قضية و موقف//
نخب هذا الوطن، كفى نواحا؟
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد
هناك
مثل مغربي جد رائع يقول"الغابة لي مفيهاش السبوعة كيلبسو فيها القرودة
الطرابش" وهذا بالتمام ما يقع في مغرب القرن الواحد والعشرون حين تراجع فعل
وأثر النخب والمصلحون في وقت استأسد فيه أسافل القوم وفرضوا منطقهم وسياستهم
الغابوية...هذا الوضع المقلق يتطلب المزيد من الحرص و الصمود والتبات والتبصر
والتدخل العقلاني وتحكيم سلطة القانون، كما يلزم النخب المثقفة الوطنية بضرورة ملأ
الساحة بنقاشات وحوارات بناءة تساهم في تمثين صرح الوطن وتقوي شوكته، بدل الانسياق
السلبي والانجرار وراء نقاشات عقيمة لا تنتج إلا تخلفا وتأخرا عن قافلة الإصلاح والتنمية..
كذلك ينبغي على الدولة تحريك وتفعيل المساطر القانونية بحزم دون تساهل أو محابات
حتى لا يكبر ذاك الغول فيلتهم ما تبقى من حياة التحضر والمدنية بهذا الوطن الجريح.
في
الآونة الأخيرة وبشكل لا يبعث على الارتياح تم رصد حزمة من المناورات والمؤامرات
البئيسة والمنحطة، التي تمس قلب وعمق الهوية المغربية كالدين واللغة واللحمة
المجالية، كما تتطاول وتتجاسر بوقاحة على رموز الوطن وذاكرته الحية من خلال دعوات
التكفير والتهديد بالتصفية الجسدية، و بشكل عام يمكن القول أن كل هاته المناورات
تستحقر وتستغبي المجتمع المغربي برمته.
الكلام
عن الحقائق والحق وهو كلام العلماء والبلغاء والحكماء والفصحاء، لاتحركهم نزوة إلا
رغبتهم في تنوير عقول الناس وتعليمهم، أحرفهم معدودة وكلماتهم موزونة، الأصل عندهم
الصمت والاستثناء عندهم الكلام.
الكلام
في السياسة وعلى لسان السياسيين، هو الكلام غير الثابت، فئة تقر بالأزمة وأخرى
تنكرها وتقول كل شيء على مايرام، هؤلاء يعترفون بوجود الفساد والآخرون يجحدون ذلك
ويرفعون أصواتهم بالنقاء والطهر، إنه الوجه المشترك على حد قول المغاربة: الوجه
المشروك، عمرو ما يتغسل.
كلها
ممارسات لا أخلاقية تنزح إلى تحطيم وتهشيم بيضة الوضع الأمني بالمغرب من خلال
محاولات متكالبة تهدف إلى تعطيل ورش الإصلاح الديمقراطي الذي أعلن عن انطلاقته منذ
سنة 2011 في سياق موجة الربيع الديمقراطي.
إلا أن العجلات لم يسلم دورانها من محاولات تعطيلها بالعصي على شاكلة أفلام، أفلام أبطالها ثلة من العابثين في القيم الوطنية كالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، أجساد بشر تحت ظل إبليس متجذرة في مفاصل الدولة و متحكمة في اقتصادها كما تتصدر المشهد السياسي والإعلامي بالمغرب... هي إذن شجرة خبيثة تخفي وراءها غابة عامرة بالوحوش البشرية التي لا تفهم ولا تفقه في لغة الحوار والسلام أكثر من حبها وعشقها لثقافة التخريب والدمار والتلاعب بأرواح الناس...
المشهد المرعب والمثير في الواقع السياسي المغربي عموما يتطلب الضرب عليه بيد من حديد على قلوب كل المتلاعبين بقواعد الأمن والإستقرار....لا تسامح مع كل من سولت له نفسه تهديد الأمن السياسي والاجتماعي بالمغرب... كما أن المجتمع بكل مكوناته وأطيافه راعي وحارس لعمليات الإصلاح وليس مجرد حقل تجارب لها..
إلا أن العجلات لم يسلم دورانها من محاولات تعطيلها بالعصي على شاكلة أفلام، أفلام أبطالها ثلة من العابثين في القيم الوطنية كالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، أجساد بشر تحت ظل إبليس متجذرة في مفاصل الدولة و متحكمة في اقتصادها كما تتصدر المشهد السياسي والإعلامي بالمغرب... هي إذن شجرة خبيثة تخفي وراءها غابة عامرة بالوحوش البشرية التي لا تفهم ولا تفقه في لغة الحوار والسلام أكثر من حبها وعشقها لثقافة التخريب والدمار والتلاعب بأرواح الناس...
المشهد المرعب والمثير في الواقع السياسي المغربي عموما يتطلب الضرب عليه بيد من حديد على قلوب كل المتلاعبين بقواعد الأمن والإستقرار....لا تسامح مع كل من سولت له نفسه تهديد الأمن السياسي والاجتماعي بالمغرب... كما أن المجتمع بكل مكوناته وأطيافه راعي وحارس لعمليات الإصلاح وليس مجرد حقل تجارب لها..
التغيير
سنة كونية رغم أن كل الناس لاتحبه، وتبدي مقاومة شرسة اتجاهه، فقد رفضت قريش دعوة
محمد صلى الله عليه وسلم رغم تأكدها من صدق نبوته، فقط لأنه سيغير دين الأجداد،
وينفق الكثير من الرجال والنساء لإخفاء تجاعيد الوجه وتغيير لون شعر في رأس اشتعل
شيبا، لكن التغيير حاصل وماض على الأفراد والجماعات، وقد قدم بن خلدون تصورا
متكاملا لمراحل تطور الدول من قيامها حتى موتها، واعتبر أن هناك خمس مراحل ممهدة
لانهيارها، ووطّن الاستبداد والاستئثار بالسلطة والسلطان في ثاني أطوار هذا
الانهيار.
إن قطبي
التغييرعلى الدوام هما فاعل ومفعول به، فالحاكم فاعل والمحكوم مفعول به، والزمن
فاعل والبشر مفعول به... بوسع الأحزاب والتنظيمات السياسية الكف عن المكايدات والمناكفات
السياسية والمهاترات الإعلامية وتهيئة الأجواء الملائمة والآمنة التي تمكن الوطن من
الدفع فيه بعجلة التنمية المستدامة وانجاز مصفوفة المشاريع الإستراتيجية.. فقد
أصبح من الأهمية بمكان أن تتجرد الأحزاب من التعصب الحزبي المقيت.. ومن المؤكد أن
الإفراط في صناعة الأزمات وثارة الفتن وإذكاء النعرات والصراعات وزرع العراقيل
يؤثر لامحالة على خطوات الإنجاز لمجمل التحولات التنموية والخدماتية التي يتوق
إليها المواطنون.. في حين يعول على تلك الأحزاب عدم التوغل في قضايا هامشية وحزبية
والتقوقع في خندق المحاصصة والتقاسم الحزبي للمكاتب التنفيذية على حساب قضايا
مصيرية واستراتيجية تتطلب شراكة حقيقية مع مختلف المكونات المجتمعية من أجل بسط
هيبة القانون والتسريع بوتيرة الإنجاز لأن الاستمرار في المماحكات السياسية
والتمترس خلف المصالح الحزبية يولد عقبات وتحديات وإهدار لفرص ذهبية أمام الوطن
ككل لا تعوض لاسيما تجاه الأنظارالدولية.
كما ينبغي على أولئك المزايدين والذي يتباكون على
الوطن أن يقفوا في وجه تلك الممارسات الاستفزازية والخارجة عن القانون والدستور
التي يمارسها البعض ممن يفترض فيهم تسميتهم بنخب المغرب بعيدا عن أسلوب النواح؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق