بيئتنا// مجرد رأي:
*ما المانع من إحداث لجنة وطنية للإعلام البيئي ؟
محمد عبيد - آزرو
عرفت مختلف المناطق المغربية منذ خطاب العرش ليوم30يوليوز2009 الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس الحكومة إلى الانكباب على إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها و مواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة تنظيم عدد من الملتقيات الإقليمية الوطنية و الجهوية للبيئة والتنمية المستدامة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية المعلن عنها في والرامية إلى إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة والتنمية المستدامة، باعتبارها رصيدا مشتركا للأمة ومسؤولية جماعية لأجيالها الحاضرة والمقبلة واعتبارا للدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به مختلف مكونات المجتمع المهتمة بالوضع البيئي.
يسعى مشروع الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة إلى خلق دينامية جديدة و إعادة التأكيد على المحافظة على البيئة و يهدف إلى تكريس الحق لكل مواطن للعيش في وسط طبيعي سليم و بيئة متوازنة من خلال المحافظة و تنمية التراث الطبيعي و الثقافي الذي يعد ملكا مشتركا للوطن و إرثا متداولا عبر الأجيال..
و إذا كانت قد عرفت مختلف المناطق بالمغرب أشغالا في إطار مسلسل المشاورات حول مشروع الميثاق فان هذا الحق يفرض بالضرورة التزامات و واجبات كل فرد طبيعي أو معنوي بتجنب الأضرار بالوسط الطبيعي و التراث المشترك و العمل على تثمينه و ضمان ديمومته لفائدة الأجيال الحالية و اللاحقة..
و قد توخى المسلسل التشاوري تبادل الرأي من اجل إغنائه بالمقترحات على مستوى جهات المملكة لكي يصبح أداة مرجعية حضارية تخدم الحاضر و المستقبل انطلاقا من الآراء التي تنبثق من الواقع اليومي المعاش لدى الساكنة المحلية و أخذها بعين الاعتبار لتهيئ المشروع المجتمعي الحداثي المتكامل استجابة لطموحات و تطلعات كل مكونات المجتمع المغربي و لجعل في صلب مبادراته رفاهية الأجيال الحالية و اللاحقة.. و هو المشروع الذي جاء تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش لسنة 2009 الذي دعا فيه جلالته الحكومة إلى الانكباب على إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها و مواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة .. و تبقى أهم البرامج التي تعتمد على منظور مندمج للتنمية في كل أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية و البيئية التي كلها تصب في تحقيق التنمية المنشودة تلك التي ترتبط بالمخطط الأخضر و مخطط النجاعة الطاقية لتنمية الطاقات المتجددة وإستراتيجية مكافحة التصحر ، و مخطط تنمية و حماية الثروات البحرية و تطوير النقل النظيف و برنامج التطهير السائل و معالجة المياه العادمة و إعادة استعمالها و تدبير و معالجة النفايات الصلبة و التخلص منها و البرنامج الوطني للوقاية من التلوث الصناعي ..
و من هذا المنطلق لم يعد الحديث عن البيئة كما كان يعد لدى الكثيرين نوعا من الترف الاجتماعي لأنها ببساطة من وجهة نظرهم تبقى في مؤخرة سلسلة اهتمامات المواطن وينسحب الأمر نفسه على اهتمامات صاحب القرار سواء كان في السلطة التشريعية أو التنفيذية.. ولكننا لا نتفق مع هذا الرأي لأن الإنسان زائل وفاني والبيئة باقية منذ آلاف السنين لكن الإنسان هو من دمرها و أساء إليها مما اثر وسيؤثر مستقبلا على الأجيال القادمة إذا لم يتم وضع الحلول والخطط الآنية والمستقبلية منذ الآن بل إن بعض المشاكل البيئية مثل الاحتباس الحراري تعد مشكلة عالمية تستدعي عقد مؤتمرات دولية لإيجاد حل لها وهنا يساهم الإعلام البيئي بشكل كبير في الحفاظ على البيئة من خلال التعريف بهذه القضايا والدفع باتخاذ إجراءات وقرارات تلزم المواطنين وأصحاب الشركات والمعامل بالحفاظ على البيئة.
طرحنا و ملاحظتنا على مسلسل المشاورات حول مشروع الميثاق التي عرفتها مختلف المناطق المغربية حول إغفالها الجانب الإعلامي المنتظم المتخصص في المجال البيئي ، إذ يعد الإعلام البيئي تخصصا جديدا في مجال الإعلام، بدأ ينمو في مطلع السبعينات المصطلح تعبير مركب من مفهومين، هما الإعلام والبيئة، فالإعلام هو الترجمة الموضوعية والصادقة للأخبار والحقائق وتزويد الناس بها بشكل يساعدهم على تكوين رأي صائب في مضمون الوقائع، وأما البيئة فهي المحيط الذي يعيش فيه الإنسان أرضاً وماء وهواء، وتأثير الموجودات التي تؤثر على حياته، ويعتبر الإعلام أحد المقومات الأساسية في الحفاظ على البيئة حيث يتوقف إيجاد الوعي البيئي واكتساب المعرفة ونقلها وعلى استعداد الجمهور نفسه للتفاعل معها في التوعية لنشر القيم الجديدة الخاصة بحماية البيئة أو الدعوة للتخلي عن سلوكيات ضارة بها.
ولابد أن تصمم الأجهزة القائمة على أمور التوعية والتربية برامجها بأساليب ومضامين وطرق مختلفة في التخاطب والاتصال حول المشكلات البيئية بحيث تجعل كل الشرائح الاجتماعية فاعلة وايجابية في المحافظة على البيئة، بذلك تكون الجماهير فاعلة إما بمسلك فردي عبر الاتصالات الشخصية لكل فرد بترويج الأفكار الجديدة ضمن البيئة أو المحيط الاجتماعي الذي يعيش أو يعمل فيه الفرد، أو أن يكون مسلكاً اجتماعياً بالانخراط في جمعيات غير حكومية منظمة تضع برامج عمل محددة في الشأن البيئي في مناطق وجودها.إن الإعلام البيئي يهم كل فئات المجتمع، والتأثيرات والأضرار الناتجة عن الكوارث أو التلوث لا تميز بين فئة وأخرى، لذلك فإن على هذا الإعلام أن يتوجه إلى الجماهير لتكون قوى ضاغطة لحث أصحاب القرار على انتهاج سياسة إنمائية متوازنة تحترم البيئة وتحافظ على مواردها الطبيعية، كما عليه أن يتوجه إلى العلماء والمفكرين والمثقفين لحثهم على وضع قدراتهم الإبداعية للحفاظ على توازن الطبيعة والحد من تلوث البيئة، والى السياسيين وأصحاب القرار للتشديد على أن مسؤولياتهم لا تنحصر في مجموعة معينة من المواطنين أو في حقبة زمنية محددة، بل على مر الزمن. وتأتي أهمية الإعلام البيئي للجمهور، من أنه عنصر أساسي في إيجاد الوعي البيئي ونشر مفهوم التنمية المستدامة، ولقد ساعدت النقلة النوعية الكبيرة في سرعة تدفق وتناول المعلومات المتعلقة بالبيئة والتنمية، على زيادة الوعي البيئي بمشكلات البيئة، فلم تكن كلمة البيئة معروفة لدى وسائل الإعلام العربية في الأربعينيات والخمسينيات، ولكنها بدأت تحتل الأعمدة الرئيسة في الصحافة في الستينيات والسبعينيات كما أبدت الأجهزة الإعلامية المختلفة اهتمامها البالغ نتيجة لمشكلات التلوث والكوارث البيئية التي طرأت في فترة السبعينيات مثل تحطم ناقلة النفط (اموكوكانديس) في عام 1978 وحادثة المفاعل النووي في ثري مايل آيسلند، وانفجار بئر النفط في خليج مكسيكو عام ،1979 وكذلك الحوادث المتتالية مثل حادثة انفجار المفاعل النووي السوفييتي تشيرنوبل عام 1986 . وقد اتسم التناول الإعلامي لقضايا البيئة بخاصتين أساسيتين الأولى بالتركيز على الرسالة الإعلامية المتخصصة محددة الانتشار والتي تخاطب فئة العلماء المتخصصين والمعنيين بدراسة المواضيع البيئية بصورة متخصصة.والخاصية الثانية هي اهتمام وسائل الإعلام واسعة الانتشار بالتغطية الإعلامية الإخبارية في الأساس بالمؤتمرات والبحوث المعنية بقضايا البيئة إضافة إلى نشر الحوادث المهمة التي قد تقع هنا أو هنا والتي ينتج عنها إضرار بالبيئة. إن هدف الإعلام البيئي هو تنمية القدرات البيئية وحمايتها بما يتحقق معه تكييف وظيفي سليم اجتماعياً وحيوياً للمواطنين ينتج عنه ترشيد السلوك البيئي في تعامل الإنسان مع محيطه وتحضيره للمشاركة بمشروعات حماية البيئة والمحافظة على الموارد البيئية.
و أهمية تعاظم الإعلام البيئي ودوره في الإنذار المبكر ورصد أي خلل بيئي يحدث، وتحريكه للرأي العام، وزيادة الوعي البيئي عند السكان، وإسهامه في إصدار التشريعات الإيجابية التي تخص البيئة.إن قضية الحفاظ على البيئة من التلوث يجب أن تلامس وتخاطب كل الناس الذين من الممكن أن يتنامى لديهم الوعي البيئي من خلال عدة وسائل وأساليب أهمها: 1- ضرورة إيجاد إعلام بيئي متخصص يستند إلى العلم والمعرفة والمعلومات، ويتطلب إيجاد المحرر الإعلامي المتخصص تخصصاً دقيقاً بالبيئة وجود مناهج دراسية للإعلام البيئي، سواء في الجامعات أم في دورات وورث عمل ترعاها وزارة البيئة أو مجلس النواب أو منظمات المجتمع المدني، كما بالإمكان الإعلان عن جائزة سنوية للإعلاميين البيئيين عن أفضل أعمال في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي لتشجيع الإعلاميين على الخوض في هذا المجال. 2- الإسهام الإعلامي في إيجاد وعي وطني بيئي يحدد السلوك ويتعامل مع البيئة في مختلف القطاعات. 3- أهمية تعاون جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات في معالجة المشكلات البيئية وبالإمكان الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال وضرورة المشاركة في المنتديات والمؤتمرات الدولية في مجال البيئة والاستفادة من النقاشات والتوصيات التي تنتج عنها. 4- تعاون مراكز المعلومات البيئية لتزويد وسائل الإعلام المختلفة بالمعلومات الضرورية، فضلا عن آخر الدراسات والنشاطات الإقليمية والدولية والتعاون مع الجمعيات غير الحكومية ذات الصلة بالشأن البيئي ووضع خطة تعاون مشترك لمواكبة نشاطاتها خصوصاً تلك التي تتطلب حملات توعية للعمل الشعبي التطوعي والاهتمام بالبيئة المشيدة، كالآثار التاريخية والحضارية وغيرها مما ينبغي الحفاظ عليه في مجال التراث.5- ضرورة وجود لجنة وطنية للإعلام البيئي ( تنبثق على لجن محلية و إقليمية ثم جهوية ) لرسم السياسات والخطط والبرامج وتنظيم حملات إعلامية بيئية للمواضيع الهامة الطارئة أو ذات الأولوية بالتعاون مع الجهات المعنية.
*ما محل الإعلام البيئي " من الإعراب " ؟
*ما المانع من إحداث لجنة وطنية للإعلام البيئي ؟
محمد عبيد - آزرو
عرفت مختلف المناطق المغربية منذ خطاب العرش ليوم30يوليوز2009 الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس الحكومة إلى الانكباب على إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها و مواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة تنظيم عدد من الملتقيات الإقليمية الوطنية و الجهوية للبيئة والتنمية المستدامة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية المعلن عنها في والرامية إلى إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة والتنمية المستدامة، باعتبارها رصيدا مشتركا للأمة ومسؤولية جماعية لأجيالها الحاضرة والمقبلة واعتبارا للدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به مختلف مكونات المجتمع المهتمة بالوضع البيئي.
يسعى مشروع الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة إلى خلق دينامية جديدة و إعادة التأكيد على المحافظة على البيئة و يهدف إلى تكريس الحق لكل مواطن للعيش في وسط طبيعي سليم و بيئة متوازنة من خلال المحافظة و تنمية التراث الطبيعي و الثقافي الذي يعد ملكا مشتركا للوطن و إرثا متداولا عبر الأجيال..
و إذا كانت قد عرفت مختلف المناطق بالمغرب أشغالا في إطار مسلسل المشاورات حول مشروع الميثاق فان هذا الحق يفرض بالضرورة التزامات و واجبات كل فرد طبيعي أو معنوي بتجنب الأضرار بالوسط الطبيعي و التراث المشترك و العمل على تثمينه و ضمان ديمومته لفائدة الأجيال الحالية و اللاحقة..
و قد توخى المسلسل التشاوري تبادل الرأي من اجل إغنائه بالمقترحات على مستوى جهات المملكة لكي يصبح أداة مرجعية حضارية تخدم الحاضر و المستقبل انطلاقا من الآراء التي تنبثق من الواقع اليومي المعاش لدى الساكنة المحلية و أخذها بعين الاعتبار لتهيئ المشروع المجتمعي الحداثي المتكامل استجابة لطموحات و تطلعات كل مكونات المجتمع المغربي و لجعل في صلب مبادراته رفاهية الأجيال الحالية و اللاحقة.. و هو المشروع الذي جاء تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش لسنة 2009 الذي دعا فيه جلالته الحكومة إلى الانكباب على إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها و مواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة .. و تبقى أهم البرامج التي تعتمد على منظور مندمج للتنمية في كل أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية و البيئية التي كلها تصب في تحقيق التنمية المنشودة تلك التي ترتبط بالمخطط الأخضر و مخطط النجاعة الطاقية لتنمية الطاقات المتجددة وإستراتيجية مكافحة التصحر ، و مخطط تنمية و حماية الثروات البحرية و تطوير النقل النظيف و برنامج التطهير السائل و معالجة المياه العادمة و إعادة استعمالها و تدبير و معالجة النفايات الصلبة و التخلص منها و البرنامج الوطني للوقاية من التلوث الصناعي ..
و من هذا المنطلق لم يعد الحديث عن البيئة كما كان يعد لدى الكثيرين نوعا من الترف الاجتماعي لأنها ببساطة من وجهة نظرهم تبقى في مؤخرة سلسلة اهتمامات المواطن وينسحب الأمر نفسه على اهتمامات صاحب القرار سواء كان في السلطة التشريعية أو التنفيذية.. ولكننا لا نتفق مع هذا الرأي لأن الإنسان زائل وفاني والبيئة باقية منذ آلاف السنين لكن الإنسان هو من دمرها و أساء إليها مما اثر وسيؤثر مستقبلا على الأجيال القادمة إذا لم يتم وضع الحلول والخطط الآنية والمستقبلية منذ الآن بل إن بعض المشاكل البيئية مثل الاحتباس الحراري تعد مشكلة عالمية تستدعي عقد مؤتمرات دولية لإيجاد حل لها وهنا يساهم الإعلام البيئي بشكل كبير في الحفاظ على البيئة من خلال التعريف بهذه القضايا والدفع باتخاذ إجراءات وقرارات تلزم المواطنين وأصحاب الشركات والمعامل بالحفاظ على البيئة.
طرحنا و ملاحظتنا على مسلسل المشاورات حول مشروع الميثاق التي عرفتها مختلف المناطق المغربية حول إغفالها الجانب الإعلامي المنتظم المتخصص في المجال البيئي ، إذ يعد الإعلام البيئي تخصصا جديدا في مجال الإعلام، بدأ ينمو في مطلع السبعينات المصطلح تعبير مركب من مفهومين، هما الإعلام والبيئة، فالإعلام هو الترجمة الموضوعية والصادقة للأخبار والحقائق وتزويد الناس بها بشكل يساعدهم على تكوين رأي صائب في مضمون الوقائع، وأما البيئة فهي المحيط الذي يعيش فيه الإنسان أرضاً وماء وهواء، وتأثير الموجودات التي تؤثر على حياته، ويعتبر الإعلام أحد المقومات الأساسية في الحفاظ على البيئة حيث يتوقف إيجاد الوعي البيئي واكتساب المعرفة ونقلها وعلى استعداد الجمهور نفسه للتفاعل معها في التوعية لنشر القيم الجديدة الخاصة بحماية البيئة أو الدعوة للتخلي عن سلوكيات ضارة بها.
ولابد أن تصمم الأجهزة القائمة على أمور التوعية والتربية برامجها بأساليب ومضامين وطرق مختلفة في التخاطب والاتصال حول المشكلات البيئية بحيث تجعل كل الشرائح الاجتماعية فاعلة وايجابية في المحافظة على البيئة، بذلك تكون الجماهير فاعلة إما بمسلك فردي عبر الاتصالات الشخصية لكل فرد بترويج الأفكار الجديدة ضمن البيئة أو المحيط الاجتماعي الذي يعيش أو يعمل فيه الفرد، أو أن يكون مسلكاً اجتماعياً بالانخراط في جمعيات غير حكومية منظمة تضع برامج عمل محددة في الشأن البيئي في مناطق وجودها.إن الإعلام البيئي يهم كل فئات المجتمع، والتأثيرات والأضرار الناتجة عن الكوارث أو التلوث لا تميز بين فئة وأخرى، لذلك فإن على هذا الإعلام أن يتوجه إلى الجماهير لتكون قوى ضاغطة لحث أصحاب القرار على انتهاج سياسة إنمائية متوازنة تحترم البيئة وتحافظ على مواردها الطبيعية، كما عليه أن يتوجه إلى العلماء والمفكرين والمثقفين لحثهم على وضع قدراتهم الإبداعية للحفاظ على توازن الطبيعة والحد من تلوث البيئة، والى السياسيين وأصحاب القرار للتشديد على أن مسؤولياتهم لا تنحصر في مجموعة معينة من المواطنين أو في حقبة زمنية محددة، بل على مر الزمن. وتأتي أهمية الإعلام البيئي للجمهور، من أنه عنصر أساسي في إيجاد الوعي البيئي ونشر مفهوم التنمية المستدامة، ولقد ساعدت النقلة النوعية الكبيرة في سرعة تدفق وتناول المعلومات المتعلقة بالبيئة والتنمية، على زيادة الوعي البيئي بمشكلات البيئة، فلم تكن كلمة البيئة معروفة لدى وسائل الإعلام العربية في الأربعينيات والخمسينيات، ولكنها بدأت تحتل الأعمدة الرئيسة في الصحافة في الستينيات والسبعينيات كما أبدت الأجهزة الإعلامية المختلفة اهتمامها البالغ نتيجة لمشكلات التلوث والكوارث البيئية التي طرأت في فترة السبعينيات مثل تحطم ناقلة النفط (اموكوكانديس) في عام 1978 وحادثة المفاعل النووي في ثري مايل آيسلند، وانفجار بئر النفط في خليج مكسيكو عام ،1979 وكذلك الحوادث المتتالية مثل حادثة انفجار المفاعل النووي السوفييتي تشيرنوبل عام 1986 . وقد اتسم التناول الإعلامي لقضايا البيئة بخاصتين أساسيتين الأولى بالتركيز على الرسالة الإعلامية المتخصصة محددة الانتشار والتي تخاطب فئة العلماء المتخصصين والمعنيين بدراسة المواضيع البيئية بصورة متخصصة.والخاصية الثانية هي اهتمام وسائل الإعلام واسعة الانتشار بالتغطية الإعلامية الإخبارية في الأساس بالمؤتمرات والبحوث المعنية بقضايا البيئة إضافة إلى نشر الحوادث المهمة التي قد تقع هنا أو هنا والتي ينتج عنها إضرار بالبيئة. إن هدف الإعلام البيئي هو تنمية القدرات البيئية وحمايتها بما يتحقق معه تكييف وظيفي سليم اجتماعياً وحيوياً للمواطنين ينتج عنه ترشيد السلوك البيئي في تعامل الإنسان مع محيطه وتحضيره للمشاركة بمشروعات حماية البيئة والمحافظة على الموارد البيئية.
و أهمية تعاظم الإعلام البيئي ودوره في الإنذار المبكر ورصد أي خلل بيئي يحدث، وتحريكه للرأي العام، وزيادة الوعي البيئي عند السكان، وإسهامه في إصدار التشريعات الإيجابية التي تخص البيئة.إن قضية الحفاظ على البيئة من التلوث يجب أن تلامس وتخاطب كل الناس الذين من الممكن أن يتنامى لديهم الوعي البيئي من خلال عدة وسائل وأساليب أهمها: 1- ضرورة إيجاد إعلام بيئي متخصص يستند إلى العلم والمعرفة والمعلومات، ويتطلب إيجاد المحرر الإعلامي المتخصص تخصصاً دقيقاً بالبيئة وجود مناهج دراسية للإعلام البيئي، سواء في الجامعات أم في دورات وورث عمل ترعاها وزارة البيئة أو مجلس النواب أو منظمات المجتمع المدني، كما بالإمكان الإعلان عن جائزة سنوية للإعلاميين البيئيين عن أفضل أعمال في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي لتشجيع الإعلاميين على الخوض في هذا المجال. 2- الإسهام الإعلامي في إيجاد وعي وطني بيئي يحدد السلوك ويتعامل مع البيئة في مختلف القطاعات. 3- أهمية تعاون جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات في معالجة المشكلات البيئية وبالإمكان الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال وضرورة المشاركة في المنتديات والمؤتمرات الدولية في مجال البيئة والاستفادة من النقاشات والتوصيات التي تنتج عنها. 4- تعاون مراكز المعلومات البيئية لتزويد وسائل الإعلام المختلفة بالمعلومات الضرورية، فضلا عن آخر الدراسات والنشاطات الإقليمية والدولية والتعاون مع الجمعيات غير الحكومية ذات الصلة بالشأن البيئي ووضع خطة تعاون مشترك لمواكبة نشاطاتها خصوصاً تلك التي تتطلب حملات توعية للعمل الشعبي التطوعي والاهتمام بالبيئة المشيدة، كالآثار التاريخية والحضارية وغيرها مما ينبغي الحفاظ عليه في مجال التراث.5- ضرورة وجود لجنة وطنية للإعلام البيئي ( تنبثق على لجن محلية و إقليمية ثم جهوية ) لرسم السياسات والخطط والبرامج وتنظيم حملات إعلامية بيئية للمواضيع الهامة الطارئة أو ذات الأولوية بالتعاون مع الجهات المعنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق