قضية و موقف
الشعب يريد أن يعيش في كرامة و في أمن و أمان...
فكيف لنا أن نتغير؟
تعتبر الديمقراطية أساس الاستقرار والمزيد من الحرية وفتح أبواب المشاركة السياسية أمام الشباب في الأحزاب السياسية التي أصبح من الضروري،عليها مراجعة قوانينها من أجل ضخ دماء جديدة في هياكلها المتهالكة أصلا مع تسييد الديمقراطية الداخلية وتكافئ الفرص..
والإدارة المغربية الآن أصبح من الواجب عليها أن تسود الديمقراطية داخلها وتحارب الرشوة والمحسوبية بجميع أشكالها وتقرير مبدأ تكافئ الفرص عوض التوريث والوساطة في الوظائف.. كما أن ما تعرفه جمعيات المجتمع المدني من أوضاع و تسلط و ما يعيشه ملفها من فركلة ، جمعيات فركلة شأنها شأن باقي جمعيات الوطن الحبيب القليل منها من تستمر أرجعه البعض من المتتبعين و المهتمين إلى عدم الإخلاص والتضحية لان هذا القطاع في أمس الحاجة لمن يعطي وهؤلاء أغلبهم اعتاد على الأخذ...و...و
فعلى مدار هذه المنطقة ، تكونت جمعيات جمة وعديدة ، حاول الكل إدراج مراميه حسب آلياته و إمكانياته ، فكانت بالفعل انطلاقة شمولية ومنفردة في العقد الأخير من القرن الحالي الأخير ، فحاولت العديد من الجمعيات رسم مسارها التنموي حسب ما تراه كل واحدة على حدة، إلا أن معظمها لم يتمم ما رسمه في برنامجه المعول عليه منذ البدء ، وقد تكون الجمعيات التي استطاعت النجاح بقدر متوسط من الأهمية معدودة على رؤوس الأصابع .....
من هنا ينطلق السؤال: ما موقف المجتمع من هذه الإخفاقات؟ والى أي حد يمكن تجاوزها ؟ وهل هناك تفكير من أصله لكل من حاول البث في هذا المجال ؟ أم أن لسان حال الجمعيات توقف عن الحركة في انتظار شربة ماء تطلق له المخارج ؟
فما عاشه المغرب خلال الأيام الأخيرة بادعاء أخذ الكلمة باسم الشعب ،كشف أن خروج ذوي الأجندات الخفية للركوب على هذه الموجة في كل مكان، ومحاولة البعض مصادرة رأي الآخرين واتهامهم بعدم أحقيتهم تمثيل الشعب وعدم الحصول على تفويض منه كأنهم في الحين ذاته وكلاء عن هذا الشعب ومحامين له دون تفويض، فيسقطون في نفس ما يعيبونه على الآخرين .
الشعب الحقيقي هو تلك الطبقة الحية التي تعيش هموم الشعب وترتبط بقضايا أمتها بشكل حقيقي، الذي كان مفترضا أن تلعب دوره الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، وهي من يمثل الشعب حقيقة وهي فئة محدودة عدديا... أما دعوة البعض ضرورة أخذ موافقة الشعب قبل الحديث باسمه فلا أدري أين تؤخذ هذه الموافقة و ما هي الإدارة التي تمنحها، فالأحزاب وجمعيات المجتمع المدني هي من يمثل الشعب حسب ما يفهم في نص الدستور وفي غياب دور هذه الهيئات تبقى أندية الانترنت وتجمعاته هي المتنفس المتوفر لترجمة إرادة الشعب إلى حين
إشارة وجب الوقوف عليها هي إن النظرة الإقصائية هي المحرك الأساسي لبعض العقليات المهيمنة تحت غطاء بعض أطراف في المجتمع المدني أو من بين بعض الهيآت السياسية التي تحاول تثبيط العزائم والانتقاص من نضالات الشعب المغربي بكل فئاته، والتي يجب الاعتزاز بها تقديرا لكل من ضحى من اجل هذا الوطن .
صحيح أنا المغرب يعيش في فساد بسبب العقليات المتحجرة القديمة التي تربت على الفساد منذ طفولتها وصعب تحويل وتغيير العقليات إلى عقلية مواطنة ومسؤولة. المغرب يشهد أوراش و مشاريع إلا أنها لا تكفي صراحة ولازلنا نحتاج إلى بوادر وأفكار جديدة حتى يعيش المواطن المغربي حياة كريمة و واعية.
فبعيدا عن الألقاب والمسميات التافهة و الألقاب الغبية، جميعنا ندرك أن الكل يحب المغرب لكن كل بطريقته... لقد كنت دائما ومازلت ضد ثقافة الاحتجاج لأنني أعتبر أن زمانها قد ولى، فماذا استفدنا من سنوات الرصاص حيت كانت المظاهرات الحاجة الوحيدة التي يتقنها المغاربة وماذا استفدنا من سنوات الاعتصام أمام مقر البرلمان ؟ لازالت البطالة كما هي بل تزيد في معدلاتها سنويا.
و ماذا استفدنا من المظاهرات المساندة للأقصى ؟ هل تحررت فلسطين بصراخنا؟؟؟
ومادا استفدنا من المظاهرة الاحتجاجية على استفزازات وسائل الإعلام الاسبانية ؟ لاشيء مازال الوضع كما هو عليه .
وماذا استفدنا من مظاهرة 20 فبراير ؟ هل وزع العدل والكرامة والحرية والديمقراطية على المتظاهرين؟؟؟
لاشيء من هذا حصل.. ولا شيء من هذا سيحصل... فالأوضاع لا تتغير بالصراخ و" الزعيق" و " التنوفيق" ؟؟؟ و إنما بالعمل الجاد.
لكن في الجهة المقابلة تطرح تساؤلات أخرى ماذا استفدنا من الصمت ؟ هل الصمت سيغير الواقع ؟
هل يتعين علينا انتظار معجزة تنزل من السماء لكي تتغير الظروف ويزول الفساد ؟ لسنا أنانيين لأننا رفضنا المشاركة في 20 فبراير تضامنا على الأقل مع الفئات المطعونة فإن كنا قد رفضنا المشاركة لأن ظروفنا الاجتماعية لا تدعو لذلك.. فلدينا حياة كريمة ومنزل دافئ يحمينا وطعام صحي يغذينا وتعليم مجاني نستفيد منه ووسائل ترفيه نتمتع بها .. أيتعين علينا أن نتجاهل هؤلاء الذين يموتون بالبرد في الأطلس المتوسط والذين لا يجدون ما يأكلونه في البوادي و الأحياء الهامشية ؟
ألسنا منافقين لأننا ندعي حب الناس ومصلحة البلد وكره الظلم والظالمين ومع ذلك لا نقف بجانب من يحاول إزاحة هدا الظلم ؟أليس فشل 20 فبراير راجعا إلينا نحن الذين اختلقنا ألف حجة وحجة لكي نقنع الجميع بأن المشاركة ما هي إلا هدر للوقت والطاقة ؟أليس الأجدر بنا أن ننزل إلى المظاهرات حتى لا نفسح المجال أمام حثالة المجتمع من المرتزقة و حركة مالي و فطارين رمضان والملحدين و الانتهازيين الذين يستغلون الفرص لكي يركبوا على الأحداث ويبرزوا بمظهر الأبطال وهم مجرد حثالة ؟أليس الأجدر بنا ونحن الذين نعشق هذه البلاد حتى الجنون أن ندعم جميع مطالب التغيير بأي وسيلة كانت فلربما تكون وسائلنا غير كافية ووسائل الآخرين حتى وان كانت هده الوسائل غير ناجعة و غير موافقة لمبادئنا التي تنص على أن التغيير يجب أن يبدأ منا ليس من القيادة ؟ثم كيف نتغير والعالم كله ضدنا كيف مثلا لا ندفع رشوة والجميع يقضي مصالحه بالرشوة؟ لربما لو توحدنا جميعا لوصلنا إلى الغاية التي نحلم بها وهي إصلاح البلاد والقضاء على التخلف والفساد بمختلف أشكاله..
محمد عبيد آزرو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق