الصفحات

الثلاثاء، 25 يناير 2011

أزرو المغبونة.... هذا حالي واش ندير ؟

محمد عـبــيــد –

كان الإهمال و التهميش و اللامبالاة يطبع مدينة أزرو خاصة بالأحياء الهامشية و التجزئات السكنية القائمة حاليا دون احترام لدفاتر التحملات من قبل الوكالات المعنية بالعمران و في كل مجالات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الفاعلة و الرياضية.. و أصبح سكان أزرو مقتنعون بانعدام فرص الشغل لقلة المرافق و انغماس القائمين عن الشأن المحلي في فسيفساء لا تمت بالنهج الإيديولوجي الذي تركب قاطرته مهما تنوعت نوافذ إستراتيجيته ..و ظل الآباء و الأمهات يعانون الأمرين في البحث عن مصير قوتهم و قوت عيالهم... و أمسى الشباب متسكعا في الشوارع و الأزقة طالبين صداقة من أصحاب المال و الجاه.. و بات شغل هذه الفئة عماد مستقبل البلاد هو البحث عن المخدر و "قراعي" الخمور..فما فتئ الناس بمدينة أزرو المنسية و المقصية و المهمشة من كل تنمية اجتماعية حقيقية لا يمكن إلا عكسها في برامج تنموية اقتصادية تعفي عنهم ما يتغنى به أصحاب الشأنين المحلي و الإقليمي معا في بناء و تشييد مرافق لا تعدو أن تخدم الا مصالحهم مما تزعمه من مشاريع سوسيو-تربوية ..و ما انفك المنتخبون غائبون عن مدينتهم و أحيائها الهامشية التي تئن من ويلات تدهور بيئي في غياب خدمات بلدية واجبة لانشغال هؤلاء في صراعات باحثين بينهم على فريسة لحجب عيوب مهامهم..و ما برح الإهمال يزداد حتى انتقل إلى الشوارع و الأزقة و الطرقات حيث يمشي المواطن الآزروي و هو رافع أكف الضراعة طالبا السلامة إلى داره بفعل انتشار الحفر و الأخاديد المتكاثرة كل حين نزول قطرة ماء من السماء لتعري عن واقع مرير لهذه الانجازات الطرقية التي لم تنفع معها أية ترقيعات لدر الرماد على الأعين..ناهيك عن النفايات و الأزبال و القادورات التي بكثرتها ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذه المدينة بالرغم مما تم من إسناد هذا الأمر لشركة مختصة في التدبير لا تحمل من الاسم إلا الصورة الملغومة و المزعومة عندما تكتفي مرة في الشهر برش جنبات شوارع وسط المدينة في إطار فلكلوري ...و مادام سكان أزرو و هم على هذه الحال مع كان و أخواتها كأدوات ناسخة للأفعال فإنهم يتمنون صادقين أن يتخطى هذا الدرس كل من يعنيهم أمر هذه المدينة لانتشالها من يد كف عفريت عسى أن يكون الدرس المقبل كفيلا باستعمال الحروف الناسخة من أن و أخواتها..

فعندما نتحدث عن مدينة ازرو فإننا غالبا ما نستحضر الجانب البيئي والايكولوجي فقط. فلا أحد ينكر أنها تتوفر على مؤهلات طبيعية تجعلها مدينة سياحية بامتياز لكن قلما نتحدث عن مشاكلها الحقيقية ونجسد واقعها المر، سواء على المستوى الاجتماعي، الاقتصادي ، الثقافي أو الرياضي.

أكيد أن أزرو مدينة الماء والخضرة والوجه الحسن .وهذا بفضل الله. لكن الإنسان يبدو بخيلا في عطاءه لمدينته. وهنا لست أعمم حتى لا أكون مجحفا في حق بعض الغيورين عليها. فإذا استثنينا بعض الجمعيات ذات توجه ثقافي ورياضي عموما و المعدودة على رؤوس الأصابع وكذا بعض فعاليات المجتمع المدني، فان المدينة تبدو غارقة في سبات وسباتها واضح للعيان، على جميع الأصعدة ، خاصة السوسيو اقتصادي الذي يعد الركيزة الأساسية لتنمية باقي المجالات والذي تنطبق عليه المقولة الشعبية " حتى كتشبع الكرش عاد كتقول للرأس غني"

أ- الجانب الاجتماعي، و الذي من المفروض أن يكون المحور الأساسي في التنمية، يلاحظ أن هناك نقص حاد إن لم نقل غياب تام لفرض الشغل والمشاريع المدرة للدخل إضافة إلى عدة خدمات من شانها النهوض بأوضاع الإنسان الازروي الاجتماعية .

ب- المستوى الاقتصادي، فالتجارة تعرف ركودا ملحوظا حيث إذا قمت بتشخيص للوضع فانك ستلاحظ أن التجارة بالمدينة تعرف كسادا بسبب غلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية للمواطن الازروي مما يؤدي بالعديد إلى الهجرة نحو البحث عن فرص للشغل سواء خارج أرض الوطن أو في كبريات بعض المدن المغربية

ج- المجال الرياضي. حدث ولا حرج فالرياضة عموما تعرف أزمة حادة بل نكسة منذ أكثر من عشرين سنة في شتى الأصناف :كرة القدم ،كرة السلة ،كرة اليد وألعاب القوى باعتبار أن جل هذه الرياضات الجميع يشهد لها بالمستويات المشرفة التي وصلت إليها والأمجاد التي تغنى بها أبناء المدينة قبل أن تصل إلى ما وصلت إليها اليوم

ولما استبشرت الساكنة خيرا حينما أعطيت انطلاقة مشروع المركب الرياضي من طرف جلالة الملك في عهد وزيرة الشباب والرياضة السابقة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،كان من المفروض أن تنتهي الأشغال به بعد 18 شهرا ،وهي المدة المحددة لانجاز المشروع. إلا أن الأشغال وللأسف لم تنتهي به لحد الساعة..

د- الجانب الثقافي. فالمتحف الكائن بوسط المدينة ،هو الآخر لاتزال أشغاله في طور الانجاز، بعد أن شهدت توقفا لمدة من الزمن لأسباب يجهلها المواطن بحيث أعطيت انطلاقة بناء المشروع منذ عهد المجلس البلدي السابق( ح.ع.ت).

ذ-على المستوى السمعي البصري.لنبدأ بالبصري. فالساكنة محرومة من تتبع برامج القناة الثانية الأرضية منذ مدة طويلة. خاصة حينما يكون الطقس سيئا. فان الطين يزيد بلا. حيث تحرم الساكنة من مشاهدة القناتين الوطنيتين معا، حتى عندما يكون الطقس مستقرا، كما هو الشأن بالنسبة للأيام الأخيرة. فرغم استقرار الأحوال الجوية، فغياب القناتين الوطنيتين٬ اللتين من خلالهما سيتجلي المواطن الازروي همومه و يتتبع نشرات الأخبار وكذا بعض المنجزات الرياضية المشرفة و التي تستحق المشاهدة و التتبع ، لا يزال مستمرا في ظل ما تشهده البلاد من أحداث سياسية تستدعي إصلاحا فوريا للعطب علما أن المواطن يؤدي مكس إنعاش السمعي البصري" ٬كما تدعى في فاتورة الكهرباء."

أما في ما يخص المجال السمعي٬ فيستحيل التقاط الإذاعات الوطنية العمومية وخاصة على أمواجFMعلى غرار عدة مدن، في الوقت الذي نتحدث عن تأهيل المجال و تحريره

دون أن ننسى قسوة المناخ و الانتظار الذي طال أمده بخصوص تصنيف المدينة ضمن المنطقة أ.

إذن واقع المدينة يبدو جليا. فإذا استمرت العقول المتحجرة في نهج سياستها التخريبية و عرقلة سير التنمية بمدينة ازرو، وإذا لم تستشعر الفشل الذر يع الذي آلت إليه، فان أميرتي النائمة ستستمر في نومها.

فقد آن الأوان لولائك الذين تقادموا لفسح المجال للذين يريدون الاشتغال بإرادة حقيقية و انخراطا جادا للنهوض بأوضاع هذه المدينة لا يسعون وراء تحقيق أهداف شخصية بقدر ما يريدون خدمة الصالح العام٬ حتى تصبح مدينة ازرو من بين المدن المنعم عليها أما عن البنيات التحية فحدث و لا حرج و لا تنظر من يفسر لك الهم و الغم الذي تعيش عليه المدينة ...

إذ إن كان من الطبيعي بعد كل فترة عصيبة تعرفها جماعات الإقليم سواء كانت طبيعية أو بشرية إلا وتحركت المصالح المعنية باتخاذ تدابير ترقيعية لإخماد غضب السكان والمتضررين وتحريك لجن طارئة إلا أن واقع الحال خصوصا بمدينة ازرو اثبت العكس,كون التساقطات الأخيرة وما حملته من فيضانات بسبب تدفق مياه الجبال خصوصا وان موقعها يوجد بالمنحدر ,أكد بالملموس ضعف البنية التحتية للمدينة وأعطى إشارات قوية للسلطات المحلية والإقليمية للسهر على تتبع أشغال الأوراش الكبرى بالمدينة وبالتالي لا محالة ستجد التناقض الواضح والبين بين ما هو بدفتر التحملات وواقع الحال الشيء الذي يفتح المجال لتبذير المال العام عوض تدبيره ، وما المدينة القديمة بآزرو إلا خير دليل على هشاشة البنية التحتية.

من هنا يتساءل الرأي العام المحلي عن السر في عبث القائمين على أمور ساكنة المدينة ومباركتهم لأشغال تهيئة مغشوشة وعن أي تأهيل يتحدثون في غياب تكوين لجن للتبع والمراقبة مطالبة بالمحاسبة في حالة ثبوت أي إخلال بالالتزامات الواردة بدفتر التحملات أم ستبقى دار لقمان على حالها وتكتفي بالتوجيه والإصلاحات الترقيعية و التواطؤ بالصمت لحساب العابثين و المرتزقة كل بحسب موقعه الإداري و التقني و المالي المسؤولون الذين أضحى يروق لهم التلاعب بمشاعر الساكنة من خلال تسخير أقزام الدعاية و التطبيل في الاتجاه المعاكس لكل نداء أو صرخة مواطنة حرة ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق