الصفحات

الجمعة، 24 أغسطس 2018

حريق سويقة البرج في مكناس: تهمة "الحرارة" ولو تكن في دنياها؟ بين حكمتي:" بذا قضت الأيام ما بين أهلها؟" و"رب ضارة نافعة"؟

حريق سويقة البرج في مكناس:
تهمة "الحرارة" ولو تكن في دنياها؟
بين حكمتي:" بذا قضت الأيام ما بين أهلها؟" و"رب ضارة نافعة"؟
*/* مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
اندلعت نيران في إحدى السويقات الشعبية لتأتي على هلاك مجموعة كبيرة من خيم وبراريك لبيع الخضر المنتشرة بحي برج مولاي عمر في مكناس مخلفة نوعا من الاستنفار عاشه قاطنو الحي... وذلك مع طلوع صباح يوم ثاني عيد الأضحى أي الخميس 23غشت2018...
وبحسب مصادر محلية، فإن الحريق، الذي تجهل أسبابه، أتى على مساحة مهمة من"السويقة"، قبل أن تسيطر عليه عناصر الوقاية المدنية، ولتحد من انتقال لهيبه إلى المحلات المجاورة التي منها ما تأثرت بلهيب النيران أدى إلى انكسار زجاج بعض المحلات المحادية لمكان الحريق..
وردت التفسيرات الرائجة أسباب اندلاع هذا الحريق إلى ارتفاع درجة الحرارة...
وبالرجوع إلى هذه الحالة أو الظاهرة، فجدير بالذكر أن السويقات في حي البرج لا تمر سنتان او ثلاثة دون أن تسجل حالة طوارئ كهذه وأيضا تزامنا مع أيام عيد الأضحى؟!؟!.. مما يثير غرابة الصدف؟! سيما حين توجه التهمة للحرارة؟! مخلفة علامات استفهام كبيرة منها: كيف أن تشتعل النيران في الدرجات الدنيا ولا تقوم في وقت درجاتها العليا؟ أي أن النيران ك"سحت الليل" تتوقد في الظلمة ولا يمكنها أن تكون نهارا؟..
لنكن موضوعيين أن النيران مهما كان وما اجتهدت فيه الجهات المسؤولة من ادعاء بفتح تحقيقات في شأنها هو فعل تكرر كمثل هذه الحالة ولايعدو أن يوحي بأن نشوب النيران في السويقات الشعبية ما هو إلا من فعل فاعل بشري وان ما يتم عزم اتخاذه من تحقيقات فإنما هي بمثابة "تغطية الشمس بالغربال"؟..
نعم... قد يكون وراءها فعل فاعل عن سبق الإصرار والترصد أمام عدم جرأة مواجهة استفحال انتشار الباعة في الرقعة المخصصة للتسويق العمومي... ونظرا لما تشكله هذه الأماكن من مشاكل إدارية وتنظيمية واجتماعية تحيلنا على مقولتين حكيمتين، الأولى للشاعر المتنبي حين قال:"بذا قضت الأيام ما بين أهلها *مصائب قوم عند قوم فوائد" والثانية المقولة المأثورة:"ورب ضارة نافعة"..
هنا -وبحسب أقوال بعض سكان المنطقة والباعة والفراشة- يمكن القول بأن غياب الجرأة في الحد من الاستغلال العشوائي للسويقات بسبب سوء التنظيم وعشوائية انتشار الباعة، هؤلاء الأخيرين الذين ركبوا عنادهم في تحد لكل النداءات والوعود، وضد برامج تنظيم الأسواق العشوائية وتهيئتها، رغم وجود سوقين نموذجيين بالمنطقة"... وأضاف المتحدثون أن هناك باعة عشوائيون متشبتون بفرض بالانتشار فوضويا وفي غياب احترام الضوابط في التنظيم وغير مبالين بما يتسببونه من خروقات في سوء السير والجولان سواء بين ممرات السويقات او عندما يغلقون منافذ المرور ما بين أزقة ودروب وحتى شارع رئيسي بالمنطقة...
لهذا فمسؤولية الجهات المعنية بنتظيم مجالات السويقات سواء من سلطة محلية أو جماعة ترابية أو أمن وقوات مساعدة واضحة وتتطلب منها مراجعة هذه السلوكات المشوهة للحي وللمدينة ككل بشكل مسؤول... التنظيم وضبطه من جهتها وفرض ضرورة احترام الباعة لمجال عرضهم لسلعهم... وهو ما يتطلب أيضا تنظيم صفوف الباعة وإخضاعهم للقانون والضوابط تفاديا في كل حين لظهور مثل هذه المفاجأة الغير السارة أيام العيد، أو لنقل للابتعاد عن هذا السلوك الغير البريء كلما ضاقت سبل مواجهة الأمر الواقع!؟
فرحم الله الشاعر أبو الطيب المتنبي ببيت شعره القائل:
   "بذا قضت الأيام ما بين أهلها *مصائب قوم عند قوم فوائد".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق