الملك يصفع البرلمانيين والأحزاب السياسية ولوبيات ومحترفي الانتخابات
فهلا تعقلتم يا سياسيينا الكرام؟
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرو-محمد عبيد
وجه الملك محمد السادس نصره الله وأيده انتقادات لاذعة إلى "لوبيات" الانتخابات و"محترفيها" في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة التي جرت مساء يومه الجمعة 10أكتوبر2014 بمقر البرلمان .
واعتبر الملك محمد السادس خلال افتتاح الدورة البرلمانية – أن السنة التشريعية الحالية تعد سنة حاسمة في المسار السياسي للبلاد بالنظر للاستحقاقات التي تتضمنها، مؤكدا أن الخيار الديمقراطي ثابت لا رجعة فيه.. موضحا أن الخطاب السياسي يقتضي الصدق مع المواطن والموضوعية في التحليل، والاحترام بين جميع الفاعلين بما يجعل منهم شركاء في خدمة الوطن.
ودعا جلالته الجميع للإعداد الجيد للاستحقاقات القادمة والتحلي بروح الوطنية الصادقة في احترام إرادة الناخبين..مشيرا إلى أن العام الحالي سيكون حافلا باستحقاقات مهمة...
وشدد ملك المغرب على ضرورة ألا تكون الانتخابات المقبلة غاية في حد ذاتها، وإنما يجب أن تكون مجالا للتنافس السياسي بين البرامج والنخب لخدمة الموطن وليس حلبة للمزايدات السياسية...
كما دعا العاهل المغربي إلى اعتماد ميثاق حقيقي لأخلاقيات العمل السياسي بشكل عام، دون الاقتصار على بعض المواد، المدرجة ضمن النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان و الى إرساء ميثاق حقيقي لأخلاقيات العمل السياسي بين الفرقاء لمنع التجاوزات والانزلاقات في الخطاب السياسي ، من جهة أخرى تساءل محمد السادس أمام برلمانيي الغرفة الأولى والثانية:" ماذا أعددتم من نخب محلية وبرامج للانتخابات القادمة ؟."
وأعرب الملك محمد السادس عن اعتزازه بمغربيته.. مشددا على ضرورة اعتزاز الجميع بالوطن، وتجسيده فى العمل والتعامل يوميا...
وأكد أن الرأسمال البشري الرصيد الأساسي للبلاد في تحقيق كل الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية ومواجهة تحديات التنمية، مشددا على أهمية تأهيل المواطن وإصلاح منظومة التربية...
كما أعرب عن تقديره للمرأة المغربية – بمناسبة اليوم الوطني للمرأة – ودورها فى كافة المجالات داخل المغرب وخارجه لمساهمتها الفعالة في تنمية الوطن..
ويستخلص من خطاب جلالة الملك في افتتاح هذه الدورة غضبه من سيرة وتسيير الشؤون البرلمانية بل امتعاضه من غياب الأخلاقيات عند البرلمانيين عندما قال جلالته: "إن الخطاب السياسي في البرلمان لا يرقى إلى ما تتطلع له فئات الشعب وأن خلافاتكم السياسوية تضعف ثقة المواطنين في المؤسسات".
فهلا اعتبرتم يا سياسيينا الكرام؟
إذا ما استحضرنا واقعنا اليومي أنه لم يعد الشارع المغربي يتكلف عناء التفكير في السياسة أو في أحوال رجالها الذين يصارعون في الوقت الضائع من أجل مكان داخل المنظومة المريضة بداء الجرب، كما لم يعد المواطن المغلوب على أمره يعرف حتى اللون السياسي الذي يميز المنتخب الذي أعطاه صوته، فالألوان كثرت والأحزاب اختلطت عليه، وبرلماني المدينة في حالة فرار دائم، فرار من واقع مرير وعد يوما أنه سيسهم في نمنمته وتنميقه بركام من التمني الذي لا يحقق المطالب.
لا شك أن الماضي بتراكماته ورغم رجعية التعامل مع كثير من أحداثه التي أثرت في راهننا السياسي المريض، يبقى فاعلا ومؤثرا أساسيا في حاضرنا، وإذا ما اعتبرنا الأخطاء الجسيمة التي اقترفها سياسيونا الكرام، مجرد هفوات ينبغي نسيانها، فلا بد وأن نفكر بالجدية اللازمة في سبل التخلي عن مبادئنا دون مزيد من الخسائر أو الإحباطات،لأن المبادئ أو المواقف لا يمكن أن تضمن للمرء حرية التواجد كفرد مفكر، في طوابير الأغبياء الذين يتنطعون على كراسيهم، ولا يطلون على العالم إلا من خلفية زجاجية لنظارات فاخرة. فأحوال سياسيينا ومنتخبينا وبرلمانيينا الكرام لا تسر الناظرين، متجهمون عابسون غارقون إلى نواصيهم في ترتيب البيت من الداخل، ولملمة الشظايا والأوراق التي بعثرها انشقاق أو خيانة أو وشاية أو عصيان أو استقالة، فالكائنات السياسية يسمع وقع دبيبها في المحافل والمقاهي وحتى في الحانات والمواخير، حراك مستمر وجعجعة تصطك لها الآذان، وحشد من هنا وتأليب من هناك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق