محمد السادس يجني أرباح الإصلاح المبكر: تظاهرات المغرب تمر بسلام
فضاء الأطلس المتوسط –م.ع
برهنت الإصلاحات التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس على جدواها بعد الاستجابة الضعيفة التي حظيت بها دعوات الاحتجاج والتظاهر في مدن المغرب الرئيسية.وقدّر مراقبون مغربيون أعداد المشاركين في التظاهرات بخمسة آلاف في عموم المدن المغربية كان أبرزها تظاهرة الرباط حيث تجمع ألفا متظاهر والدار البيضاء حيث بلغ العدد حوالي الألف متظاهر.وقد دعت منظمات شبابية وإسلامية ويسارية إلى التظاهر للمطالبة بالإصلاح وإجراء تعديلات دستورية. لكن المنظمات الشبابية عادت ووزعت بيانات عبر فيس بوك وتويتر تعلن انسحابها من التظاهر لملاحظات جوهرية على الدعوات التي أطلقتها التشكيلات الإسلامية والمنظمات اليسارية التي اعتبرت "متطرفة وغير مناسبة."وقال مراقب مغربي في العاصمة "وجد الإسلاميون واليسار نفسيهما في موقف محرج إذا كانا يعولان على الحضور الشبابي نظرا لعدم قدرتهما على حشد الأعداد الكافية التي تسمح لهما بالإيحاء بأن المغرب على طريق تونس ومصر."وأضاف شريطة عدم ذكر اسمه "يدرك الشباب أن مسيرة الإصلاح قد انطلقت منذ وقت طويل ولدى وصول الملك محمد السادس إلى الحكم. فالبلاد تشهد تغييرات جوهرية على مستوى الإدارة الحكومية والأعمار واستقطاب الاستثمارات ومحاربة الفقر. لكن ثمة جيوب من الفساد والمحسوبية متوارثة من عقود لا يمكن القضاء عليها بسهولة إلا من خلال محاصرتها بالانجازات."وقال الصحفي المغربي المقيم في لندن سعد كراوي "ثمة إجماع شعبي شبه كامل على نوايا الملك محمد السادس ورغبته في إجراء إصلاحات جذرية في كافة مناحي الحياة."وأضاف "المغاربة يحبون ملكهم، ولكن هذا لا يمنع من أن ثمة حاجة للمزيد من الإصلاح خصوصا في مجالات القضاء والبنية الإدارية. مسيرة العاهل المغربي وحكوماته المتعاقبة تترك الكثير من العلامات الإيجابية على الطريق. ولعل هذا ما دعا القوى الشبابية إلى عدم الوقوع في فخ تصعيد الإسلاميين واليسار."واعتبر كراوي أن أولويات الشباب مختلفة تماما عن أولويات الإسلاميين واليسار. فهم يريدون لبلادهم التقدم والازدهار وليس إلى تقديم شعارات فضفاضة مثل "الإسلام هو الحل" أو "اليسار هو الحل". وأضاف "الشباب في المغرب يرى نفسه أقرب إلى التغيرات الكبرى في العالم نحو الليبرالية والانفتاح وليس التقوقع وراء شعارات أيدلوجية."وتعاملت قوات الأمن بحذر شديد مع المتظاهرين. وعدا حوادث شغب محدودة سجلت في الحسيمة ومراكش والعرائش، فأن التظاهرات مرت بسلام ودون تسجيل حوادث تذكر.وقال منظمون للتظاهرات أن حوادث الشغب جرت بعد انفضاض التظاهرات ومن قبل مشاغبين حاولوا استغلال الموقف.وشرع الملك محمد السادس بعد توليه الحكم عام1999 خلفا لوالده الحسن الثاني بحملة إصلاحات سياسية واقتصادية وتنظيمية واسعة دفعت بالمغرب إلى احتلال مراتب متقدمة في سلم النمو.وقد تمكن بنجاح من تطويق نشاط الإسلاميين الذين ينتمون إلى القاعدة عن تيار الإسلاميين المعتدلين في حين ترك فسحة كبيرة لقوى اليسار التقليدي في المشاركة السياسية كمعارضة أو في الحكم....وتقول منظمات دولية أن المغرب حقق الكثير في مجال الشفافية الحكومية ولكن لا يزال عليه أن يفعل المزيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق