الصفحات

الأحد، 21 يونيو 2015

تلفا-جاتنا مغربية:إثم يروج للمحظور في الشهر الفضيل

تلفا-جاتنا مغربية:إثم يروج للمحظور في الشهر الفضيل

*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
وإن لم  أعد من هواة ولا من عشاق التفرج على القنوات التلفزية المغربية التي تدفع برامجها إلى "التقيؤ" من حيث مستوياتها التي تزعم من خلال الإبداع وخلق المتعة للمتفرج عليها في غياب أدنى الشروط الكفيلة باحترام ذكاء هذا المتفرج واستغفاله لتمييع برامج البلادة واللغو الغير المجدي بل تكريس مفاهيم العقلية الساذجة للتباهي ببرامج "ثقافية، فنية، إبداعية..." لا تقدم أية قيمة مضافة للمشهد الإعلامي المرئي المفروض فيه احترام ذكاء المتفرج والعمل على الرقي بمستوى هذه البرامج إلى ما هو موضوعي ومفيد لتنمية هذا الذكاء لدى العديد من المشاهدين السذج الذين تستهويهم برامج الكلخ والضحك على الأذقان.. لتبقى مستويات المواد الإعلامية المغربية في شهر رمضان الأبرك في تردي فاضح..
فعوض أن تعد برامج إعلامية في مستوى قدسية هذا الشهر تحرص الجهات المسؤولة عن الإعلام على وضع برامج تحاول إخراج المواطن المغربي الصائم من الأجواء الروحية لهذا الشهر إلى أجواء العبث وحتى الاستهتار... فباستثناء حصص قرآنية ضئيلة جدا، وحصص الآذان في معظم القنوات الوطنية، لا نصادف سوى البرامج العابثة التي يستثقلها بل يستهجنها ويمجها الذوق السليم في غير أيام رمضان لخلوها أولا من مضامين نظيفة وهادفة، ولتهتك بعضها بشكل يفسد الصيام وواضح.. إن واضعي هذه البرامج الضحلة لا يصدرون عن رؤى دينية سليمة، ولا يستشيرون المتخصصين كي يوجهونهم إلى ما يناسب عبادة الصيام من برامج هادفة عوض البرامج العابثة التي تدخل ضمن ما يفسد الصيام من الأمور المنهي عنها شرعا..
فبعض المواد الإعلامية المبرمجة في رمضان لا تلتزم بقواعد القيم والأخلاق الإسلامية، بل تسوق للانحلال بذريعة معالجة الواقع وتصويره بشكل موضوعي وواقعي... وكان من المفروض أن تتولى الوزارة المسؤولة عن الشأن الديني توجيه وسائل الإعلام، وفرض الرقابة على البرامج التي لا تناسب أجواء شهر الصيام الأبرك...
وفضلا عن إهدار الوقت في التفرج على العبث التافه قد يقع الإنسان في المحظور عندما يتفرج على ما يعتبر ممنوعا شرعا، نموذجا تلك الإعلانات الإشهارية التي تتبنى "القمار والميسر" بطرق ملتوية من خلال "شارك واربح" لكن كيف؟ إعلانات إشهارية تدعو المشاهد إلى الربح والتهافت على الكسب وهي منهجية في عمقها تستهدف نهب مال المستهلك المشاهد من خلال رصيد هاتفه النقال بشكل علني ... "شارك ثم شارك ثم شارك والله ماتطفرو؟" نعم، ألا يعلم مهندسو هذه المسابقات أنهم يمارسون الميسر ويشجعون على القمار؟ ألا يدرك المشاهد أن دخوله اللعبة أنه يمارس القمار على شكل "التييرسي- اللوطو- طوطوفوت...) المسابقات التي ينبذها الكثيرون ويحرمونها اجتماعيا ومجتمعيا لكن بمشاركتهم في مسابقات "التلفا-جات" يصيبهم التلف العقلي وهو على مائدة الإفطار؟ خصوصا وأنهم يمارسونها في شهر فضيل، رمضان الكريم.
 أو لم يكن من المفروض أن تمنع البرامج المستهترة على غرار منع تعاطي المحرمات من مسكرات وغيرها صيانة لقدسية شهر الصيام؟... وكان من المفروض أن تظهر وسائل إعلامنا شيئا من التقوى والورع على الأقل في هذا الشهر توقيرا له وتعظيما... وطالما أوكل أمر الإعلام إلى الذين لا يصدرون في قناعاتهم عن تدين صحيح، فإنه سيكون مصدر إفساد لعبادات رمضان في بلد دينه الرسمي ـ يا حسرتاه ـ الإسلام .
معدو البرامج التلفزيونية عندنا في رمضان ينطلقون من قناعة واحدة هي تسلية المتفرجين بعيدا عن استحضار الأجواء الرمضانية التي تتطلب البعد عن جو التسلية الذي لا يناسب أجواء العبادة المتواصلة ليل نهار،لأن عبادة الصيام بالنهار توصل بعبادة القيام بالليل، ولا يوجد وقت للتسلية خصوصا وأن الوقت صيف ولياليه قصيرة جدا إذ لا يكاد الإنسان يفرغ من صلاة التراويح بعد صلاة العشاء حتى يجد نفسه يستعد لصلاة التراويح قبل صلاة الصبح، وهو بين هذه وتلك في حاجة ماسة إلى قليل من الراحة من أجل الاستعداد للعبادة صلاة وصياما بشكل متواصل... فإذا ما أنفق الإنسان المسلم وقته في التفرج على البرامج التافهة والخالية من المضامين الهادفة، فإن ذلك سيكون بالضرورة على حساب عبادته في رمضان، الشيء الذي يعني أنه سيضيع على نفسه فرصة ثمينة للحصول على الأجر المضاعف في رمضان حيث تحسب الفريضة فيه بسبعين فريضة فيما سواه.
وأخيرا أختم بقاعدة رمضان الشهيرة:"من لم ينهه صيامه عن قول الزور والعمل به فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه".. وهل يوجد قول زور أو عمل به كزور برامج إعلامية تافهة إلى حد استهتار بعضها بالقيم والأخلاق؟ وفي تناقض صارخ للقيم الدينية التي تمارسها قنواتنا المغربية مع الأجواء الروحية لشهر رمضان الأبرك..
 فاللهم ألطف بنا في هذا رمضان ونجينا من "تلفا-جاتنا" من قنواتنا المغربية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق