الصفحات

السبت، 22 سبتمبر 2018

كنز الإبداع..عندما تحملنا العزة بالنفس والكرامة! "قصة واقعية لتفاعل المبادرة والإرادة"

كنز الإبداع...عندما تحملنا العزة بالنفس والكرامة!
"قصة واقعية لتفاعل المبادرة والإرادة"
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
إنه شخص بلا مأوى، طيب للغاية، يضع نفسه بعيداً عن مخبز في كيليز... لا يمد يده، لا يطلب أي شيء... إنه موجود فقط ليبحث في الشيء الفارغ وحده...
أراه مع مرور الوقت، عرف الناس أنه بلا مأوى، وبدؤوا في إعطائه بعض الدراهم كلما خرجوا من المخبز... أنا أيضًا، فعلت الشيء نفسه دون المزيد...
لكن، بعد4أشهر قررت التحدث معه... فرحب بذلك.
في البداية، اعتقدت أنه كان غبيا... لأنه لم يقل أبدا شكرا لأولئك الذين يقدمون له شيئا... إنه راض عن ابتسامة طفيفة كتعبير عن شكره لك...
عندما كنت أتحدث معه، اكتشفت أنه رجل مثقف يتحدث الفرنسية التي لا تشوبها شائبة... لقد كان موظفاً في فندق أفلس... وتم فصل الجميع، ولم يتمكن من العثور على أكثر من 60 عامًا وظيفة... تراكمت عليه الديون، ومتابعات الطلاق... باع البنك منزله الذي كان قد اشتراه بالائتمان... وكان ذلك سببا في دخوله إلى الجحيم...
على الرغم من هذه التجربة المؤلمة وصعوبة وضعه، فإنه دائمًا ما يظهر بمظهر لائق... سألته أين يسكن ويعيش؟... اقترح أن يأخذني إلى هناك...
كان عند مدخل أحد مرحاض عام مغلق ومغلق، والذي يقع في الطابق السفلي بالكامل في كيليز... قام بتنظيف الزاوية، بشكل دقيق... وركب خيمة "كيشوا"... "لشخص واحد" يوضح.
قبل أن يبدأ في الكلام، يسحب من حقيبته السجائر ويأخذ واحدة يشعلها ببطء... فجأة أدرك أنه نسي أن يقدم لي واحدة...
فقال: "عذرًا، كان يجب عليّ أن أعرض عليك إحداها قبل أن أتناول سيجارتي"...
قلت: "لا مشكلة، لا أدخن"...
يبتسم وأنا أغتنم هذه الفرصة لأخبره القصة المعروفة بين الحسن الثاني والصحفي الفرنسي الذي أجرى مقابلة معه: قبل الحوار الصحفي مباشرة، أشعل الحسن الثاني سيجارة فجأة - وعلى غرار صديقي الرجل بلا مأوى- أدرك أنه لم يعرض سيجارة على الصحفي... لذا فإن حسن الثاني ببلغمه (بمزاحه) المعتاد يميل سيجارة إلى الصحفي، قائلا:"لقد سممت نفسي أولاً"... كانت طريقته الذكية في محو هذا الإحراج...
صديقي المشرّد، وجد هذه القصة مضحكة... وأخبرني:"بما أنّها حالة غالباً ما تقع لي، الآن في كل مرة أنسى، أود أن أقول مثل الحسن الثاني: سممت نفسي أولاً!"...
تركته، بينما أنا أفكر، في أفضل طريقة لاستعادته كرامته من خلال العثور عليه على وظيفة...
لذا في اليوم التالي ذهبت لرؤية أحد المسؤولين في مؤسسة عمومية التي اعتمدت هذا المرحاض العمومي، وقلت له:"لديك الكثير من المراحيض العمومية مغلقة في حين أن مراكش هي مدينة سياحية... إنه لأمر غير مقبول!؟". 
أجابني:"نعم، لكن مشكلتنا هي أننا لا نملك الميزانية لتوظيف الحراس ومنظفي هذه الأماكن، لذلك نحن نفضل إغلاقها".
- أنا:"سوف أجد حلاً لأحد هؤلاء في كيليز ، دون الحاجة إلى دفع عشرة سنتات".
-  هو:"حسنا!".
أعود إلى صديقي المتشرد وأروي له القصة وأشرح له خطة عمل هذا المرحاض الذي يحتل المدخل... وكيف يديره لتمكينه من العيش بكرامة...  فيقبل.
في اليوم التالي، ذهبت لرؤية المسؤولين، وهم يوافقون على منح هذا المرحاض لإدارته مجانيا وبسعر قابل للتفاوض2درهم للشخص الواحد، يمكنه جمعه وسيحتفظ به شريطة العمل على توفير مجموعة من المواصفات الواردة في دفتر التحملات  بخصوص تنظيف وأمن الأماكن...
بعد أسبوع، تم توقيع العقد بين هؤلاء المسؤولين والمتطوع للدخل الذاتي... تركته ليعتني بالبقية...
وبعد أسبوع آخر، اتصل بي من أجل التنصيب... جئت لأجد الركن تغير مظهرا وشكلا...
لقد نظفه بدقّة... ووفر مياه التبييض(جافيل)، والصابون، والضروريات لراحة النفس... علب من اللوحات المعاد تدويرها وتحويلها إلى مزهريات عند المدخل، وقد ارتدى ملابسه، كموظف استقبال لفندق... في محل للسيدة Pipi ليس كتلك المحلات الأخرى التي وجدت وتوجد في الحانات والمطاعم الأخرى في مدننا...
كنا  نحن الاثنين فقط... لقد وضع سلكًا أحمرًا صغيرًا عند المدخل... وأعطاني مقصا صغيرًا لتلميذ من أجل قطعه... فلقد لعبت اللعبة لجعله سعيدًا... وقد سمح لي أن أكون أول زبون يتبول في مرحاضه العام الجديد الذي تم تجديده... كانت تلك  طريقته في قول شكرا... وكان ذلك بالنسبة لي أول مؤسسة اجتماعية تشرفت بافتتاحها... بالتأكيد بدون أحجار الراين أو لمعان... ولكن مع الكثير من القلب... لقد قدر السيد المتشرد التفاتتي المتواضعة... ولقد وقفت أخرس اللسان مندهشا.
بعد أربعة أشهر، سارت أمور الشغل بيسر... إنه سعيد بعمله الجديد، يكسب بما فيه الكفاية، لدفع الإيجار لشقته الصغيرة في حي شعبي ومساعدة أطفاله على مواصلة دراستهم.
قصة مترجمة من اللغة الفرنسية عن كاتبها الناشط الأمازيغي عمر اللوزي..
* () * يقول كاتب القصة :إذا أخبرت هذه القصة، فإني لا أفتخر بأي شيء ... إن سعادة مساعدة هذا الشخص كافية لي ... ولكن، العديد من الأصدقاء أصروا على أن هذه المغامرة وجب تعميم نشرها وعلى مشاركتها... ربما، إلهام للآخرين...
@ / 
 ثم أنت أيضا يبدو،، إذا رأيت رجلا أو فتاة متهالكا تماما، وتمد له يده وتفعل ما يمكنك القيام به، لأنه في كل إنسان- بغض النظر عن وضعه الاجتماعي- يختفي كنز الإبداع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق