الصفحات

الخميس، 12 ديسمبر 2013

العسر الرياضي المغربي في مونديال العباسية المغربية

مونديال العباسية المغربية
عسر رياضي مغربي

 البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
بقلم: القلم_الجاد / عـادل الرحموني
بعد أربعة عروض فاشلة لاستضافة كأس العالم للاندية استطاع المغرب أخيرا أن يستضيف بطولة عالمية في كرة القدم وذلك على مدار الايام العشرة الحالية على الرغم من أن تلك البطولة قد لا تعدو كونها نوعا من التعويض.
تنظيم كأس العالم للأندية هو بمتابة اختبار الفيفا للمغرب وقياس مدى قدرته على تنظيم كأس العالم للمنتخبات لكن للأسف بعض الأخبار الواردة من موقع الفيفا اشتكت من غياب الاهتمام الإعلامي لهذه البطولة وكذلك بعض الخروقات في التنظيم كل هذا تزامن أيضا مع الهزات التي ضربت الجامعة وعدم الإعتراف بالجمع العام الآخير مما أجبر الرئيس السابق علي الفاسي للعودة إلى الرئاسة مجددا...
كل هذه المشاكل والعشوائية في التسيير وكذك في التنظيم ستضر بكرة القدم المغربية ويهدد ترشيح المملكة لاحتضان كأس العالم لسنة 2026 إذا لم يصحح المسؤولون الأخطاء....
هكذا وبعد طول انتظار وبعد الفشل أربع مرات في الحصول على شرف تنظيم كأس العالم، تمكن أخيرا المغرب من الحصول على شرف مونديال مصغر هو كأس العالم للأندية، وشاءت الاقدار أن تنسحب عدة دول من التسابق لتنظيم هاته التظاهرة لكي يصبح المغرب المنافس الوحيد في هذا السباق ويتمكن من الحصول على شرف تنظيم هاته التظاهرة العالمية... واظن أنه لو كان -ولو- منافس واحد للمغرب لما أتته هانه الفرصة، لأنه صراحة ولكي لا نكذب على أنفسنا نحن بعيدون كل البعد عن القدرة على تنظيم أي شيء لأنه يخصنا سنوات ضوئية من الاستعداد العقلي واللوجستيكي قبل التفكير في تنظيم مثل هاته الأحداث.
ومع الأسف تبرز عوراتنا للعالم في كل مرة وبما أننا أصبحنا محط الأنظار، فالفيفا رصدت مجموعة من الخروقات، ويمكن البدء بالمشكل التسييري للجامعة الملكية الذي تم رفض انتخابات جمعه العام لاعتبارها أنها غير قانونية، وتتنافى مع توصيات الفيفا، وكي لا أدخل في الموضوع لأني تحدثت عنه سابقا... فالموضوع الذي يهمنا الآن هو ضعف التنظيم في تظاهرة كأس العالم للأندية، فمجموعة من النواقص تم رصدها... ولأننا لا نملك لا مجلس قار ولا حتى مجلس مؤقت للجامعة الملكية المغربية، فقد تأزمت الأوضاع وبدأنا نتخبط في الارتجال لأنه لا يوجد جهة تنظيمية مدعومة من جهة عليا تراقب سير عملها، فلجنة التنظيم مع الأسف حتى هي شابها الارتباك وأصبحت لا تدري ما تفعل. ويمكن أن أعدد لكم مجموعة من النواقص التي تم رصدها.
الموقف الأول : هو حين وصول ممثل اقيانوسيا (الفريق أوكلاندا) هذا الأخير-وحيث أنه شاءت الأقدار أن تكون هناك حادثة سير دامت رحلته بين شوارع عاصمة سوس الساعتين قبل الوصول لمقره-، بطيبيعة الحال الأمر يمكن اعتباره حظ عاثر... لكن ما لا يعتبر حظا هو عجز اللجنة التنظيمية عن توفير ملعب للتداريب بعد أن كانت الجامعة تعول على ملعب الانبعاث ليتدرب فيه الفريق... ولان التنسيق غائب فالفريق السوسي (حسنية اكادير) لم يتم إخطاره بأن هناك فرق ستشاركه الملعب من أجل التداريب، إضافة إلى أنه ومع الأسف الملعب ذو أرضية ردئية ليست من مقام تظاهرة عالمية ككأس العالم لأندية. مما اضطر الجامعة للبحث عن البديل فتم إنشاء ملعبين للتداريب لكن مرة اخرى دون مرافق. وهاته مع الأسف من بين النقاط السوداء التي تم رصدها من طرف لجنة مراقبة الفيفا ضدنا. ومع الاسف يتضح لنا سوء التدبير سواء في التنظيم او التجهيزات.
الموقف الثاني : في موقف آخر فقد وجهت الفيفا رسالة تذكر فيها الجامعة الملكية المغربية باحترام تعهداتها حيث رصدت الفيفا ضعف التغطية الاشهارية والدعاية لمونديال الأندية، وإن قمنا بمقارنة بسيطة بين مهرجان مراكش وكأس العالم للأندية فالتغطية الإعلامية والتنظيمية والدعائية لمهرجان مراكش غطت على تظاهرة عالمية مثل كأس العالم، وفي الحقيقة لا نشعر أنه فعلا المغرب هو المنظم فهناك برودة في الدعاية لهاته التظاهرة وإن لم أكن متتبع للأحداث الكروية لما عرفت أنه هناك مباريات دولية على التراب المغربي... وأظن أنه لو تم عمل استفتاء نسأل فيه الناس عن أي تظاهرة ينظمها المغرب لأجاب جل المشاركين أنهم لا يعرفون أو سيتحدثون عن مهرجان مراكش، بسبب التغطية الإعلامية المكثفة لهذا المهرجان الذي كل القنوات الاذاعية والتلفزية تتحدث عنه... لكن بالمقابل نشاهد بعض الاشهارات هنا وهناك عن المونديال وليس هناك تغطية يومية في التلفزات المغربية إذا ما استثنينا الرياضية لكن تغطيتها هي أيضا ضعيفة مقارنة مع ما تعمده كبريات الشركات التلفزية في مثل هاته التظاهرات.
الموقف الثالث : هو أن ضعف التنظيم أيضا تجلى في اختيار أوقات المباريات، وإن كان الأمر يقرر من طرف الفيفا إلا انه كان من الممكن تجنب وقت مباريات الشمبيونس-ليغ لقرب تزامن المواعيد، فالبت التلفزي له دوره أيضا في عالم كرة القدم لما يساهم به من مداخيل إشهار ومستشهرين... ورغم أنه بيعت أكثر من  40ألف تذكرة إلا أنه وكما نعلم أن الجمهور المغربي ميال للفرجة وحتى إن كانت عبر بوابة الفرق الإسبانية في صوب البارسا والريال فممكن أن يترك مباراة لفريق مغربي أو للمنتخب مقابل أن يرى فرقا يشجعها كالبارسا والريال التي تسسللت لبيوتنا عبر بوابة الليغا... وبما أن القنوات المغربية في أغلب الأحيان غير ناقلة للتظاهرة بسبب حصرية النقل للجزيرة الرياضية، فالجانب الاستشهاري ربما لن يكون له تأثير لأنه ليس هناك مستشهرين عبر قنواتنا لكن ممكن أن يتضرر عبر إشهار بقنوات الجزيرة الرياضية وأيضا نسبة المشاهدة ممكن أن تكون ضعيفة في كل مقابلة تتزامنا والنقل التلفزي لدوريات أوروبية كبيرة... المهم لا يهمنا شيء من هذا الامر طالما أن الخنزيرة طرف فيه.
مواقف متعددة مع الأسف تلوث حظوظنا في الظفر بتنظيم تظاهرات عالمية في المستقبل، ومع الأسف لم يعرف المسؤولون المغاربة كيفية استغلال الموافق ولا من أين تأكل الكتف، لأنه لو نجحت التظاهرة على جميع الأصعدة فهذا سيدعم موقف المغرب لاحقا حين يود تنظيم تظاهرات في المستقبل.
وعسى أن يتدارك مسؤولونا الموقف ويستطيعوا حفظ ما تبقى من ماء وجهنا الذي تلطخ بأخطاء كان ممكن تجنبها لو لم يكن هناك تسيير عشوائي في الجامعة الملكية المغربية... ومرة أخرى يبرز لنا شطحات الجامعة الملكية التائهة في دواليب البحث عن السلطة الضائعة في فخ الخلافات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق