مصير الديمقراطية في بلدان
الربيع العربي
في نشاط للعدالة والتنمية بإقليم
إفران
البوابة الإلكترونية "فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو- محمد عبيد
تفاءل الدكتور الإدريسي أبو زيد بغذ أفضل للديموقراطية ولثورات الربيع العربي خلال محاضرته في موضوع مصير الديموقراطية في دول الربيع العربي، إذ رد أسباب الربيع العربي والانتكاسات التي يتعرض لها لعدة عوامل
عدة أبرزها هيمنة دول الاستكبار خصوصا أمريكا وإسرائيل وتدخلها في الدول التي تعرف
ثورات حقيقية لا تخدم مصالح الدول الكبرى ودول النفط كالسعودية والإمارات،
وصناعتهم للانقلابات عبر طرق مختلفة حسب اختلاف المكان والزمان، مستشهدا بالثورات العالمية خصوصا الثورة الفرنسية والروسية والإيرانية...
جاءت هاته الديباجة بمناسبة تنظيم محاضرة تحت عنوان "مصير الديمقراطية
في بلدان الربيع العربي" نشطها الدكتور الإدريسي أبو زيد/ المفكر وبرلماني
حزب العدالة والتنمية خلال مناقشته للموضوع أمام نخبة من مثقفي إقليم إفران...النشاط الذي أشرفت على تنظيمه الكتابة الإقليمية لحزب
العدالة والتنمية بإقليم إفران، والذي يدخل ضمن سلسلة من اللقاءات الإقليمية ...
وتساءل المحاضر عن الربيع العربي وثوراته هل الربيع العربي بخير؟؟ وهل
الديموقراطية بدوله بخير؟؟ ليخلص إلى أنها ليست كذلك مبديا تشاؤمه مستشهدا بمقولة
"التفاؤل في غير موضعه نوع من خداع النفس"، وليعرب أن هذا الوضع الغير
مريح سيكون فقط على المستوى القريب، لكنه على المستوى البعيد يستبشر الدكتور المقرئ خيرا، وأن الديموقراطية في دول الربيع العربي ستكون بخير، مبديا ثقته
الكاملة في ذلك لكوننا مسلمين واستشهد بالآية القرآنية: "إن الله لا يضيع أجر
من أحسن عملا" مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة استحضار النية الصالحة والعمل الصالح
حتى يتحقق وعد الله بالنصر، وبسط في عرضه للموضوع كون من قاد الثورات في دول
الربيع العربي هم طليعة من الشباب والنساء والديموقراطيين قاسمهم المشترك هو الحلم
بوطن أفضل، ليتحدث عن مبدأ التغيير الذي قسمه لمبدئين، الأول إصلاح سلمي كتجربة
تركيا، والثاني تغيير ثوري كتجربة إيران... وثمن تجربة تركيا وما وصل إليه أردوغان
الذي استثمر ما قام به علال مندريس في الخمسينات وأربكان في التسعينات، ليصل
أردوغان إلى حلم هؤلاء جميعا وينجح في الوصول بتركيا لبر الأمان ولتحقق نجاحا
باهرا في مختلف المستويات والمجالات مع تطلعها شعبا وحكومة لسنة 2020 للوصول إلى
مصاف الدول العشر الكبرى.
وأكد الدكتور المحاضر أن الربيع
العربي لن يفشل ولن تدحض تجربته وإنما كل ما يفعل به هو تأخير في تحقيق
التغيير المنشود وترسيخ الديموقراطية، ليعود لإعطاء تجارب من الدول النامية
كالكونغو وانقلاب 1961 على باتريس لومومبا الذي انتخب بشكل ديموقراطي ليحاول حماية
ثروات بلده، إلا أن بلجيكا لم يرقها الأمر كونها تستغل الكونغو وتستنزف ثرواته من
الذهب والألماس لينقلبو عليه عن طريق موبوتو سيسيسيكو مستشهدا بكتابات
الأستاذ منير شفيق الذي نبه إلى ضرورة مراجعة الناتج القومي للدول، ليعرج المحاضر
على بلد نيجيريا ثم الشيلي وكوبا وفينزويلا وألبانيا ويبسط تجاربها مع التغيير
والانقلابات الموجهة من طرف أمريكا والدول الكبرى.
وفي حديثه عن الربيع العربي بالمغرب، ربطه بسياق الخطاب الملكي ل 9 مارس والحكومة الجديدة، ليعبر الدكتور المحاضر عن ارتياحه عن الوضع بالمغرب، فيما أكد أنه كان يستبعد مشاركة الجزائر منذ البداية في الحراك القائم وهو ما وقع فعلا،
بسبب سبقها للربيع العربي بتجربتها سنة 1990 التي أحبطت ونتجت عنها سنوات دموية
خلفت قرابة ربع مليون شهيد ما بين سنتي 1991 و2000 لتعرف بذلك الجزائر جيلا شهد
مذابح فظيعة يصعب عليه ان يعيد التجربة لهول ما شهده وهذا موثق حسب المحاضر الذي
دعا الحضور لقرائة كتاب « La sale guère» لكاتبه
الجنرال السابق الحبيب سواعدية.
وبخصوص تجربة مصر وسوريا وليبيا
أكد المحاضر أن ما يقع لا يعزو أن يكون استمرارا للتجارب السابقة وتدخل أمريكا
وإسرائيل ودول النفط لحماية مصالحها وإجهاض التجربة الوليدة مطالبا الحضور بقراءة
كتاب "ما الذي يريده حقيقة العم سام" لكاتبه نعوم تشومسكي اليهودي
الأمريكي الذي فضح ويفضح أمريكا وإسرائيل والذي وصف في كتابه بشكل دقيق كيف تصنع أمريكا الانقلابات وتتبرأ منها، ليختم محاضرته بالتفاؤل بغذ أفضل للديموقراطية
ولثورات الربيع العربي.
وجدير
بالذكر أن حزب العدالة والتنمية على مستوى إقليم إفران عموما وبمدينة آزرو على وجه الخصوص، نظم
مؤخرا جملة من الأنشطة المحلية منها ماجرى يوم 26أكتوبر الأخير2013 بمقر الحزب بمدينة آزرو تجلى في تنظيم دورة تكوينية
لفائدة الكتابات المحلية والهيئات الموازية للحزب همت موضوعين ارتبطا في السير
العام لكل هيئة، الأول تطرق فيه العضو عمر اجبري إلى منهجية التخطيط وأهدافه وأهميته
في الانتقال من العمل العفوي التقليدي إلى عمل منظم واحترافي يسهم في الرفع من
فعالية ومردودية الهيئة كيف ما كانت وذلك بتحديد الأولويات وكذا الإمكانيات
المتاحة لاستغلالها بشكل جيد، كما تم عرض أهم نقاط ومراحل إعداد مخطط استراتيجي،
فيما كان المشاركون مع عرض ثان، قدمته العضو خديجة بومليك حول التدبير المالي
الفعال، ركزت من خلاله على أهمية ضبط مصاريف الهيئات باعتماد وثائق مبررة لكل صرف،كما
عرجت على أهم الموارد المالية التي يمكن للحزب الحصول عليها وكيفية صرفها باعتماد
القانون التنظيمي للاحزاب ودستور2011 والوثائق المرجعية للحزب مشيرة ومؤكدة على أنه
اصبح من الضروري على كل هيئة أن تضع مخططا ماليا سنويا ابتداء من سنة 2014.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق