تغريدة قلب وعقل... و تراتيل الفرج
تهرب من
واقعك بحثا عن موطن جديد تسكن فيه أحلام وآمال وطموح بغد أفضل ومستقبل واعد منشود،
وأنت في طريق الهروب نحو الخلود، اللاموت، نحو أحاسيس جديدة لم تعرفها بعد كالسعادة
فهي إحساس موجود مسمى ولكنه مفقود، لا أحد يحسه، وتشد الرحال لتخطي خطوة يردعك
نحوها جدار البطالة، النفاق، والمفهوم يختلف، تشرد أطفال لا تستطيع إنقاذهم، والدة
مع إيقاف صفة الأمومة، أب يبيع إبنته للأغنى ماديا والأفقر أخلاقيا، عاهرة تبحث عن
ما لا وجود له (عزرائيل)، فتى يشتري السلعة بالحب وآخر يشتري عقولا بالوهم،
إغتصاب كلي للأحاسيس البشرية، فقدت الأبوة معناها والأمومة ثارت على النساء، الحب
باع القضية وهربت الإنسانية نحو مثواها، فقدت الصداقة مصداقيتها، الطفولة أغتيلت
تحت قصف الذل وشباب قتلت أحلامه خدرته جرعات البطالة ...فضلات بشرية، جثث تتنفس، واقع
وهمي، حياة بعد الموت أو لا تكون ولا وجود لهروب من الواقع، عد أدراجك يا عقلي، جر
أحلامك، تلحف بطموحك، سد بمستقبلك ونم يا عقل نم !! تريت لحظة وكأن بي شيئا
يذكرني بأنه كان لي شيء يحيي العقل، فأين هو ؟ ما هو؟... بأسئلة قصيرة متبعثرة وجدت
الجواب، لكن جواب يوصل إلى حوار بدأ من نفسي ومع نفسي أقول هل مات القلب الذي كان
يصخ الدماء، أجابني لا يا ذكي في كل شيء، وفي إنصافي تصبح أنت جد الغباء، لم أمت
ولكن توقف عن ضخ الدماء، وصرت بدله أضخ عشق إنسانة أعادتني للحياة من بعد فناء، لم
يمت القلب بل انتفض ليحيى من أجله وليس من أجل العقل، فأنا الذي عقله أوقف الحب في
مدار الطرق إلى قلبي وقال له ليس لك هنا من مكان فارحل بحثا عن آخر يقبل فهذا
القلب لي أنا العقل، وليس لديك لي ثمنا لي تقبله يداي فتتكبل، عذارا أيها الحب فهذا
جسم له ملك أنا والكل فيه بخدمتي يتبجل، صبر القلب على هذا الظلم وقال في نفسه
عذرا أيها العقل تعرف كل شيء لكني أجزم لك أن الأحوال تتبدل، وهاهي الموازين
انقلبت، فماذا فعلت هل أجرمت؟ نعم من زاوية عشقي للحروف والبحث والعلم قد أجرمت،
لكن من زاوية العدل أقول لم أجرم ولكني أستسلم لست بعقلي انطقها لكن كلمة املاها
الفؤاد في حواره معي وهو يلومني وكأنه يقول لي لا تخف لست أنا من يتخلى عنك فقلب
الصادق دليله، أيها المتسائل عما بك، أحمق أنت ؟ أجننت ؟ أيها المتسائل خلف سطورك
لست أنا من يبدل الطاقة دون أن يتغدى ويتجدد، أو تظنني كثلة لحمية تأتي أدوار
فيزيولوجية محددة مسبقا عن قصد، لا فإلى جانب ذاك أنا كومة من الأحاسيس الرقيقة،
تلاعب كياني المادي كما يلاعب عشبا متعددا زاهي الألوان جنبات واد هدار يدفق الماء
بأصرار، لكن العشب يحمي جنباته من أي انحراف في المسار، فلا تنتظرني معطاء في نفس
الاتجاه، إن لم أنعم بلحظات تزرع عشبا فتانا تسقي فتصير الخصوبة لي عنوانا،
لا تتنظر مني قبل اللحظة هذه شيئا، فأنا الذي صرت بداخلك فلاه، لقد عشقت الحرف
والمتطابقات وكلام سقراط والعقاد، وظننت أنك ستحيى بعقلك المجلاد، فهو اليوم لك
لكن إن لم تفاوضني فأنا اليوم سأعيش لي وإن طال بيننا الخلاف فأنا في وادي ساهم وأنت وعقلك ابقيا خارج الباب ولا تسرع في التهم، فأنا من كان معك طيلة كل فترات العذاب،
خيم السكوت والصمت وأحسست بساعة رحيلي...
نعم لقد سكت العقل، واكتشفت أن عجز العقل أمام حنين القلب إلى ريحانة
الفؤاد، فلا الجسم يشتغل ولا العقل يفكر، إن كان الجنان من واد العشق يرتشف من بعد
ضمإ عاشه خلال سنوات من الحب عجاف، لا أخفي حقيقة أني حزنت عن تواجدي بهذا
المنعطف، كيف أخطأت المسير وعرجت على مدار الغرام ليصل بي الطريق إلى مدينة الحب
والأحلام، كيف لي أن أعيش بينهم وأنا ليس لي رخصة سياقة بهذه المدارات، ليس لي
رخصة ولا أعرف للعشق أدبيات، ولم أجلس يوما على العتبات لأحكي لغة الهمسات، قاطعني
قلبي، لماذا تحزن الآن؟ لماذا تبكي؟ هل على ما فات؟ أم على استرخاء عقلك على دفات
الكتاب؟... لا!!! لا تحزن! فإن مسك مني عجز في عقلك اليوم فالمصير هو الاستمرار في
مسيرة الارتقاء، لكن اسمح لي بلحظة أرتشف فيها من عسل الحب ما يبقني على المسير،
وسأرافقك في سفر هوى عقلك غير بعيد، لكن من جديد إنك ستكون منصفا وتعطي كل ذي
حق حقه ولا تكن عنيدا.
فاللهم
يامفرج الكروب، فلقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت، واستحكمت حلقات الأزمات، وطوقت
رقابنا الهزائم والنكسات، وظننا أنه لا نجاة ولا مفر، ولا رفعة ولا عزة، ولا نهوض
ولا قيام، وأن أعداءنا علينا سينتصرون، وستكون لهم الكلمة والغلبة، ونسينا أن الله
معنا، وأنه لن يتخلى عنا، وأنه ناصرنا، وأنه سبحانه من يتولى أمرنا، وهو من يدير
شؤوننا، وهو الذي يبدر لنا، ويقدر لنا في هذه الحياة ...
وما قصدت
بكلماتي هذه السياسة وحسب، بل أردت البعد النفسي، والحالات الشخصية الفردية،
والمشاكل الخاصة والعامة، المالية والعائلية، وشؤون الأسرة والجماعة، والفريق
والشركة، وكل ما هو دون الأمة والدولة...
يا صاحب
الهم إن الهم منفرج
أبشر
بخير فإن الفارج الله
اليأس
يقطع أحياناً بصاحبه
لاتيأسن
فإن الكافي الله
الله
يحدث بعد العسر ميسرة
لاتجزعن
فإن الصانع الله
إذا
إبتليت فثق بالله وارض به
إن الذي
يكشف البلوى هو الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق