الصفحات

السبت، 23 أغسطس 2014

مهرجان إنشادن بتمحضيت 2014 /تنظيم وحضور متميزان

تنظيم وحضور متميزان في مهرجان إنشادن بتمحضيت 2014
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
عدسة: مصطفى ملكاوي 
لبست قرية تيمحضيت كل ألوان الفرح والسعادة الممزوجتين بعطر الأخوة والمحبة بين مكوناتها شفع لها هذا المنظر والشعور شعلة الدورة الثانية لمهرجان إنشادن ليبرز حاجة القرية إلى مثل هذا النشاط الذي يهدف إلى الحفاظ على الموروث الفني للمنطقة وما لعبه من دور في الحياة الجماعية وتثمينها وترسيخ حضورها في التاريخ تفاديا لغدر الزمان والنسيان  حتى يساهم في الرقي بالذوق العام لفن إنشادن ومعه فن أحيدوس كفرصة لتحفيز الإبداع الفني فضلا عن ضرورة استحضار الغيرة لدى أبناء تيمحضيت التي تقتضي منهم الحفاظ على تراث إنشادن لصون الذاكرة الجماعية التي تعد مدخلا من المداخل الأساسية للتنمية.
افتتاح مهرجان - أيدود إنشادن-، بتيمحضيت تحت شعار : " الشعر الأمازيغي ، ذاكرة و آفاق " مساء الجمعة الأخير   والذي تنظمه جمعية أيدود إنشادن بشراكة مع وزارة الثقافة ومجلس جهة مكناس تافيلالت والمجلس الإقليمي لإفران،  طبعه تنظيم متميز وحضور جمهور متنوع من عشاق وراغبين في اكتشاف هذا الفن  نظرا لما تمنحه الفرصة من الوقوف على تميز فن إنشادن بسحر الكلمة وعمقها وثقلها وما تحمله وما تمرره من مواقف نمط العيش وأشياء أخرى تسرب إلى إحساس لاإرادي ليعلن عن الهويات وفرض الاستمرارية التاريخية...
هذه التظاهرة الفنية توزعت فقراتها مابين الجانب الغنائي والترفيهي والفني، بالإضافة إلى الجانب التراثي من خلال عروض الفروسية بالتبوريدة نشطتها أزيد من 15 فرقة من مختلف المناطق، والمسابقات الرياضية التي عاش من خلالها سكان المنطقة وزوارها على إحياء وتذكير ظاهرة اجتماعية يتميز بها العالم القروي منذ أمد غير بعيد من خلال حفل زواج أمازيغي تقليدي (3عرسان) وأقيمت خلاله حفلة حناء حسب تقاليد المنطقة والذي يجسد  ما زالت تحافظ بطريقة لافتة على تقاليد الأعراس عند سكان الأطلس المتوسط ، بل المثير للحفاظ على التراث الثقافي المتجذر في المنطقة، من خلال إبراز العادات والتقاليد المرتبطة بالزي والرقص الجماعي الأمازيغي."كما نظم حفل إعدار /ختان  140 طفل.
اليوم الأول لمهرجان إنشادن رغم وفرة الفقرات الفنية لم يغفل الفقرات الرياضية إذ نظمت سباقات في العدو الريفي لفئات الكتاكيت والبراعم والصغار بمشاركة أطفال القرية تحفيزا لهم على هذه الرياضة، ويبقى السباق الدولي على الطريق أبرز نشاط رياضي استرعى باهتمام الساكنة والزوار معا نظرا للمشاركة الهامة لعدائين عالمين أبطال من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال والولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن العرب من البحرين وتونس وليبيا والكويت...،
 رشيد فخيم (عداء عالمي سابق) المدير التقني لنادي إيثري لألعاب القوى بتيمحضيت والمشرف على السباق كشف في تصريح خص به  للجريدة أن المستوى الذي خلص منه السباق كان احسن من سابقه في الدورة الأولى معللا ذلك بكون بطل الدورة1 احتل هذه الدورة المرتبة5(إذ لا يمكن القول أن مستوى هذا العداء تدنى بل لقوة العدائين الحاضرين هذه الدورة) وان السباق كشف عن ظهور أسماء اهرى تسعى لفرض وجودها في هذا المضمار على سبيل المثال العداء محمد مستاوي (من المنتخب الوطني)الذي شارك لأول مرة في سباق على الطريق رغم أن تخصصه في سباق 1500م مضمار والذي يعد أفضل العدائين المغاربة حاليا بعد الكروج وايكدير...
وفي تفاصيل النتائج التقنية للسباق فلقد عدا المتسابقات والمتسابقون (750مشارك في كل الفئات) مسافة 5كلم على مدار انطلق من وسط القرية مرورا بالقنطرة التاريخية التي شيد المستعمر سنة 1918 فالقرب من المقبرة والنصب التذكاري بمدخل تيمحضيت الذي يؤرخ للمعارك بين الفرنسيين وسكان المنطقة ثم البقريت حيث منها العودة إلى نقطة الانطلاقة والوصول لتعود المرتبة الأولى للبحريني زهير عواد متبوعا بكل من منتصر زاغو ويوسف ناصر من المغرب فيما فازت رقية المقيم بالمرتبة الأولى إناثا متبوعة بكل من سناء العثماني وكلثوم بوعسرية..
وفي مساء وليلة ذات اليوم عرفت المنصة وسط القرية أولى العروض لفرق إنشادن والتي فاق عددها أزيد من 25 فرقة من مختلف مناطق الأطلس المتوسط، (عدد أفرادها 375 فردا)، والمزينين بشعراء  "أفرادي" البيت الوحيد فضلا عن 105 أنشاد(شاعر) من مختلف جهات المغرب (الأطلس المتوسط،،الريف ،سوس، الصحراء والشرق)...
بميزة حسنة تجلت في مشاركة الشارع عبد الرحيم فوزي من منطقة الريف (الناظور) الذي حضوره جاء نتيجة مشاركته في الدورة الأولى التي خلفت أصداء وارتياحا عميقين لدى جمهور المهرجان الذي طالب المنظمين بضرورة دعوته لهذه النسخة الثانية من المهرجان رغم صعوبة اللهجة...
هذا إلى جانب حضور شعراء شباب كالدكتورة الأديبة: نعيمة زايد أستاذة  بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، والشاعرة الشابة الرقيقة: حجيبة عكي من منطقة ڭروان، والشاعرة: عزيزة أجواليل من كلميم، باب الصحراء، والشاعرة المخضرمة: يطو بوعرعار الملقبة بـ : يطو زقا من قلب الأطلس المتوسط من منطقة عين اللوح،  ومساهمة رمزية لضيف الشرف الدورة الأولى من هذا المهرجان الشاعر الكبير: الحسين أوعرفة، الذي يعتبر من مؤسسيه الفعليين، و نظرا لمكانة هذا الشاعر الفنية ولعطاءاته الكبيرة،  اختير كمستشار فني لجمعية "أيدود إنشادن بتيمحضيت"  في دورته الحالية، إضافة إلى تكريم الشاعر الكبير محمد مستاوي من مواليد سنة 1943 بقيادة أضار -عمالة تارودانت- بمنطقة سوس، وهو صاحب إصدارات شعرية أمازيغية عدة ..

وانطلقت سهرات غنائيــة موسيقية بمشاركة ألمع نجوم الفــن الغنائي الأمازيغي ، دشنتها مجموعة الفنانة مريم أعنوز (أول عزفة امازيغية على الكمان من آزرو)  --ومجموعة الفنان  لحسن أشيبان ( من منطقة املشيل /الريش اقليم الرشيدية العازف على الوتر على نهج المرحوم محمد ارويشة) -  و الفنان عبد العزيز احوزار( من آزرو)...
 إلى جانب كل هذا ستؤثث الفرق الغنائية كل مجموعة الفنان :الحسين  الشبلي مجموعة  الفنان أوخبة ومصطفى الصغير السهرة الثانية ليوم السبت فيما سيكون للجمهور موعد مع السهرة الختامية بمشاركة الفرقة الحسانية : باب الصحراء ومجموعة الفنان: عبد الله نجيم..
وسيشهد المهرجان في بقيته تكريم عائلات الشعراء الكبار التي تعطى الجوائز باسمهم وهم: الشاعر المرحوم : اعزيز ؤحسن،الشاعر المرحوم: حبيبي محمد أوعاشور،الشاعر المرحوم: عبد الله ؤخيي و..الشاعر المرحوم : بناصر ؤسليمان. 
 أنشطة موازية تهتم بالجانب الفكري من تأطير جمعيات المجتمع المدني بتيمحضيت في  من خلال ندوة فكرية في موضوع :" الأدب النسائي الأمازيغي  بالأطلس المتوسط" والتي سيؤطرها يوم 23 غشت 2014 على الساعة العاشرة صباحا بمقر الجماعة القروية كل من السادة :الدكتور: خلا السعيدي - الدكتورة: نعيمة زايد- الأستاذة: سعيدة فرحات- الشاعرة الشابة حجيبة عكي- الأستاذ: سعيد جعفر- الشاعرة القديرة: يطو بوعرعار ( يطو زاقا)،بحضور الدكتورة: مفتاحة عامر كضيفة شرف، و يشرف على تقديم الندوة الأستاذ: بنعيسى وتحرونت.
 وفي الجانب الرياضي، هناك برمجة مسابقة في الصيد الرياضي التي ستنظم بواد كيكو بمنطقة اخنيڭ يوم 24 غشت 2014 على الساعة السادسة صباحا  والتي ستكون مصاحبة بالتنشيط وعدة مفاجئات... إجراء مباراة رسمية وطنية للكرة الحديدية، التي ستعرف جوائز قيمة و مهمة...ويتوقع المنظمون  تحطيم رقم قياسي في مشاركة الأندية الخاصة بهذه الرياضة...فضلا عن مباريات في كرة القدم وأنشطة تربوية ثقافية للأطفال من جداريات ومسابقات في الرسم وأشعار ومسرحيات بالأمازيغية ...
وضمن تصريح لكل حورية بن يحيل مديرة المهرجان ومساعدها محمد زكري، من المتوقع جدا أن تشهد فقرات المهرجان التوقيع على اتفاقية شراكة، (اتفاقية إطار) بين مجموعة من المؤسسات الجامعية والمؤسسات الرسمية حول سبل تفعيل التنمية المحلية على جميع المستويات، من خلال: التعريف بالمنطقة وأهميتها البيئية والسوسيوثقافية،تشجيع البحث الجامعي،دمج المجتمع المدني للرقي  بالحفاظ على الموروث الطبيعي من موارد و ثروات بالمنطقة،وضع آليات لاستثمار الثقافة المحلية في التنمية المستدامة كآلية للنهوض بالتنمية المحلية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق