الصفحات

الثلاثاء، 19 مايو 2015

موعظة: متى كان انتصار الباطل على الحق في عصبة الله؟

موعظة:
 متى كان انتصار الباطل على الحق في عصبة الله؟

*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
إن كل ما في الدنيا من أهواء, وأعمال, وآراء: متردد بين الحق والباطل, والهدى والضلال، والخطأ والصواب، ومسألة الحياد في أمر الحق والباطل، مسألة غير واردة، وحين يقول إنسان: أنا محايد بين الحق, والباطل يصنف في دين الله وشرعه في قائمة أهل الباطل، ولذلك يقول الله جل وعلاه: { فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ...}سورة يونس.. , 
كم يخطئ الناس حين يحسبون أنهم قادرون على أن يختاروا لأنفسهم خيراً مما يختاره الله لهم، وحين يتضررون مما يريده الله لهم مما قد يعرضهم لبعض الخطر أو يصيبهم بشيء من الأذى... بينما يكمن وراءه الخير الذي لا يخطر لهم ببال، ولا بخيال...
لنا في تاريخ الأمة البشرية ما يفيد بالملموس أن النصر ليس بالعدد وليس بالعدة، وليس بالمال والخيل والزاد... وأراد أن يكون هذا التمكين عن استحقاق لا عن جزاف - تعالى الله عن الجزاف - وبالجهد والجهاد بأية وسيلة شرعية، وبتكاليف الجهاد ومعاناتها في عالم الواقع وفي ميدان القتال وتحطيم طاغوت الطواغيت..
وأراد أن يكون هذا التمكين عن استحقاق لا عن جزاف - تعالى الله عن الجزاف - وبالجهد والجهاد، وبتكاليف الجهاد ومعاناتها في عالم الواقع وفي ميدان القتال.
لقد أراد الله - وله الفضل والمنة - أن تكون ملحمة لا غنيمة، وأن تكون موقعة بين الحق والباطل، ليحق الحق ويثبته، ويبطل الباطل ويزهقه... وأراد أن يقطع دابر الكافرين، فيقتل منهم من يقتل، ويؤسر منهم من يؤسر، وتذل كبرياؤهم، وتخضد شوكتهم، وتعلو راية الحق وتعلو معها كلمة الله، ويمكن الله للعصبة المسلمة التي تعيش بمنهج الله، وتنطلق به لتقرير ألوهية الله في الأرض... ليكون انتصار الحق على أعدائه المدججين بالسلاح المزودين بكل زاد، بينما الحق في قلة من العدد وضعف في الزاد والراحلة.
قصة انتصار القلوب حين تتصل بالله، وحين تتخلص من ضعفها الذاتي... بل قصة انتصار حفنة من القلوب من بينها الكارهون للقتال! ولكنها ببقيتها الثابتة المستعلية على الواقع المادي، وبيقينها في حقيقة القوى وصحة موازينها، قد انتصرت على نفسها، وانتصرت على من فيها، وخاضت المعركة والكفة راجحة رجحاناً ظاهراً في جانب الباطل، فقلبت بيقينها ميزان الظاهر، فإذا الحق راجح غالب...
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق