ساكنة أوضاروش
بأداروش إقليم إفران
تطالب بالترافع المسؤول
لمناهضة الفقر و التهميش
لتشجيع
التنمية البشرية الذاتية
أداروش- محمد عبيد
حملت ساكنة أداروش و
بالضبط بمشيخة أوضاروش بإقليم إفران ممثليها في الشأنين الجهوي و الاقليمي مسؤولية
الترافع عنها لدى كل الدوائر المختصة و المعنية بأوضاعها و همومها في مختلف المجالات الاجتماعية خصوصا منها
في قطاعات التعليم و الصحة والمواصلات والماء الصالح للشرب و الكهرباء التي تمثل نموذجا من المشاكل الحقيقية التي تعاني منها لإيجاد
حلول ناجعة لهاته المشاكل التي تعانيها منطقتها الجبلية التي تعيش العزلة و التهميش و النقص الواضح في التجهيزات و
البنيات التحتية.. وما تعانيه هذه المنطقة الجبلية خلال الأيام الممطرة خصوصا في
فصل الشتاء و ما يعرفه من تساقطات ثلجية تجعلها تعيش العزلة الكاملة عن محيطها
الخارجي إلى جانب ما تعيشه بين سندان التهميش و مطرقة العزلة و الحصار و من أوضاع قاسية تتمثل في تدهور سريع للموارد
الطبيعية من غطاء نباتي و تربة و وحيش مما أدى إلى مسلسل التفقير و التهميش بالرغم
من مساهمة المنطقة في مداخيل الميزانية بشكل مهم و لكنها لا تستفيد من برامج
التنمية بالشكل الكافي... في غياب مشاريع ذات المردودية العالية من شأنها توفير فرص العمل و امتصاص البطالة، أمام عدم تبني صريح في المقاربات الهادفة بمشاركة هاته الساكنة
لتوعيتها و السعي إلى إدماجها في النسيج الاقتصادي...
هي خلاصة محاور اللقاء
التواصلي الذي جرى يوم الأحد الأخير(27/01/2013) بمشيخة أوضاروش بمنطقة أداروش و
الذي نظمته جمعية الأطلس المتوسط لألعاب القوى
أداروش بتنسيق مع جمعية الفلاح الفلاحية و الأعمال الاجتماعية بإقليم إفران حول
كيفية إيجاد السبل الكفيلة لإدماج الساكنة بمنطقة أداروش التابعة لدائرة آزرو
إقليم إفران في المجال الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي و الرياضي تحت عنوان"
النهوض بالعالم القروي"..
مشيخة أوضاروش التي تبعد عن مدينة آزرو بحوالي
40 كلم و الواقعة عند ملتقى الطرق الثلاثية الرابطة بين كل من مريرت و بوفكران و
آزرو و التي تقطنها حوالي 1200 نسمة عبر مساكن ريفية مهترية و مشتتة على مئات
الهكتارات، تعتبر الأخصب من نوعها في البلاد، لا زرع فيها فقط مراعي عشب شاسعة،
حيث ترعى آلاف الأبقار و الماعز .. بساط أخضر لا يحده البصر... و بالرغم من هاته
المؤهلات الطبيعية تعيش على تدهور اجتماعي يستوجب التأملات لمناهضة الفقر من خلال
تشجيع التنمية البشرية الذاتية و المحلية لاستئصال هذا الفقر و الهشاشة بهذه المنطقة حتى يمكن جعل
حد للتدهور الاجتماعي و أوضاع الموارد الطبيعية بها و التقليل من هوة الفوارق التي تشعر المواطنين
بها بالغربة عن الوسط الوطني العام..
اليوم التواصلي الذي قال
عند افتتاحه يوسف طاعوش نائب رئيس جمعية الأطلس المتوسط انه جاء لأجل فتح جسور
التواصل مع الساكنة و الاستماع إليها سيما و ان منطقة أزكاغ تتعرض إلى التدهور في
مختلف المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و في غياب حوافز لإشراك هاته الساكنة في
المجالات الثقافية و الرياضية فضلا عن عدم ظهور أية بوادر تأشر لخلق تنمية مستدامة
تفيد هاته الساكنة الجبلية خصوصا في غياب مستوصف صحي و نقص في المدارس أساسا
الجماعاتية و صعوبة المسالك الطرقية هذا بالإضافة إلى غياب الدعم للفلاحين رغم
محدودية الإنتاج إذ لم يكن منعدما كون اغلب ساكنة هاته المنطقة يعرفون بتربية
الماعز و البقر و هم في حاجة إلى العقلنة لتدبير سياسة القرب ضمانا لحياة كريمة و الاستفادة
من شساعة الأراضي التي تشتهر بخصوبتها... لهذه الحالات و غيرها يتطلب الموقف شحذ
الهمم و النفوس للانفتاح على تحريك و تنشيط الحياة العامة لطرد العزلة و الخروج من
الانكماش على الذات حتى تضمن هاته الساكنة مردودية و لو على الأقل معنوية في
انتظار الاقتراحات و تقريب وجهات النظر التي تطرح في هذا الملتقى " .. من
جانبه اعتبر سعيد شباعتو رئيس مجلس جهة مكناس تافيلالت في تدخله ان اللقاء فرصة
للتواصل مع الساكنة للوقوف على ابرز المشاكل التي تعاني منها و كذا الإمكانات التي
تتوفر عليها المنطقة لتحقيق مشاريع هادفة للخروج من قوقعة الفقر و التهميش مطالبا
الحكومة انتهاج السياسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي طالما كطالب
الاهتمام بالعالم القروي بتسخير الإمكانات
المتوفرة، و مذكرا بتقرير لمديرية الشأن المحلي خاصة ما ارتبط بالجهوية الموسعة
التي وجب تفعيلها حسب ما نص عليه الدستور و كذلك تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة ،
فالمرحلة يقول شبعتو هي مرحلة طرح قانون خاص بالمناطق الجبلية التي يمكنها دخول
غمار التنمية كون كل تنمية وجب ان تأخذ بعين الاعتبار المؤهلات البشرية و الطبيعية
و المؤهلات الجمالية .. و مشيرا إلى ان في الساكنة بالجبل في ظل الأوضاع المزرية
التي تعيش عليها متكبدة كل المحن دون رفع أصواتها ، فلا يعني ان هاته الساكنة في
غياب الاحتجاجات لا تعاني من الفقر و التهميش.
و سار نبيلبنعمر بلخياط النائب البرلماني
بدائرة إفران على نفس التوجه لشباعتو مذكرا ان 13 المليون و نصف من ساكنة الجبل
بالمغرب أي 42% تساهم في الميزانيات العمومية و لا تستفيد بشكل ملموس بها في
العالم القروي...فغياب سياسة واضحة للحكومة لهمّ العالم القروي من اجل إيجاد
الحلول التي يمكن اقتراحها لتجاوز المشاكل يتطلب أساسا إحداث تعاونيات كبيرة توحد
المجهودات بهاته المناطق ...و اعتبر عبد الله أوحادا رئيس المجلس الاقليمي لعمالة إفران
في كلمته ان التشاور و الحوار و تبادل الآراء من شانه ان يساهم في سبل إيجاد
الحلول للأوضاع المقلقة التي تعيش عليها ساكنة الجبل .. المشاكل التي تعد كبيرة و
لا يمكن تجاوزها في لحظة قصيرة معترفا بصعوبة هاته المشاكل التي ترتبط بالسلم
الاجتماعي و التي وجب الانتباه إلى خطورتها و ما تعانيه ساكنة الجبل في صمت ،
مشيرا ان اختصاصات الجماعات لا يمكنها ان تحقق السلم الاجتماعي المرغوب فيه أمام
غياب الموارد إذ لا يمكن ان تساهم في تنمية العالم القروي على وجه الخصوص بل ان
غياب هاته الموارد تتسبب في اختناق بين الساكنة و المنتخبين" ففاقد الشيء لا
يعطيه" يختم رئيس المجلس الاقليمي كلمته قبل ان يذكر أيضا بضرورة استفادة
الساكنة الجبلية من الموارد الغابوية التي يمكن اعتبارها هي موارد ذات أحقية
بالساكنة قبل الدولة و وجه من جهته نداء إلى جلالة الملك محمد السادس الذي يقدر
معاناة الساكنة الجبلية و النائية لرفع الحيف عن هاته الأخيرة سيما ما يهم رفع
وصاية وزارة الداخلية عن أراضي الجموع لتجاوز المشاكل المستفحلة منذ عهد الحماية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق