تتويجا للملتقى الثامن للسيرة النبوية
المجلس العلمي لإفران يدخل الفرحة على 140أسرة
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد*/*
أدخل المجلس العلمي المحلي لإفران الفرحة والسرور على عائلات 140 طفل باستفادتهم من عملية إعذار جرت يوم الأحد الاخير14ماي2017 بمصحة الدكتور بوشريط بمدينة آزرو، حيث تمت عملية الإعذار بفضل جهود وكفاءة الطاقم الطبي بشكل ايجابي بالرغم من الإكراه الذي تسببه انقطاع التيار الكهربائي والسابق تقديم ملتمس في شأنه للمكتب الوطني للكهرباء بالمدينة باستحضار هذه المناسبة والأخذ بعين اعتبارها، حيث اضطر المجلس إلى البحث عن محول كهربائي وضعه شخص محسن رهن إشارة هذه المناسبة الاجتماعية.
هذه المناسبة الاجتماعية توجت مختلف الأنشطة التي برمجت في إطار الملتقى الثامن للسيرة النبوية للمجلس العلمي المحلي لإفران التي عاشتها عدد من فضاءات مساجد ودور الطالب بعدد من النقط سواء الحضرية أو القرية بإقليم إفران حيث قدم بها على مدى يومي الخميس والجمعة الأخيرين أساتذة وفقهاء وأعضاء من المجلس العلمي ندوات ومحاضرات ارتبطت بمحور الملتقى كالعمل الاجتماعي عبادة فاعلة ومتعدية، والتكافل الاجتماعي في الإسلام، والخصائص والأهداف، وفضل العمل الاجتماعي ومكانته في الإسلام، والإيثار كسلوك حضاري وخلق إسلامي رفيع، والتآخي بين المهاجرين والأنصار، دروس وعبر في التكافل الاجتماعي، وفقه حديث الأشعريين، وصور من التكافل الاجتماعي في الإسلام...
ففي الملتقى الثامن للسيرة النبوية للمجلس العلمي المحلي لإفران والذي احتضنت فعاليته قاعة المناظرات بمدينة إفران يوم السبت 16شعبان 1438ه الموافق ل13ماي2017 في موضوع:"العمل الاجتماعي دعامة للتنمية"، أجمعت كل الكلمات والعروض الفكرية والمناقشات على مدى الدور الايجابي الذي يلعبه العمل الاجتماعي بما تضمنته الشرائع السماوية من مثل وقيم ومبادئ نظمت السلوك البشري، وأفسحت المجال للطاقات الإنسانية للتأثير في أنماط الحياة وأنشطتها وأحداث التطور الهادف نحو الإبداع والكمال. انطلاقاً من الحقيقة التاريخية، وهي أن الوطن الإسلامي عموما والمغربي على وجه الخصوص مهد الحضارات التي كرمت الإنسان وأكدت حقه في حياة حرة عزيزة، على أسس من الحرية والعدل والمساواة، وأكدت مااً أرساه المجتمع المغربي، عبر تاريخه الطويل، من مفاهيم اجتماعية كان لها أثرها العميق في التطور الحضاري للإنسان... سيما عند ذكر الأستاذ سليمان خنجري رئيس المجلس العلمي المحلي في كلمته الافتتاحية على أن الجانب الاجتماعي من شمائل النبي، الإنسان له علاقته بربه، وله علاقته بمن حوله، فعلاقته بمن حوله تشِّكل الجانب الاجتماعي، هناك جانبٌ عقلي، وهناك جانبٌ جسمي، وجانبٌ نفسي، وهناك جانبٌ اجتماعي، ففي الجانب الاجتماعي شمائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم تلفت النظر، من هذه الشمائل المشاركة الوجدانية، الإيثار، التواضع، الجود، قوة الوجود في المجتمع، البشاشة، الأُنس، اللين، هذه كلها من شمائله الاجتماعية صلى الله عليه وسلم. واعترافاً بأن التقدم الذي تحقق في الأحوال الاجتماعية للمواطن المغربي لم يزل غير كاف، رغم ما بذل من جهود مما يستلزم مزيداً من الجهود الواعية المشتركة القائمة على العلم والتخطيط... واقتناعاً بالعلاقة الوثيقة بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية واعتماد كل على الأخرى في تحقيق التقدم والرخاء والحياة الأفضل... وإيماناً بما تضمنته الشرائع السماوية من مثل وقيم ومبادئ نظمت السلوك البشري، وأفسحت المجال للطاقات الإنسانية للتأثير في أنماط الحياة وأنشطتها وأحداث التطور الهادف نحو الإبداع والكمال... وكون العمل الاجتماعي، الذي يعتبر ممارسة إنسانية من حيث جوانبها النظرية والعملية، يتسم بعنصر التطوع الذاتي الإرادي والمبادرة الشخصية انطلاقا من إيمان وقناعة مع التحلي بروح التعاون والتكافل والتضامن ونكران الذات والتضحية المادية والمعنوية، بكل تفان في العمل المستمر، والتفاهم وتفهم المواقف المختلفة، وتقديرها في إطار قبول الآخر والاحترام المتبادل... ومن هذا المنطلق حمل الملتقى عنوان"العمل الاجتماعي دعامة للتنمية" لترسيخ التربية على المواطنة وغرس القيم الأخلاقية وتنمية روح التكافل والتضامن والتآزر والمبادرة الشخصية والتضحية ونكران الذات وتوطيد العلاقات ومد جسور التواصل وتعزيزها بين الأفراد والجماعات...
الدكتور محمد الروكي في محاضرته بعنوان :التأصيل الشرعي للعمل الاجتماعي ونماذجه المشرقة" أكد على أن العمل الاجتماعي مبدأ من مبادئ الدين الإسلامي ويتجلى ذلك في العبادات كصلاة الجماعة وصلاة الجمعة والعيدين والحج وغيرها، مستدلا بقوله تعالى:"وتعاونوا على البر والتقوى"... ليتطرق إلى أصول التأصيل الشرعي مبينا من أصوله أن الأحكام إما فروض عين أو فروض كفائية وما نظام النفقات فهو نوعان إما إلزامية أو تطوعية، ومفسرا أنظمة الزكاة و الكفارات والديات والوقف والتبرعات والعواري والقرض أي القرض الحسن فالإرث... ليختم محاضرته ببعض النماذج؛ في السيرة النبوية منها بناء رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسجد بمجرد وصوله إلى المدينة، المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كتابة وثيقة بمثابة دستور للأمة آنذاك.
وفي الجلسة العلمية الثانية، تحدث المحاضر الدكتور الحسن حالي في مداخلته تحت عنوان"صور من العمل الاجتماعي من خلال السيرة النبوية مقدما نبذة تاريخية قبل مجيء الإسلام وعن الأدبيات الشيوعية مشيرا إلى دور الإسلام من خلال العمل الاجتماعي ومعتبرا أن الاقتصاد الإسلامي هو الذي يؤدي إلى تفريج الأزمات ومشيرا إلى تصور الإسلام لمعالجة العمل الاجتماعي ومبينا أن من جملة معجزات السيرة النبوية العمل الاجتماعي وهو كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول وفعل أو تقرير... ومن هذه الصور المؤخاة بين المهاجرين والأنصار حيث تركوا ديارهم وأموالهم لتحقيق الكفالة الاجتماعية وتحقيق مبدأ العدل أساس الوحدة الاجتماعية، ومن صوره أيضا التعامل مع أهل الصفة، وكذلك مسألة إسكان الناس وإعانتهم في حالة الحروب... كما تناول المحاضر تأطير العمل الاجتماعي من خلال مسؤولية الدولة الاجتماعية العامة... ليخلص القول إلى أن السيرة النبوية هي نموذج تطبيقي عملي للعمل الاجتماعي من خلال بث روح الجماعة وتماسك الأمة.
أما المحاضرة الثانية من هذه الجلسة العملية الثانية فتناول خلالها الدكتور عبدالعزيز فارح من خلال عرضه تحت عنوان:"الوقف ومكانته في التنمية من خلال السيرة النبوية" تحدث عن الوقف من خلال مظاهر التكافل الاجتماعي انطلاقا من الحديث النبوي الشريف الذي يقول:"إذا مات بني آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها"صدقة جارية" لبين مفهوم الوقف وأركانه حيث قال ان الوقف هو تحبيس الأصل وتسبيلا الثمرة كحفر بئر أو غرس شجرة أو بناء مدرسة لطلب العلم، وغير هذا كثير... ولقد اعتبر المحاضر أن الوقف يتجلى في بيوت العبادة كمسجد كمسجد قباء ثم مسجد المدينة المنورة، كما أوقف الصحابة رضي الله عنهم أموالهم... ولم تفت المحاضر الإشارة الى مجالات الوقف كالجانب الصحي في بناء المستشفيات والمجال الاجتماعي كبناء دور الارامل والايتام، كما تطرق ايضا الى مجالات الوقف في المغرب كبناء الجامع... وليقفل مداخلته بحث الائمة والخطباء والوعاظ بالتحسيس وتوعية المجتمع لمصلحة الوقف وأهميته لبناء مجتمع متماسك...
وجدير بالإشارة الى أن هذا الملتقى الثامن للسيرة النبوية للمجلس العلمي المحلي لإفران عرف تكريم بعض الفقهاء والأئمة إلى جانب تقديم جوائز تحفيزية... كما تم تخصيص درع الملتقى للسيد عامل إقليم إفران تسلمه بالنيابة عنه السيد محمد زوهير الكاتب العام لعمالة الإقليم...لترفع أشغال الملتقى بقراءة برقية مرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق