الصفحات

الخميس، 21 أغسطس 2014

من المسؤول عن اختلالات التنمية وضعفها في مجتمع حشادة بإقليم إفران؟

من المسؤول عن اختلالات التنمية
وضعفها في مجتمع حشادة بإقليم إفران؟
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
عدسة: مصطفى ملكاوي
أجمعت كل الكلمات والتدخلات التي عرفها اليوم الدراسي المنظم بتنسيق بين ساكنة آيت قسو وحدو بدوار حشادة بتراب الجماعة القروية لتكريكرة بدائرة آزرو يوم الأحد الأخير 17غشت 2014 الذي أشرفت على تنظيمه جمعية ثاثقي أوضاروش في موضوع:" الرأسمال الغير المادي ودوره في التنمية المحلية" على ضرورة الاهتمام بهذه المنطقة المنسية التي تعيش أوضاعا مزرية من مختلف النواحي الاجتماعية والتنموية، حيث طالب المجتمعون بضرورة إيجاد حلول ناجعة وآنية نظرا لما تتميز به هذه المنطقة من مواصفات تؤهلها للعب دور أساسي في السياحة الجبلية، لن يتأتى ذلك بحسب مجمل التدخلات إلا عبر تأهيل قصبة حشادة التاريخية والعمل على رفع الهشاشة الاجتماعية والبنيوية من ترميم للدور الآيلة بالسقوط وانجاز تصاميم هندسية سياحية تتماشى مع مؤهلات المنطقة وخصوصيتها وكذا العمل على تأهيل العين المائية وحمايتها من الثلوت الوافد عليها من الواد الحار وما تعيش عليه من وضعية مقززة بانتشار الزبال بجوانبها وبها وما يلحقه ماء"بوخرارب" بها من أضرار بيئية وصحية...
اللقاء الذي انطلق بعروض تقدمت بها فعاليات حقوقية وجمعوية، عرف تدخلات لكل من عيسى عقاوي -رئيس الهيئة الوطنية للمراقبة على الثروة وحماية المال العام بالمغرب ورئيس المجلس الوطني للشبكة المغربية لحقوق الانسان-  الذي ركز في كلمته على دور هيئته في التوعية وفي الدفاع عن الحقوق المهضومة للمواطنين محملا قسطا من المسؤولية للحكومة في تدبير قضايا المجتمع وما يعيشه اجتماعيا من اختناق في غياب وضع إستراتيجية فاعلة بعيدة عن عقلية التعامل مع المغرب النافع من غير النافع من خلال توغلها في أدغال العالم القروي المنسي...فيما ركز محمد ايشو سحابو رئيس المكتب الوطني للهيئة الوطنية للرقابة على الثروة وحماية المال العام بالمغرب في كلمته على كون المجتمع المدني من خلال الجمعيات الفاعلة والتي تتشبع بالدفاع عن المصلحة العامة للبلاد والعباد هو من يحافظ على أمن البلد وعدم تفشي موجة الغضب الاجتماعية وما تعيشه فئات اجتماعية من غبن وقهر بتبنيه قضايا هذه الفئة والدفاع عنها بالوسائل المشروعة وتحمل كل المحن التي قد تصادف نضالات الهيئة وحضورها الفاعل والوازن في المحفل المجتمعي المسؤول... وأثارت سعيدة بوزرو رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة والطفل التابعة للشبكة المغربية لحقوق الإنسان في كلمتها بالمناسبة إلى المكانة الغير المميزة التي تعيش عليها المرأة في الأطلس المتوسط وما تواجه به من تهميش في قضاياها المعيشية، كما استعرضت الوضعية المقلقة التي يعيش عليها الطفل القروي عموما والتي لاتساعد على إعداده للاندماج بالشكل المرغوب فيه في الحياة بصفة عامة...محمد بوسعيدي عضو المكتب الوطني للهيئة الوطنية للرقابة على الثروة وحماية المال العم بالمغرب، تحدث في كلمته عن دور المجتمع المدني الذي يتجلى في إثارة الانتباه إلى مواطن الخلل في الحياة الاجتماعية والمجتمعية والعمل على رفع مستوى الوعي لدى الساكنة عموما والقروية على وجه الخصوص لمعرفة حقوقها وواجباتها، مؤكدا على ضرورة استفادة ساكنة الجبل بالإقليم من ثرواته وكذا نصيبها من الثروة الوطنية...، تدخلات كل من علي امالو، عقى عقاوي، طاعوش يوسف -أعضاء الهيئة والفاعلين الجمعويين-  لم تكن من جهتها لتغفل طرح قضايا مرتبطة بالعيش الكريم لساكنة المنطقة، إذ ناقشت من جهتها غياب مجموعة من البنيات الأساسية والتي عيب أن تتم إثارتها ونحن في عهد يعرف تطورا واهتماما بالعالم القروي كما يرسمه له صاحب الجلالة الملك محمد السادس كما تطرقت المداخلات إلى غياب مدرسة بقصبة حشادة معتبرين أن الحل لا ولن يتحقق إلا بإحداث مدارس جماعاتية مؤهلة لهذه المهمة سيما وأن أطفال القصبة الراغبين في التمدرس مضطرون إلى قطع مسافات طويلة إلى اقرب مدرسة رغم صغر حجمها  (مسافة3كلم عن حشادة وب5كلم عن أوفود أوعسال- وكذا حاجة المتمدرسين الاستفادة من وسائل النقل "الدراجات" بالنسبة للابتدائي،والنقل المدرسي (الحافلة بالنسبة للإعدادي أو الثانوي المضطرين إلى متابعة دراستهم في آزرو)، الحديث عن المرأة لم تغفله التدخلات حيث أثارت كذلك أن المرأة القروية أو البدوية لازالت تعيش خارج منظومة المرأة المدنية أو ما أراده جلالة الملك للمرأة القروية، محاربة الأمية وحاجاتها إلى العناية الصحية-التوليد- وإلى دور للتنمية كالصناعة التقليدية مما يجعل هذه المرأة بهذه المنطقة تعيش الشقاء عبر مشاركة الرجل في ما يسمى بالفلاحة –تجاوزا- من خلال العمل في حقول الخواص أو تربية بعض الأغنام أو البقر التي تشاركها السكن داخل الدوار.. مآسي حياة الشباب بالقصبة أيضا تم استحضارها في المداخلات إذ لا وجود لأي ملاذ يستفيد منه الشاب الحشادي الذي يعيش الغبن واليأس فلا رياضة ولا ثقافة ولا تعليم ولا دار للشباب ولا أي بنية تهتم لحاجته مما يساهم في وضعية متأزمة لهؤلاء الشباب وعدم إنتاجيتهم في المجتمع الفاعل مما يتطلب معه الأخذ بعين الاعتبار من قبل المسؤولين بالإقليم(جماعيين وجمعويين وسلطات..) معاناة الساكنة مع المسالك الطرقية تمت الإشارة إليها لما وقف عليه المحاضرون من وضع مزر حيث تتسم وضعيتها بالاهتراء وقناطر توشك على الانهيار وغياب مستوصف صحي وضعف إن لم يمكن القول غياب الإنارة العمومية التي توجد شكليا وحرمان الأطفال من روض (تعليم أولي)...
 لتخلص كل التدخلات إلى أن المنطقة التي لاتبعد عن مدينة آزرو الحضرية إلا ب7كلم لاتتوفر على أدنى شرط من شروط العيش الكريم ...وتطرح معها أكثر من علامة استفهام مما يراد من هذا المجتمع وحياته البئيسة؟ وانتسابه لهذا الإقليم العزيز؟
 تدخلات الساكنة لم تخف العديد من الآلام وحاجتها إلى بنيات أساسية بدء من تهيئة عين حشادة ودوارها وخلق تعاونيات لفائدة النساء والشباب ودعمهم بلا قيد ولاشروط ....فضلا عن قضايا أخرى تصب في إعفاء هذه الساكنة من ويلات الحكرة ورغبتها في توفير ظروف العيش التي توافق مستوى المغرب الجديد... 
و قد عرف اللقاء نجاحا و تجاوبا مهما مع الفعاليات الحاضرة التي أكدت أنها في أمس الحاجة لمؤازرتهم من طرف الهيئة ومكوناتها المجتمعية  لتحقيق عدد من الحقوق المهضومة و المنهوبة ،و طالبوا الجهة المنظمة للقاء بعقد لقاءات توعوية أخرى مستقبلا معهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق