم في إشعال الفحم للمدفأة... مما أدى الى تراكم اكوام هذا الفحم الذي اعتبره بمثابة سلعة فاسدة يتم ترويجها باطلا بعدد من المؤسسات التعليمية لحد الآن"..
 ويذكر أن العديد من الملاحظين سجلوا بامتعاض كبير قيام الجهات المسؤولة على الشأن التعليمي جهويا بتخفيض الاعتماد المرصود لتدفئة المؤسسات التعليمية، ناهيك عن تماطل الممونين في تزويد هذه المؤسسات بالمادة المذكورة، إضافة إلى كون العديد من الفرعيات النائية لا تنال نصيبها من المادة في الآجال المناسبة والمحدودة ، علما بأن جل مناطق إقليم إفران باردة جدا سواء الواقعة ضواحي إفران وأزرو وتيمحضيت أو عين اللوح وواد إفران وغيرها، فالحجرات الدراسية لم يعد يسمح لها أن تستقطب التلاميذ وهي ذات حرارة جد منخفضة بسبب غياب التدفئة.. وباعتماد مادة حطب التدفئة لا الفحم الحجري الذي هو موضوع احتجاجات أخرى مرتقبة ..
إجماع على الاهتمام بالنيات التحية وتقنين استغلال الموارد الغابوية

وأجمع كل المهتمين بموضوع التدفئة بالمنطقة من خلال تصريحات جمعتها منهم صحيفة “فضاء الأطلس المتوسط” على  ضرورة توفير البنيات التحتية من شبكات الطرق والماء والكهرباء، لما لهذه التجهيزات من علاقة وطيدة في تحسين الظروف المعيشية، وضع الآليات الضرورية لاحترام القوانين البيئية الخاصة بالمحافظة على البيئة، ضرورة السهر على تطبيق النصوص الجاري بها العمل مع فرض عقوبات صارمة على مرتكبي المخالفات الغابوية، النص على مقتضيات للتحفيز على الاستثمار وإحداث مناصب شغل في القطاع الغابوي، خلق أنشطة اقتصادية لفائدة السكان المجاورين من شأنها أن تعوض اعتمادهم المستمرعلى موارد الغابة، توفير العدد الكافي من حراس الغابة وتكوينهم تكوينا يكون في مستوى المهمة المنوطة بهم، خلق حوار مع المنتخبين وإحاطة المصالح الإدارية المعنية بنوع المشاكل المطروحة والحلول المتخذة لتكون مسايرة التطورات، توعية السكان المجاورين للغابات بالدور المنوط بهم في حماية البيئة الغابوية بجميع الوسائل السمعية والبصرية والنشرات وخاصة في الأسواق ومراكز الجماعات القروية.
 وأخيرا لابد من الإشارة إلى إنجاز مشاريع واسعة النطاق بالمناطق الجبلية مع ضرورة الإلحاح على فك العزلة عن المناطق قصد إيصالها بشبكات التوزيع الطاقية الضرورية من غاز البوطان والكهرباء والطاقة الشمسية، كطاقات بديلة للحطب... لهذا يرى البعض من المهتمين أن  الضرورة تستدعي اعتماد أحد الحلول كتوفير الحطب بأسعار مدعمة وتفضيلية وبالكميات الضرورية لتمكين السكان من التغلب على قساوة الطبيعة..في حين يرى آخرون أن سبل التخفيف عن الضغط الذي تعرفة الغابة تفرض توفير وسائل بديلة للحطب (الطاقات المتجددة) لتخفيف الضغط على الغابة والاستجابة للطلب المتزايد على وسائل التدفئة  كمبادرة من الدولة للحد من الاستهلاك المفرط لحطب التدفئة من خلال تحسين الصفقات الحرارية من خلال خفض فواتير استهلاك التدفئة للمبنى أو المنزل باعتماد استهلاك الطاقة الكهربائية بتفضيلات للساكنة من حيث الأداء الشهري (ما بين أكتوبر وابريل كل سنة الفترة التي تعرف انخفاض درجات الحرارة بالمنطقة)... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق