مجتمع التشرميل: من المسؤول عن هذا الوباء؟...
وكيف الخلاص من هذا المستنقع؟؟...
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
عذرا على استخدام هذا
المصطلح"التشرميل" نظرا لما يحمله من معاني في التعبير عن كل ما له صلة
من أسلوب عنيف وقاسي ومؤلم، ولكنه التوصيف الأقرب لما بات عليه المجتمع المغربي
الذي كان هادئا وكان محافظا وكان لطيفا، قبل أن تتفشى فيه من الأوبئة الأخلاقية
والأمراض الاجتماعية ما لا طاقة للإنسان السوي به، مثلما لا طاقة للمسلمين بجرائم
التنظيم المسمى الدولة الإسلامية "داعش" التي ينسبها ظلما وعدوانا
للإسلام، والإسلام منها براء..
أي نعم هذه الأمور يستهجنها
ويستنكرها ويدينها غالبية المغاربة، لكنهم شركاء فيها أو في بعضها، بشكل أو بآخر،
ولن يغير الله ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا صلاح لحالهم دون إحياء فريضة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
فلقد تراكمت الأسباب وتعددت
أسباب هذا التخبط الفكري الذي أصبحنا نعيش عليه اليوم، فبناء حضارة في أي مجتمع
يتصل بعوامل عدة، اقتصادية واجتماعية وفكرية وسياسية، وهناك سبب آخر هو أن
المثقفين في الأمة ليسوا على منهج واحد في التفكير والطرح، ويعتبر هذا عائقا في
النهضة والثقافة، وكما أن أسباب المرض والوهن والتدني كثيرة، فالحلول يجب أن تكون
متنوعة أيضا، بداية بتحقيق ثقافة حقيقية بإصلاح مناهج التعليم والتربية، وغرس
الكثير من القيم في مجتمعاتنا بتثمين علاقة العمل والاقتصاد، وتنمية فكر الإنتاج
بدل الاستهلاك، وببروز قيادات سياسية صادقة مع شعوبها، وخادمة لأوطانها.
إن إنتاج مجتمع"التشرميل"، يخضع لتوافر شروط محددة: اقتصادية، واجتماعـيـة، وثقافــيـة، وسياسية محكومة بتدين المجتمع، واستغلال ذلك التديـن إيديولوجيا وسياسيا، في التعــامل مع المشاكــل المختلفــة، القائمة في الواقع، بمنطق ذلك الاستغلال...
وحتى نتجنب الانغماس في مستنقع"التشرميل"، من أخمص القدمين إلى هامة الرأس، علينا أن نحرص على إنتاج مجتمــع نوعي، على مستوى الفكر، وعلى مستـوى إنتاج القيم النبيلـة، وعــلى مستوى "الممارسـة اليـومـيـة"المتسمة بالوضوح الأيديولوجي والسياسي، وعلى مستوى بناء اقتصاد وطني متحرر يسعـى جعل الاقتصاد المغربي في مستـوى اقتصاد الدول المتقـدمة والمتحـررة، وعلى مـسـتـوى الاهتمام بتقديم الخدمـات الاجتماعيـة ذات الــجـودة الـعالــيـــة، في مجالات التعليـم، والصـحة، والسكن، والشغل، والترفيه، وغير ذلك من الخدمــات الاجتمــاعيـــة، الــتي تقف وراء تــقـــدم وتــطــور المجتمعات وفي جمــيــع المجــالات، وعــلى مــسـتــوى الإنــتــــاج الثــقــافــي النـبيــل والمتــنـوع، مـما يجعـل الإنــتاج الثقـافي مستجيبا لإنتاج القيــم النبيلــة، التي تتناولــها اهتماماتالناس، لجعلها تصير جزء لا يتجزأ من منظومة القيم النبيـلــة، التي تساهم، بشكل كبير، في بلـورة الشـخـصية الـفـردية، والجـماعـية، وعلــى مـستـوى الممــارسة السياسية الحقيقية التي لا تخــرج عن كـونها سـيـاسة الحقــيقـة لأن السـياسة الحقيقية هي سياسة الحقيقة...
فلقد تراكمت الأسباب وتعددت
أسباب هذا التخبط الفكري الذي اصبحنا نعيشه اليوم، فبناء حضارة في أي مجتمع يتصل
بعوامل عدة، اقتصادية واجتماعية وفكرية وسياسية، وهناك سبب آخر هو أن المثقفين في
الأمة ليسوا على منهج واحد في التفكير والطرح، ويعتبر هذا عائقا في النهضة والثقافة،
وكما أن أسباب المرض والوهن والتدني كثيرة، فالحلول يجب أن تكون متنوعة أيضا،
بداية بتحقيق ثقافة حقيقية بإصلاح مناهج التعليم والتربية، وغرس الكثير من القيم
في مجتمعاتنا بتثمين علاقة العمل والاقتصاد، وتنمية فكر الإنتاج بدل الاستهلاك،
وببروز قيادات سياسية صادقة، وخادمــــة لوطـــنهـــــا...
ومن أجل أن نتمرس على الوضوح السياسي، في جميـع مجالات" الحـــيـاة"مــن أجـل جعـل مواقـفنـا السياسية، محترمة لدى الرأي العام الوطني، والــدولي، ممـا يرفــع مـن مكانـة الشـعـــب المـغـربـي على جميع المستويات، وفي جميع المنابــر الدوليــة، التـي تحـرص على الـوضـوح السيـاســي في الـتـعـامل الدولي... وبرسم
الخطوط الحمراء التي يجب عدم تجاوزها، لجعل الشعب المغربي بعيدا عن إنتاج الظــلامية والظلاميـيـن، الــذيــن يعملون على نشـر الإرهـاب في الواقـع الاقتصـادي، والاجتمـاعـي، والثقافـي، والسيـاسـي، ومــن أجــل تجنـب إنتاج الإرهاب نفسه...
هذا دون إغفال ضرورة
احترام ما ورد في المواثيق، والاتفاقيات الـدولية المتعلقة بحقــوق الإنـســان، الــتي صـادق عليهـا المغرب، والتي لا زلنا في حاجة إلى أن تتلاءم معها قوانيننا المعمول بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق