و جامعتنا تتشبث بالانتظارية القاتلة ؟
محمد عــبــيـــد – آزرو-
عجبا لهذا التعبير الرائج في كون المنتخب المغربي يسعى إلى التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012،بعدما غاب عن النهائيات السابقة ، و الواقع يكشف عن طول انتظار كل متتبعي كرة القدم الوطنية في التعرف عن قرب على ملامح الربان الجديد للفريق الوطني قبل ان نقول الوقوف على تدبير ميداني لفريقنا الوطني لاستثبات الثقة في النفس و إيجاد توليفة جديدة لهذا المنتخب سيما و أن الوقت لم يعد يرحم بعد أن أفرزت قرعة إقصائيات كاس إفريقيا 2012 التي ستحتضن نهائياتها كل من الغابون و غينيا الاستوائية عن مواجهة مثيرة بين المنتخب المغربي و نظيره الجزائري الى جانب منتخبي تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى في المجموعة الرابعة.
المواجهة المغربية /الجزائرية إن اعتبرت بمثابة القفل في تحديد احد من المنتخبين ليحظى بزعامة المجموعة مع سبق الإعلان لعدد من المحللين التقنيين أن المغرب و الجزائر هما المنتخبين الأوفر حظا في التأهيل عن هذه المجموعة ، فافتراضا لهذه التحاليل – و إن كانت كرة القدم اليوم لم تعد تخضع لمنطق قوة أي فريق مهما سما أو قل شانه – تبدو المواجه صعبة للطرفين المغربي و الجزائري اللذين لم يلتقيا منذ دورة تونس للأمم و أن الجماهير في البلدين اشتاقت لهذه المواجهة التي غالبا ما طبعها الحماس و تستحضر ذكريات كلها إثارة و تنافس و ندية و قوة و متعة بل فرجة كروية لتقارب المستوى للمنتخبين اللذين طبعت كرتهما المدرسة الكروية الفرنسية ..
معطيات في ذاكرة التاريخ لكن هل يحفظ للتاريخ الكروي المغربي الحالي نفس التوهج الكروي في ظل ما تعيشه الكرة المغربية حاليا ؟ و في ظل ما تعرفه الكرة الجزائرية من اعتزاز بمنتخبها الذي ظهر خلال السنين الأخيرة و بالأخص في دورة الأمم الأخيرة بأنغولا و ما كسبه من تنافسية في المونديال الاخير بجنوب افريقيا و لو انه خرج خاوي الوفاض الا انه سيكون ذا نفسية اكثر مناعة في وقت يفتقد فيه فريقنا الوطني هذه المناعة بتراجع مستواه و قيمته و وجوده ضمن الخريطة الكروية في مختلف المحافل ( تذكروا الترتيب الاخير للفيفا الذي وضع منتخب المغرب ضمن المراتب القريبة من المائة برقم 87 بعد ان كانت كرتنا المغربية قبل سنوات قليلة جدا تصنف مابين ضمن المنتخبات العشر الى العشرين عاليما ) الاختلاف في الواقع بين جملة و تفصيلا ، المنتخب المغربي فقد كثيرا من مهابته على الصعيد القاري و أصبح في وضع لا يحسد عليه من الفرق العادية جدا عكس المنتخب الجزائري الذي يوجد في أحسن أحواله و ظروفه تقنيا و إداريا و تلاحميا ( لن تستغفلنا ابدا تلك الاجواء المفبركة او اما اصطلح عليها بالمكهربة التي عقبت مباراة الجزائر ضد الغابون فهي قد تكون بمثابة سحابة اذ ان الشيخ سعدان بحنتكه و تجربته باستطاعته تذويبها -بلياقته و لباقته المعروف بها منذ زمان و منذ ان كان هنا بالمغرب مدربا للرجاء البيضاوي - في صفوف مجموعته) ..نقط أولى تكشف عن الكثير من التحديات التي تنتظر المنتخب المغربي لاسترجاع هيبته وقيمته و لن يمكن بين عشية و ضحاها ان نقف على فريق ذي حصانة كروية تشبع فضولنا المغربي في الحضور في المنتديات إقليميا أو دوليا و نحن ننعم بتلك اللحظات التي كنا نتفرج خلا لها على مباريات المنتخب المغربي و لو حتى إن اخفق كنا نشفع له الإخفاق لأنه كان غالبا إخفاقا أمام منتخبات قوية عالميا و منتخبات أكثر من منتخبنا و كرتنا الوطنية بل حتى الإفريقية نضجا و مناعة ، كانت لنا تشكيلات تنوعت و لكن جميعها حفظت لمنتخبنا دم الوجه سيما مع منتخبات أوربية دفعتنا أحيانا إلى القول حبذا لو كانت هناك قوانين تسمح لمنتخب كالمغرب بخوض إقصائياته ضمن مجموعات من غير جغرافيته (من غير إفريقيا) حيث نستذكر هنا مباريات بلجيكا و سكوتلندا و ايرلندا و البرتغال و فرنسا أيضا ...
منتخبنا اليوم تنتظره الكثير من التحديات و المساحة الزمنية لا ترحم و لا تشفع لنا بالتراخي و مزيدا من الانتظار لبناء منتخب من المستوى الذي نحلم به جميعا كمغاربة ، لاسترجاع مكانة كرة القدم المغربية ..فريقنا الوطني الله يأخذ بيديه ، فكما لاحظ البعض منا اثناء أوقات إجراء إحدى مبارياته يعم الابتهال إلى الله كل القلوب و بكل خشوع عسى كرة الفريق الوطني المغربي تدخل في شباك الخصم ، … على الرغم من أن لا دخل ل "الله" في كرة القدم ، لان البناء السليم بوضوح و شفافية من مختلف الدوائر و مكونات الكرة المغربية لا يزال بعيد المنال في ظل التعنت و التستر و المكاشفة و الحساب عرى الواقع الملموس حسابيا و رقميا أن كرة القدم المغربية تعيش كارثة لا تحسد عليها لعدة أسباب لا يمكن حصرها مع توالي الصدمات الصاعقة..ألفنا معها تواري المسؤولين عن الأنظار ...و في أحسن الأحوال ظهورهم بخرجات بلاغية تكذب على الذقون المغربية، جعلت الحديث عن مستقبل الفريق الوطني وعلاقته بواقع كرة القدم مباشرة بعد العرض المحتشم وبل الهزيل امام منتخب غينيا الاستوائية - نموذجا - ،صورة فاضحة ، ليتضح ضرورة الاعتراف بالخطإ في اختيار الاشخاص و تغييب الديمقراطية في البناء السليم لهيكلة الكرة الوطنية اداريا و تقنيا ، فالاعتراف بالخطإ فضيلة ، مادامت التجربة قد علمتنا ان الحلول الترقيعية لم و لن تكون في يوم من الايام مدخلا صحيحا لمعالجة الازمة بكل عقلانية و منطق ضرورين... اما الانتهازية عفوا الانتظارية فلعمري لن تشفع لكرتنا حياة بقدر ما ستقتلها..يقول المثل: هناك أناس يسبحون في اتجاه السفينة ، وهناك أناس يضيعون وقتهم بانتظارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق