الصفحات

الأربعاء، 18 يوليو 2018

شيئا ما عن مهرجان إفران2018 حين تحدثوا عنه بشيء ما!؟

شيئا ما عن مهرجان إفران2018
حين تحدثوا عنه بشيء ما!؟




*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد*/*
انتهت محطة مهرج افران2018 وذابت معها أموال طائلة، وتغنت به أبواق التهريج ونفخت في كل مناحيه بادعاء انه ساهم في التنمية الاقتصادية، لكن حقيقة هذا الزعم جاءت بأصوات تجار السوق المركزي بالمدينة لإقصائهم في المشاركة في المهرجان كشريك مدني بعرض مقترحاتهم وآرائهم كقوة اقتراحية مستنكرين هذا الإقصاء من الجمعية المنظمة للمهرجان وممتعضين كونهم يعتبرون المستهدفين كتنظيمات حرفية تجارية واقتصادية وسياحية... مذكرين أن هذا المهرجان وهو في محطته الثالثة ما كان يقدم لهم قيمة مضافة استنادا لما وقفوا عليه في النسختين الأوليتين لهذه التظاهرة حيث لم يكن لهما ذلك التأثير الايجابي المنشود، فضلا على ان المعرض خلف لديه انطباعات سلبية فضلا عن إساءته لجمالية المكان...
وأما السياحية؟... فعن أية سياحة يمكن الحديث إن كان جل زوار المدينة من مدن قريبة فقط لقضاء يوميهم في الغابة ومغادرتها ليلا، الليل الذي تظهر خلاله وجوه ضيفة على المهرجان مستفيدة منه دون تكلفة ذاتية حيث يعتبرون من الأهل والأقارب والأصدقاء لعدد من المنظمين للمهرجان، ضيوف !VIP.... 
وكون دور الدعاية أو الإعلام اتسمت بنشر فيديوهات أصحابها زعموا انتماءهم للجسم الإعلامي وما أوردوا جملة مفيدة تفيد مناحي النجاح من حيث الأرقام والمعطيات الموضوعية.. نشرات عدد من ولجوا عالم حمل القلم الممزوج بمياه المستنقعات والمعبر عن حالات تفشي الرغبة الأكيدة في الحصول على حصة من مال الريع... والضرب بحائط احترام ميثاق شرف المهمة الإعلامية... وذلك بتلميع صور راعي المهرجان والمدير العام وحاشيته نشر صور وفيديوهات لمناسبات مفبركة نظمت بالموازاة مع أيام المهرجان جعل منها أصحابها نموذجا للاهتمام بالبشر كتلك المناسبة التي أعدت لها طاولات إسمنتية بحديقة وسط المدينة جيش لها بعض الأشخاص للجلوس وانتظار الراعي لممارسة لعبة "الضامة"و"الكارطا"؟... ولتعلن عن ميوعة سخافة من نوع خاص وعلى المقاس عند عموم المتلقين، حيث اعتبرتها مناسبة للاهتمام بالبشر وصنفتها إنجازا يدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية!
مهرجان إفران لاكت خلاله الألسن اجتماعيا ومجتمعيا الكثير من المؤاخذات والنقط السلبية رافقتها جملة من التفسيرات والتحاليل وبشكل مثير معتبرة إياه بالسفه الأعمى والتبذير الصبياني وهدر الملايين والملايير لفائدة حفنة من الفنانين والانتهازيين، في وقت نجد فيه أن إدارات قطاعية وجماعات حضرية وقروية تعلن سياسة التقشف وتمنع حقوق موظفيها والمواطنين وتدعم بسخاء هذا المهرجان الذي تعددت أوصافه حتى بالمهرجان الممسوخ؟...
-"
عمد عمالة إقليم إفران والمجلس الجماعي للمدينة إلى الإنفاق بسخاء على تنظيم مهرجان سخيف إن دل هذا على شيء فإنما يدل على تكريس سياسة الإلهاء التي تنهجها الجهات المنظمة والداعمة لذر الرماد على العيون، للتمويه عن سياساتها الفاشلة لامتصاص غضب الساكنة التي تعاني الفقر والتهميش والإقصاء"..- يقول ناشط حقوقي بالإقليم....
وفي جانب آخر في موضوع مصادر توفير الغلاف المالي لهذه التظاهرة، بقي الرأي العام جاهلا بالتمام مقدار ميزانية المهرجان دون ان تجرؤ أبدا الجهات المنظمة على كشف مصادر توفيرها، سيما وأنها تجري إشراف الدولة التي تغدق على مثل هذا المهرجان الأموال بدعوى إدخال الفُرجة و"الفراجة" والترويح والفرح و"النشاط" إلى قلوب أعداد معدودة من أبناء المجتمع، في حين تتجاهل أنها تظاهرة تدخل الحزن والغيظ والحقد والكمد والكيد والهم والغم إلى قلوب ونفوس فئات عريضة من المعطلين والمعوزين والمرضى والمحرومين من الضروريات ومن الأساسيات التي تتوقف عليها الحياة الكريمة... خاصة إذا استحضرنا ومما لا شك فيه على أنه لا يوجد أي مهرجان في المغرب لا يستفيد من دعم الدولة، وهو ما يفسر أن مصاريف كثيرة من المال العام تقدم لإقامة هذه المهرجانات كمهرجان إفران الحديث تأسيس جمعيته التي يستغرب كثيرا كيف ومن وراء توفيرها فور نشأتها كل هذا السخاء؟!../مادامت لم تستوف المدة القانونية المخولة لها حق الاستفادة من الدعم كما هو منصوص عليه في دفتر التحملات المعد من قبل وزارة الثقافة الذي ينص على الأقل حياة الجمعية لثلاث سنوات لتقديم طلب الحصول على الدعم من الدولة/، وما السر وراء هذا السخاء المثير الجدال في ضخ أموال من ميزانيات مؤسسات استشارية محليا وجهويا وأيضا وطنيا في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون بالإقليم من ارتفاع المعيشة وتزايد تكاليفها وانعدام جملة من الأساسيات التنموية في كثير من المناطق خاصة بالعالم القروي، وغيرها من أسباب ضيق العيش؟ فبدل أن تضخ هذه الأموال في مشاريع تنموية يستفيد منها سكان الإقليم، نستجدي الأجانب وجمعياتهم للإسهام في تنميتنا البشرية إقليميا بتنظيم قوافل خيرية وهبات احسانية للتغني بها في المحافل والمناسبات وما هي إلا در للرماد على الأعين؟.
ليس هذا ما ينقص إقليم إفران وساكنته- برأي المتتبعين-، ولا يوجد تبرير موضوعي لصرف أموال لصنع الطنين، كان الأولى أن تستعمل لتجميل الأزقة والدروب التي تتبنى بعضها جمعيات منها المحظوظة التي تستفيد ومنها المغضوب عليها التي ولو طارت معزة لن يكون لمبادرتها من مجيب؟..، وهذا حال تحريك عجلة ما يطلق عليه بالاقتصاد لمنطقة لم تظهر عليها آثار النعمة بعد، فهي النقمة البادية اليوم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق