الصفحات

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

ساكنة آزرو ..هذا حظنا من هذه المدينة !؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟

الفساد و الغش في الأشغال القائمة...

فضائح مسكوت عنها عرت عنها تساقطات الأمطار الأخيرة..

فمن المسؤول؟


محمد عـبـيــد – آزرو

كان الإهمال و التهميش و اللامبالاة يطبع مدينة أزرو خاصة بالأحياء الهامشية و التجزئات السكنية القائمة حاليا دون احترام لدفاتر التحملات من قبل الوكالات المعنية بالعمران و في كل مجالات التنتمية الاقتصادية و الاجتماعية الفاعلة و الرياضية.. و أصبح سكان أزرو مقتنعون بانعدام فرص الشغل لقلة المرافق و انغماس القائمين عن الشأن المحلي في فسيفساء لا تمت بالنهج الإيديولوجي الذي تركب قاطرته مهما تنوعت نوافذ إستراتيجيته ..و ظل الآباء و الأمهات يعانون الأمرين في البحث عن مصير قوتهم و قوت عيالهم... و أمسى الشباب متسكعا في الشوارع و الأزقة طالبين صداقة من أصحاب المال و الجاه.. و بات شغل هذه الفئة عماد مستقبل البلاد هو البحث عن المخدر و "قراعي" الخمور..فما فتئ الناس بمدينة أزرو المنسية و المقصية و المهمشة من كل تنمية اجتماعية حقيقية لا يمكن إلا عكسها في برامج تنموية اقتصادية تعفي عنهم ما يتغنى به أصحاب الشأن المحلي في بناء و تشييد مرافق لا تعدو أن تخدم الا مصالحهم مما تزعمه من مشاريع سوسيو-تربوية ..و ما انفك المنتخبون غائبون عن مدينتهم و أحيائها الهامشية التي تئن من ويلات تدهور بيئي في غياب خدمات بلدية واجبة لانشغال هؤلاء في صراعات باحثين بينهم على فريسة لحجب عيوب مهامهم..و ما برح الإهمال يزداد حتى انتقل إلى الشوارع و الأزقة و الطرقات حيث يمشي المواطن الآزروي و هو رافع أكف الضراعة طالبا السلامة إلى داره بفعل انتشار الحفر و الأخاديد المتكاثرة كل حين نزول قطرة ماء من السماء لتعري عن واقع مرير لهذه الانجازات الطرقية التي لم تنفع معها أية ترقيعات لدر الرماد على الأعين..ناهيك عن النفايات و الأزبال و القادورات التي بكثرتها ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذه المدينة بالرغم مما تم من إسناد هذا الأمر لشركة مختصة في التدبير لا تحمل من الاسم إلا الصورة الملغومة و المزعومة عندما تكتفي مرة في الشهر برش جنبات شوارع وسط المدينة في إطار فلكلوري ...و مادام سكان أزرو و هم على هذه الحال مع كان و أخواتهم كأدوات ناسخة للأفعال فإنهم يتمنون صادقين أن يتخطى هذا الدرس كل من يعنيهم أمر هذه المدينة لانتشالها من يد كف عفريت عسى أن يكون الدرس المقبل كفيلا باستعمال الحروف الناسخة من أن و أخواتها..

و جير بالذكر أن مدينة آزرو تعرف جملة من الأشغال منها ما هي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و أخرى في إطار إعادة هيكلتها ... و أمام ما تعرفه الأوراش المفتوحة من أخذ و رد في سيرها و سيرتها و ما خلفته من تدمر و قلق لدى الساكنة الذي أصبحت تائهة في تنقلاتها عبر عدد من النقط داخل الأمدين بفعل تسبب الأوراش في تعثر السير لكل من الراجلين و الراكبين ، و من خلال جولة تفقدية لمختلف الأوراش سواء المتعلقة بالتأهيل الحضري للمدينة أو المرتبطة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية قام بها مؤخرا عامل إقليم إفران حيث وقف على أشغال (متحف الأطلس المتوسط- تأثيث فضاء صخرة الأطلس المتوسط- إعادة بناء مركب الصناعة التقليدية – المسبح البلدي- المركب السوسيو رياضي..) و من خلال تتبعنا لمراحل الزيارة العاملية استنتج أن هناك بعض الاختلالات سواء على مستوى الأشغال و عدم جديتها أو على مستوى احترام دفاتر التحملات و آجال انتهاء الأشغال .. كما اتضح من هذه المناسبة أن المسبح المغطى تم الاستغناء عن بنائه الذي وعدت وزارة الشباب و الرياضة بالتكلف به ، و هو الأمر الذي يظهر انه لم يرق عامل الإقليم الذي حسب مصادر جد مقربة يكون قد اتخذ موقفا للاتصال بوزارة الشباب و الرياضة لدعوتها إلى برمجة هذا المرفق و بنائه كما سبق أن أعلن عنه منذ تسطير برنامج إعادة هيكلة المدينة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. عامل إقليم افران إن كانت هاته الزيارة في شكلها تعتبر تفقدية فإنها في عمقها كشفت عن أن القلق الذي يسكن هاجس المواطنين قد نال منه حظا ليعبر بدوره عن غضبته إذ طالب مختلف المقاولات بضرورة تعجيل أشغالها و احترام آجال إنهائها اذ حدد مدة لا تتجاوز شهرا لتكون جل الأشغال تامة.. كما طالب عامل الإقليم المقاولين المكلفين بانجاز الطريق المحاذية لحي السعادة و مدخل المركب و ذاك الورش الكبير وسط شارع الحسن الثاني المتسبب في متاهة وسائل النقل و أصحاب السيارات إن من ساكنة أو عابري المدينة و بضرورة الإسراع لتفادي مزيد من عرقلة السير الطرقي... و معه كل هذا و قد حلت نهاية الآجال المحدد في إطار البرنامج العام لإعادة هيكلة مدينة آزرو (أي نهاية سنة 2010 كما سبق إعلانه ذلك منذ 3 سنوات بشكل رسمي ) فان واقع الحال - برأي الساكنة و المتتبعين - يعلن أن الأشغال لن تعرف نهايتها كما هو مخطط لها بفعل تهاون المقاولات و عدم احترامها لشروط واردة ضمن دفاتر تحملاتها ...ليتضح انه هناك بهذا الإقليم و من المسؤولين من ينهج و يفضل سياسة الترقيع والهروب إلى الأمام أمام المعضلة الخطيرة التي تهدد المنطقة بين الفينة والأخرى جراء الفيضانات والقيام "بإصلاحات" الواجهة على حساب معاناة الساكنة بالأحياء العتيقة المفتقرة لأبسط شروط الوجود الإنساني وعلى حساب المشاريع المدرة للدخل وخلق فرص حقيقية للحياة وتأهيل العنصر البشري، ناهيك عن الارتجال الذي يعرفه سير هذه الأشغال وخصوصا ما عرفته بعض الأحياء فيما سمي "بالتبليط" حيث فاق مستوى التبليط مستويات أبواب المنازل، مما يهدد ساكنة هذه الأحياء خلال موسم التساقطات إضافة إلى غياب الولوجيات في بعض الأماكن الحيوية وارتكاب جريمة بيئية وثقافية إثر اقتلاع أشجار البلاتان وسط المدينة وبشارع الحسن الثاني بأزرو.ناهيك عما ينبذه القائمون عن الشأن المحلي من سوء حظهم لملاحظاتهم عن الأشغال القائمة التي لا يحترم المقاولون المتعهدون بها احترام دفاتر التحملات و انجازات لا تزال في طورها تعرف الفضائح في غياب الجودة و في اختناق البالوعات بل العمد إلى إغلاق المتوفر منها مع الأشغال الحالية و اقتلعت عدة قنوات و طمرت العديد منها.. فإذا كانت الأمطار العاصفة التي عرفتها مدينة إفران قد أغرقت المدينة في البرك المائية كون مقاييس الأمطار ناهزت بحسب مصدر من الأرصاد الجوية بالإقليم 350 مم في ظرف 48 ساعة ،فانه في مدينة أزرو، لوحظ على السيول الجارفة من مياه الواد الحار التي تغادر المجاري وقنوات الصرف الصحي ، تقتحم المساكن بالطابق الأرضي ليجد السكان أنفسهم مجبرين على أن يشمروا عن سواعدهم و يتعبأوا صغيرهم وكبيرهم لطرد المياه العادمة خارجا بعد أن توتي مفعولها في أفرشتهم التي عليهم أن يستبدلونها كل موسم شتاء بفعل تضررها .. كما سجل على تواجد بعض البنايات و خصوصا منها بعض المؤسسات التعليمية و مسجد النور الذي القطرات انهالت من سقفه الذي لم تتجاوز مدة إعادة تبليطه الثلاثة أشهر فقط جعلت المصلين خلال صلاة الجمعة الأخيرة يستشعرون و كأنهم جالسون وسط برك مائية كون الزرابي كلها مبللة أثارت حفيظتهم ، إضافة إلى نقط أخرى منها امتداد الطريق / الرصيف الذي بدأ يتآكل بفعل المياه وصار مهددا بالانهيار وظهور فجوات أرضية لا تخلوا من مخاطر مما يتحتم معه القيام بالإصلاحات في الأمكنة التي أفسدها انجراف المياه منها العادمة وفوقها على طول القنوات التي كان من الواجب أن تنطلق بالأساس قبل أي شغل آخر يهم الواجهة و تلمي الصورة و الجمالية للمدينة ..و بالشروط و المواصفات السليمة و الضامنة لسلامة التجهيزات .

الخميس، 9 ديسمبر 2010


المعاناة تعود لساكنة مكناس مع الإنقطاعات المتكررة للماء

مكناس : عبد الإله بنمبارك

للسنة الرابعة على التوالي يعيش سكان مدينة مكناس على الإنقطاعات المتكررة للماء كلما نزلت الأمطار، بدعوى أن عين بطيط وعين ريبعة المزودتان الرئيسيتان للماء بالمدينة تختلطان بمياه الأمطار مما ينتج عنه ماء عكر يميل إلى الاحمرار.

وخلال الأمطار الأخيرة التي شهدتها العاصمة الإسماعيلية كباقي المدن المغربية ، اضطرت الوكالة المستقلة للماء والكهرباء إلى قطع الماء على السكان الذين اعتادوا على ذلك مجبرين بعد المحنة التي عاشوها طيلة شهر رمضان الماضي ، وتم على إثرها تنظيم عدة وقفات احتجاجية من طرف المجتمع المدني.

وكانت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء قد قررت قبل أسبوعين تقوية صبيب المياه ضمن شبكة تم توزيعها إلى نهاية السنة الجارية يقدر ب: 150 لتر في الثانية لمواجهة الخصاص في الماء بمكناس، وهي العملية التي وصفت بالإيجابية في انتظار إنجاز مشروع محطة تصفية مياه عيون بطيط والريبعة الواقعة بتراب إقليم الحاجب.

وسبق للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب أن أعلن في أكتوبر الماضي طلب عروض دولية لإنجاز المشروع الذي تداول في شأنه المجلس البلدي خلال الدورة العادية المنعقدة يوم 29 أكتوبر الماضي في النقطة المتعلقة بتفويت المنشآت الخاصة بالعيون المذكورة ، ومد قناة على طول 40 كلم ، حتى يتمكن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من استغلال هذه المحطة.

إلى ذلك تبقى المعاناة اليومية تؤثر سلبا على السكان وخصوصا القاطنين بالعمارات لأن الماء لا يصل في اغلب الأحيان إليهم بسبب ضعف الصبيب، وكذا مجموعة من المؤسسات الصحية والتعليمية والمقاهي والمطاعم والفنادق الشيء الذي يضر بالاقتصاد المحلي للمدينة.


البحث عن متغيبة

منذ يوم السبت 09/10/2010 اختفت الطفلة أميمة الشلقي التي سنها لا يتجاوز 10 سنوات من بيت أسرتها المكلومة منذه،حيث البحث جاري في الحصول على معلومة في شان هذا الغياب الغير المفهوم ، هذا الخبر أوردته أيضا جريدة "الخط الأحمر " في عددها الجديد الصادر بداية الأسبوع الجاري على الصفحة 11 التي تأمل في كل من له معلومات عنها الاتصال بالجريدة (الخط الأحمر0661176427-0535535766) بمكناس، كما يتم نشره عبر الفايس بوك
الرجاء في حالة توفر معلومة الاتصال أيضا بأحد الرقمين الهاتفيين التاليين:

0676934458

--أو—

0644504652
و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010


نادي المواطنة
بالثانوية التأهيلية
محمد الخامس بأزرو
في تظاهرة تضامنية
مع ضحايا أحداث العيون

في إطار الأيام التضامنية مع ضحايا أحداث مدينة العيون نظم تلامذة القسم الداخلي بالثانوية الاعدادية محمد الخامس بأزرو بتنسيق مع نادي المواطنة بالمؤسسة صباح يوم فاتح دجنبر 2010 تظاهرة استنكروا من خلالها العدوان الهمجي الذي شنته وسائل الإعلام الاسباني والدعاية المغرضة لخصوم الوحدة الترابية معلنين تشبثهم بوطنيتهم و عزمهم على الذود بكل غال ونفيس عن المكتسبات والمقدسات في جو تطبعه روح المسؤولية والشعور بالواجب الوطني .

و قد تم تأطير و تنظيم هذا النشاط من طرف أعضاء نادي المواطنة بالمؤسسة تحت اشراف السيدة : الشعبي ثورية الحارسة العامة للقسم الداخلي .

برنامج الوقفة :

- ترديد النشيد الوطني.

- كلمة نادي المواطنة من إلقاء الحارسة العامة للداخلية .

- دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الواجب الوطني.

- الترديد الجماعي للشعارات

- الاستماع لقصيدة شعرية وطنية من إبداع و إلقاء التلميذ : مراد الريفي.

- كلمة تلميذ للتنديد بالعدوان على أقاليمنا الصحراوية وبالدعاية المغرضة للصحافة الاسبانية

- الترديد الجماعي للشعارات

- كلمة التديد بالأمازيغية : من إلقاء الاستاذة فرحات.

- الترديد الجماعي للشعارات

المنظمون

نادي المواطنة للمؤسسة

السيدة الحارسة للداخلية

السيد المقتصد : محمد العماري

الأستاذة : سعيدة فرحات

المشاركون :

· السيد مدير المؤسسة.

· السيد أمين جمعية أباء و أولياء التلاميذ.

· نت تلاميذ و تلميذات القسم الداخلي والخارجي.

تقرير من إعداد : نادي المواطنة

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010





احتضنتها مدينة آزرو
الدورة الأولى لسينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي كقيمة مضافة للهوية الوطنية
محمد عـبــيــد –– آزرو –
شكل الملتقى الأول لسينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي تحت شعار: " الفيلم الأمازيغي فن للتقارب و التواصل" شكل الملتقى الاول لسينما أعالي الجبال للفيلم الامازيغي تحت شعار : "الفيلم الامازيغي فن للتقارب و التواصل" الذي احتضنته قاعة الشريف الإدريسي بالثانوية التأهيلية طارق بن زياد أيام الجمعة 3 و السبت 4 و الأحد 5 دجنبر الجاري (2010) قيمة مضافة إلى هوية المدينة بالرغم من الإمكانيات المحدودة و الإكراهات التي رافقت هذا الملتقى الذي أشرفت على تنظيمه جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية٬ إذ كان ان رفع الستار عن السينما الجزائرية بعرض فيلم"جبل باهيا" تكريما لروح المخرج الراحل عز الدين ميدور ،وتنظيم ندوة في موضوع الفيلم الأمازيغي فن للتقارب والتواصل بمشاركة باحثين ونقاد سينمائيين ومهتمين بالثقافة الأمازيغية.
وتخلل أيام الملتقى تقديم مجموعة من الأفلام الأمازيغية ومناقشتها٬ بحضور مخرجيها، بالإضافة إلى تنظيم محترفات في التكوين حول مهن السنيما لفائدة الشباب المهتم.
حفل الافتتاح الذي ترأسه عامل إقليم إفران رفقة مساعديه و بعض ممثلي قطاعات عمومية بالإقليم إلى جانب رئيس المكتب التنفيذي لجمعية ساكنة جبال العالم وأعضاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وممثلي جمعيات المجتمع المدني بالإقليم وشخصيات أخرى، تميز بتكريم وجوه سينمائية أمازيغية كالتفاتة حميدة عربون محبة و اعتراف بالآخر في شخص كل من المخرج الأمازيغي محمد العبازي و الذي قدمت شهادات اعتراف في حقه من طرف الناقد السينمائي الأستاذ حسن احجبج و الأستاذ فؤاد زروال عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وكذا الأستاذ و الممثل المقتدر علي امصوبري، وشهادات ثانية في حق الممثل المقتدر و الوجه المكرم محمد شكيري من طرف كل من الأستاذ المخرج محمد العبازي و الممثل محمد شهير علي امصوبري وتكريم السيدة فاطمة رمضان التي نوه بأعمالها وصمودها وعشقها للسينما الأستاذ الطايعي محمد، و لتسلم بالمناسبة لهؤلاء المكرمين هدايا تذكارية ...وكانت التفاتة السيد العامل على الإقليم بتحمله مصاريف التطبيب و الأدوية الخاصة بالسيدة المكرمة فاطمة رمضان أكثر تأثيرا لدى الحضور.
و يذكر أن الحفل كان قد استهل الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها قراءة الفاتحة ترحما على شهداء وحدتنا الترابية ليأخذ الكلمة مدير الملتقى السيد عبد العزيز بالغالي الذي لم تفته المناسبة للتنديد بالسلوكات الهمجية و الاهتراءات الكاذبة و التي لا أساس لها من الصحة أراد بها أعداء وحدتنا الترابية التضليل حيت كل الحاضرين أعلنوا استنكارهم لهذه السلوكات وبصوت عال من داخل القاعة رددوا" الصحراء مغربية إلى أن يرث الله الأرض و من عليها".كما تطرق في كلمته إلى البرنامج العام و إلى دلالات اختيار سينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي شاكرا كل المدعمين لهذه الدورة ...
ليستمتع الحضور بإطلالة سينمائية من خلال شريط أعدته الجمعية ترحيبا و إطلالة تعريفية على أهم معالم مدينة آزرو.
وبعدها تناول الكلمة ممثل المعهد الملي للثقافة الأمازيغية السيد إبراهيم الحسناوي الذي هو بدوره شكر الجمعية على هذا الانجاز و المشروع المحترم الذي أضاف قيمة مضافة إلى هوية المدينة، فكلمة من سعيد كمال رئيس جمعية ساكنة جبال العالم الذي نوه بمجهودات الجمعية وتطرق في كلمته للتنوع الثقافي و الطبيعي عند ساكنة الجبال..
و ليتابع المشاركون و الضيوف ستتكوم أمازيغي تم عرض فيلم" إيطو تيتريت" (أي نجمة الصباح )بمعية طاقمه الفني و التقني.. الشريط الذي سبق و أن فاز بجائزة أحسن صورة بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة سنة 2008، و كذلك بالجائزة الكبرى (الزيتونة الذهبية) بتيزي وزو ضمن فعاليات المهرجان الوطني العاشر للسينما الامازيغية بالجزائر في الفترة ما بين 15 و 20مارس 2010 من بين 12 شريطا شارك في المسابقة ، حيث يحكي عن بطولات ساكنة الأطلس المتوسط في مواجهة الاستعمار الفرنسي أيام الحماية ..
اليومان المواليان من الملتقى عرفا عروضا لأفلام أمازيغية للأفلام القصيرة لمخرجي الأفلام الناطقة بتمازيغت أو تاريفيت أو تاشلحيت فضلا عن ورشات تكوينية لفائدة مهتمين و محترفات التكوين السينمائي حول تقنيات الروبورطاج ومهن السينما و ندوة فكرية لمناقشة موضوع الملتقى :" الفيلم الأمازيغي فن للتقارب و التواصل " بمشاركة نقاد و كتاب سيناريوهات ومخرجين و أطر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومؤسسات إنتاج و إعلاميين حيث المداخلات تناولت "دور الغابات النموذجية في التنمية السوسيو- ثقافية بالأطلس المتوسط" من قبل جمعية الغابات النموذجية لإفران،"الحياة الثقافية و التقاليد عند ساكنة الجبال" من ممثلي جمعية ساكنة جبال العالم،"وجوه و مناظر بالأطلس المتوسط"في شخص باحثين محليين، " فيلموغرافية الفيلم الأمازيغي" من طرف نقاد سينمائيين ، "دور المعهد في نشر الثقافة الأمازيغية" من ممثلي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ..هذا إلى جانب برمجة فقرتين إحداهما خصصت لمعرض تضمن لوحات تشكيلية و لإصدارات سينمائية٬ فمعرض خاص بالتحف و الزي الأمازيغي الخاص بمنطقة الأطلس المتوسط.
و في تصريح صحفي و على هامش هذه الدورة الأولى لملتقى سينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي أوضح مدير الملتقى عبد العزيز بن الغالي :أن فكرة الملتقى للم تكن اختيارا اعتباطيا بل تتمينا للهوية الثقافية المغربية من اجل ربط جسور التواصل بين مختلف الفاعلين وفتح الباب للحوار الجاد والنقد البناء حول واقع الفيلم الأمازيغي ومقوماته وتوظيف خصوصية المناطق الجبلية (تقاليد،عادات) واكتشاف جمالية الصورة وعمق المعنى على المستوى الكتابة السينمائية بالإضافة إلى تشجيع الطاقات المهتمة بالفنون الأمازيغية بأعالي الجبال، شاكرا كل من ساهم أو شارك في دعم هذا الملتقى و داعيا كل المهمتين و الفاعلين على مزيد من الدعم حتى يكرس للمناسبة سيرة و مسيرة موفقة تمكن من تموضع الملتقى بين اكبر الملتقيات السينمائية الوطنية و الجهوية ( بالمغرب العربي )... على العموم – يضيف مدير الملتقى - لابد لنا أن نتفاءل خيرا من مثل هذه المبادرات، التي تمكننا من معانقة الجبال والتوغل قيها والاطلاع عن قرب للتنوع السوسيوثقافي والبيئي...وتدفع بالفن المسئول والجاد إلى الأمام، آخذة بعين الاعتبار الموسيقى واللغة الأمازيغية ضمن أولوياتها الضرورية...و الله ولي بالتوفيق.

ورقة تعريفية للملتقى الأول لسينما أعالي الجبال للفيلم الأمازيغي

فضاء الأطلس المتوسط

هذه الورقة التعريفية و التقنية التي تلقيناها من إدارة الملتقى الأول لسينما أعالي الجبال للفيلم الامازيغي ، ننشرها تعميما للفائدة لمن يعنيهم و يهمهم أمر الفن السابع الامازيغي بصفة عامة :

إن الحديث عن المولود الجديد لسينما أعالي الجبال للفيلم الامازيغي ليس اختيارا اعتباطيا بل انه وليد للظرفية الراهنة بعزيمة وإرادة لاعضاء الجمعية ليسجل هوية ثقافية ذات الوقع الجديد بالمدينة و بربوع الوطن باعتباره يشكل فرصة لربط جسور التواصل والتقارب بين مختلف الفاعلين تمتينا للهوية الثقافية المغربية و تجسيدا لفضاء للحوار الجاد والنقد البناء حول إنتاجات ومقومات الفيلم الامازيغي واكتشاف جمالية الصورة وعمق المعنى على مستوى الكتابة السينمائية الامازيغية وعلى مستوى المشاهد والمقومات والبناء المؤطر للإنتاج موضوعا وصورة وإخراجا بالإضافة إلى تشجيع الطاقات المهتمة بالفنون الأمازيغية بأعالي الجبال و فتح نقاش هادف بين كل الفنانين والسينمائيين المشتغلين في المجال لرسم مسار الفيلم السينمائي الامازيغي الداعم للثراء والتنوع الثقافي للحضارة المغربية بجميع مكوناتها.

وان سينما أعالي الجبال فكرة كانت منذ ظهور السينما عند الأخوين ليميير حيث أماكن اختيار التصوير بالجبال كان واردا’ أضف الى ذلك االانتاجات الهوليودية كافلام الوستيرن وغيرها والتي كانت جلها تسعى الى إبراز الهوية عند الهنود الحمر و استحضارا كذلك فيلموغرافية الفيلم المغربي مع راعي الماعز ويطو وكنوز الأطلس و اوشتام و اللائحة طويلة ,كل هذا دفع بنا الي التفكيرالى إخراج هذا المشروع الي حيز الوجود من اجل الاطلاع عن قرب للتنوع السوسيوثقافي و البيئي بالجبال هذا التنوع الذي من خلاله تسعي الي دعوة كل عاشقي الصورة بجميع تراكيبها الى معانقة الجبال و التوغل فيها من اجل التقاط كل ما يؤثث الفضاء السينمائي من ديكورات طبيعية تقرب المشاهد الي المعرفة الحقيقية للأشياء موازة مع الموسيقي و اللغة باعتبارهما الرابط الذي يكسي المنظر العام جمالية و بهاء للواقع عند هؤلاء.

السينما الأمازيغية: إشكالات وتساؤلا

سعيد شملال

إن الحديث عن المكونات الثقافية الأمازيغية بشكل عام والسينما الأمازيغية بشكل خاص تستدعيه ضرورة الزمن الراهن المتمثلة في استحضار ما هو هامشي ومهمش والوقوف عند مميزاته، والاستماع إلى الأصوات المنسية التي ظلت لأمد بعيد يقتصر حضورها واستحضارها فقط على ما هو فولكلوري؛ في الحقيقة، إن السينما الأمازيغية ليست سينما قائمة بذاتها بشكل قوي بعد، ولكنها مكون بدأ يعلن عن ذاته شيئا فشيئا، وهكذا بدأت هذه السينما تساءل وتخلخل التمثلات السائدة للثقافة الأمازيغية من داخل السينما المغربية الناطقة بالعربية.

ولازالت السينما الأمازيغية- وليس الفيلم الأمازيغي- في إرهاصتها الأولية سينما تبحث عن ذاتها؛ بحيث إننا لا نتوفر بعد على إنتاج ’مستقر‘ يمكننا من رصد مدى تطور هذه السينما، وما يوجد حاليا في الساحة السينمائية هو محاولات متواضعة من طرف مخرجين يعدون على رؤوس الأصابع. وستحاول هذه الورقة الوقوف عند إشكالية اسم "السينما الأمازيغية"، والإطار التاريخي لهذه السينما، وعلاقتها بسؤال الهوية والتنوع الثقافي.

1_ إشكالية التسمية

نهدف هنا إلى طرح إشكالية تسمية السينما الأمازيغية، وذلك لكون أن هذه التسمية تستدعي إعادة النظر في خلفياتها؛ بحيث إنها تستحضر، بوعي أو بغير وعي، البعد الإقصائي في طياتها؛ ونقصد بالإقصاء هنا أن مصطلح "السينما الأمازيغية" يقصي، بشكل أو بأخر، المكون العربي في المجتمع المغربي، ولا ننكر أن هذا الإقصاء يمارس على المكون الأمازيغي عندما نطلق على السينما بالمغرب اسم "السينما المغربية"؛ حيث إن هذه التسمية تقصي، بوعي أو بغير وعي، المكون الأمازيغي، وهكذا يتم التعامل مع هذا الاسم على أنه هو ’العادي/ المألوف/ النموذج/ السائد‘، بينما يغيب استحضار الكينونة/ الذات الأمازيغية التي يتم تمثلها على كونها ’الآخر/ المقصي/ المبعد/ التابع‘.

ولا نخفي كون تسميات كلا من "السينما المغربية" و"السينما الأمازيغية" تستدعي إشكالات جنسية الأطر من داخلها، حيث إن كلاهما تستدعي مغربية أو أمازيغية الأطر التقنية التي تشتغل بها، فهل نتوفر على سينما بالمغرب قائمة بذاتها فيما يخص الممثلين والتقنيين والمنتجين؟ وهل يخلو جينيريك فيلم مغربي ما من اسم أجنبي؟ وهل يمكن الحديث عن السينما الوطنية بالمغرب أم عن السينما بالمغرب؟

ولكي نتجنب البعد الإقصائي في كلتا التسميتان، وتماشيا مع وعي يستحضر ميزة ’التعدد الهوياتي‘ في المجتمع المغربي، أتفق مع الناقد السينمائي إبراهيم أيت حو في طرحه لتسمية "السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية" جنبا إلى جنب "السينما المغربية الناطقة بالعربية".[i] ويهدف هذا الطرح إلى ترك البعد الإقصائي جانبا، واستحضار كل المكونات المغربية بشكل متواز وفاعل وشامل دون أي تمييز أو تفضيل أو أي شيء من هذا القبيل.

2_ الإطار التاريخي للسينما الأمازيغية

نطمح هنا إلى تحديد الإطار التاريخي للسينما الأمازيغية، وذلك عبر محاولات للإجابة على الأسئلة الآتية: متى ظهر أول فيلم سينمائي مغربي؟ لماذا تأخر ظهور السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية؟ وما هي الشروط المفعلة لهذا الظهور؟ هل يمكن الحديث عن حضور سينمائي أمازيغي وازن؟ أم أن السينما الأمازيغية لازالت تبحث عن موطأ قدم لها من داخل المشهد السمعي-بصري المغربي؟ وما هي الإضافة التاريخية التي أغنت بها التجربة الأمازيغية السينما بالمغرب؟

إن تحديد الإطار التاريخي للسينما الأمازيغية يعني الوقوف عند ظهور هذه السينما وليس ظهور الفيلم الأمازيغي، والذي تعود بدايته إلى التسعينات؛ وهكذا فإن أول فيلم سينمائي أمازيغي في التاريخ الرسمي للسينما بالمغرب هو فيلم «تيليلا» لمخرجه محمد مرنيش، وذلك سنة 2007، وهو فيلم تم تحويله من فيلم ﭭيديو إلى فيلم سينمائي. ويعتبر هذا الفيلم أول فيلم سينمائي أمازيغي، وذلك نظرا لعرضه بستة عشر يوما قبل فيلم «بوقساس بوتفوناست» لمخرجه عبد الإله بدر؛ فبينما تم عرض الأول بتاريخ 29 أبريل 2006، تم عرض الثاني بتاريخ 15 ماي 2006.[ii]

ونشير هنا إلى أن هذا الإطار التاريخي يحدد فقط تاريخ الأفلام الناطقة بالأمازيغية غير المصورة على طريقة الفيديو، وهكذا فإن الأفلام السينمائية الأمازيغية لازالت تعد على رؤوس الأصابع؛ وهكذا يمكن القول إن السينما الأمازيغية لازالت سينما تبحث عن ذاتها وعن موطأ قدم لها من داخل المشهد السمعي-بصري المغربي؛ فبالإضافة إلى الفيلمين السابقين، نجد فيلم «تمازيرت أوفلا» (2008) لمحمد مرنيش وفيلم «ايطو تثريت» (2008) لمحمد أومولود عبازي.

ونسجل هنا سيطرة جهة سوس على السينما الأمازيغية بثلاثة أفلام (في الوقت الذي يتم فيه التحضير لتصوير الفيلم الرابع وهو فيلم «واك واك أثيري» لمحمد مرنيش)، وذلك راجع إلى غنى التجارب التي راكمتها هذه الجهة من خلال أفلام الفيديو، وتحضر جهة الأطلس المتوسط بفيلم واحد لمحمد عبازي (بينما انتهى هذه السنة المخرج عز العرب العلوي لمحرزي من تصوير ثان فيلم ناطق بأمازيغية الأطلس المتوسط، والذي عنونه ب«أندرومان»)، بينما يتأخر ظهور جهة الريف إلى سنة 2010، وذلك بتصوير أول فيلم سينمائي ناطق بالريفية وهو «ميغيس» لجمال بلمجدوب.

وهكذا نسجل أن المخرجين السوسيين- محمد مرنيش وعبد الإله بدر- قدموا مباشرة إلى السينما الأمازيغية بعدما راكموا تجاربهم في أفلام الفيديو، بينما قدم كلا من عبازي وبلمجدوب إلى السينما الأمازيغية بعدما راكموا تجاربهم بالسينما المغربية الناطقة بالعربية؛ بحيث إن عبازي قام بإخراج فيلمي «ملواد لهيه» (1982) و«كنوز الأطلس» (1997)، بينما قام بلمجدوب بإخراج فيلمي: «ياقوت» (2000) و«الحلم المغربي» (2007).

ويعزى تأخر ظهور السينما الناطقة بالأمازيغية إلى طبيعة سياسات النظام المغربي في العقود السابقة، والتي كانت تمنع التعبيرات والمكونات المهمشة من الطفو على سطح الساحة الثقافية والسياسية، حيث إن سياسات بناء الهوية الوطنية كانت منساقة وراء خطاب القومية العربية، حيث كانت تعمل على تقوية البعد القومي/ العربي في الذات المغربية. وفي هذا الإطار تجادل الباحثة الأمريكية ساندرا ﯕايل كارتر فتقول: ”منذ أن بدأت خدمة التلفزيون كان تمثل الأمازيغ مقتصرا على حفلات الأغنية والرقص، وهكذا فإن السينما المغربية اشتغلت بنفس النمط وقامت بتهميش السكان الأمازيغ، وفضلت التأكيد على ساكنة وطنية مغربية عربية إسلامية“.[iii]

ونظرا لأن المؤسسات الثقافية كانت تشتغل في العقود الأخيرة من الألفية الثانية تحت رحمة الرقابة السياسية، فإن المركز السينمائي حينئذ، حسب كارتر، لم يبدي أي اهتمام تجاه دعم الإنتاجات التي تستهدف المكون الأمازيغي، وذلك راجع أساسا لسببين هما: أولا لأن الناطقين بغير العربية كان ينظر إليهم على أنهم غير ملائمين كجمهور مستهدف لأن غالبيتهم بدويون وفقراء؛ وثانيا لأن سياسات الهوية الوطنية كانت موجهة نحو تقوية الهوية العربية وضم المناطق والهويات المتنوعة في أمة واحدة.[iv] وهنا أستحضر رفض قبول سيناريو فيلم «ايطو تثريت» لمحمد عبازي من طرف المركز السينمائي المغربي في مرحلة السبعينات.

وهكذا لم تخرج السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية إلى الوجود إلا بعد حدوث انفراج وتغيير جدري في العقلية السياسية المغربية؛ حيث شهدت الألفية الثالثة بروز سينما مغربية ناطقة بالأمازيغية وتعالج مواضع أمازيغية وتأخذ فضاءات أمازيغية كمواقع تصوير لها. ونسجل هنا لهذه السينما الإضافة التاريخية التي تتجلى في إغناء التنوع الثقافي وتعبيراته وإبرازها لتعددية الهوية المغربية.

3_ السينما الأمازيغية وسؤال الهوية

إن سؤال الهوية في السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية يبدو سؤالا سهلا للإحاطة والفهم، بيد أن تركيبية مفهوم ’الهوية‘ جعلت علاقة السينما الأمازيغية بسؤال الهوية علاقة مركبة ومعقدة؛ وعلى هذا الأساس، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة: ما طبيعة العلاقة التي تجمع بين السينما الأمازيغية والهوية؟ هل تعبر السينما الأمازيغية عن مكون هوياتي هامشي؟ هل يستدعي هذا التعبير إعادة تحديد مفهوم الهوية بالمغرب؟ هل السينما الأمازيغية تحافظ على هوية الأمازيغ؟ وإذا كان الجواب بنعم، فكيف ذلك؟

إن علاقة السينما الأمازيغية بمفهوم الهوية علاقة مركبة بقدر تركيبية مفهوم ’الهوية‘، حيث إن هذا المصطلح استدعى في الدراسات الما بعد استعمارية إعادة تحديده؛ وهكذا خلصت أغلب الرؤى إلى كون الهوية مفهوم غير ثابت، أي أنه يتغير بتغير الأزمنة والأمكنة والتجارب الذاتية. ويجادل المفكر "مدان سارپ" فيقول: ”إن الهوية ليست لها علاقة بالكون وإنما بالتحول“.[v] وتعني كلمة ’التحول‘ أن الهوية دائما متجددة ومتغيرة حسب المتغيرات الزماكانية، وليست كينونة مستقلة قائمة بذاتها ولا تتداخل مع المكونات الأخرى كالزمان والمكان والجغرافيا والفضاء...إلخ؛ وهكذا تتشكل الهوية نتيجة عملية تفاعل بين الناس والمؤسسات والممارسات.[vi]

وتحاول السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية رد الاعتبار لمكون هوياتي هامشي من داخل النسق الثقافي المغربي ألا وهو المكون الأمازيغي، وهي بذلك مفتاح للحفاظ على المميزات الثقافية الأمازيغية بعيدا عن أي استيعاب ثقافي من المكونات الثقافية المسيطرة؛ وهكذا فإن السينما الأمازيغية تسير على نفس خطى الفيلم الأمازيغي في ما يخص الحفاظ على التراث والتاريخ والممارسات المحلية.[vii] وفي نفس السياق، يرى إبراهيم أيت حو أن ”توظيف التراث والاشتغال على البيئة المحلية، يعتبر إحدى نقط تفرد جل هذه الأفلام] الأمازيغية[ حيث ظل أغلبها وفيا لمعطيات البيئة المحلية الأصيلة] ...[.[viii]

ومن جهة أخرى، إن السينما الأمازيغية، حسب كارتر، هي بمثابة تحد للبناء السينمائي الوطني، وذلك باستعمالها للأمازيغية ولكل ما هو أمازيغي بما في ذلك اللغة ومواقع التصوير والممثلين والقصص.[ix] ونخلص إلى كون السينما الأمازيغية تدعو إلى إعادة تحديد مفهوم الهوية وتستحضر التنوع الثقافي لدى المغاربة، وتستدعي إعادة الاعتبار للهويات المهمشة في المغرب كالهوية الأمازيغية والهوية اليهودية والهوية الحسانية/ الصحراوية.

4_ السينما الأمازيغية والتنوع الثقافي

وكما سبقت الإشارة إلى ذلك، إن السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية هي إضافة نوعية لإثراء المشهد السينمائي الوطني، حيث إنها دفعت بنقاش التنوع الثقافي والهوياتي بالمغرب إلى الأمام؛ وإذا علمنا أن الإطار السينمائي الوطني ”لم يتجاوز الحدود الجغرافية لمدن الداخل وخصوصا الحزام الممتد من القنيطرة إلى الدار البيضاء بنسبة كبيرة جدا“[x]، فإن السينما الأمازيغية ستعيد لا محالة الاعتبار حتى للتنوع الجغرافي بالمغرب حيث ستأتي بفضاءات لم يتم تصويرها من قبل إلى الشاشة الفضية، ونعطي أمثلة فضاءات سوس والصحراء والأطلس المتوسط والجهة (الشمالية) الشرقية؛ وبهذا تشكل السينما الأمازيغية فرصة حقيقية لمد جسور التواصل والتفاهم مع جماهير عريقة ظلت مهمشة لأمد طويل] ...[.[xi]

إن سؤال التنوع الثقافي بالسينما الأمازيغية أغنته تجربة الاعتماد على اللغة الأمازيغية بوصفها لغة مهمشة من داخل الخطاب السائد بالسينما المغربية الناطقة بالعربية جبنا إلى جنب اللغة الحسانية؛ وإذا حضرت اللغة الأمازيغية في هذه السينما، فإن حضورها يبقى هامشيا ويقتصر فقط على البعد الفولكلوري المؤثث للمشاهد الفيلمية، وأستحضر هنا بعض الأفلام على سبيل الذكر وليس للحصر: «الباب المسدود» لعبد القادر لقطع (1998)، و«كيد النسا» لفريدة بنليزيد (2000).... ولا ننكر من جهة أخرى الاشتغال الفاعل لبعض الأفلام على مكون اللغة الأمازيغية كفيلم «الراﯖد» لياسمين قصاري (2004)، وفيلم «فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق» لمحمد عسلي (2004).

وعندما نطرح سؤال التنوع اللغوي في علاقته بالسينما الأمازيغية، فإننا نطرحه على مستويين اثنين: أولا، نقصد به تعددية اللغة في المغرب بما فيها العربية والأمازيغية والحسانية كلغات أم، وثانيا نعني به التنوع اللغوي من داخل الأمازيغية نفسها، حيث نجد أفلام أمازيغية ناطقة بتشلحيت وأخرى ناطقة بتمازيغيت وأخرى بتريفيت ولما لا أخرى ناطقة بتوراينشت (نسبة إلى أيت وراين بتاهلة وجرسيف).

5_ آفاق السينما الأمازيغية

للوقوف عند آفاق السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية، لابد من الاعتراف، كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقا، أن هذه السينما لازالت تبحث عن ذاتها من داخل المشهد السمعي-بصري بالمغرب؛ فلازالت الأفلام السينمائية الأمازيغية الطويلة لم تتجاوز بعد عتبة عشرة أفلام في ظرف أربعة أعوام، ولازال عدد مخرجي الأفلام الطويلة ينحصر في خمسة مخرجين.

بيد أن هذا لا يمنع من وجود نظرة تفاؤلية إلى مستقبل السينما الأمازيغية في ظل معطى أن السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية بدأت تفرض نفسها شيئا فشيئا على المستويين الوطني والدولي؛ فقد تم تتويج فيلم «ايطو تثريت» بجائزة أحسن صورة بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة سنة 2008، بينما فاز بالجائزة الكبرى (الزيتونة الذهبية) بتيزي وزو في مارس 2010؛ وتوج فيلم «تمازيرت أوفلا» هو الآخر بجائزة الموسيقى التصويرية بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة سنة 2008.

وفيما يخص الأفلام الفصيرة، فلقد حاز فيلم «سلام ديميتان» للمخرج محمد أمين بنعمراوي على الجائزة الكبرى لمهرجان مرتيل السينمائي في دورته الثامنة سنة 2008، بينما نال كذلك جائزة أحسن سيناريو بالمهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة سنة 2008؛ في حين يبقى الفيلم الأكثر تتويجا هو «إزوران» للمخرج عز العرب العلوي لمحرزي، فمن بين أهم الجوائز التي حصل عليها نجد: الجائزة الكبرى للفيلم الأمازيغي بالجزائر سنة 2009، ونال بنفس السنة الجائزة الكبرى للفيلم الأمازيغي بمهرجان "إسني وورغ" بأكادير، وفاز كذلك بجائزة الفينوس ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم القصير ببادالونا بإسبانيا سنة 2008.

الهوامش:

[i] إبراهيم أيت حو، السينما المغربية: الواقع و... الآفاق، سلسلة الحوار 51، منشورات الفرقان، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2001، ص، 97.

[ii] عمر إذثنين، عن الفيلم الأمازيغي: مقالات وآراء، منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، البوكيلي للطباعة والنشر، القنيطرة، 2006، ص، 99.

[iii] Sandra Gayle Carter, What Moroccan Cinema? A Historical and Critical Study 1956–2006, (Maryland: Lexington Books, 2009), p. 20.

[iv] Ibid.

[v] Madan Sarup, “Home and Identity”, in George Robertson et al, eds., Travellers’ Tales: Narratives of Home and Displacement, (London & New York: Routledge, 1994), p. 98.

[vi] Ibid., p. 102.

[vii] Sandra Gayle Carter, What Moroccan Cinema?, p. 21.

[viii] إبراهيم أيت حو، السينما المغربية: الواقع و... الآفاق، ص، 99.

[ix] Sandra Gayle Carter, What Moroccan Cinema?, p. 21.

[x] محمد اشويكة، أطروحات وتجارب حول السينما المغربية، منشورات دار التوحيدي، الرباط، 2008، ص، 48.

[xi] إبراهيم أيت حو، السينما المغربية: الواقع و... الآفاق، ص، 98.