الصفحات

السبت، 18 أغسطس 2018

مشروع إنشاء مقبرة بمواصفات ومقومات حديثة في آزرو: "نداء للسكان والمحسنين للمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية"

مشروع إنشاء مقبرة بمواصفات ومقومات حديثة في آزرو:
"نداء للسكان والمحسنين للمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية"
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
تعتزم "جمعية الغفران" بمدينة آزرو إحداث مقبرة خاصة بالمسلمين نظرا للخصاص الذي تشهده المدينة في هذا الباب...
يأتي هذا المشروع  في وقت أصبحت وضعية المقبرتين الإسلامتين المتواجدتين بالمدينة تتطلبان التخفيف عنهما من حيث اكتظاظ قبور الموتى، وما ينتج عن هذا الاكتظاظ من تشتيت القبور وعدم ضبط مواقعها وتكدسها أحيانا تضع الزائر للترحم في حيرة من أمره للوصول أو التعرف على قبر فقيدته أو فقيده، فضلا عما تعرفانه من عدم ضبط للصيانة -إن توفرت لها ميزانية جماعاتية؟- وفي ظل عدم احترام حرماتهما حيث نادرا ما يتم الانتباه إليها بعد سبق إصرار وترصد من المجتمع المدني والإعلام.
مشروع المقبرة التي ستقام على فدان ذي مساحة تقدر ب1هكتار و89آر بمنطقة أقيقاي المتواجدة بمخرج المدينة تجاه إقليم خنيفرة، والذي تم اقتناؤه بموجب عقد بيع من الجماعة الترابية لتيكريكرة بقيمة مالية قدرها 850 ألف درهم، لتكون بذلك الجمعية قد وقعت على حضورها بمبادرة إنسانية من نوع مميز ومتميز يدخل في إطار التكافل الاجتماعي ورعاية حرمة المقابر، سيما وأن الدولة بمختلف إداراتها ومجالسها المنتخبة لا تمول مشاريع من هذا القبيل...
 وحتى يحقق المشروع أهدافه النبيلة وتكتمل كل الشروط والظروف والأغراض من إحداث هذه المقبرة بمواصفات حديثة  وما تتطلبه من عناية وصيانة وتوفير بعض المرافق التي تدخل في إطار العناية بالبيئة لمقابر الموتى وتيسير زيارات أهاليهم وبالتالي رد الاعتبار للمقبرة الإسلامية بمقومات توفر السكينة والحرمة الواجب استحضارها حتى تتبوأ المكانة التي تستحقها وتسترجع هيبتها...
"جمعية الغفران"التي تأسست سنة 2016، وبعد أن كانت قد قامت بمبادرة إحداث مسجد السنة بحي الأطلس2 بمدينة آزرو الذي كلف إنجازه قيمة مالية لاتقل عن 950مليون سنتيم ووضعه رهن المسلمين سكان المنطقة لإقامة صلواتهم اليومية، وهي تجدد الخلق لمثل هذه المنشآت الإنسانية بإنشاء مقبرة نموذجية ترقى إلى مستوى تطلعات الساكنة، توجه نداء لعموم السكان والمحسنين للمساهمة في دعمها لتمويل هذا المشروع وأداء سعر اقتناء البقعة الأرضية التي ستوضع عليها المقبرة، ولترسيم ملامح مقبرة لساكنة مدينة آزرو تسبق غيرها من المشاريع اعتبارا للأحياء والموتى في مدينة باتت ساكنتها تتضاعف تدريجيا وبسرعة لا مجال فيها اليوم إلى انتظار الغد بتؤدة وبطء يضر ولا ينفع.
لذا تهيب الجمعية  بالمحسنين المساهمة في قيمة شراء هذه البقعة، ولمزيد من المعلومات، فالمرجو الاطلاع على الصفحة الرسمية للجمعية المدون بها رقم الحساب والأرقام الهاتفية لأجل التواصل والاستفسار أكثر...
"والله لا يضيع أجر من أحسن عملا"

الجمعة، 17 أغسطس 2018

بين نظرية تحفيز المثقف الجديد وسياسة تخويف المثقف الكلاسيكي؟ أي دور لكل واحد منهما في المجتمع...

بين نظرية تحفيز المثقف الجديد وسياسة تخويف المثقف الكلاسيكي؟
أي دور لكل واحد منهما في المجتمع...
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد*/*
نصادف في عالمنا المعاصر أن هناك مجتمعات تخاف -بدرجة أساسية- من طرح سؤالين يبتدئ كل واحد منهما ب“لماذا؟” و“كيف؟”، ثم تدعي هذه المجتمعات بغير منطقيّة أنها تسعى وراء المعرفة والعلم!...
ومن خلال هذه المعُضلة تحديدًا هناك مجتمعات كثيرة تُقسّم فئاتها إلى “مثقفين /وآخرين من عامة الشعب”... رغم أن هذا المعنى لا يستقيم، لأن (بنظر المجتمع)، المثقفون هم الذين خرجوا عن السائد، الذي بالضرورة يُكبل افرداه عن المعرفة والوعي، ثم يتذمر بكل بجاحة أننا مجتمع يعاني الفُقر والمشاكل والأمراض والانحطاط.
لماذا كل هذا “الخوف” من الآخر، ومن هو الآخر؟ وعلى أي أساس يتم تصنيفه؟ العرق، الدين، اللون، الشكل، الجنس، الجنسية، اللغة؟ بمجرد أن تصنف الآخر تبدأ العنصرية بالظهور، ربما يقول البعض إنها دعوة للتخلص من الهويّة؟ كلا، ليست الهوية ما تجعلنا في صراعٍ مع الآخر... إن عدم رغبتنا في معرفة المشكلة (أي مشكلة) والاعتراف بها، وبالتالي عدم إخضاعها للنقد الموضوعي-(دون تحيز)-، فإن احتمالية معالجة أي منها، سيكون ناقصا وغير مجدي، وقس على ذلك...
ولكي تدرك تماما عزيزي المثقف أنك “نتيجة”، نتيجة مرجعيات، فِكر، أيدلوجية معينة... وعليه فإن الزاوية التي سترى من خلالها العالم والكون تتبع تلك المسببات التي قادت لهذه النتيجة والتي هي “أنت...
لأن الوعي، ليس حالة من اليقظة أو الرؤية, بل هي حالة من البصيرة والإدراك لما هو أعمق من ذلك بكثير، الوعي الحقيقي، هو (محاولة) التجرد من الأفكار السابقة والتبعية العمياء التي من المحتمل ان تخلق بيئة عنصرية منغلقة على ذاتها، والذي يجعل من كل ذلك حاجزا منيعا وعائقا أمام الإنسانية وبالتالي التقدم والمعرفة، لأن التبعية العمياء تعني بالضرورة انعدام الفِكر، الإبداع، والابتكار.
من هنا تحديدًا نُدرك ماهية الثقافة في جوهرها بأنها أمر يتعدى الكُتب أو النخبة “المثقفة..
ويفيد الشرح اللغوي في المفهوم العميق لمصطلح "المثقف"، أن المثقف هو شخص لا منتم هاوٍ عصيٌّ على الاستقطاب من قبل أية مؤسسة كانت؟!.. وهو ما يصلح على تسميته بالمثقف الكلاسيكي..
وهو -أي المثقف الكلاسيكي- يحمل العديد من الصفات الفكرية والنفسية التي تؤهله للقيام بدوره على أكمل وجه... فهو أنس النفسية التي تؤهله للقيام بدوره على أكمل وجه... وإنسان ذو قدرات فكرية مميزة... وهو صاحب رسالة أو مشروع يعمل على تمثيلها ونشرها في مجتمعه... وهو إنسان صاحب نظرة نقدية للأمور، وينطلق في ممارساته النقدية من أدوات ومعايير واضحة ترفض الكيل بمكيالين وترفض التحيز للقبيلة أو الجماعة وإن كانت ستقع بكل الأحوال، ولكن لا بد من مراقبتها والاعتراف بها والتخفيف منها قدر الإمكان... وهو إنسان محب للمغامرة، وقادر على التضحية بكل شيء في مقابل قوله للحقيقة وتبنيه لها... وهو إنسان قادر على التعاطف والتفاعل مع مختلف القضايا المجتمعية وتوثيقها وتشريحها بأمانة ودقة...
ومع هذا فيصعب اختزال دور المثقف أو تعريفه بصورة واحدة، فهو إنسان ذو هوية متفردة يتعامل مع كم هائل من القضايا والموضوعات بشكل دائم وضمن إطار من المعايير المحددة من تنوير وعدالة وحرية...
لكن وللأسف أمام تمييع الفعل الثقافي، سار البعض يرى في المثقف الكلاسيكي  سيما حين برز في المجال الثقافي بمفهومه العام عدد من المثقفين اليوم هم أخطر وأعتى تأثيراً من ''أزمة الثقافة''... حتى أضحت هناك شرخ في فئة من المثقفين: "مثقف حر" و"مثقف عبد"؟...
فالفارق كبير بين أن تعيش طليعة إنسانية ووطنية مهمة أزمة حقيقية، فتعمل على تقصي أبعادها ومحاولة تجاوز آثارها، وبين أن تشكل الأزمة تلك الطليعة، لتحولها امتداداً لها، وتصبغها بملامحها، وتكسبها صفاتها، البعيدة كل البعد عن الوجه الأصيل النبيل للمثقف في وطننا العزيز ككل... حيث بات الحديث عن تراجع عام شامل في القطاعات كافة، وعلى الصعد كلها، مجرد تحصيل حاصل، وهو الأمر الذي كرّس استخدام عبارات بعينها وألفاظ عن ''الفساد'' و''التردي'' و''السقوط'' و''الأزمة''، باعتبارها المفردات اللائقة بوصف وضع اتفق الجميع على أنه ''الأسوأ على الإطلاق'' منذ بدأ الحديث عن الفساد والتساؤل عن الثروة...وفي هذا السياق برزت عبارات ''التأزيم'' المختلفة، بحيث يُتبع لفظ ''أزمة''بأي''مضاف إليه'' يمكن توقعه، فتستقيم اللغة ومعها المعنى والدلالة، من دون الحاجة إلى ذرائع أو تفسيرات، ومن ذلك الحديث عن ''أزمة الضمير''...ويمكن القول إن عددا من ''مثقفينا" اليوم باتوا كياناً واضح المعالم، مكتمل البناء، بشروط ومواصفات وأنماط أداء محددة... فقد أورثهم الاستبداد السياسي، ومعه التسلط المستمد قوته من التفسير الخاطئ للمواقف الاجتماعية، خوفاً تقليدياً يمكن تفهمه... وبات عدد من ''مثقفينا''، إلى ذلك، مأخوذين بالتطور الاقتصادي المادي في نزعاته الاستهلاكية، التي شهدت حدوداً قياسية من السفه والجنون أحياناً، فلجئوا إلى توظيف أرصدتهم العلمية والثقافية لزيادة نفوذهم الاجتماعي، وتعظيم مردودهم الاقتصادي، أو تحسين أوضاعهم السياسية، فانتهوا إلى عكس كل ما بدؤوا به، وبعدما كانوا مضرباً للمثل في العلم والخلق والوطنية أحياناً، صاروا إلى مصاف المستبدين في مختلف مواقعهم... وعف آخرون فقبضوا على مواقفهم تجاه السلطات الثلاث، بعضها أو معظمها، وراحوا يمولون بقاءهم من مصادر أخرى، من منظمات أجنبية وجمعيات مشبوهة والأنكى من دوائر التحكم تحت عناوين براقة، ومستعملين لغة تسفيهية، وجدل أجوف، ومستخدمين مصطلحات العمالة والتخوين، والجنون وتهم الترهيب والتخويف بدعوى المس بالمقدسات لكل رأي لا ينسجم مع عقلياتهم المسلوبة تحت ضغط الاستبداد والاستعباد والعبودية بلا إرادة ولا شعور وفي غياب تام للأحاسيس باحترام الذات... وعازفين عن أي فعل إيجابي يمكن أن يطرح بديلاً لائقاً لتبنيه والبناء عليه... ومتمرسين في أيديولوجيته، طالبين من نظرائهم الاصطفاف خلف تيارهم، وإعلان هوياتهم لا إعلان مبادئهم... يعاملون المجتمع كتابع مفترض ذليل، ويفترض فيهم الانضمام إليه والحديث برأيهم وربما استخدام تعبيراتهم، وهم جاهزون باتهام المتحفظ ب''البيع'' أو ''الانتهازية'' أو ''العمالة'' أو "الاكتئاب" أو"الانعزال"!؟!... وفي أفضل الأحوال ب''الاستلاب''و''السفه''و"ضعف الشخصية"؟!.. إن هم لم يتفقوا مع أطروحاتهم وأفكارهم... ولعمري لهو نموذج أخذ يستفحل في مواقعنا الاجتماعية والمجتمعية سعى ويسعى متبنوه إلى خلق فئة من المثقفين الجدد لتكريس ولميوعة سياسة الصمت في الوقت المفروض فيه التعبير وبلا قيود، باعتبار أن هناك ليست فقط خطوطا حمراء بل أيضا تعابير في مواضيع طابوهات من شأنها أن تفضح للمستور.للأسف إنها فئة جديدة من المثقفين الذين استلذوا العيش في حياة الاستعباد وتنكروا أو تناسوا أن أمهاتهم ولدتهم أحرارا!؟...
لذا وكخلاصة يمكن القول واعتبارا للعقل والقيم الإنسانية - ما دامت القيم الدنيئة تسود في ثقافتنا- إن الأسباب تتعدد لتبقى مهربا جاهزا لتبرير القرارات المعادية للقيم النبيلة والحقوق الطبيعية للإنسان...
فالثقافة القيم الدنيئة هي ما يتبوأ الصدارة بينما ثقافة القيم السامية تعيش شبه ضمور، تجلس في الصف الخلفي، خجولة وحائرة...
علينا أن نعترف أن ثقافتنا تفتقر إلى قيم الشجاعة والكرم والتسامح والمروءة وزد على ذلك من القيم التي نتبجح بها أمام العالم.
وعليه، وجب أن تسود ثقافة الحق والقانون... كما وجب التساؤل :أين هو المثقف في هذا المدى؟
فالمثقفون القريبون من السلطة منشغلون برضوانها مقابل مناصب أو السفريات أو بوعود لا تصل، ومنشغلون بحروبهم الخاسرة...
أما الذين حاولوا التجاسر وسولت لهم أنفسهم أو مبادئهم أن يمارسوا حرية الرأي حبا في الحقيقة فغالبا ما يدفعون الثمن وحدهم، ويعاملون كأعداء أو كخارجين على القانون، وهم يعدون على رؤوس الأصابع.
المثقف لا تقدمه المجتمعات خاصة في عالمنا العربي مثالا يحتدا به بقدر ما تقدمه عبرة لمن نسي أنه في بلد عربي!!!
ومع ذلك، على هذه الأرض ما يستحق النضال والتضحية.

أهي وراثة جينية لرهن بلاد المغرب؟ بين العزيزين مول"البيسكيلطة" ومول"السردينة"!؟..

أهي وراثة جينية لرهن بلاد المغرب؟
بين العزيزين مول"البيسكيلطة" ومول"السردينة"!؟..
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد*/*
ورد في حكايات ألف ليلة وليلة عن تاريخ المغرب، أن السلطان مولاي عبد العزيز الابن السادس للسلطان مولاي الحسن الأول حين كان أن تولى الحكم وهو لم يتجاوز بعد ربيعه الرابع عشر، قد اشتهر عند المغاربة بـ“السلطان الذي باع المغرب مقابل دراجة هوائية”... وعرفه التلاميذ والطلبة كفصل من دروس التاريخ تحت عنوان ”مظاهر التدخل الاستعماري بالمغرب في بداية القرن العشرين....
جانب من شخصية هذا السلطان الذي عاش تحت وصايتين وقاد المغرب نحو وصاية ثالثة قدم تفاصيله غابرييل فيري في كتابه :Dans l'intimité du Sultan”...
السلطان مولاي عبد العزيز وهو لم يبلغ سن الرشد ظل تحت سلطة وصاية الصدر الأعظم “باحماد” ووالدته للا رقية... وعندما سيكمل السلطان العشرين سنة سيكون المغرب قد ولج القرن العشرين وهو يعاني أزمات متعددة مما وضع مغرب بداية القرن العشرين في مواقع معاناتية من تزايد الضغوط الأجنبية وارتفاع وثيرة المشاكل الداخلية والاقتراض من الدول الأجنبية.
وفيما كان الريسوني وبوحمارة يعلنان تمردهما عن السلطان كان هذا الأخير ينتظر على أحر من الجمر وصول “الإمدادات” من اللعب الجديدة... وأمام ندرة المداخيل وانتشار الجراد والمجاعة وتزايد حجم القروض الأوروبية لم يجد مولاي عبد العزيز من وسيلة سوى فرض ضريبة”الترتيب” على المواد الفلاحية من أشجار وبهائم ومواشي على جميع السكان بدون استثناء مما أجج غضب العمال والقواد والشرفاء وشيوخ القبائل والتجار والأعيان والمحميين...
وكانت اهتمامات السلطان خلال سنوات حرجة من تاريخ المغرب انشغالاته باللعب ويستقدم لديه خبراء ومهندسين من الخارج وينفق أموالا باهظة من أجل ذلك...
وباختصار لأحداث هذه الحقبة، خرج السلطان مولاي عبد العزيز من وصاية الصدر الأعظم “باحماد” ليدخل تحت وصاية دراجته الهوائية والنارية وسياراته ولعبه المختلفة تحت إشراف المنبهي وزير الحربية... فعاش المغرب لحظات عصيبة حيث عمت “السيبة” مختلف المناطق وهرع المغاربة لطلب “الحماية” عند البعثات الأجنبية ليشكل كل ذلك مقدمة لتوزيع المغرب بين الدول الأوروبية بمقتضى مؤتمر “الخزيرات” عام1906 لينتهي الأمر على فرض الحماية سنة1912 حيث دخل المغرب عهد الحماية والاستعمار الذي رسم مصير مغرب القرن العشرين وما زالت آثاره مستمرة إلى الآن...الحدث شبيه بما يجري ويقع الآن من فقدان لعدد من المكتسبات الوطنية أبرزها ما جرى مؤخرا من اتفاقية عرجاء لكراء بحار المغرب لم يهضمها المجتمع المغربي خاصة حين برر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن اتفاقية الصيد البحري الجديدة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، التي جرى توقيعها ستنهي مرحلة التوثى مع الأوربيين!؟.. اتفاقية بعبقرية السيد عبد العزيز أخنوش.."... بيع خيرات المغرب ب2كلغ سردين للنهار... ذلك أن المغرب سهل كراء60ألف كلم2 للساحل الأطلسي من طنجة إلى الكويرة بمبلغ52مليون...أي ب900درهم للكلم2 شهريا، ما يناهز السميك الشهري لموظف متقاعد... ويبقى العجب العجاب هو حين يقف المرء على أن30درهم للكيلومتر المربع في اليوم تساوي 2 كيلوغرام من السردين... وبالتوسع في لغة الأرقام فالاتحاد الأوروبي سيدفع للمغرب30 درهم لليوم مقابل الصيد في1كيلومتر مربع من مياهه الإقليمية...فعندما يمعن المرء التفكير والربط بين هاتين الحقبتين من التاريخ... فأكيد سيروعه ما جرى من السابقين وما يسلكه البعض من اللاحقين... ويخشى... ويخشى.. ثم يخشى مما يمارسه البعض في زماننا الحالي حين يقرن أحداث التوكأن حفدة السلطان عبد العزيز ولو "جينيا" وقد انبعثوا في وقتنا هذا، وكأنهم على وثيرة أهل الكهف لم يدركوا بعد أن الزمان دوار وأن العبثية بمصير البلاد باستغلال مواقعهم ونفوذهم وتقربهم من أعلى هرم سلطة في البلاد واستغفاله لطحن الشعب والتلذذ بمصائبه قبل معاناته... وأن يعود بنا التاريخ لفترة قاوم فيها شرفاء البلاد كل أنواع الاستغلال والاستبداد والاستعمار خاصة وأن عددا من مسؤولينا مزدوجي الجنسية على الأقل... والانطباع بل الواقع يفرز إن مثل هؤلاء أبدا ما كانت قلوبهم على وطنهم الأصلي بقدر ماهي متشبعة بعقلية الجشع واستغلال خيرات الوطن، وحين الامتحان سيكونون مما لا ريب فيه أوائل الغائبين عنه "غايبعيوا الجمل وما جمل"!؟...نعم أتحدى أي مسؤول ذي جنسية مزدوجة سيقول أنه مغربي قح ووطني حقا غيور أكثر مما قد نتصور فيه!؟... فإن كان هؤلاء يخفون ما في قلوبهم نظرا لتموقعهم... سائلوا أو تجاذبوا أطراف الحديث مع البعض لحاملي الجنسية المزدوجة ممن حظوا بها في إقاماتهم في الخارج... أغلبهم يهتم بزياراتهم للوطن فقط لإحياء صلة الرحم مع أصولهم، ولا أبدا كانت قلوبهم على وطنهم...نعم ستصادفون البعض من بين هذا النموذج من لا ولن تهزه ريح إن تفاقمت أوضاع البلاد(ولا قدر الله)، له في البلاد الأخرى أمن ومستقر... وهو حال قد يلامس واقعنا الحالي من بعض أصحاب التموقع ذوي الجنسية المزدوجة في البلاد الذين لن يكون همهم عدا تكديس الثروات ونفخ أرصدتهم وتداولها في برص الانتفاع وتعويم العملات وتهريبها لتخزينها في "باناما"!؟...
ويخشى المواطن العادي إن سارت الأوضاع كما هي عليه أن يعود الوطن من حيث انبعث دوما بحثا عن الاستقرار قبل أن نقول إلى نقطة "حيص بيص" من جديد لبناء مغرب حديث تتردد معه أسطوانة الرفع من مستوى عيش أبنائه وتحقيق التنمية المستدامة المتغنى بها في زمان بعض الأرستقراطيين المتسللين في عدد من مراكز القرار في البلاد...أدون هذا وأنا أردد في قرارة نفسي وكالعادة مقولة "اللهم بارك هذا الوطن واحفظه وأبعد عنه كل شر وأسعد أهله وباعد بينهم وبين من لا غيرة له على شبر من أرضه، ولا رأفة به على عباده، ولا تقدير له لثرواته ولا يهتم لنفع أهل هذا الوطن بها، بقدر ما يسكن قلبه جشع المتاجرة بمكتسباته، ورهن خيرات وثروات هذا البلد في أيدي المتربصين بالزلات للسطو على الوطن ككل وإرجاعه لفترة الحماية وزمن الاستعمار الغاشم"...
وقبل أن أقفل هذا الموضوع الذي قد يكون شائكا عند البعض، فإني في الحقيقة أستهدف منه ملامسة بعض الوقائع... أدرك أنه سيلاقي بعضا من الاعتراض عليه!؟... ولكن لابأس مادام مضمونه يبتغي ترسيخ مبادئ الحب والغيرة على الوطن...أدون هذا وأنا أتوجس أن يكون من بين هذا النفر الاجتماعي والمجتمعي والإداري والسلطوي ككل من يستحضر العبارة التي تقول:"قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعاً عن حقي في أن أقول رأيي، وأن تسكننا جميعنا الغيرة على وطننا، وإلا فلنستند لمقولة:-اقتلوا من لا غيرة له على شبر من هذا الوطن!- لأن من لا إحساس له بهذه المشاعر والتمسك بالقيم والمبادئ الوطنية، فإما هو دخيل على هذا الوطن أو عميل لإهدائه فوق طبق من ذهب، ومن بين خيوط شبكة مثقوبة مقابل لوحة يعلقها فوق صدره ولو تكن من"قصدير"!؟".
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.