الصفحات

الأربعاء، 12 مايو 2010




// قضية و موقف:

شركة التدبير المفوض بكل من مكناس و افران ..

أية فاعلية في الحفاظ على سلامة البيئة؟


في وقت يكرس فيه المغرب، من خلال إستراتيجية بيئية بعيدة المدى الالتزام الراسخ برفع التحديات التي تفرضها وضعية البيئة بالاهتمام والحفاظ على الموارد الطبيعية ،وبالتتبع للحالة البيئية ، إلى جانب التخطيط العلمي الموجه نحو تحسين المحيط البيئي للمواطن الذي يعد ملكا مشتركا للوطن وارثا متداولا عبر الأجيال، وقد جدد جلالة الملك التأكيد على الاهتمام بالبيئة في خطاب العرش بتاريخ 30 يوليوز الماضي والذي دعا فيه جلالته الحكومة إلى إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة ،.يهدف إلى تحقيق التنمية المتوازنة ،وتحسين جودة الحياة العامة وإيجاد وعي بيئي جماعي

ويتطلب تطبيق وتفعيل هذا الميثاق انخراط كافة الفاعلين المعنيين من مجتمع مدني وفاعلين سياسيين في نشر الوعي البيئي لدى المجتمع وتزويده بالثقافة البيئية في عالم تقاس فيه حضارة الأمم وتقدمها بما تحققه من تطور في المجال البيئي،لأن التربية البيئية عنصر أساسي في إيجاد الوعي البيئي ونشر مفهوم التنمية المستدامة ، كونها عملية ديناميكية يتمكن من خلالها الأفراد والجماعات من الوعي بمحيطهم واكتساب المعارف والقيم والكفاءات والتجارب، وهذا يساعدهم في العمل لإيجاد حلول لمشاكل البيئة سواء الحالية أو المستقبلية، ويوجه سلوكهم البيئي القويم لتحقيق التوازن بشكل يساعد في تفعيل العلاقة الإيجابية بين الإنسان والبيئة، يتضح من خلال الواقع الملموس إن هذا الخطاب لا يزال لم يستوعب مضامينه و مفاهيمه الأساسية بعض من يفترض فيهم أن يكونوا أول الفاعلين في التوجه الجديد، ليطرح تساؤل عريض عن أية بيئة سليمة و نظيفة تساهم بها بعض المؤسسات المهنية في مجال التدريب المفوض التي تعاقدت معها عدد من العمالات و الأقاليم بالمملكة ، و من باب المثال نسوق الشركة التي حظيت بالثقة في التدبير المفوض بجهة مكناس – تافيلالت و نعني بها "شركة " بيزورنو" المكلفة بجمع النفايات داخل المدارات الحضرية بكل من مكناس و إقليم افران و التي بعد سنة من تكليفها لم يقتنع بعد عدد من المواطنين بمهامها لتروج تساؤلات أهمها : هل فعلا تقوم هذه الشركة بدورها الفعلي رغم العقد الذي يربطها بالدوائر المسؤولة و المعنية .. و هل تخضع فعلا لمراقبة صريحة و تتبع لأشغالها؟

و لعل في بعض المواقف المثيرة في عمليتي شحن النفايات و نظافة الأزقة و الشوارع و فضاءات عمومية ما يستوجب مراجعة هذا العقد و إلزام الشركة باحترام مضامين واردة في دفتر تحملاتها إذ تكفي جولة في مكناس بحي البرج مولاي عمر الذي استفحلت فيه ظاهرة انتشار النفايات بمنظر مقزز و رهيب و بالقرب من ملتقى الطرق الرباعية للحي فضلا عن مواقع عديدة بالمدينة ،..أما بإقليم إفران، فبعد أثار المجلس البلدي لمدينة افران المستوى المتدني لخدمات الشركات التي تكلفه ميزانية فاقت ميزانية ما كان يعتمده في إطار شحن النفايات و النظافة و بعد لفت انتباه مسؤولي الشركة بضرورة احترام التزاماتها و تحسين خدماتها ،

إذ كان أن ناقش في دورة استثنائية مع بداية السنة الميلادية الجارية ما يتسببه تقييم و تقدير المبلغ المرصود للشركة الخاصة لجمع النفايات من إثقال كاهل ميزانية الجماعة في وقت كشفت فيه بعض الدراسات للإمكانيات الوجسيتكية إن على مستوى الجماعة و الموارد البشرية بها من أعوان انه بالإمكان أن تعتمد الجماعة على نفسها للقيام بعملية النظافة بمبلغ اقل من ذلك الذي يكلفها بحسب عقد الاتفاقية ، و لكن التوجه الوزاري يفرض العمل عن طريق التدبير المفوض كما هو الشأن بالنسبة لباقي المدن المغربية و بالتالي فالجماعة تؤدي آثار المشاكل الخاصة بالجماعات المحلية ، و طالب بضرورة احترام الشركة مقتضيات دفتر التحملات لان هناك أماكن بالمدينة تعرف تراكما للأزبال و بشكل مثير..، و مذكرا أن الشركة أشعرت بهذه الملاحظة و تم التأكيد لمسؤوليها على انه إذا ما استمرت الأمور كما هي عليه فستكون الجماعة مضطرة إلى فسخ العقدة معها..و بالتالي تقرر تكوين فريق للتتبع و المراقبة و ذلك بتفعيل هذه الآليات حفاظا على مصالح الجماعة و إن اضطر الموقف توقيع غرامات على الشركة، كما انه من جهة أخرى كان أن عقدت فعاليات منتخبة بالإقليم جلسة عمل مع مسؤولي الشركة في غضون الأشهر الأخيرة لحثهم على ضرورة تحسين الخدمات ، فان ( وكما يقال: لازالت حليمة على عادتها القديمة في خدماتها).. إذ نسجل بكل مسؤولية و بنوع من الأسف على خدمات الشركة بمدينة آزرو لا تقوم بما يتطلبه منها الأمر للحفاظ على بيئة سليمة حيث انتشار الزبال بمحيط المستشفى الإقليمي و بعدة نقط أخرى بل الأنكى أن عملية شحن النفايات تسير بوثيرة غير عادية و بشكل مقزز ، فما معنى أن يتغاضى عاملو الشركة و شاحنات نقل النفايات التنقل في الأحياء الهامشية لمدينة آزرو ( حي الأطلس نموذجا) حيث أصبح العاملون يتنقلون بين أزقة و شوارع الحي لحمل الأكياس التي تحمل النفايات و عدم إفراغ الحاويات من البقايا سيما مع التغيرات الجوية و قرب ارتفاع درجة الحرارة من شانه أن يثير فضول القطط و الكلاب الضالة إضافة إلى انتشار الأوبئة من خلال الحشرات المضرة التي تتجمع على الحاويات المتواجدة بين تجمعات سكنية ..

لهذا وجب على القائمين عن الشأن البيئي و معهم الدوائر المسؤولة أن تثير بكل مسؤولية و جدية التفات هذه الشركة حتى تقوم بمهامها و دورها الفعلي من اجل بيئة سليمة و صيانتها ...فهل من فاعلية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق