عين
اللوح بين النسيان والعصيان
بقلم: الهاشمي
أبرباش– مدون –عين اللوح يومه 08 ابريل 2013
لأول مرة يصلي الناس جماعة بالساحة المركزية، ولأول مرة
لا تقام صلاة الجمعة ولا يخطب الخطيب على المنبر، ولأول مرة تعسكر قوات التدخل
السريع وسط قلب البلدة، ولأول مرة تنظم أشكال احتجاجية غير مسبوقة كما ونوعا خلال
ايام قليلة من مسيرة شعبية مشيا على الأقدام وتحت أمطار الخير ووقفات احتجاجية في
ساحة التحرير ومسيرة شبابية، واعتصام لفئة أخرى من الساكنة قرب مركز القيادة، هذا
ونستحضر كذلك وقفة النساء السلاليات للمطالبة بحقوقهن وغضبة جمعية فنون الأيادي
واستنكارها للمنع الذي طالها وهي تعتزم تنظيم نشاط خيري اجتماعي، دون ان نغفل عن
درجة الاحتقان التي وصلت اليها الساكنة بسبب غياب تنمية حقيقية وتسلط مفسدين على
سلطة القرار، وكثرت المطالب وتنوعت بكثرة المشاكل وتشعبها، فمن مطالب بلجنة تقصي
الحقائق في ملفات الفساد الإداري بالجماعة القروية الى مطالب بملف مطلبي للتنمية
والتشغيل وفك العزلة ومحاربة الهشاشة وتعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات
الاجتماعية والصحية والتعليمية والخدماتية.
عين اللوح القرية المنسية وسط جبال الأطلس المتوسط،
الشامخة بجبالها وبأشجار الأرز والصنوبر والبلوط، الساحرة بجمالها وطبيعتها
ومياهها، هاته القرية التي أريد لها أن تصبح بؤرة للفساد والتهميش والحكرة، وهي
التي قاومت الاستعمار الفرنسي بنسائها قبل رجالها، وبصمود أهلها وثباتهم في عهد
الاحتلال أريد لها أن تقبر وتذل، فحيكت ضدها المؤامرات ونهجت اتجاهها سياسات ترمي
لجعلها بؤرة للفساد الأخلاقي وقلعة للوبيات الفساد الإداري الذين تكالبوا عليها من
خلال مجالس الذل والعار والنهب واختلاس المال العام، وهذا ما سعو إليه وحققوه
بتواطئ المفسدين والمستفيدين من نهب خيراتها، فحولوها إلى ماخور للدعارة والمخدرات
والجريمة، ونهبوا خيراتها حتى أضحت من افقر الجماعات بعدما كانت اغنى جماعة قروية
في افريقيا ... الحديث يطول عن الأسباب والمسببات، إلا أن ما يهمنا اليوم هو أن
نتحدث عن السنوات الأخيرة، والتي عرفت هبة للكرامة وأشعلت شرارة للتغيير بدأت في
31 مارس 2010 تنديدا بالخروقات التي شابت صفقة كراء منتجع أجعبو واستمرت خلال ستة
اشهر تطالب بحماية المال العام بالبلدة، لتتحول في شهر شتنبر 2010 إلى انتفاضة للكرامة
لتطهير البلدة من الفساد الأخلاقي ومن ظاهرة الدعارة التي أقضت مضاجع الصغار والكبار
والنساء والرجال وتسببت في هجرة لساكنة البلدة
نحو مناطق أخرى وهذا ما وقع من خلال عمل شاق دام أكثر من سنتين ولا زال
قائما لحدود يومنا هذا، عمل اتفقت عليه عموم الساكنة وتجندت لتأطيره وتنظيمه
منسقية الكرامة لمحاربة الفساد بعين اللوح، فتحققت نتائج باهرة ذهل الجميع
لتحقيقها وفرحوا بها إلا فئة من المفسدين غاظهم ما تحقق وخططوا لإفشال العمل
الجماعي وكرسوا لمسعاهم كل الخطط وكل الوسائل وكل إمكانياتهم ففشلوا في ذلك فشلا
ذريعا، ليعلنوا سخطهم على البلدة ورغبتهم في اقبارها واذلال اهلها وعرقلة تنميتها
من خلال ما مواقعهم ومسؤولياتهم في تسيير المجلس القروي والشان المحلي وعلاقاتهم
بلوبيات الفساد على المستوى الإقليمي والوطني، ومن خلال تحالفهم مع مسؤولين
يتقاسمون معهم أهدافهم وتسلطهم وتجبرهم ، فمنعوا الانشطة الهادفة والجادة التي
تحاول بعض الجمعيات الجادة القيام بها وتنظيمها وشجعوا الجمعيات التي تسبح في
فلكهم وتفسد مثلهم وتسعى لنهب المال العام واستنزاف البقرة الحلوب عين اللوح، وتعداه الامر الى للتخطيط لبيع ممتلكات الجماعة بعدما أجهزوا على الغابة التي تشتكي إلى
الله والله يسمع شكواها، وتمت المؤامرة من خلال دورة استثنائية سرية عقدت
بمكتب رئيسهم ومنظرهم في يوم الجمعة العظيم عند الله 29 من شهر مارس 2013، فكان
الرد قويا من طرف الساكنة والمجتمع المدني الذين نظموا وقفة حاشدة يومه الأحد 31
مارس 2013، فكان بذلك يوم 31 من مارس يوما مشهودا بعين اللوح كان في سنة 2010
بداية لحراك شعبي ضد الفساد الإداري ليكون في سنة 2013 يوما تاريخيا ضد كل أشكال
الفساد الإداري ومطالبا بلجنة تقصي الحقائق بالبلدة ومطالبا بتحقيق ملف مطلبي شامل
لمختلف مشاكل البلدة، وهذا ما حرك جيوب المقاومة المضادة لمكافحة الفساد لتتجند
وتخطط لإفشال هذا الحراك الجماهيري المشروع، ففكر لوبي الفساد في إشعال الفتنة
بالبلدة واشغال الساكنة بمشاكل أخرى، ووجدوا ضالتهم في إمام مسجد القرية لا ذنب له
إلا أنه كان سببا في اجتماع الساكنة حوله
لكونه محط إجماع وقبول من الجميع ، فأصدروا القرار الجائر بطرده وتوقيفه
دون مبرر وبدون صائغ بتواطؤ مع المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية ورئيس المجلس
العلمي بإفران، فتأجج الوضع بقرية الكرامة التي احست بالإهانة والاحتقار خصوصا أن
هذا الأمر تم تداوله خلال يوم الثلاثاء 26
مارس 2013 وسرب قرار رغبة المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بإيقاف الإمام، وعلى
إثر ذلك خرج الناس لأول مرة للصلاة في الساحة المركزية احتجاجا لأداء أربع صلوات
هي المغرب والعشاء والصبح والظهر في الساحة العمومية، ليعودوا للمسجد لأداء صلاة
العصر ليوم الأربعاء 27 مارس بعدما فتح
حوار بين الساكنة والمسؤولين توصل فيه
الجميع لاتفاق يصون كرامة الساكنة وإمام البلدة ويلزم المندوب والمسؤولين باحترام
القوانين والحريات العامة، ليتنصل المندوب والمسؤولين من كل الالتزامات خدمة
لأجندة لوبي الفساد، فكان قرار الطرد يوم 05
ابريل قبل صلاة الجمعة بقليل كفيلا بخلق سخط عارم لدى عموم المصلين الذين جاؤوا
للاستماع لخطبة الجمعة فوجدوا انفسهم يسمعون صيحات من هنا وهناك
تنادي برد الاعتبار للبلدة ولإمامها ليتفاعل معها الجميع ويقرروا عدم
السماح لأي كان بتعويض إمامهم وخطيبهم، فكان القرار بالاكتفاء بصلاة الظهر لأول
مرة بالمسجد المركزي لعين اللوح، وعدم الاستماع لخطبة الجمعة للخروج في مسيرة
حاشدة وفي أجواء ممطرة جابت شوارع عين اللوح وختمت قرب مقر القيادة، لترسل رسائل
للمسؤولين بأنه لا بديل عن إحقاق الحق وإرجاع إمام المسجد لمنصبه معززا مكرما، ولتتوالى
بذلك الأحداث عقب كل صلاة يجتمع الناس ويقرروا في أمرهم فكانت القرارات الأولى
انذارية وتمثلت في وقفات يومية عقب صلاة العصر وتميزت بسلميتها وحضارية اشكالها
لكن السلطات وبشكل غير مفهوم تفاجأ المحتجين يوم الأحد 07 ابريل عقب صلاة العصر
وهم في وقفة سلمية بارسال قوات التدخل السريع لأول مرة تدخل مركز البلدة وتعسكر
بالساحة المركزية مستفزة بذلك مشاعر الساكنة التي لم يكن ردها سوى ان تعالت
اصواتها بالشعارات الدالة على الحدث والكلمات المتناغمة مع الموقف، ورغم هذا الحدث
الغير مسبوق لم يكن من المحتجين الا الالتزام بالاعراف العامة للنضالات السلمية
المشروعة ولتنصرف بشكل حضاري بعد انتهاء شكلها الاحتجاجي لتشكل في اجتماعها الليلي
لجنة للتحوار مع السيد عامل اقليم افران من المنتظر ان يعقد اللقاء يومه الثلاثاء
09 ابريل، وتميز يوم الاثنين 08 ابريل بمسيرة لفئة من الساكنة تطالب بتمكينها من
هبات ملكية لم تتوصل بها رغم اقرارها، وليعرف المساء وقفة بمنطقة ازغار وزناك
للمستفيدين من هاته التجزئة التي دشنها ملك البلاد قبل سنوات عديدة ولا زالت تعرف
عراقيل ومشاكل من اجل اعطاء الانطلاقة للشروع في العمل فيها، ولا زال الوضع ببلدة
عين اللوح يعرف احتقانا كبيرا في انتظار ايجاد الحلول المناسبة والسريعة لتخطي هذه
المرحلة الحرجة من تاريخ بلدة لطالما طالها النسيان لكنها صنعت الحدث خلال السنوات
الأخيرة لتصبح حديث الصحف والمجلات الوطنية والدولية، ليحق لنا التساؤل في الأخير هل الثورة انطلقت من عين
اللوح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق