الطمع وضيق العين
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد
د. مصطفى يوسف اللداوي
الإنسان بطبيعته طماعٌ شره، يحب أن يحوز على كل شئ، أياً
كان هذا الشئ،
فهو كثير الشكوى والتذمر والسؤال، يتطلع دوماً نحو
المزيد، وإلى حيازة الجديد..
يستوي في ذلك الفقراء والأغنياء، والقادرون والعاجزون،
والمالكون والمحرومون...
دائماً ... لا يكون راضياً عن نفسه، ولا قنوعاً بما
عنده، ولا مكتفياً بما حقق، ولا يحمد الله على ما أعطاه، ولا يشكره على ما امتن به
عليه، وينسى ما حباه الله من النعم، وما تفضل عليه من العطايا، وما ميزه عن غيره
من الخلق، ينسى الصحة والعافية، ويتجاهل التوفيق والسداد، ويغمض
العين عن النجاح والفلاح، تضيق عينه بما عنده ولو كان كثيراً، ويتطلع إلى ما عند
غيره ولو كان قليلاً، ينسى ما عنده وما يملك، ويذكر ما يعتقد أنه ينقصه، ويرى أنه يحتاجه، وفي سعيه بطمعٍ وشره، فإنه قد يخسر ما جمع وحوى، وقد
يفقد ما ملك واشترى..
إنه الإنسان الجهول الذي لا يرضيه شئ، ولا يشبعه شئ، في
الوقت الذي لا يأخذ معه إلى قبره شئ..
أفلا يكون عبداً لله شكوراً، وبنعمته عليه حامداً
متحدثاً، إذ بالحمد والثناء تدوم النعم .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق