الصفحات

الخميس، 30 يونيو 2011


قضية و موقف
ثقافة المحاسبة والاستحقاق.. 
"سلاح" مغرب الغد الأوحد 

كل هذا الفساد، الذي استشرى في جسد المغرب، منذ فجر الاستقلال إلى الآن، يجب أن "يتنحى" جانبا، بمحض إرادته أو بقوة الـ"فايسبوك" و"تويتر" وهلمّ "إبحارا" في زمن صار فيه العالَم، بالفعل، "قرية" صغيرة ما عاد ممكنا "إخفاء" الحقيقة أو "مداراتها".. "قرية صغيرة" صار فيها "ٍرموز" الفساد والإفساد "عراة"، بعد أن رفعت "ثورة" التكنولوجيا أوراق التوت عن "عوراتهم"، المتّسِخة، بفعل مراكمتهم "تاريخاً"قذرا ثقيلا من "الدعارة"، السياسية، الاقتصادية والمالية، وحتى الثقافية، التي "مارسوها" لعقودٍ وعقود في زمن "الغفلة"، الذي "استحلَوه" وصاروا لا يستطيعون فكاكا عن "بزولة" المغرب /البقرة، الحلوب، التي ظنوا أنها ستظل محتفظةً على "ابتسامتها" البلهاء في وجوههم، المقيتة، وهم "يحلُبونها" حتى بلغ الضمور و"الجفاف" بضرعيها مبلغا ما عادت معه "البقرة الحلوب" راضية عما تتعرض له "حليبها" -المال العام، الذي استبيح لسنوات وسنوات على أيدي "مافيات" آثمة متواطئة، آن لها أن ترحل، قانعة بما امتصت ونهبت وسلبت إلى حد الآن وإلا فإن أبناء "البقرة"، التي أُجبِرت -ذات زمن- على "الابتسام"، مرغمة ، في وجوه سارقي خيراتها، سيكشرون عن أنيابهم أكثر فأكثر، فيصير محالا على هؤلاء "المسؤولين" /اللصوص الإفلات من قبضة شباب مغاربة ما عادت تنطلي عليهم "حيل" الأزمنة الغابرة وما عادت تخدعهم "الأقنعة" ولا "الابتسامات" الصفراء الماكرة ولا كل حكم و"مأثورات" الآباء والأجداد عن "خرافة" اسمها "الرضا بما كتب" و هلم ديماغوجيا و"غسيل مخ" صارت قادرة على جعلهم يواصلون "الصمت" والرضا بـقضائهم" وقدرهم.
يستعلون فرض قانونِ محاسبة كل شخصٍ يتولى منصبَ مسؤولية، صغيرا كان أو كبيراً، خيارا أوحد في مغرب ما بعد الدستور المنتظَر، في مغرب الألفية الحالية، التي كفانا عقد منها أضعناه في شعاراتٍ رفعت في بداياتِ حكمِ ملك شاب طموح أراد "إنعاش" مغرب تركه الراحل الحسن الثاني "مصابا بسكتة قلبية"، يبذل عاهلُ البلاد الحالي ما في وسعه من أجل إنقاذه من موتٍ محقق إلا أن رغبته ورغبة الشعب المغربي تصطدمان بـ"صخرة" عنيدة عنوانُها "فساد النخبة"، الاقتصادية، السياسية والثقافية، التي "تنكرت" لدورها الحقيقي في مؤازرة الحاكم بالمشورة الحسنة وبالدعم والنصح الصادقَين، الكفيلَين بمرافقة "مركب" المغرب نحو "برالأمان" وفضلت على ذلك "رعاية" مصالحها الخاصة، دونا عن تلبية انتظارات وتطلعات أبناء شعبٍ ما عادت "تأكل" أمام عزمهم وإصرارهم على التغيير كل شعارات العالَم ولا وعوده، المعسولة منها ولا المُرة!...
لقد صار تكريس "ثقافة" المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، في حالة "اقتراف" ما يستلزم ذلك من موقع مسؤوليةٍ معينة، السبيل الوحيد القادر على "إنعاش" آمال المغاربة في "النجاة" من مدّ اليأس المستبدّ بنفوس شبابه المتعلّمين، الذين لن يُنصفَهم، ولو نسبيا، ويضمّد جراحهم سوى إعطائهم فرصتهم التي يستحقون من أجل إعلان أنفسهم "نخبة" جديدة، طموحة ومتطلّعة إلى مغرب يجب أن "تنقرض" منه "العادات السيّئة" الكثيرة برحيل آخر "ديناصوراتها"، التي كرست هذه العادة "السيبة"، اقتصاديا، سياسيا وثقافيا... شباب متعلمين لا يريدون إلا مغربا تُعطى لهم فيه نفس الفرصة، مغربا يضمن للجميع الحق نفسه والحظ ذاته في تبوء مراكز المسؤولية، شعارهم في ذلك "من يستحق فليتقدّم" ومن يريد "القفز" على موقع مسؤولية لا تتوفّر فيه الشروط العلمية ولا الموضوعية التي تجعله "يستحقّه"، فعلا، أن يتراجع إلى الخلف، وإلا فإنه سيذوق، بدوره، طعم"هراوات" ستنهال ضربا على ظهور "المدعين" و"المزيَّفِين"، "هراوات" يُنزلها على ظهورهم "المعلوفة" قانونُ ما بعدَ الدستور المقترح، الذي نريده "مستقلا"، بطبيعة الحال، لا يعرف لا "بّاك صاحبي" ولا "ماماك.. جارتي"!...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق