الصفحات

الجمعة، 17 أغسطس 2018

أهي وراثة جينية لرهن بلاد المغرب؟ بين العزيزين مول"البيسكيلطة" ومول"السردينة"!؟..

أهي وراثة جينية لرهن بلاد المغرب؟
بين العزيزين مول"البيسكيلطة" ومول"السردينة"!؟..
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد*/*
ورد في حكايات ألف ليلة وليلة عن تاريخ المغرب، أن السلطان مولاي عبد العزيز الابن السادس للسلطان مولاي الحسن الأول حين كان أن تولى الحكم وهو لم يتجاوز بعد ربيعه الرابع عشر، قد اشتهر عند المغاربة بـ“السلطان الذي باع المغرب مقابل دراجة هوائية”... وعرفه التلاميذ والطلبة كفصل من دروس التاريخ تحت عنوان ”مظاهر التدخل الاستعماري بالمغرب في بداية القرن العشرين....
جانب من شخصية هذا السلطان الذي عاش تحت وصايتين وقاد المغرب نحو وصاية ثالثة قدم تفاصيله غابرييل فيري في كتابه :Dans l'intimité du Sultan”...
السلطان مولاي عبد العزيز وهو لم يبلغ سن الرشد ظل تحت سلطة وصاية الصدر الأعظم “باحماد” ووالدته للا رقية... وعندما سيكمل السلطان العشرين سنة سيكون المغرب قد ولج القرن العشرين وهو يعاني أزمات متعددة مما وضع مغرب بداية القرن العشرين في مواقع معاناتية من تزايد الضغوط الأجنبية وارتفاع وثيرة المشاكل الداخلية والاقتراض من الدول الأجنبية.
وفيما كان الريسوني وبوحمارة يعلنان تمردهما عن السلطان كان هذا الأخير ينتظر على أحر من الجمر وصول “الإمدادات” من اللعب الجديدة... وأمام ندرة المداخيل وانتشار الجراد والمجاعة وتزايد حجم القروض الأوروبية لم يجد مولاي عبد العزيز من وسيلة سوى فرض ضريبة”الترتيب” على المواد الفلاحية من أشجار وبهائم ومواشي على جميع السكان بدون استثناء مما أجج غضب العمال والقواد والشرفاء وشيوخ القبائل والتجار والأعيان والمحميين...
وكانت اهتمامات السلطان خلال سنوات حرجة من تاريخ المغرب انشغالاته باللعب ويستقدم لديه خبراء ومهندسين من الخارج وينفق أموالا باهظة من أجل ذلك...
وباختصار لأحداث هذه الحقبة، خرج السلطان مولاي عبد العزيز من وصاية الصدر الأعظم “باحماد” ليدخل تحت وصاية دراجته الهوائية والنارية وسياراته ولعبه المختلفة تحت إشراف المنبهي وزير الحربية... فعاش المغرب لحظات عصيبة حيث عمت “السيبة” مختلف المناطق وهرع المغاربة لطلب “الحماية” عند البعثات الأجنبية ليشكل كل ذلك مقدمة لتوزيع المغرب بين الدول الأوروبية بمقتضى مؤتمر “الخزيرات” عام1906 لينتهي الأمر على فرض الحماية سنة1912 حيث دخل المغرب عهد الحماية والاستعمار الذي رسم مصير مغرب القرن العشرين وما زالت آثاره مستمرة إلى الآن...الحدث شبيه بما يجري ويقع الآن من فقدان لعدد من المكتسبات الوطنية أبرزها ما جرى مؤخرا من اتفاقية عرجاء لكراء بحار المغرب لم يهضمها المجتمع المغربي خاصة حين برر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن اتفاقية الصيد البحري الجديدة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، التي جرى توقيعها ستنهي مرحلة التوثى مع الأوربيين!؟.. اتفاقية بعبقرية السيد عبد العزيز أخنوش.."... بيع خيرات المغرب ب2كلغ سردين للنهار... ذلك أن المغرب سهل كراء60ألف كلم2 للساحل الأطلسي من طنجة إلى الكويرة بمبلغ52مليون...أي ب900درهم للكلم2 شهريا، ما يناهز السميك الشهري لموظف متقاعد... ويبقى العجب العجاب هو حين يقف المرء على أن30درهم للكيلومتر المربع في اليوم تساوي 2 كيلوغرام من السردين... وبالتوسع في لغة الأرقام فالاتحاد الأوروبي سيدفع للمغرب30 درهم لليوم مقابل الصيد في1كيلومتر مربع من مياهه الإقليمية...فعندما يمعن المرء التفكير والربط بين هاتين الحقبتين من التاريخ... فأكيد سيروعه ما جرى من السابقين وما يسلكه البعض من اللاحقين... ويخشى... ويخشى.. ثم يخشى مما يمارسه البعض في زماننا الحالي حين يقرن أحداث التوكأن حفدة السلطان عبد العزيز ولو "جينيا" وقد انبعثوا في وقتنا هذا، وكأنهم على وثيرة أهل الكهف لم يدركوا بعد أن الزمان دوار وأن العبثية بمصير البلاد باستغلال مواقعهم ونفوذهم وتقربهم من أعلى هرم سلطة في البلاد واستغفاله لطحن الشعب والتلذذ بمصائبه قبل معاناته... وأن يعود بنا التاريخ لفترة قاوم فيها شرفاء البلاد كل أنواع الاستغلال والاستبداد والاستعمار خاصة وأن عددا من مسؤولينا مزدوجي الجنسية على الأقل... والانطباع بل الواقع يفرز إن مثل هؤلاء أبدا ما كانت قلوبهم على وطنهم الأصلي بقدر ماهي متشبعة بعقلية الجشع واستغلال خيرات الوطن، وحين الامتحان سيكونون مما لا ريب فيه أوائل الغائبين عنه "غايبعيوا الجمل وما جمل"!؟...نعم أتحدى أي مسؤول ذي جنسية مزدوجة سيقول أنه مغربي قح ووطني حقا غيور أكثر مما قد نتصور فيه!؟... فإن كان هؤلاء يخفون ما في قلوبهم نظرا لتموقعهم... سائلوا أو تجاذبوا أطراف الحديث مع البعض لحاملي الجنسية المزدوجة ممن حظوا بها في إقاماتهم في الخارج... أغلبهم يهتم بزياراتهم للوطن فقط لإحياء صلة الرحم مع أصولهم، ولا أبدا كانت قلوبهم على وطنهم...نعم ستصادفون البعض من بين هذا النموذج من لا ولن تهزه ريح إن تفاقمت أوضاع البلاد(ولا قدر الله)، له في البلاد الأخرى أمن ومستقر... وهو حال قد يلامس واقعنا الحالي من بعض أصحاب التموقع ذوي الجنسية المزدوجة في البلاد الذين لن يكون همهم عدا تكديس الثروات ونفخ أرصدتهم وتداولها في برص الانتفاع وتعويم العملات وتهريبها لتخزينها في "باناما"!؟...
ويخشى المواطن العادي إن سارت الأوضاع كما هي عليه أن يعود الوطن من حيث انبعث دوما بحثا عن الاستقرار قبل أن نقول إلى نقطة "حيص بيص" من جديد لبناء مغرب حديث تتردد معه أسطوانة الرفع من مستوى عيش أبنائه وتحقيق التنمية المستدامة المتغنى بها في زمان بعض الأرستقراطيين المتسللين في عدد من مراكز القرار في البلاد...أدون هذا وأنا أردد في قرارة نفسي وكالعادة مقولة "اللهم بارك هذا الوطن واحفظه وأبعد عنه كل شر وأسعد أهله وباعد بينهم وبين من لا غيرة له على شبر من أرضه، ولا رأفة به على عباده، ولا تقدير له لثرواته ولا يهتم لنفع أهل هذا الوطن بها، بقدر ما يسكن قلبه جشع المتاجرة بمكتسباته، ورهن خيرات وثروات هذا البلد في أيدي المتربصين بالزلات للسطو على الوطن ككل وإرجاعه لفترة الحماية وزمن الاستعمار الغاشم"...
وقبل أن أقفل هذا الموضوع الذي قد يكون شائكا عند البعض، فإني في الحقيقة أستهدف منه ملامسة بعض الوقائع... أدرك أنه سيلاقي بعضا من الاعتراض عليه!؟... ولكن لابأس مادام مضمونه يبتغي ترسيخ مبادئ الحب والغيرة على الوطن...أدون هذا وأنا أتوجس أن يكون من بين هذا النفر الاجتماعي والمجتمعي والإداري والسلطوي ككل من يستحضر العبارة التي تقول:"قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعاً عن حقي في أن أقول رأيي، وأن تسكننا جميعنا الغيرة على وطننا، وإلا فلنستند لمقولة:-اقتلوا من لا غيرة له على شبر من هذا الوطن!- لأن من لا إحساس له بهذه المشاعر والتمسك بالقيم والمبادئ الوطنية، فإما هو دخيل على هذا الوطن أو عميل لإهدائه فوق طبق من ذهب، ومن بين خيوط شبكة مثقوبة مقابل لوحة يعلقها فوق صدره ولو تكن من"قصدير"!؟".
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق