السبت، 24 نوفمبر 2012


قضية و موقف//
 مدن الكوارث....و الله يستر؟
آزرو نموذجا
محمد عبيد (آزرو)
بعيدا عن الشعارات البراقة والإحصائيات الرسمية الزائفة ،أوضاع الشعب المغربي أكثر كارثية،فيوم واحد من الأمطار يكون كافيا ليحول حياة العديد من المغاربة إلى جحيم،وليكشف عورة (الطرقات) وقنوات الصرف،ويفضح (البنية التحتية) المهترئة، بلد يعم فيه الفساد والرشوة والغش جميع القطاعات من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين، تحولت الشوارع والطرقات إلى حوض مائي لا تميز فيه بين حفرة وعقبة، أناس عديمي المسؤولية والضمير همهم هو الربح ولو بالغش في غياب تام للمراقبة،والكل يتذكر كذلك فاجعة مسجد مكناس،وأطفال أنفكو الذين ماتوا السنة الفارطة 2011، و الآن تنهار دور على رؤوس أهاليها بعدد من المدن سيما العريقة بها من الأحياء (فاس و الدار البيضاء..)  و في آزرو الأكثر تهميشا لهاته الدور استفحل مع التعامل السلبي للسلطات المحلية و أيضا الإقليمية لإفران حيث أصوات مبحوحة ارتفعت منذ سنوات و حتى نهاية الأسبوع الأخير زادتها كارثة انهيار سقف دار آيلة للسقوط ( تابع التفاصيل بمقال في الموضوع ضمن البوابة)... أهذا قضاء وقدر أم تلاعب واستهتار بأرواح المواطنين الأبرياء، وسنويا بالعشرات ؟؟..إننا فعلا لازلنا بعيدين جدا عن الركب،لازلنا "واحلين" غير مع القناطر التي تغمرها المياه،مما يؤدي إلى عزلة مناطق بكاملها بسبب قنطرة!! وتنهار… قنوات الواد الحار العاجزة عن استيعاب مياه الأمطار،
أين هي روح المسؤولية والمواطنة،وروح المحاسبة والعقاب؟
إذا كان كل ساخط على الوضع المزري الذي تعيشه عدد من المدن و القرى و المداشر بجهة مكناس تافيلالت على مختلف الأصعدة يتهم بالخيانة والكذب،فإن الأمطار الأخيرة التي جاءت لتعري ما تبقى مستورا..كل من يقول بهذه الحقائق الكارثية المرة، يجد في طريقه مضللين مجاملين، يصفونه بالسوداوي والعديم الوطنية وغيرها من التهم التي تسعى إلى تجريمه و تبخيس الحقائق التي يقولها، بل وتحويلها إلى مجرد أكاذيب، لكن الحمد لله فالأمطار لا تكذب!! و من يقول الحقيقة في هذه المنطقة من نبع غيرته على وطنه ومصير مواطنيه، لكل غيور على هذه الجهة من ربوع هذا الوطن العزيز أمطار تعرية جاءت لكشف سوءة (المسؤولين)،وتعرية الفساد والنهب والغش والسرقة التي تعرفها كل القطاعات بدء بأبسط الموظفين وصولا إلى أكثرهم شأنا وأعلاهم مرتبة ونفوذا، و خير مثال إقليم إفران و ما تعرفه مدينة آزرو من تلاعبات في إعادة هيكلتها لم تستقر بعد و طيلة العقد الأخير من الزمن على وضع بنيوي سليم أمام كثرة البرمجة و إعادة البرمجة من قبل مهندسي و مصممي الصفقات العمومية ،فهل سيخرج ساكنة آزرو للتنديد بما كشفت عنه "أمطار التعرية" من فساد؟؟أم أنهم لا يخرجون إلا إذا دعوا إلى ذلك، متناسين أن أغلب أولئك الذين يدعونهم إلى التظاهر والخروج بالملايين هم أنفسهم المسؤولون عما يحل بهذه المدينة  من كوارث؟؟ هنا وجب التأكيد أني لست ضد التظاهر لصالح القضايا الوطنية،لكن ضد التلاعب بمشاعر المواطنين والضحك عليهم واستغلال وطنيتهم وتحقير ذكائهم،وتحريف أنظارهم عما يتخبط فيه هذا الوطن من أزمات،حيث الفساد و التفقير والنهب والتهميش والبطالة هو أول ما يجب على المغاربة الأوفياء المغبونين على أمورهم  أن ينتفضوا ضده،فالتظاهر و الاحتجاج يجب أن يكون ضد من أولا؟؟؟..،هل على هشاشة البنية التحتية من طرقات، و من قناطر و من قنوات و من مستشفيات، و من مدارس...أم ضد القائمين على الشأنين المحلي و الإقليمي الفاشلين في كل شيء، والتي يتداول المواطنون في السر كما في العلن أنهم المسؤولون الأولون عن هذه الكوارث،و قولوا:"الله أستر أوصافي"؟؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق