عامل إقليم إفران والتشاركية
وحاجة الإقليم لمزيد من التنمية
يقف المتتبعون للشؤون المحلية والإقليمية اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمام حجم المجهودات التنموية المبذولة منذ تعيين السيد عبد الحميد المزيد على هرم الإدارة الترابية بإقليم إفران من اجل تطوير وتأهيل مسلسل التنمية البنيوية والاجتماعية نتيجة تخطيط استراتيجي وعمل ميداني مستمر غير مسبوق مما ساهم في تجسيد معالم طفرة تنموية نوعية على ارض الواقع أصبحت تجلياتها بادية للعيان وناطقة بلغة الأرقام والمشاريع والمنجزات ..
ويغلب على كلام عدد من المتحاورين والمتناقشين في المجالس الخاصة والعمومية بإقليم إفران وبعض منهم من الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين والفعاليات الثقافية والرياضية ومتتبعي الشؤون المحلية والإقليمية لغة الأمل والاستبشار منذ تولي السيد عبد الحميد المزيد على هرم الإدارة الترابية بإقليم إفران وكان بإمكان أي كان أن يتلمس البداية الموفقة للسيد عبد الحميد المزيد عامل إقليم إفران التي رافقتها خطة محكمة ومضبوطة في إجراء مقاربة وواقعية ومسؤولة انطلاقا من توزيع المسؤوليات إلى ذوي الاختصاص حيث قام على ختم حوار تواصلي دائم مع جميع المكونات بهذا الإقليم من منتخبين ومستثمرين و رجال أعمال و جمعيات مدنية ونخب حتى يتمكن من المعالجة الجذرية الآنية لجل القضايا التي كانت تؤرق بال المسؤولين السابقين... سواء اللقاءات التي احتضنتها عمالة الإقليم بمناسبة الاجتماعات المسترسلة هذا التحول الايجابي على عهده بفضل النهج المحكم الذي يتبناه والتزامه الشخصي وحضوره المكثف مما جعلها أيضا تزيد تأكيدا واضحا من أن الإستراتيجية التنموية بالإقليم عرفت تحولا متسارعا ودينامية نوعية في الفترات الأخيرة سواء من حيث الأولويات أو مصادر التمويل وارتباطا بعدد من المتدخلين الأساسيين في انجاز عدد من الأوراش، وهذا ما مكن من تحديد أربعة ملامح كبرى لهذه الإستراتيجية التنموية التي تراهن على أولويات، وهي إستراتيجية تدعمها الاستثمارات المالية التي تم ضخها بمختلف جماعات الإقليم... ليكون لهذا التفاعل مؤشر واضح مؤطر بإستراتيجية محكمة الأهداف ووسائل التمويل..
ولعل هذا المجهود التنموي المحقق خلال هذا الحقبة من وجود السيد عبد الحميد المزيد على هرم الإدارة الترابية بالإقليم بقدر ما يعتمد فلسفته التنموية على مرتكز أساسي يتمثل في التسلح بإرادة قوية وعزم متواصل وإصرار متني للعمل والتغيير ينبع بالأساس من الاعتقاد الراسخ أن الانصهار في بوتقة العمل الترابي الهادف والمسؤول تكليف ليس من ورائه تكليف وعمل شاق وصعب المراس يتطلب فقط التوفر على نفس تنموي طويل وبذل مجهودات مكثفة ودؤوبة لأجل الاستمرار والمضي قدما في كسب ثقة المواطنين بهذا الإقليم الذي أصبح أمر هيكلته وتأهيله وتنظيم مجاله وتدبير شؤونه التنموية، قرارا لا رجعة فيه للرقي بالإقليم في مختلف مناحي التنمية سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية والبيئية فضلا عن البنيوية الأساسية.
كفاءة وحنكة مثاليتين أصبح الرأي العام الإقليمي يلاحظها مكنتاه من حسن تدبير شؤون الإدارة الترابية منذ تنصيبه كعامل على هذه المنطقة من الأطلس المتوسط.... بالإضافة إلى رصد الصعوبات والإخفاقات التي تواجه المجالس المنتخبة أساسا الجماعة القروية والحضرية بالإقليم، حيث يسجل عليه خلق فضاء للنقاش بينهم من أجل تحقيق توافق مجالي قائم حول مقاربات وآليات في إعداد وتتبع تنفيذ تسيير وتدبير الجماعات سعيا منه إلى إيجاد حلول عملية وفعالة لكل المشاكل العالقة ،بغية استكمال المقومات التنموية والمجالية التي تجعل من إقليم إفران قطبا حقيقيا على صعيد الجهة والمملكة بشكل عام، والانخراط في سلسلة من الأوراش الواعدة والمشاريع المهيكلة... من خلال وضع دراسة شمولية بمخططات واقعية جعلت السياسة المتبعة حاليا بإقليم إفران سواء بالمجال الإداري والمالي والتنظيمي ترقى إلى الأولويات والحاجيات على المدى البعيد والقريب...
ولقد أصبحت العمليات التي يقوم بها السيد عبد الحميد المزيد عامل إقليم إفران تستأثر باهتمام وباعتزاز الرأي العام الإقليمي ككل كونها كشفت عن مجهودات تبلورت وأصبح يراها متتبعو الشأن المحلي والإقليمي وهي مجسدة فعليا على ارض الواقع، الشيء الذي جعل عمالة إقليم إفران فضلا عن العمل الدؤوب الملحوظ من قبل السيد محمد زهير الكاتب العام للعمالة وبقية مصالح هذه الإدارة وقراراتها تتماشى مع السياسة المنفتحة على جميع المرافق ذات الصلة بمصالح المواطنين متيحة جميع الإمكانيات لتحتل المرتبة المشرفة في مجال الانجاز الفاعل للملفات والوثائق الضرورية التي لها صلة برعايا جلالة الملك... ويجسد هذا العمل المتميز وعلى أرض الواقع للسيد عبد الحميد المزيد سهره الملح على تجسيد مفهوم العمل الإداري والسلطوي نظرا لما يتمتع بع من معرفة دقيقة بكل القضايا المحلية والجهوية، واتساع مداركه الإدارية مما جعله ينجح في كل المبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها الإقليم، إلى جانب ما يتميز به من حدس جعله يعرف كيف يساير التيار الاجتماعي الجارف مكنه من وضع حد لكثير من التأويلات والتفسيرات الخاطئة... وذلك بفعل إرادته الحسنة ونظره البعيد مما مكنه من إيجاد كل السبل لمعالجة العديد من القضايا العالقة وإخراج مشاريع إلى حيز الوجود بعدما كانت نقط سوداء يصعب الاقتراب منها، حيث بفضل الشجاعة والحكامة الجيدة في التدبير والإرادة الحسنة والقوية لدى هذا العامل الذي دفع بتفعيل روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كإطار مرجعي وفلسفي لجميع المبادرات الأخرى التي تأتي في سياق التعامل والغايات السامية للحكامة الجيدة والمبادرة الملكية، إذ كان لحضور عامل صاحب الجلالة على إقليم إفران أثر ايجابي كإشرافه الشخصي على البرنامج الشامل لمحاربة الفقر والهشاشة بالإقليم في ظل المشاريع والدينامية التي تعرفها التنمية البشرية بالإقليم.
هكذا... ولقد مكنت التحركات الأخيرة لعامل إقليم إفران، وبفعل عمله الدؤوب، والمتواصل من أن تجعل من هذا الإقليم الفتي يكسب رهان التنمية الحقيقية، يلمس طريقه نحو تحقيق دينامية اقتصادية واعدة وخلال فترة وجيزة وقياسية بدا التغيير يعرف طريقه نحو الأحسن وفق منهجية إستراتيجية تنموية واضحة الملامح والأهداف تتأسس على التشخيص التشاركي للحاجيات الملحة والاستعجالية، مشاريع تتجاوب مع طموحات الفئات المستهدفة التي أسهمت في معالجة مجموعة من الاختلالات البنيوية والتصدعات التي يعرفها الجسم الاجتماعي"الفقر–الهشاشة–الإقصاء الاجتماعي" ما يؤشر على نجاعة الهندسة الاجتماعية التي تم نهجها من لدن الفاعلين والمجهودات التي يبذلها عامل صاحب الجلالة على إقليم إفران، حيث بمقدور كل مهتم بالشأن المحلي أن يلمس ذلك...
وفي قراءة للبرامج التنموية بالاقليم، يسجل المتتبعون والمهتمون بالشأن الإقليمي، أن مجمل المشاريع التي تم انجازها بإقليم إفران رغم محدودية الإمكانيات المادية ورغم تأثير الأزمة مراعاة للمصلحة العامة للإقليم ومواطنيه اعتمدت بشكل كبير على الشراكة كمقاربة للتنموي، بين المصالح القطاعية والمجلس الإقليمي، ومجلس الجهة، وشركاء آخرين، مع إبراز التحول النوعي في طبيعة التمويل وقيمته، أثمرت تعزيزا للمكتسبات التنموية ودعمها، وهو رهان كبير اتضح من خلال الأوراش المفتوحة التي أعطيت انطلاقتها أو تم تدشينها في مجال دعم الطرق بالعالم القروي من خلال البرامج القطاعية لوزارة التجهيز واللوجيسيك أو برامج الجماعات المحلية أو المحاور المنجزة في إطار عدد من اتفاقيات الشراكة، مع تسطير برنامج جديد يهم عددا من الطرق القروية.... وهي مشاريع مكنت من تحقيق نسبة متقدمة من الربط الطرقي بمختلف جماعات الإقليم.. هذا بالإضافة إلى برنامج الماء الشروب، التي همت عددا من الدواوير، وبرامج دعم الشبكة الكهربائية بالجماعات التي تعرف ضغطا سكانيا وتزويد المناطق المتبقية، وبرامج التطهير الصحي لمدينة آزرو فضلا عن تحديد أولويات جديدة تهم أساسا القطاعات الاجتماعية خصوصا دعم التمدرس بالوسط القروي، من خلال إحداث بنيات جديدة وتعزيز الخدمات الجماعية عبر بناء عدد من دور الطالب والطالبة والعمل على توسيع الداخليات وإحداث عدد من المدارس الجماعاتية... كما أن القطاع الصحي أصبح يحظي بعناية في إطار هذه الإستراتيجية التنموية عبر تعزيز خدمات القرب (سيارات الإسعاف المجهزة) وتحفيز تنظيم قافلات طبية ودعم المرافق الصحية واقتناء تجهيزات لفائدة المستشفى الإقليمي، مع إحداث مركز لذوي القصور الكلوي، وهي خدمات أمكن تطويرها عبر آليات للشراكة..
وفي مجال السكنى والتعمير يعرف الإقليم العديد من المشاريع السكنية الهامة التي تم انجازها من طرف مجموعة التهيئة العمران وشركات القطاع الخاص.. كما يحتل تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالإقليم حيزا هاما من اهتمامات الفاعلين المحليين، وحيث يمكن استحضار انطلاقة مشروع بناء قاعة رياضية مغطاة (للسباحة) فضلا عن ملاعب سوسيو-رياضية للقرب بعدد من الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم..
ففضلا عما تخوضه عمالة إقليم إفران لمجموعة من اللقاءات التواصلية مع كل الفاعلين بالإقليم من المنتخبين وجميع فعاليات المجتمع المدني للوقوف على عملية تسطير برنامج تنمية شمولي يهدف تأهيل البنيات التحتية وتحسين الخدمات الأساسية ومن خلال مجموعة من لقاءات تواصلية وأخرى تشاورية مع مختلف مكونات المجتمع المدني بالإقليم في إطار التفاعل الايجابي ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية وبرامج أخرى هامة الهدف منها تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشمولية، تضمنها البرنامج الأولي للتنمية المندمجة سيمكن إقليم إفران ومدينة آزرو من التأهيل وفق مخطط استراتيجي في أفق نهاية 2018.
هذه المشاريع التنموية التي تشهدها عمالة إقليم إفران، برأي عدد من المتتبعين والممارسين للشؤون المحلية والإقليمية تمت بمنظور التواصل والحوار والحكامة الجيدة.
ويمكن اعتبار هذا المنحنى الذي وضعه عامل إقليم إفران خريطة طريق وإستراتيجية واضحة الأهداف والمعالم لتحقيق مزيد من التنمية تتمثل فعاليتها في انجاز بنك للمشاريع يشكل لا محالة خارطة طريق لمختلف الأطقم الجماعية بالإقليم مستقبلا لأجل مواصلة مشوار التنمية بالإقليم المبنية على استثمار الكفاءات الذاتية وتعبئة الشركاء لما يخدم تأهيل مسار الرقي والازدهار بإقليم إفران في شتى المجالات والميادين.. وقد رأى متتبعون ومهتمون في هذه الإستراتيجية خطوة متقدمة ورائدة تنفتح من خلالها على الجميع فقط على هذا الجميع من جماعات وإدارات قطاعية أن تكون عند القدر من المسؤولية والاهتمام باستحضار شعار"الإرادة والأمل والمسؤولية في العمل"، خصوصا وأن ساكنة المناطق الجبلية المنتشرة بهذا الإقليم في حاجة ماسة إلى الاهتمام والعناية بحياتها سيما أثناء التساقطات الثلجية والمطرية ،مادامت تنمية الجبل فضلا عن البرامج والمخططات الإدارية والجماعية يتعين أن تقوم على مقاربة تشاركية عبر إشراك الساكنة المحلية من أجل تحقيق تنمية فعلية مستدامة بهذه المناطق.