الصفحات

الاثنين، 8 يونيو 2015

موازين وزين العقليات المغربية "بين فاحشة عيوش...ورقصة لوبيز"

قضية وموقف//
موازين وزين العقليات المغربية
"بين فاحشة عيوش...ورقصة لوبيز"

 */*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
حفلة لوبيز حضرها 250 ألف متفرج وفي مقدمتهم الأميرة سلمى وولي العهد والأميرة خديجة، وقد شاهد السهرة ملايين المغاربة منهم وزراء وسلفيون، و كذلك العرب والأجانب في كل بقاع العالم، في نفس الوقت ظهر الجزء الأول من فيلم "الزين اللي فيك" وفي مدة ساعة واحدة شاهد الفيلم أكثر من 500 ألف متفرج قبل أن يتم حذفه.. وبحكم الحرارة التي رافقت أيام هذه الضجة، توجه آلاف المغاربة للشواطئ والمسابح ونزعوا ملابسهم ونزلوا للمياه، والآن ثمة ملايين المغاربة يجلسون في المقاهي ويقولون الكلام الفاحش، وفي الليل سيتوجه آلاف المغاربة للبارات والبراهيش مع صديقاتهم ، وأنا أكتب هذه الحروف نادى المؤذن للصلاة وسيذهب ملايين المغاربة للصلاة وفيهم من شاهد لوبيز ومن سبح بالشاطئ وشاهد النساء بلباس من قطعتين ومن سكر بالأمس ومن مارس الحب بالصباح...
 ولأننا بخلاصة شعب يجيد الكثير من الكلام ويناقضه في الفعل... فالقيم والمبادئ لا تناقش بطريقة موسمية بل هي أسس ودروس وتجارب ينشأ عليها الفرد في حياته.. المشكل الحقيقي ليس هو ساعة وأربعين دقيقة من فاحشة نبيل عيوش أو ثلاثون دقيقة من رقصة جينيفر ولكن المشكل هو صمت أربعة سنوات لحكومة لا تعرف كيفية التسيير وسلوكات وأفعال الفاعلين داخلها تظهر أنهم رجعيون ويظنون أن مكانتهم مفضلة عن باقي مكونات المجتمع عند الله وعند الملك لأجل هذا لا يؤنبهم ضميرهم لما آل إليه حال المغرب والمغاربة على المستوى الاقتصادي المهدد بالسكتة القلبية وعلى المستوى التعليمي المصنف في المراتب الأخيرة حسب التصنيف العالمي إضافة إلى العديد من المشاكل في القطاع الإعلامي لم يجدوا لها حلا سوى التهرب والتملص لذلك فرأيي الشخصي في الفيلم هو أن عيوش يريد إيصال رسالة عن ثلاثة فتيات يمتهن الدعارة لأجل سد الحاجيات الضرورية لعائلاتهم (الماء، الكهرباء، الكراء، الدواء، اللباس، الأكل .......) والتي لا يكفي عمل في الخياطة أو مصنع لسدها، أما رقصة جيني فرأيي فيها هو أنها فنانة غربية تعبر بتحريك جسمها عن ثقافة الروك، فهناك الكثير من المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها مجتمعنا بكل اختلافاته لا يتم معالجتها بالشكل الصحيح والأنسب من طرف المسؤولين المحترمين، جنيفر لبيز و فيلم نبيل عيوش تبقى مجرد أحدات ستمر مرور الكرام لكن المشكل الحقيقي الذي يجب تسليط ضوء عليه وهو: أي طريق يريد المغاربة سلكه ؟
أطفال الشعب المغربي تلزمهم الجودة في التعليم مقررات جديدة بيداغوجية حضارية وإمكانيات متطورة ... وآباء يفهمون متطلبات العصر ومسايرته وكل هذا يجب أن لا ننسى رسم طريق للحفاظ عن المنظومة الأخلاقية بشكل ذكي يحترم كل الأقلية..
 الخلاصة أن المغرب بلد جميل جدا، وسيكون أجمل بكثير لو كل واحد فينا دَخل سوق رأسـه، لأن لا أحد هنا يجبرك على فعل شيء، إن لم تعجبك السهرة حرك الرموت و شاهد قناة أخرى، إن لم يعجبك الفيلم لا تشاهده، إن لم تعجبك القهوة غيرها، إن لم يعجبك صديقك غيره، وإن لم يعجبك كلامي اتركه واقرأ شيئا آخـر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق