الصفحات

الاثنين، 9 يونيو 2025

أيا أصدقاء... وسلام يا صاحبي!

 
فضاء الأطلس المتوسط/ محمد عبيد 
رجل بلا أصدقاء أو في دائرة صغيرة جدا هو آمن جدا.
لقد أدرك أن الجودة أهم من الكمية.
هو لا يحتاج إلى جمهور ليؤكد له قيمته، فثقته في نفسه تنبعث من داخله، وليس من رضا الآخرين.
إنه لا يخاف من الوقوف بمفرده، إنه يعرف قوته الداخلية.
إنه يختار بعناية من يدخل حياته ويشارك طاقته.
لقد رأى الصداقات الزائفة والدراما والنميمة.
وابتعد عن كل ذلك.
لقد بنى حياة هادئة خالية من الدراما.
وهو أسعد بذلك.
هو لا يحتاج أن يكون محاطا بالناس ليشعر بالكمال.
إنه مرتاح في صحبته الخاصة.
وهو يعرف أن الأصدقاء الحقيقيين ناذرون، ويفضل أن يكون له القيلون منهم بدلا من الكثير من الأصدقاء الزائفين.
دائرته تتكون من أصدقاء يمكنه أن يثق بهم حقا.
أشخاص قد بنوا ولاءهم.....هو لايضيع.

عن نفسي والله بعد أن عرفت بعض المنافقين وغلوهم في فسوقهم وكذبهم، والله أني صرت أخشى على نفسي منهم!؟؟
تأكد تماماً أنك ستكون مخطئاً أمام الجميع إن لم تتحرر من أخلاقيتك التي تمنعك أن تكذبهم وتجادلهم في حقك أمام الآخرين، سيتكبر وسيزداد غلواً وكذباً وسيجتهدون ويستمرون بأن يرموا كل عثراتهم بثقلها على أعتابك.
 في مجتمعنا المتأسلم، هم منافقون إذن هم الرابحون، الكذب دهاء، والغلو فيه شطارة، فلن يجرؤ أحد وإن كان صادقا أن يقف أمامهم، سيحاول مراراً أن يتجنبهم سيسكت ويتغاضى قدر استطاعته، فقط كي يتجنب زورهم وبهتانهم!..
لكن عليك أن تكون وقحاً حتى تستطيع الرد بالمثل، أو أن تكون شيخاً عالماً بلغت من الحياة مبلغاً حتى توقفهم وتضع لهم حداً...
 أما إن كنت في مطلع شبابك ثائرا على الحياة تعشق الصدق وتسعى لإحياء الحق، فوقوعك فريسة مع منافقين سيكون السلّم الذي تتسلقه، إما أن يبقيك على طريقك في محاربة الباطل أو أن تسقط أخلاقياً لتصير مثلهم وتحلق في أجوائهم!؟؟؟
 فاحذر الضلالة يا صاح.

قد يختلف البعض في التفضيل عند الاختيار بين الصديق والطريق لانتهاج حياتهم الاجتماعية فإذا كان المثل الشائع يقول:"اختر الصديق قبل الطريق أو الرفيق قبل الطريق"، فهناك من يرى العكس في المثل ويقول:"اختر الطريق قبل الرفيق أو الصديق".
لابد أن نبحث عن الرفيق أو الصديق أولا ليكون على نهج الطريق الذي أنت عليه ليكون الطريق سهلا وليس صعبا... لذلك تبين أن عبارة الطريق قبل الصديق عبارة غير موفقة... فالطريق السهل بدون رفيق أو صديق يكون صعبا وشاقا... فنعم الرفيق قبل الطريق والجار قبل الدار؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق