مهرجان تورتيت بإفران....
أهي بداية العد
العكسي؟
يبدو أن المهرجان الدولي لتورتيت بإفران أصبح يعدو إلى
الوراء لفرض وجوده كمهرجان سبق وأن فرض وجوده ضمن محفل المهرجانات الوطنية
المتميزة، إذ الكثير من المؤشرات المسجلة على آخر دورة الدورة8 التي جرت نهاية الأسبوع
الأخير توقع على سير هذا المهرجان سيرا عكسيا ونحو محاولات إفشال مساره رغم ما
يمكن أن نعترف به من مجهودات تقوم بها الجمعية المنظمة "جمعية تورتيت للتنشيط الثقافي والرياضي
والفني وحماية موروث المدن الجبلية"..من خلال الإعداد القبلي والتحضير وكذا الاجتهاد في استمرارية المهرجان وحياته في ظل جملة من الإكراهات التي
تعترض التنظيم سيما وأن عمالة إقليم إفران تعد الجهة المتبنية أساسا لهذا المهرجان
في ظل الإستراتيجية التي رسمتها الدوائر المسؤولة إقليميا رغم ما تزعمه من استقلالية
من حيث التخصص والدعم، هذا الأخير الذي لايأتي إلا من خلال شروط؟
نذكر هذا والرأي العام المحلي بإقليم إفران لا يغفل هاته
الوقائع بل أصبح التذمر يسكن هاجس العديد من الجمهور المحلي ومعه حتى الفنان
المحلي؟؟؟؟؟؟ إذ تطبع سيرة ومسيرة المهرجان تحكم بعض العقليات في تدبيره وتسييره
تحت ذريعة السلطة الإقليمية الجهاز الوصي على المهرجان والذي له كامل الصلاحية في
وضع الاستراجية والتحكم في دهاليز المهرجان..
لسنا ضد هاته الإجراءات
التي يمكن من خلالها تعزيز حضور المهرجان والارتقاء بمستواه التنظيمي وضمان
استمراريته لكن باستحضار العقلانية وفي حدود الاستقلالية وعدم تجاوز الاختصاص ودون
دس سياسة الكيل بالمكيالين تجاه الجمهور والفعاليات المحلية بمختلف تلويناتها واهتماماتها
ومسؤولياتها؟
المهرجان الدولي لتورتيت لهذا الصيف 2014 خلف استياء عميقا
لدى الجمهور المحلي من حيث الشكل والمضمون للعروض الفنية التي أصبحت نسخة مطابقة الأصل
لسابق الدورات بانتقاء نفس الوجوه والمجموعات الفنية التي تحتكر هذا المهرجان والتي
تكلف الكثير من ميزانيته، تعويضات لا تقل عن 20الف درهم لفنان عادي وتتراوح ما بين
30الى 40ألف درهما لفنان يزعم أنه مشهور، في حين الفنان المحلي لا تتم الاستجابة
لاستضافته ضمن فعاليات المهرجان(وهي واحد من شعارات المهرجان دعم الفعاليات
والفنانين المحليين) إلا عن طريق الاستجداء و تنازلات؟؟ لقبول مشاركته.
عروض الدورة 8 بحسب الجمهور لم تقدم أية قيمة إضافية من
حيث الأداء والعرض، نفس الأغاني المستهلكة سابقا وكان هؤلاء الفنانين لايحملون في
جعبة أجندتهم الفنية الجديد؟ الإضافة الوحيدة التي سجلت على المهرجان استضافته
(بعد وبعد...؟) لفنانة أمازيغية من الإقليم استدراكا لماء الوجه من قبل المنظمين
سيما حين تبين أن الفنانة ابنة آزرو قد بدأت تفرض وجودها الفني في خريطة الأغنية
المغربية الشعبية والأمازيغية في محافل دولية واستقطابها هذا الصيف في مهرجانات
وطنية...
أما عن الفنانين
المحليين الآخرين القليل منهم من صادفه الحظ للمشاركة والاكتفاء بالمشاركة دون قيد
أو شرط؟؟؟
هذا عن الجانب
الفني والعروض، الجانب التنظيمي، يعد النقطة الأكثر إثارة للنقاش بين الجمهور المحلي
انطلاقا من فضاء المهرجان، إذ قبل الدورتين الأخيرتين ومنذ انطلاقته كانت رحاب
المركب الرياضي للمدينة تحتضن لياليه وكان التنظيم لايعرف إشكالا سواء من حيث
استقبال الجمهور أو تتبعه للعروض في ظروف مقبولة... إلا أنه لأسباب مبهمة هذا
الصيف (إن كانت الأسباب الصيف الماضي قد ردت تغيير المكان لظروف استعداد المركب
لاحتضان الاولمبياد الخاص) حيث اعتمدت فضاء مجاور للمركب( ساحة موقف السيارات) لتنصيب
خشبة العروض ومنصة الجمهور الخاص ووراءها الجمهور العام، فإن طاقته الاستيعابية للجمهور لا ولن تتجاوز
ال8آلاف متفرج بشكل متكدس... هذا التحويل لمنطقة العروض كان له الأثر السلبي على
سير وتنظيم المهرجان طيلة لياليه الثلاث أبرزها الحفل الختامي الذي اعتبر حضور
الجمهور فيه قياسي لم يتجاوز ال6الاف وأن من بين هذا الجمهور(وإن كان في غالبته من الفتيات والأطفال) من تكبد العناء منذ
حلوله بممر الاستقبال الأول حيث تعنت ومزاجية المكلفين بالدخول الذين حرموا العديد
من الجمهور من ولوج سواء المنصة العامة أو المنصة الخاصة رغم توفرهم على دعوات
رسمية... مما حدا بالبعض من هذا الجمهور إلى الرجوع من حيث أتى متذمرا خائبا بل
نادما على تنقله لعين المكان... المكلفون بالولوج والذين اغلبهم من شركة الأمن
الخصوصي تحدوا أي سلوك لائق في تعاملهم من الوافدين على المهرجان بل من المواطنين
من تم استفزازه واختلاق جو مكهرب تجاهه أدى إلى تدخل الشرطة(؟؟؟؟)..الشرطة التي من
جهتها كانت تائهة في عقلنة التنظيم لتعدد التوصيات الموجهة إليها من أكثر من جهة (منظمين
وسلطات إقليمية وحتى أعوان سلطة؟؟؟؟)...) ورغم ذلك إن كانت قد اهتمت لعملها في
محيط وداخل مكان المهرجان فإنها غفلت الاهتمام بما يجري بالقرب من هذا المكان على
مستوى الشوارع المؤدية إليه حيث مثلا تفرج المتوافدون على المهرجان على أكثر من
مشهد شجار بين البعض من الناس في شارع الثانوية علال الفاسي والذي تحول لحظة إلى
ميدان عراك حين افرز شاب عنتريته على أفراد أسرة عابرة أدى إلى ضرب سيدة التي انهارت
أرضا بالأعصاب تدخل على اثر هذا بعض المارة لاسترجاعها أنفاسها ولم يكتف الشاب المتعنت
( وبعنترية) من جبروته... نفس المشهد من العراك كان حينه قائما بنفس الشارع مع أطراف
أخرى لكن الأمن والعمومي و أيضا الخصوصي الذين كان عليه أن يراقب هذه المنطقة
اكتفى بحماية وفد العامل وضيوفه من نوع خاص ولو أن هذا البعض من الضيوف لم يكن
غريبا عن الإقليم... أومن غيرالعادي؟؟؟؟؟
إنها غيض من فيض مما رافق الدورة 8 من المهرجان الدولي لتورتيت وهي مشاهد لا تشرف بل لا تدعو بالتفاؤل لمزيد من إشعاع هذا المهرجان والذي يتطلب مراجعة مواقف عديدة شابت سيره هذه المناسبة.
الجانب الإعلامي
يشكل أيضا نصيب من الملاحظات ضمن المهرجان، في سابق الدورات كان حضور متميز للإعلام
وكانت مواكبة وتغطية شاملة ومتعددة وفي حينها من قبل البعض من الإعلاميين و حتى أن
بعض فقرات المهرجان كان لها حظ في تمريرها مباشرة على شاشة التلفزة ... في هذه
الدورة شكل غياب مجموعة من وسائل الإعلام المجدة والمتفانية في عملها، حتى أن إشعاع
الدورة لم يواكب مع أيامها كالعادة ولاسيما في المواقع الالكترونية (مادام
المهرجان يتزامن مع نهاية الأسبوع وعطلة الإعلام المكتوب الورقي).. إعلاميون يحظون
بالاهتمام والضيافة والكرم في غياب العطاء المنتظر من هذه الإكراميات؟... في حين
يتم التعامل مع البعض الأخر بجفاء وحتى أحيانا بمحاولات استفزازية أثناء أداء مهام
البعض؟؟؟؟؟ كما أن المنظمين كثيرا ما طلب منهم تخصيص جناح آو مكان(صف) خاص بالصحافة
تتوفر فيه شروط العمل حتى يتبين لمن يتعمدون تجاهل الصحافة وهي تقوم بمهامها أن
تحرك هؤلاء الصحفيين هو في إطار أدائهم لمتهمهم والقيام بعملهم لا ولم يحضروا من أجل
الجلوس والتموقع في صفوف الجمهور سواء منهم العادي أو الخاص ولا في الصف المخصص
للمسؤولين وضيوفهم؟ فالصحفي ليس مقيدا بالركون دون التحرك لأداء مهمته... وهي
ملاحظة أيضا تعد سلبية على المنظمين للمهرجان.إنها غيض من فيض مما رافق الدورة 8 من المهرجان الدولي لتورتيت وهي مشاهد لا تشرف بل لا تدعو بالتفاؤل لمزيد من إشعاع هذا المهرجان والذي يتطلب مراجعة مواقف عديدة شابت سيره هذه المناسبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق