الصفحات

الثلاثاء، 19 يناير 2016

القطاع الصحي بإقليم إفران يعاني من"قلة الصحة"ومن تحقير الإنسان..صرخات بالوسط القروي ووعود دون اليوم الموعود

القطاع الصحي بإقليم إفران يعاني من"قلة الصحة"ومن تحقير الإنسان
صرخات بالوسط القروي ووعود دون اليوم الموعود

 */*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
تسببت غضبة مجموعة من المواطنات والمواطنين سجلت صبيحة يومه الثلاثاء 19يناير2016 في تعثر السير والجولان على الطريق الرابط بين مريرت وآزرو وسط الشارع العام بقرية سيدي عدي لعدم توفر اللقاحات الخاصة بالأطفال لتتعدى التنديدات الاستنكار للغياب المتكرر للطبيب بالمستوصف القروي المركز بجماعة سيدي المخفي... ولم تهدأ لوعة المحتجات والمحتجين إلا بعد تدخل كل من السلطة المحلية والدرك الملكي الذين فتحوا مع الغاضبين باب الحوار مطمئنين إياهم بإرجاع الأمور إلى نصابها بعد رفع الشكاوي إلى الدوائر الإقليمية سواء منها الإدارية أو الصحية...
وارتباطا بهذا الموضوع، فلقد سبق وأن مكّن لقاء تواصلي جرى خلال الأسبوعين الأخيرين جمع بين لجنة إقليمية لقطاع الصحة بإفران وممثلين عن سكان قرية أوكماس بدائرة آزرو من تهدئة لوعة مواطنات ومواطني سكان قرية أوكماس الذين كانوا قد عقدوا العزم على تنظيم وقفة احتجاجية خلال الأسبوع الجاري للتنديد بالأوضاع الصحية وضعف الخدمات المعروضة عليهم بالمستوصف القروي ببلدتهم....
 تصحيح الأوضاع وتحسين الخدمات سجلها ممثلو سكان القرية بارتياح حين جرى اجتماع بينهم وبين لجنة صحية ترأسها الدكتور محمد السعودي نائب مندوب وزارة الصحة باقليم إفران بمعية  المسؤول عن الاقتصاد بالمندوبية الإقليمية للصحة ومدير المستشفى الاقليمي بآزرو و الطبيب المكلف بالمستوصف القروي ...
وبحسب معلومات عن هذا اللقاء فلقد تمت مناقشة جملة من القضايا التي يمتعض سكان القرية من ضعف تقديم خدماتها إليهم وكذا الحالة المهترية التي تتواجد عليها بناية المستوصف... وحيث تفهمت اللجنة هموم السكان فلقد خرج اللقاء بوعود من بينها تخصيص يوم في الأسبوع لاستقبال المرضى بعين المكان (بالمستوصف) بدل تنقلهم إلى آزرو، وتوفير الأدوية الخاصة بالعلاجات الأولية، وإضافة سرير للسرير الوحيد بالمستوصف،وان عمليات التلقيح ستباشر بالمستوصف بدلا من اضطرار المواطنات والمواطنين وأطفالهم إلى آزرو.... نقط أخرى سجلها اللقاء بخصوص توفير سيارة الإسعاف رأى في شانها المجتمعون ضرورة تقديم المجتمع المدني والسكان بالقرية ملتمسا لعمالة إقليم إفران لتمكينهم منها عبر برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية... ترميم بناية المستوصف التي أصبحت مهددة بالسقوط أوضح ممثل المندوبية الإقليمية للصحة أن ترميم هاته البناية وذلك بناية مستوصف بضاية حشلاف هو موضوع دراسة جارية حاليا من قبل الإدارة الإقليمية والذي سيعرض على المندوبية الجهوية بمكناس لأجل دعم الملف وتخصيص الميزانية الخاصة لانطلاقة الأشغال المطلوبة...
وقد خلص الاجتماع إلى توافق بين الطرفين فان هاته الوعود فيما يخص الخدمات أو المطالب ستظهر نتائجها أو التوصل بالرد عنها في ظرف الأسبوع وراء هذا اللقاء... وهو ما يجعل هؤلاء السكان (حوالي 3آلف نسمة) في انتظار تفعيل هذه الوعود التي أملوا من خلالها إعفاءهم من معاناة مع الاستشفاء والعلاج والتطبيب أمام الوضعية التي دفعتهم إلى الاستنكار ومحاولة الانتفاضة ميدانيا آملين ذلك أن تعمل سواء المندوبية الإقليمية أو الجهوية على الرفع من الموارد البشرية بهذا المركز الذي فقط يتوفر على ممرض وحيد؟
هذا وفي ظل ما تعيش عليه مستوصفات قروية أخرى باقليم إفران ، وعلى اثر اجتماع آخر  جرى أيضا خلال الأسبوع الأخيرين جمع بين مندوب وزارة الصحة بإفران والمكتب الاقليمي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تمت دراسة ومناقشة الوضعية الكارثية التي يعيشها المركز الصحي بجماعة سيدي المخفي . وبعد نقاش مستفيض لجميع الجوانب التي تخل سير المركز نسب المندوب الاقليمي للصحة لنفسه  الإشراف الفعلي لحل المشاكل المطروحة والخاصة بهذا المركز في القريب العاجل من تأمين دوري للطبيب والأدوية ومناوبة القابلات والأمن بالمركز.
فعموما يعيش القطاع الصحي باقليم إفران على وقع الكثير من المشاكل التي أدى تراكمها إلى تأزم حالة هذا القطاع، مما انعكس سلبا في كثير من الحالات على المرضى بفعل تدهور في الخدمات الصحية، زد على ذلك ضعف الوسائل والتجهيزات الضرورية....
وتشكو المراكز الصحية المنتشرة بالوسطين الحضري والقروي من نقص مهول في وسائل التطبيب والأطر الطبية والإدارية (غياب طاقم إداري بعدد من المراكز الصحية، حيث الاعتماد على الممرضين والأطباء في التسيير والتطبيب) وفي كثير من الأحيان يغيب عنها الماء والكهرباء...
لدرجة سجلت العديد من الحالات المستعجلة خاصة على مستوى بعض الدوائر مما يتطلب تقريب المؤسسات الصحية للمواطنين، و تجهيزها بأحدث الآلات و تأطيرها بطاقات بشرية مؤهلة في جميع التخصصات مع التفكير في الأطر شبه الطبية و توفير العدد الكافي من سيارات الإسعاف ولما لا مروحيات إسعافية كما تروج لذلك الوزارة الوصية... زد على ذلك البنية التحتية الهزيلة و الهشة لجل المؤسسات الصحية خاصة بإقليم إفران التي أقل ما يمكن القول أنها تكاد لا تصل إلى درجة المتوسط من حيث الخدمات الاستشفائية المقدمة، إضافة إلى انعدام بعض التخصصات الطبية مع  عدم تكافؤ التوزيع في ميدان التغطية الاستشفائية... هذا دون إغفال غياب توفير الأدوية الخاصة بالعلاجات الأولية التي تعرف بدورها نقصا حادا على مستوى استفادة الساكنة منها في الحالات الصحية الضرورية و المستعجلة.. إذ يكفي الاستشهاد بما سجله بعض المواطنين من حالة تعد سابقة من نوعها المستشفى المتعدد الاختصاصات الأطلس بآزرو يفتقد لأبسط أنواع الأدوية (أقراص أوجاع الرأس) حيث أثارت كشفت عن صفة صيدلية بالمستشفى دون أن تفي بالصفة المنسوبة إليها.. وتسجيل مستعجلاته دون طبيب مداوم وان تواجد تجده نائم ...
أما جناح التوليد فهو عبارة عن مرأب تنتهك فيه حرمات وكرامة الحوامل نسوة محظوظات فوق أشباه الأسرة ونساء يفترشن ارض المستشفى كما أن هذا المرأب يفتقد إلى التدفئة ...وضع كارثي يتطلب التدخل من أكثر من جهة لتصحيح ما يمكن تصحيحه من أوضاع وممارسات يستشعر الموطن جراءها بالحكرة..
 ويتعدى تحقير ساكنة إفران من الإدارة الجهوية  للقطاع الصحي حين تتناقل الألسن وتستغرب من عملية تنقيل4 أطباء أخصائيين في وقت كانت ساكنة إقليم تنتظر تعزيز المؤسسات الصحية بالأطباء الأخصائيين والأطر الطبية والشبه الطبية.. مما ينم عن سعي الإدارة الجهوية  إلى إفراغ مستشفى متعدد الاختصاصات من الأطباء لاعتبارات ضيقة..
فيما يخص القوافل الطبية التي كانت نشيطة تنظم من قبل الوزارة الوصية قبل هذا العام فلا أثر لها ولم يتم تنظيم أية قافلة لتقريب العلاج من السكان خصوصا بالعالم القروي...
وأمام هذه الوقائع والمعطيات يبقى القطاع الصحي باقليم إفران في حاجة ماسة إلى دفعة قوية في سبيل تعميم نشر التغطية الصحية خاصة في الوسط القروي، وتوفير الظروف المساعدة على اكتساب الإنسان ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق