أية آليات لأجرأة
ولتفعيل توصيات الملتقى
الجهوي الثاني
للحوار الوطني حول الأراضي
الجماعية بإفران؟
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
شكلت وقفات احتجاجية رافقت أشغال الملتقى الجهوي الثاني
للحوار الوطني لأراضي الجموع المنعقد بمدينة إفران يومي الثلاثاء والأربعاء
الأخيرين (08و09أبريل 2014) نقطة سوداء أثرت على وثيرة سير الأشغال وإن لم تكن قد
حالت دون مرور هذا الملتقى و مناقشاته... لتخلف معها طرح بعض علامات الاستفهام من
بينها: هل يمكن اعتبار الملتقى الثاني الجهوي للحوار الوطني حول أراضي الجموع حوارا
حقق كل ما هندسه منظموه بمفهوم الكلمة العنوان "الحوار"؟... هل كان
ضروريا أن تعرف المناسبة ارتباكا بفعل ما رافقها من احتجاجات لبعض القبائل التي
رأت في إقصائها من الحضور أو المشاركة محاولة لتجاوز المنظمين الوقوف على حقيقة
الإكراهات والمشاكل التي يعانيها ذوو الحقوق في هذا المجال؟ إذا ما استحضرنا
العنوان البارز للملتقى من خلال مفهوم كلمة "حوار"في شقيها اللغوي والفلسفي..
أي تفعيل للتوصيات التي خرج بها هذا الملتقى؟ حتى لا يكون فقط فرصة لتمرير توصيات
نموذجية عبر المحطات الخمس للقاءات الجهوية المسطرة ولتفادي النمطية حسب ما سجله بعض
الملاحظين والمتتبعين الذين رأوا أن توسيع
الحوار جهويا فقط جاء لدرء الرماد على الأعين مادامت الملتقيات الجهوية المسطرة
لهذا الحوار الوطني هي على نفس الخط خطابيا وتقنيا؟... أية
رؤية استشرافية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تباين الأوضاع وتعدد البدائل من أجل وضع
نماذج وأشكال جديدة للاستغلال لتثمين أفضل للرصيد العقاري الجماعي؟ أي توجه
مستقبلي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح الجماعات السلالية وإدماج ذوي الحقوق في
مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟...
هي بعض التساؤلات من عدد من التساؤلات التي خلفتها أشغال
الملتقى الجهوي الثاني بإفران والذي ناقش بصفة عامة مجمل القضايا والمشاكل
المرتبطة بأراضي الجموع أبرزها الإكراه القانوني والنزاعات القبلية وغياب التواصل
بين ذوي الحقوق والنواب، والمشاكل المرتبطة بالتحديد الإداري والتحفيظ العقاري،
وضرورة تبسيط المساطر فضلا عن إشارات تدعو إلى حل مجلس الوصاية وتسوية الحسابات
الخاصة التي مازالت موقوفة التنفيذ والصرف لصالح ذوي الحقوق..
في انتظار الوقوف عن مصير هاته المحطة، وجب التذكير أن
الملتقى الجهوي الثاني للحوار الوطني حول أراضي الجموع بإفران كان أن عرفت
انطلاقته نوعا من الارتباك حين عمدت جماعات سلالية من المنطقة إلى تنظيم وقفة
احتجاجية أمام قاعة المناظرات المحتضنة للمناسبة، ذلك حين حرمت جمعيات منضوية تحت لواء
الجمعية الكبرى للأطلس المتوسط "أشبار
"لمعنية بشؤون القبائل وأراضي الجموع والتي تمثل فيها 4 جهات بإقليم إفران
تهميشها وإقصاءها من المشاركة ضمن فعاليات الحوار الوطني لأراضي الجموع، ولم يكن أمام
المنظمين من بد عدا دعوة المعتصمين من هؤلاء إلى الدخول للقاعة والمشاركة في
الورشات فقط، الشيء الذي تم رفضه ليكون تدخل
رئيس الجمعية -الذي كان أول من حظي بالكلمة في المناقشة- معبرا عن رفضه للأرضية الأفقية
للوصاية وليعلن انسحابه من الملتقى والالتحاق بالمعتصمين خارج القاعة... لتبدأ محاولات
من المنظمين لتهدئة الوضع حيث أفضت التدخلات إلى رفع الاعتصام والاكتفاء بحضور أعضاء
من الجمعية (10) في الملتقى كملاحظين فقط لم يحظوا ببطاقة (البادج) على غرار سائر
المشاركين...وفقد عبر ممثلو الجمعية في حديث خاص بالجريدة أنهم يستنكرون النهج
الذي سارت عليه المناظرة معتبرين أن التوصيات التي خرجت بها مهما كانت فهي في
مجملها تذهب في عمقها إلى اعتبار أن الوصاية هي التي ستبقى الآمر والناهي مهما تم
زعمه من إطار قانوني للأراضي السلالية كأرض ملك خاص جماعي...
هكذا
ترفع أشغال الملتقى الجهوي الثاني للحوار الوطني حول أراضي الجموع الذي يتوخى منه ضرورة وضع آليات من شانها أجرأة
وتفعيل الخلاصات السالف ذكرها لضبط مفهوم صفة ذي حق من خلال تحديد المعايير التي
يتعين اعتمادها لتنمية ولتثمين الأراضي الجماعية في إطار توافقي وتشاركي حتى تتحقق الاستجابة
لتطلعات مختلف الفئات وتحسين ظروف عيش ذوي الحقوق وضمان اندماجهم في مسلسل التنمية
الاقتصادية والاجتماعية.