الصفحات

الأربعاء، 21 مارس 2018

هل لنا بالمساحة العقلية لتحقيق المنطق؟ قضية و موقف//إزالــــة الــشـــــــــــــــر...

هل لنا بالمساحة العقلية لتحقيق المنطق؟
قضية و موقف//إزالــــة الــشـــــــــــــــر...
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/ آزرو- محمد عبيد*/*
من الضروري معرفة أنه عندما يجد الغضب المكبوت والمتراكم مخرجاً للتعبير يشكل على الأغلب انفجاراً غير ملائم لطبيعة الموقف الذي سمح بظهوره، مما يتفاقم معه المشكل ويضيق آفاق التعامل لأن الغاضب عادة ينظر للأمور نظرة منفرة ويستعمل عبارات منفرة...
لهذا فإن المعاركة والانتصار كثيراً ما يكون هدفاً بحد ذاته لدى البعض، فإذا كان هدفك التفاهم والتعاون المستمر مع الآخرين فعليك أن تمتلك المهارات والقدرات التي تمكنك من إقامة التواصل الجيد والتقيد بقواعد التفاهم المثمر وعدم إظهار التفوق والقوة على الطرف الآخر...
وعندما يكون الانطباع الأول سيئاً يقرر طبيعة العلاقة من خلال القلق الذي يتحول إلى موقف دفاعي فيلتزم الآخر الحذر والسكوت أو يصبح المرء هجوميا ومتوتراً أو يتصنع إبراز الثقة الزائدة... إذا كنت تشعر أن مصلحتك في تشجيع محدثك على التعاون المثمر تجنب وإياك أخطاء التفكير النمطي، وكن على وعي بما أتيت به إلى اللقاء، وحدد لنفسك المزايا التي تتمتع بها ونقاط ضعفك في علاقاتك مع الآخرين...
فما هو مطلوب منك هو إزالة الحواجز وإعطاء الآخر فرصة ليتعرف عليك ولا تظهر صورة مصطنعة، وتجنب سوء التفاهم وتقديم معلومات مباشرة بما يسمح بالتحكم في موضوع النقاش وتوفير إمكانية توجيه الحديث إلى نقاط مختارة، ذلك ان الاستجابة البناءة هي تلك التي تدفع المتحاورين للوصول إلى مزيد من نقاط التفاهم واستمرار اللقاء.... وتتحقق هذه الاستجابة بالبعد عن الحوار التقييمي للآخر أو النقدي الذي يمكن بسهولة أن يحرج محدثه، ولا بأس من الإشارة بطريقة ودية إلى بعض ما يزعجنا ولفت نظر الآخرين إلى الآثار السلبية الناجمة عن تصرفات أنانية أو استفزازية....وهنا تجدر الإشارة إلى بعض مزايا الآخر وتقديره وحتى إظهار الإعجاب بما لديه، لأن التعبير عن المشاعر الإيجابية يحقق تواصلاً متكاملا بطريقة معينة هي عليه الآن لم يعد فأل خير مذنب في العيش بحرية معينة متكاملاً...
إن الحل يتمثل في إزالة الشر و تجاوز الفوضى و لمواجهة الحياة... هذا هو وجه المعاناة يجب عدم التسرع أو جعل حد فاصل مع الموت أو تسهيل إجراءات ودية بموافقة تأكيدية... إنها تشبه إلى حد بعيد أي من غير المتوافقة مثل: إدارة البيئة والآثار، والظروف مع أو بدون هذه الحقوق، بلا.. بلا.. بلا...
فمن الصحيح أيضا أن للوحات المفاتيح  في علم النفس دور كشجرة تملق على الإطلاق ويجب الإنقاذ قبل الاختفاء  تحت الأمواج حيث يغرق الضرر الناجم عن التفكير النووية، وليس العكس.
وهكذا، فإن محاولات التوفيق بين المصالح والحاجات والأفكار المتضاربة يشكل منبعاً أساساً للأفكار المبدعة والحلول المبتكرة...
 فالنقاش الجاد الشجاع يفرز مواقف الخلاف تفجر مخزوناً هائلاً من الطاقة يمكن لفائدتها أن تكون عظيمة لو وجهت الاتجاه الصحيح للقضايا الصعبة المعلقة بين الأفراد والجماعات وبالتالي فهو كفيل ببناء الأمن الحقيقي وتشييد أواصر الثقة...
إن تجنب النقاش والحوار حول الخلافات الحادة والصغيرة يتسبب في تحول أسلوب التفكير عن الواقعية والمنطق نحو جوٍ مغلق من الخيالات والأوهام التي قد تكون أشد خطراً وضرراً من الوقائع الموضوعية والأفكار والمواقف التي يحملها الآخرون...
يحاول الناس السيطرة و يريدون تحقيق مصالحهم فقط  فتراهم يخافون من اللقاء الحقيقي خاصة فيما يتعلق بالتعبير عن القضايا الصعبة والهامة و يتقمصون الدور والموقع الذي يمثلونه بدلاً من تمثل حاجات ومصالح كل الأطراف، ويخضعون لجمود التفكير النمطي الجاهز في حل المواقف المشكلة، ولا يحاولون ولا يقدرون على إبداع أساليب جديدة، ثم يسعون لحماية وتأمين شخصياتهم الضعيفة الأطراف، فيحاولون تجاوز الصراع أو حله بشكل سطحي دون تعمق في جذوره وحقيقته... فتتحول الحياة ويصبح اثنين العاصفة أو شقة هادئة جدا، منفصلة شائعا.... ومع ذلك، وبعضها بطيئة لمغادرة السفينة.
لهذا كله يعد الحوار من أعلى المهارات الاجتماعية، وهو من عمل الأنبياء، والعلماء، والمفكرين، وقادة السياسة، ورجال الأعمال، والمربين، وهو أساس لنجاح الأب مع أبناءه، والزوج مع زوجه، والصديق مع أخيه، والأمة الناهضة هي الأمة التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية ( التسلط، الذل، الكذب، المخادعة...الخ)...
إن التعبير عن الرأي، من الحقوق التي يجب أن يكفلها القانون، ويجب أن يحترمها الجميع، حتى يتمتع بها كل إنسان، وكل مواطن، دون أن يمارس عليه أي شكل من أشكال القمع، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، من قبل المسؤولين، أو حتى من قبل أناس عاديين، لا يرضيهم التعبير عن الرأي، في موضوع معين، فيحلون محل المسؤولين في ممارسة ذات القمع.
من واجبنا الإعلامي أن نتناول الظواهر البذيئة، والمنحطة بالنقد، والتحليل، والتشريح، والنقض، حتى تتضح بذاءتها، وانحطاطها أمام القارئ ومن يعنيهم الأمر.. وهذا النقد، والتشريح، والتحليل، والنقض، من أجل التوضيح، هو كذلك من واجب كل قلم صادق يسعى فعلا إلى تعبئة المواطن من أجل التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لصالح البلاد والعباد لمواجهة كل أشكال التخلف، التي تعشش في مجتمعنا والانتقال إلى الانخراط في عملية التغيير، الهادف إلى تحقيق الحرية بوضع حد للاستعباد، وتحقيق الديمقراطية بوضع حد للاستبداد، وتحقيق العدالة الاجتماعية بوضع حد للاستغلال.
ولكن هذه هي طبيعة الحقيقة، أو ما يخيل إلينا أنها حقيقة.... هنا يجتمع جدل مخيف بين حرية التعبير وحرية التفكير وحرية الكتابة.
الإنسان يعي الكلمة بأذن واعية، وأول آية نزلت في القرآن «اقرأ» لأن القراءة تحقق الكرامة، وليس نورا مثل الوعي.
الـرّجـُوع لله... أرى أنـّكــُم قـد سـرحتـُم... دعُـونـا هُنـا، هذا قدري وهكذا هو قلمي المضطر إلى خمش الصخر كي يصمد على تل الحقيقة، مقدرا عملية الحفر، فما عاد الوصف السطحي يجدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق