المرشحون الكبيدة.. ماتت السياسة و عاش المغاربة
كتبه: محمد عبيدالحملة الانتخابية جارية هذه الأيام.. و خلال هذه الأيام كل أنواع الأقنعة أصبحت بادية للعيان و حتى للأعمى.. وجوه من شتى الألوان .. ألوان تنكرية.. مهرجان شبيه بالكرنفال ..كل يطلب الود.. كل يصطنع الابتسامة.. كل يصطنع لغة التصعيد... التصعيد لجعل المخاطب (بفتح الطاء) يعطف على المخاطب (بكسر الطاء).. الكل يدعي أن الوضع الذي عليه أنت و أنت و أنا غير صحيح.. كل يدعي أننا نستحق عيشا كريما.. و أن السابقين لم يعطونا حقنا فيه.. كل يدعي أنه صاحب العصا السحرية.. كل يدعي انه أجدر من سابقه بالتبندير عفوا بالتدبير العقلاني للشأن المحلي.. كل يدعي أن التيـســيــر عفوا التســيـيـر هو أهل له..
فالحملات الانتخابية الجارية هذه الايام تحيلنا على المشهد السياسي المغربي الحالي، الذي يعطي الانطباع المهول بموت السياسة و السياسيين، بالرغم من مقاومة البعض و جماعات صغيرة من الحرس القديم لجيل الاستقلال ، نظرا للجو المحموم من الانشقاقات و التصدعات داخل الأحزاب و التكتلات السياسية و الحرب الكلامية و اعتبارا أيضا للشتات الذي تعيشه الساحة السياسية ببلادنا من أحزاب و هيئات و نقابات و غرف مهنية و تجمعات جمعوية.. و إن كان هذا الشتات تتخلله بين الفينة و الأخرى تحركات وحدوية بين قوى أو تيارات متقاربة إيديولوجيا أو متفاهمة على أرضية دنيا..
ففي بلد صغير جغرافيا- لا تتعدى ساكنته حسب الإحصائيات الاثنين و الثلاثين مليون نسمة – نسجل تضخما هائلا في المقاعد البرلمانية النيابية و الاستشارية – زهاء ست مائة منتخب- تعادل عدد برلمانيي الهند التي تفوق ساكنتها المليار نسمة – هذا التضخم المريب نجده في تعداد الأحزاب التي تتجاوز الثلاثين .. منها ما هو معطوب لا يقوى على التحرك من مكانه و منها ما منهوك القوى لا تحركه سوى الهيئات الإدارية و المناسبات الرسمية و الانتخابات...
فالسؤال المطروح: ليس لماذا؟ فالجواب بيــن و يعرفه الجميع ، بحيث أن المقاربات السياسية في تدبير الشأن السياسي منذ أزيد من نصف قرن من الاستقلال أتت على كل شيء صالح للبلاد و العباد ، ما عدا ثلة قليلة من الشرفاء و النزهاء و الديمقراطيين الذين قاوموا ضد التيار و ضد الاستهجان و ضد ترويض السياسي للفرقاء..
إن السؤال الملح و المخيف في نفس الوقت هو ، إلى متى؟
فالغريب هو أن التجربة السياسية المغربية بالرغم من سلبياتها و عدم اكتمالها كانت دوما السباقة في فتح آفاق واعدة في التحرر و الديمقراطية و الانفتاح على كل المكونات المجتمعية و السياسية .( تجربتا : منتدى المصالحة و المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان – نموذجا-)
و بدل تقوية هذه التجارب الرائدة في العالمين الإسلامي و العربي و ترسيخها على ارض الواقع بشكل لا رجعة فيه يتم إجهاضها أو اختراقها أو ابتذالها بحيث تصبح مجرد أداة شكلية على شكل المجالس الوطنية ، من بين الأدوات الجاهزة المسخرة لتدجين الساسة و الهيئات السياسية..
هذا شيء يصعب فهمه في محيط عالمي سريع الوتيرة و متحول و قاس، و في محيط مغربي غني بتراكماته السياسية..
فماتت السياسة و عاش المغربة..
فالحملات الانتخابية الجارية هذه الايام تحيلنا على المشهد السياسي المغربي الحالي، الذي يعطي الانطباع المهول بموت السياسة و السياسيين، بالرغم من مقاومة البعض و جماعات صغيرة من الحرس القديم لجيل الاستقلال ، نظرا للجو المحموم من الانشقاقات و التصدعات داخل الأحزاب و التكتلات السياسية و الحرب الكلامية و اعتبارا أيضا للشتات الذي تعيشه الساحة السياسية ببلادنا من أحزاب و هيئات و نقابات و غرف مهنية و تجمعات جمعوية.. و إن كان هذا الشتات تتخلله بين الفينة و الأخرى تحركات وحدوية بين قوى أو تيارات متقاربة إيديولوجيا أو متفاهمة على أرضية دنيا..
ففي بلد صغير جغرافيا- لا تتعدى ساكنته حسب الإحصائيات الاثنين و الثلاثين مليون نسمة – نسجل تضخما هائلا في المقاعد البرلمانية النيابية و الاستشارية – زهاء ست مائة منتخب- تعادل عدد برلمانيي الهند التي تفوق ساكنتها المليار نسمة – هذا التضخم المريب نجده في تعداد الأحزاب التي تتجاوز الثلاثين .. منها ما هو معطوب لا يقوى على التحرك من مكانه و منها ما منهوك القوى لا تحركه سوى الهيئات الإدارية و المناسبات الرسمية و الانتخابات...
فالسؤال المطروح: ليس لماذا؟ فالجواب بيــن و يعرفه الجميع ، بحيث أن المقاربات السياسية في تدبير الشأن السياسي منذ أزيد من نصف قرن من الاستقلال أتت على كل شيء صالح للبلاد و العباد ، ما عدا ثلة قليلة من الشرفاء و النزهاء و الديمقراطيين الذين قاوموا ضد التيار و ضد الاستهجان و ضد ترويض السياسي للفرقاء..
إن السؤال الملح و المخيف في نفس الوقت هو ، إلى متى؟
فالغريب هو أن التجربة السياسية المغربية بالرغم من سلبياتها و عدم اكتمالها كانت دوما السباقة في فتح آفاق واعدة في التحرر و الديمقراطية و الانفتاح على كل المكونات المجتمعية و السياسية .( تجربتا : منتدى المصالحة و المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان – نموذجا-)
و بدل تقوية هذه التجارب الرائدة في العالمين الإسلامي و العربي و ترسيخها على ارض الواقع بشكل لا رجعة فيه يتم إجهاضها أو اختراقها أو ابتذالها بحيث تصبح مجرد أداة شكلية على شكل المجالس الوطنية ، من بين الأدوات الجاهزة المسخرة لتدجين الساسة و الهيئات السياسية..
هذا شيء يصعب فهمه في محيط عالمي سريع الوتيرة و متحول و قاس، و في محيط مغربي غني بتراكماته السياسية..
فماتت السياسة و عاش المغربة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق