هل بدأت حكومة بنكيران سياسة التقشف من
إفران؟
توقيف مشاريع في قطاع التعليم بقيمة 1,5 مليار
درهم..
و مدرسة شبح عمرها 11 سنة لا تظهر سوى على
الورق
تحقيق:
محمد عبيد - آزرو –
من حق سكان إقليم افران أن يتساءلوا إن كانت فعلا حكومة
بنكيران قد بدأت مخططها التقشفي من أعالي جبال الأرز و العرعار... فقد تأكد لنا في
"المسار
الصحفي" و في "فضاء الأطلس المتوسط" أن وزارة التعليم استرجعت 1,5
مليار درهم من مصالحها في جهة مكناس تافيلالت، كانت مخصصة لبناء مؤسسات و مشاريع
تعليمية.
و كان رئيس الحكومة بنكيران قد أعطى تعليماته في الأسابيع
الأخيرة إلى كل الوزراء بنهج سياسة تقشف(...) كبيرة’ من بين ما جاء فيها، ضرورة
وقف بناء المؤسسات و الإدارات...و الاكتفاء بكراء المقرات إذا استدعت الحاجة ذلك.
و منذ حلول شهر شتنبر الجاري انصبت أحاديث الخاص و العام
بإقليم افران حول الدخول المدرسي الجديد
ليفرز كل المتاعب والمصاريف
التي تشغل بال الآباء من جهة وما واكبه، من جهة أخرى ، من أحاديث عن الإصلاحات
ليكون الدخول المدرسي لهذه السنة في موعد مع الإصلاح الكبير الذي أعلن عنه صاحب
الجلالة الملك محمد السادس في خطابه في 20 غشت الماضي والذي دعا فيه جلالته إلى
وضع إستراتيجية للشباب والتعليم.... لتجاوز قالب تعليمي أثبت محدوديته بفعل الهدر
والفشل المدرسيين والصعوبات في إتقان اللغات الأجنبية وضعف البنيات وإتباع مقاربة
بيداغوجية غير سليمة٬ وذلك كله في إطار سلسلة من الإصلاحات المتتالية التي لم تثمر
نتائج حقيقية٬ حيث يواصل تكوين أجيال بشكل لا يستجيب لانتظارات سوق الشغل٬ ومن تم
يبقى السؤال مفتوحا حول المقاربة التي سيتم اعتمادها بعد انتهاء المخطط
الاستعجالي.. كل هذه الأحاديث تكشف في عمقها تخوفا كبيرا من حيث التغيير المنشود و
تذهب بعض الألسن إلى حد القول عدم ظنها في أن هذا الموسم الدراسي سيختلف عن سابقيه لتحقيق الحكامة الجيدة و الشفافية في التدبير و تقوية الانخراط في الإصلاح
مادامت الخلاصة من هاته الأحاديث و معها بعض الأصوات المرتفعة بالإقليم توحي بان الدخول
المدرسي الجديد سيكون على صفيح ساخن، إذ أن موجة من الغضب عمت آباء وأولياء حول
واقع بعض المؤسسات التعليمية التي لا تحمل من الصفة الاسم و أخرى تبقى مجرد بناية
مغلقة لن تدب بها الحياة المدرسية إلا بمشيئة قادر؟ أما عن المدرسة الشبح في آزرو
فذاك ما يثير الغرابة في الموضوع... هذا ناهيك عما توصلنا به من معلومات تفيد أن
سبب الأزمة وراءها المصالح المركزية للقطاع بقيادة السيد محمد الوفا (وزارة
التربية الوطنية) لا الإقليمية و الجهوية معا حين طالبت الوزارة قبل انتهاء الموسم
الدراسي الأخير من النيابة الإقليمية بإفران و الأكاديمية الجهوية للتربية و
التكوين استرجاعها الاعتمادات (ما قدره 1,5 مليار درهما) التي كانت مخصصة لانجاز
مشاريع بنيوية بالإقليم حتى تكون جاهزة مع انطلاقة الموسم الجاري ... المشاريع
البنيوية التي تم التراجع عنها أو إقبارها التي تتجلى في:1- مشروع بناء إعدادية بحي الرتاحة في آزرو.- 2- بناء ثانوية بجماعة وادي إيفران-
--3- بناء إعدادية بحي الأطلس بإفران – 4- إحداث داخلية بإعدادية جماعة تزكيت..-
5- إحداث نواة لثانوية تاهيلية بتعاون مع جماعة تيمحضيت...
كل هاته
المشاريع التي أصبحت الآن انجازاتها على كف عفريت؟ تثير معها تساؤلات عريضة حول
مدى إستراتيجية وزارة التربية الوطنية في تعميم التعليم العمومي و تقريب مؤسساته
من التجمعات السكنية و خدمة الناشئة التعليمية في إطار تفعيل الحياة المدرسية، واستحضار ثقافة التدبير بالمشروع
لتحقيق ما ترسمه الوزارة من أهداف تهم إنجاز مشاريع تأهيل المؤسسات التعليمية
والداخليات وتجهيزها لتجاوز ما تسعى إليه من حيث إحداث المؤسسات التعليمية
بالأسلاك الثلاثة، وإحداث الداخليات بسلكي الثانوي التأخر إنجاز البنايات على
مستوى الاكتظاظ بعدد كبير من المؤسسات التعليمية، وخاصة بالسلك الثانوي التأهيلي
أمام ما يحصل من انعكاس التأخر في إنجاز
البنايات على مستوى الاكتظاظ بعدد كبير من المؤسسات التعليمية، وخاصة بالسلك
الثانوي التأهيلي .
و إذا كان مصير هاته المشاريع سيبقى
عالقا ، فما يثير و يشغل بال الساكنة ببعض المراكز بإقليم افران يدعو إلى الغرابة
من حيث ما تنتهجه وزارة التربية الوطنية من تجاوزات غير مفهومة عندما نذكر أن بجماعة
عين اللوح ارتفعت الأصوات من جديد هاته الأيام مستنكرة و منددة لما بلغ إلى علمها
من استمرار إغلاق مدرسة الفتح منذ ما لا يقل عن ال7 في وجه فلذات أكبادها دون أن
تتم إعادة بنائها.....و لتستمر معاناة التنقل من اجل التمدرس للمتعلمين التابعين
لها بقطع مسافة 3كلم (ذهابا و إياب) للالتحاق بثانوية أبوبكر الصديق من أجل تلقي
تعليمهم إذ بالرغم من كل الوعود وكل اللقاءات والحوارات التي جرت
بين المسؤولين الإقليميين عن التعليم
السابقين و الحاليين لم تظهر بعد بوادر انتهاء هاته الأزمة و قد حطت السنة الثامنة
لها مما يتسبب من جديد في رفع وثيرة التصعيد للتنديد و الاحتجاج .. و عليه تتساءل
الساكنة " فإلى متى سيظل الوضع كما هو عليه حاليا؟".. ثم أخيرا، فكم
ستتعاظم الغرابة إذا رفع إلى علم السيد محمد الوفا والحكومة التي ينتمي إليها
عندما تثار قضية "مدرسة شبح" بمدينة آزرو رقعتها هي الآن عبارة عن مزبلة
بين حي الاطلس2 و تجزئة النخيل تعتبر قائمة الذات في الحياة المدرسية بوزارته أطلق
عليها اسم "مدرسة الرتاحة" بعد أن تأرجحت عدة أسامي لها منذ أن كان أن
تم وضع الحجر الأساسي لبنائها بداية صيف 2001 باسم "مدرسة بن تاشفين "
فتحول إلى اسم "مدرسة النخيل" قبل الاسم المعتمد حاليا .. و لتزيد غرابة
ساكنة محيطها عند علمت بتعيين مدير و أساتذة (24 أستاذة و أستاذ) إثر حركة
انتقالية جرت قبل سنتين (الحركة الانتقالية برسم 2010 و 2011) يعتبرون أطرها نشيطين،
و لكن على الورق...و لكن لا اثر لحد الآن لأية بوادر انطلاقة أشغال بنائها بأعذار
غير مفهومة سيما عندما خرجت لجن متعددة الاختصاصات لمعاينة البقعة الأرضية لهاته
المؤسسة التعليمية الشبح استفزت مشاعر الساكنة في انتظار حضور حقيقي لمؤسسة تتغنى
بوجودها وزارة التربية الوطنية على الأوراق الإدارية المعتمدة...
هذا كله دون نسيان الوعود
المنكوصة بخصوص المدارس الجماعاتية التي لم يظهر عددها بمستوى الحاجة إليها أو
الخصاص المهول الذي سيتسبب في كارثة اكتضاض كبيرة.. ولعل الخطاب الملكي الأخير رسم ملامح اعتراف الدولة
بهذا الفشل الذريع الذي حاولت الحكومة من خلال تصريحات وزرائها التخفيف من حدته
لكن ما ستر الأصبع شمسا الاحتقان
الاجتماعي في المنظومة التعليمية، لنعرف حجم المستنقع الذي يغرق فيه التعليم
الوطني يزكيه الترتيب الذي يحصل عليه بين دول العالم في مختلف الإحصائيات الدولية
المهمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق