التوافق بين الإنسان و البيئة
موضوع ملتقى فكري في آزرو
آزرو – محمد عبيد
دعا المشاركون في المنتدى الفكري حول "التوافق بين الإنسان و البيئة"المنعقد يوم الجمعة الأخير (30/03/2012) إلى ضرورة إشراك جميع فعاليات المجتمع المدني من أجل إحداث وكالة المناطق الجبلية للأطلس المتوسط يعهد لها الاهتمام بالمجال البيئي وتنمية ثرواته الطبيعية تنمية مستدامة تسعى إلى تطوير آليات الاستثمار المرشد والممنهج ،و إلى تنظيم ندوة وطنية للتعريف بالتنوع الطبيعي للمنطقة لضمان آليات تنموية تسعى إلى تطوير الكفاءات والقدرات لإنعاش الشغل وتطوير السياحة..
و قد استهل هذا المنتدى الفكري تحت شعار:"التوافق بين الإنسان والبيئة من اجل حوار ديمقراطي " المنظم من طرف جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب بآزرو ، والذي تتبعته مجموعة من تلميذات وتلاميذ بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة وبعض جمعيات المجتمع المدني والمهتمين بالمجال البيئي، بعرض فيلم وثائقي بعنوان"الإنسان و البيئة" كأرضية للنقاش حول الموضوع المقر تلته العروض المبرمجة، حيث انصب محور المداخلة الأولى لممثل فرع جمعية حقوق الإنسان السيد زبادي حول الأجرأة القانونية المراد نهجها في الحد من ضرب أيادي للحد من التلاعب بخيرات وثروات البلاد و سبل ردع سلوكات التخريب ونهب القطاع الغابوي معللا مداخلته بصور توضيحية عن ما آلت إليه الوضعية الراهنة من تخريب ونهب وقطع لأشجار الأرز بالأطلس المتوسط. أما المداخلة الموالية والذي قدم عرضها مدير المنتزه الوطني السيد عبد الرحيم درو فقد ركز محورها على الطرق الكفيلة للخروج من ورطة الاستغلال العشوائي للغابة مع إيلاء الاهتمام للساكنة المجاورة للغابة والعمل على التواصل معها عن قرب وإيجاد دخل قار لها من اجل جعلها تولي الأهمية البالغة للحفاظ على الغابة، وان مسؤولية رعاية و حماية المجال البيئي عموما و الغابوي على وجه الخصوص، ليست محسوبة فقط على إدارة المندوبية السامية للمياه والغابات، بل هي مسؤولية الجميع في الحفاظ على الغابة وغيرها من موارد الطبيعية .
ثم جاءت المداخلة الثلاثة والتي تقدم بها المراسل الصحفي محمد عبيد للتطرق إلى دور الإعلام في التتبع لأهم ما يمكنه القيام به إعلاميا بهدف الترشيد و التحسيس ولفت الانتباه لما تتعرض له البيئة بمختلف مجالاتها من سلوكات تضر بحياتها لافتا الانتباه إلى ما يتعرض له العمل الصحفي البيئي من إكراهات في المشهدين سواء الإعلامي أو الدوائر المرتبطة بالبيئة و حتى الجمهور (المتلقي) من حيث الاهتمام و المواكبة للأوضاع المرتبطة بالمجال البيئي سيما و أن دور هذا النسق الإعلامي له الأثر البارز للمساهمة في التنمية المستدامة، وأعطى نظرة موجزة عن المواكبات الإعلامية التي أدت إلى ظهور الإعلام البيئي من خلال فضائح بعض الكوارث العالمية معللا ذلك بتشرنوبيل، والأسباب التي أدت إلى انتباه وجوده في المغرب من خلال مواكباته لحرائق مهولة التي تعرضت إليها أهم الغابات وطنيا و إقليميا ، وما عاشته الغابة من نهب وقطع للأشجار وبالخصوص شجرة الأرز بالأطلس المتوسط و ما رافق ذلك من الخروقات التي أنجمت عن بعض المسؤولين بدون محاسبة ..
أما مداخلة السيدة فريدة نيتلحو فإنها تطرقت إلى التعريف بأهداف الجمعية التي تشتغل بها مركزة في أقوالها على دور المؤسسات التعليمية في الدور التحسيسي و التوعوي للناشئة و إيلاء الأهمية البالغة للتربية البيئية والاهتمام بالمناطق الخضراء باعتبارها المتنفس الوحيد للأبناء والأسر.
و بخصوص كلمة الأستاذ إدريس الخمسي عن جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، فإنها تطرقت إلى تحليل المحور في شموليته موضحا مفهوم البيئة بمعنى الطبيعة وليست بالمحيط والإنسان ابن بيئته فهو متعايش معها بجمالها و بقساوتها وبكل مالها وما عليها والحفاظ عليها مسؤولية الجميع وما يلزمه الأمر من المراقبة والتتبع والمساهمة في التحسيس والتوعية .
وبعد هذه المداخلات فتح باب المناقشة حيث أجمعت جل المداخلات على ضرورة الاهتمام و الحفاظ على ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية يحسد عليها والى مزيد من العناية بالمناطق الخضراء والتشجير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق